أعمدة

5 سنوات مبشّرات

قبل 5 سنوات تولى السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ـ مقاليد الحكم فـي سلطنة عمان، 5 سنوات مرت كالبرق، تحولت فـيها البلاد إلى مسارات واسعة، وكان الإنجاز المالي والاقتصادي على وجه الخصوص هو العنوان الأبرز لهذه المرحلة، حيث تقلص الدين العام، وتحسّن التصنيف الائتماني لسلطنة عمان، وتم الإعلان عن مشروعات استراتيجية كثيرة، ومدن مركزية حديثة، وفُتحت أبواب استثمارية واعدة، وبدأ المسار الاقتصادي واضحا، ويسير بثبات نحو الهدف الذي رُسم لأجله، وما يزال هناك الكثير من العمل فـي هذا الجانب حتى يتحقق التوازن المالي، وتتحقق الرؤية الكاملة لهذا المسار المهم، والتي رسمها السلطان المفدى.

5 سنوات كانت مليئة بالتحديات الكبيرة، والمصاعب الكثيرة، ولكنها ذابت أمام الإرادة الصلبة، والعزيمة الفولاذية للسلطان هيثم ـ دام عزه ـ فأمام التحديات المالية والإدارية التي كانت ماثلة أمام المشهد صارت هناك رؤية واضحة، تساندها حكمة سديدة، تحاول بثبات وعناد نادرين أن تعيد التوازن لهذين الجانبين (المالي والإداري)، وتعيد صياغة هذين المفهومين بشكل حديث وعصري، فتم فرض إصلاحات مالية حمت استنزاف المال العام أو هدره ما كان له أثر فعال فـي تحقيق نجاحات متتالية فـي المسار المالي، كما كان لإعادة هيكلة الجهازين الإداري للدولة، أثر واضح فـي تقليص العجز المالي، والقفز خطوات بعيدة فـي رؤية عمان 2040.

هناك مسار ثالث غير مباشر تحقق خلال السنوات الخمس الماضية، قد يغفل عنه الكثيرون، وهو إعادة تنظيم الشخصية العمانية، والخروج به من الاتكالية الدائمة على الدولة فـي إدارة شؤونه العامة والخاصة، إلى تشكيل شخصية أخرى، تعتمد على ذاتها فـي تحقيق مستقبلها، والحد من الاستنزاف الزائد لمواردها المالية الخاصة، وهو ما يتيح للمواطن الكثير من «التعقل» فـي إدارة مصاريفه الخاصة، والاتجاه نحو الادخار.

ومن جانب آخر تشكلت شخصية جديدة للموظف العماني، حيث تقلص دور التدخل البشري فـي الكثير من المعاملات، وحلّت التكنولوجيا والآلة مكان الموظف فـي إنجاز معظم المعاملات، فاختصر ذلك الوقت والجهد، ورغم أنه ما يزال الوقت طويلا فـي هذا المسار، إلا أن الخطوة الأولى بدأت، ولا مجال للتراجع عنها، وهو ما سيعود فـي النهاية لصالح المواطن بشكل عام، حيث سيحقق ذلك الكثير من النزاهة، والحيادية، والموضوعية فـي التعامل مع المراجعين.

5 سنوات مرت، وسلطنة عمان تسير فـي طريق صعب، وشاق، ولكنه سيعود فـي نهاية المطاف على الوطن، والشعب بالخير العميم، وسيجني المواطن ثمرة جهده، وكفاحه، وصبره، ووقوفه إلى جانب قيادته الحكيمة، وثقته فـي رؤيتها البعيدة، والتي لا يمكن تحقيقها دون تضافر كل الجهود، وتكامل كل المنظومات البشرية والمالية، وتسخير كل الإمكانيات المادية، واستثمار جميع الثروات الوطنية لتحقيق هدف واحد، وهو الوصول إلى رؤية يفخر بها العمانيون، خطط لها، ويرعاها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ـ، ومن ورائه رجال مخلصون ضحوا بجهدهم، وعرقهم، ووقتهم من أجل تحقيق حياة أفضل لهذا الوطن العظيم.

فـي يوم 11 يناير 2020م كان حفل تنصيب صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ـ ليتولى أمانة هذا الوطن المعطاء، وها هي 5 سنوات مبشرات مرت، تحقق خلالها المرحلة الأولى من رؤية عمان 2040، وما يزال هناك الكثير من العمل للوصول إلى الهدف النهائي لتلك الرؤية.

وكل عام وجلالته يرفل بثوب الخير والعافـية، وهذا البلد العزيز وشعبه الكريم فـي بهاء وجلال ونماء.