العيد الوطني الرابع والخمسون .. معًا نبني عُمان
الاحد / 14 / جمادى الأولى / 1446 هـ - 20:21 - الاحد 17 نوفمبر 2024 20:21
يعتبر احتفال سلطنة عُمان بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد الذي يصادف الثامن عشر من نوفمبر احتفالًا استثنائيًا في المنجزات التي شملت جميع قطاعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسة الخارجية التي أسهمت على مر التاريخ والأزمان بأن تظل عُمان دولة راسخة البنيان عظيمة بشعبها عظيمة بقيادتها، التي تعمل نحو توجيه بوصلة الدولة لتكون ضمن الدول المتقدمة، وهذا ليس بغريب على دولة كانت وسوف تستمر «إمبراطورية» في النهج وفي رسم السياسات الخارجية وفي بناء علاقات حسن الجوار لخدمة مصالحها الاقتصادية ومصالح أمتها العربية والإسلامية.
لنبني عُمان معًا أيها المعلم بالمؤسسات التعليمية العامة والخاصة فبناء الدولة أساسه التعليم وهدم الدول يكون عن طريق ضعف جودة التعليم وعدم حصول المعلمين على أعلى مستويات التدريب المعرفي المستمر، كما أن بناء الدولة يكون بالتربية التي تقوم على غرس القيم والمبادئ والمحافظة على الأخلاق والسمو في التعامل بين ما يحيط بالبيئة المدرسية من المعلمين والطلاب وأولياء الأمور. بناء التعليم يقوم على تأهيل جيلٍ من المدرسين المخلصين في عملهم الذين رضوا بأن يحملوا على عاتقهم بناء جيلٍ من الشباب الذين يحلمون بمستقبل مشرق ينير لهم طريق العلم والمعرفة، ليكون شعار التعليم هو المعرفة المتجددة التي تقوم على البحث وعلى الابتكار المعرفي وأن يقوم كل فرد من أفراد القطاعات التعليمية بدوره المنشود بإيمان صادق وعزيمة وقادة نحو نشر العلم على المحيط الاجتماعي باستخدام الأساليب المتقدمة في طرق التعليم، فهذا النظام الوطني لتقويم أداء المدارس سوف يدشن قريبا فكن أيها المعلم وأيتها المعلمة مشارك في تنفيذه مقبلين على التغيير في منظومة التعليم ليصبح التعليم متميزا في جودة مخرجاته الأساسية. لنبني عُمان معًا أيها العاملون بمؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة من أجل تعليم جامعي مستدام يحقق التطلعات التي ينشدها القطاع الخاص في الحصول على مخرجات لديها المهارات والكفايات العلمية والشخصية لتسهم في بناء الاقتصاد الوطني، فالعالم يتغير بوتيرة متسارعة. وليكون احتفال من يعملون بتلك المؤسسات بأن التعليم يحتاج إلى تحسين مستمر وعمل دؤوب للرقي بالمؤسسات التعليمية نحو الاعتراف العالمي ونحو تكوين مُخرج تعليمي يستطيع المنافسة على الوظائف بكفاءة عالية. فلا عذر لأي أحد اليوم إلا وأن تكون له بصمة واضحة في تطوير التعليم الجامعي والعالي ليواكب المتغيرات التي تحدث في الثورة العلمية. ولكن مع الحذر من الإفراط في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي نظرًا لآثارها المدمرة على التفكير والتحليل العلمي. مع الابتعاد عن النقل السطحي للمعلومات والبيانات من أجل النجاح والحصول على الشهادات العلمية التي تأتي دون مجهود علمي يستحقها من يحمل لقبها.
لنبني عُمان يا من يعملون في المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة من الأطباء والممرضين وجميع العاملين بالقطاع الصحي نحو الرقي بالخدمات المقدمة للمرضى. كما أن معايير الاعتماد للمؤسسات الصحية التي يتطلع تدشينها قريبا هي مرحلة مفصلية نحو تحديث النظام الصحي الوطني لينسجم مع أفضل الممارسات وبالتالي، لا يحتاج المريض التوجه للخارج للبحث عن العلاج والتشخيصات الطبية المتقدمة. القطاع الصحي يمر بمراحل تكاملية مع إنشاء المدينة الطبية الجامعية والمدينة الطبية للوحدات العسكرية والأمنية. هذه المدن ليس المراد منها التفرد لخدمة من ينتسبون إليها وإنما التكامل في العمل الصحي بحيث تتم الاستفادة من الإمكانات المتوفرة في أي منها. فلعل تلك المدن تسهم في تقليص المدة الزمنية لمواعيد العمليات الجراحية، مع توفير الخدمات الصحية للمواطن لتكون قريبا من منطقة سكنه وهذا مشاهد من التسارع في إنشاء المستشفيات الصحية الجديدة في جميع محافظات سلطنة عُمان.
لنحتفل بالعيد الوطني معًا أيها المسؤول الحكومي مهما كانت وظيفتك ومنصبك فأنت عرضت عليك أمانة الوظيفة لتكون تكليفًا لك فوافقت على حملها، فليؤد كل منكم وظيفته بإتقان وبإخلاص إعلاء للمصلحة العامة وليس للسعي نحو خدمة المصالح ذات النفع الشخصي. ولا تنتظر أيها المسؤول الحكومي بأن تأتي الجهة الرقابية لمتابعتك واكتشاف أخطائك فليكن تقييمك يفوق التوقعات وهذا ممكنًا إن خططت لذلك. ليكن شعارك أيها المسؤول الحكومي أن التجديد والتطوير ليست لهما نهاية وإنما هي دائرة مستمرة الدوران فمن الأفضل أن يكون جل وقتك لقضاء مصالح المواطن فإن كثرة المكوث في المكتب لفترات طويلة لها آثار صحية. كن آذانا صاغية للمواطن تسمع منه وتأخذ بيده إلى ما يحتاج من آمال وتطلعات ولا تتذرع بالمبررات والتحديات فإنما تم اختيارك للتغلب عليها. وأعلم أن بناء الوطن يكون خطوة بخطة فأكمل المسير ثم شاهد النتائج التي يعود نفعها عليك وعلي وطنك.
لنبني عُمان معًا أيها الموظف الحكومي يا من أسُندت له مهمة تنفيذ القوانين والتشريعات فليكن قلبك كبيرًا لمن يسأل فالكلمة الطيبة صدقة. أعمل بشكل يومي حافل بالعطاء الإيجابي وقلل من النقد ومن النظرة السلبية في محيط عملك. فلديك أدوات تستطيع استخدامها لتوصيل صوتك للمسؤولين إن رأيت شيئا يسير عكس تيار «المصلحة العامة». ولتكون نظرتك بعيدة المدى عندما تقابل مراجعًا أو تتلقى اتصالًا أو تقدم خدمة للمواطن وأعلم أن المواطن هو في حاجة إليك لتأخذ بيده إلى الخدمة التي يريدها. اعلم أيها الموظف الحكومي إنما جعلت القوانين لتنظيم الأعمال وتبسيطها وليس لتعقيدها. تنفيذ القوانين واللوائح الجديدة إما بالإبقاء على منافع المواطن أو حصوله على منافع أعلى مما كانت عليه في الأنظمة السابقة، فهي لم تصدر لتكون عقابًا بل لتكون ثوابًا للتحول إلى حالة اجتماعية أفضل. فقبل أن تتخذ قرارا يجب عليك أن تراعي فئات المجتمع وأن تلك القرارات بها من السهولة والفهم والتطبيق ما يقلل من الاستفسارات فليس كل قانون وليس كل لائحة يتم تطبيق ما ورد بها من مواد - كلمة بكلمة - وإنما ينظر إلى روح القانون وليس لنص القانون.
لنحتفل بالعيد الوطني أيها المواطن في الداخل والخارج، فإن عُمان تسع الجميع وتسمع من الجميع وتنشد الخير للجميع. فلا يأس مع الحياة فالتحديات والمحن عنوان لا تخلو منه أي دولة ولكن حب الأوطان يجب أن يسمو على كل شيء. أيها المواطن الذي في خارج الوطن لا تركن للشائعات فلا تتقهقر مع كل ضائقة فهي في النهاية امتحان ولا أحد يخلو من الامتحان. وأعلم أن الدولة في أيادٍ أمينة تتابع ما يعكر صفو المواطن وتتابع ما يحتاج إليه وتعمل من أجل إسعاده قدر المستطاع. أيها المواطن المقيم في الخارج لا تنسى فضل وطنك عليك وحاول أن تكون راقيا حيثما كنت تمد يدك لخدمة وإسعاد الإنسانية. ليكن لعُمان شيء مما اكتسبته من عمل ومعرفة فأنت منها وهي منك. ولا تركن لكل ما تقرأه في وسائل التواصل الاجتماعي فهناك الكثير ممن يكيدون المكايد وهناك فئات همها إشعال الفتن بين الأشقاء من أجل خدمة أغراض ليس حميدة. لنحتفل بالعيد الوطني معًا يا من يعملون بقطاع الإعلام وقطاع الصحافة وجمعيات الصحفيين والكتاب والأدباء احتفاء بصدور قانون الإعلام الجديد. قانون الإعلام الذي سوف يسهم في تحسين نمط إبداء الرأي وحرية التعبير بأسلوب معتدل يجمع بين الدقة والموضوعية في الطرح بعيدا عن سفاسف الأمور فعلى الجميع قراءته بتمعن لمعرفة ما يصبو إليه. حرية الرأي والتعبير كفلها النظام الأساسي للدولة وبالتالي، القانون جاء ليعمل على حوكمة تلك الحرية بحيث لا تخرج عن الآداب العامة في ممارسة ونشر ما يتصل بالإعلام والصحافة والكتابة. قانون الإعلام جاء ليعطي رسالة واضحة بأن التعبير عن الرأي ليس حكرا على أحد وأن المعلومة ليس مكانها الحفظ والأرشيف وإنما يستفاد من المعلومات ومن البيانات بما يخدم الغرض الذي تستخدم من أجله. الإعلام ليس الانجرار للوسائل الغربية في نقل الأخبار وليس المطالبة بتطبيق الديمقراطيات التي أصبحت تئن منها الدول الراعية لها. إنما الإعلام هو توجيه الناس ليحصلوا على المعلومة من مصادرها الصحيحة وأن يكون نقلها ونقدها وتحريرها مواكبا مع عادات المجتمع وتقاليده التي ترفض كل ما يخدش الحياء وكل ما يتعرض لكرامة الإنسان وفطرته التي فطره الله عليها.
نحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد، وليكن شعار المواطن والمسؤول الحكومي أيا هي وظيفته ومنصبه كلنا نبني عُمان. لأن عُمان أمانة وسباق التنمية لا يتوقف وإنما يمضي نحو التحديث والتطوير لخدمة الإنسان. فالتعليم أساس بناء الدولة والعمل أيا كان نوعه هو تكليف قبل أن يكون تشريفا فلا تخاذل ولا تكاسل من أجل أن تكون سلطنة عُمان ضمن مصاف الدول المتقدمة علميًا واقتصاديًا واجتماعيًا. وكل عام وجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - وأبناء عُمان الأوفياء بكل خير.
لنبني عُمان معًا أيها المعلم بالمؤسسات التعليمية العامة والخاصة فبناء الدولة أساسه التعليم وهدم الدول يكون عن طريق ضعف جودة التعليم وعدم حصول المعلمين على أعلى مستويات التدريب المعرفي المستمر، كما أن بناء الدولة يكون بالتربية التي تقوم على غرس القيم والمبادئ والمحافظة على الأخلاق والسمو في التعامل بين ما يحيط بالبيئة المدرسية من المعلمين والطلاب وأولياء الأمور. بناء التعليم يقوم على تأهيل جيلٍ من المدرسين المخلصين في عملهم الذين رضوا بأن يحملوا على عاتقهم بناء جيلٍ من الشباب الذين يحلمون بمستقبل مشرق ينير لهم طريق العلم والمعرفة، ليكون شعار التعليم هو المعرفة المتجددة التي تقوم على البحث وعلى الابتكار المعرفي وأن يقوم كل فرد من أفراد القطاعات التعليمية بدوره المنشود بإيمان صادق وعزيمة وقادة نحو نشر العلم على المحيط الاجتماعي باستخدام الأساليب المتقدمة في طرق التعليم، فهذا النظام الوطني لتقويم أداء المدارس سوف يدشن قريبا فكن أيها المعلم وأيتها المعلمة مشارك في تنفيذه مقبلين على التغيير في منظومة التعليم ليصبح التعليم متميزا في جودة مخرجاته الأساسية. لنبني عُمان معًا أيها العاملون بمؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة من أجل تعليم جامعي مستدام يحقق التطلعات التي ينشدها القطاع الخاص في الحصول على مخرجات لديها المهارات والكفايات العلمية والشخصية لتسهم في بناء الاقتصاد الوطني، فالعالم يتغير بوتيرة متسارعة. وليكون احتفال من يعملون بتلك المؤسسات بأن التعليم يحتاج إلى تحسين مستمر وعمل دؤوب للرقي بالمؤسسات التعليمية نحو الاعتراف العالمي ونحو تكوين مُخرج تعليمي يستطيع المنافسة على الوظائف بكفاءة عالية. فلا عذر لأي أحد اليوم إلا وأن تكون له بصمة واضحة في تطوير التعليم الجامعي والعالي ليواكب المتغيرات التي تحدث في الثورة العلمية. ولكن مع الحذر من الإفراط في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي نظرًا لآثارها المدمرة على التفكير والتحليل العلمي. مع الابتعاد عن النقل السطحي للمعلومات والبيانات من أجل النجاح والحصول على الشهادات العلمية التي تأتي دون مجهود علمي يستحقها من يحمل لقبها.
لنبني عُمان يا من يعملون في المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة من الأطباء والممرضين وجميع العاملين بالقطاع الصحي نحو الرقي بالخدمات المقدمة للمرضى. كما أن معايير الاعتماد للمؤسسات الصحية التي يتطلع تدشينها قريبا هي مرحلة مفصلية نحو تحديث النظام الصحي الوطني لينسجم مع أفضل الممارسات وبالتالي، لا يحتاج المريض التوجه للخارج للبحث عن العلاج والتشخيصات الطبية المتقدمة. القطاع الصحي يمر بمراحل تكاملية مع إنشاء المدينة الطبية الجامعية والمدينة الطبية للوحدات العسكرية والأمنية. هذه المدن ليس المراد منها التفرد لخدمة من ينتسبون إليها وإنما التكامل في العمل الصحي بحيث تتم الاستفادة من الإمكانات المتوفرة في أي منها. فلعل تلك المدن تسهم في تقليص المدة الزمنية لمواعيد العمليات الجراحية، مع توفير الخدمات الصحية للمواطن لتكون قريبا من منطقة سكنه وهذا مشاهد من التسارع في إنشاء المستشفيات الصحية الجديدة في جميع محافظات سلطنة عُمان.
لنحتفل بالعيد الوطني معًا أيها المسؤول الحكومي مهما كانت وظيفتك ومنصبك فأنت عرضت عليك أمانة الوظيفة لتكون تكليفًا لك فوافقت على حملها، فليؤد كل منكم وظيفته بإتقان وبإخلاص إعلاء للمصلحة العامة وليس للسعي نحو خدمة المصالح ذات النفع الشخصي. ولا تنتظر أيها المسؤول الحكومي بأن تأتي الجهة الرقابية لمتابعتك واكتشاف أخطائك فليكن تقييمك يفوق التوقعات وهذا ممكنًا إن خططت لذلك. ليكن شعارك أيها المسؤول الحكومي أن التجديد والتطوير ليست لهما نهاية وإنما هي دائرة مستمرة الدوران فمن الأفضل أن يكون جل وقتك لقضاء مصالح المواطن فإن كثرة المكوث في المكتب لفترات طويلة لها آثار صحية. كن آذانا صاغية للمواطن تسمع منه وتأخذ بيده إلى ما يحتاج من آمال وتطلعات ولا تتذرع بالمبررات والتحديات فإنما تم اختيارك للتغلب عليها. وأعلم أن بناء الوطن يكون خطوة بخطة فأكمل المسير ثم شاهد النتائج التي يعود نفعها عليك وعلي وطنك.
لنبني عُمان معًا أيها الموظف الحكومي يا من أسُندت له مهمة تنفيذ القوانين والتشريعات فليكن قلبك كبيرًا لمن يسأل فالكلمة الطيبة صدقة. أعمل بشكل يومي حافل بالعطاء الإيجابي وقلل من النقد ومن النظرة السلبية في محيط عملك. فلديك أدوات تستطيع استخدامها لتوصيل صوتك للمسؤولين إن رأيت شيئا يسير عكس تيار «المصلحة العامة». ولتكون نظرتك بعيدة المدى عندما تقابل مراجعًا أو تتلقى اتصالًا أو تقدم خدمة للمواطن وأعلم أن المواطن هو في حاجة إليك لتأخذ بيده إلى الخدمة التي يريدها. اعلم أيها الموظف الحكومي إنما جعلت القوانين لتنظيم الأعمال وتبسيطها وليس لتعقيدها. تنفيذ القوانين واللوائح الجديدة إما بالإبقاء على منافع المواطن أو حصوله على منافع أعلى مما كانت عليه في الأنظمة السابقة، فهي لم تصدر لتكون عقابًا بل لتكون ثوابًا للتحول إلى حالة اجتماعية أفضل. فقبل أن تتخذ قرارا يجب عليك أن تراعي فئات المجتمع وأن تلك القرارات بها من السهولة والفهم والتطبيق ما يقلل من الاستفسارات فليس كل قانون وليس كل لائحة يتم تطبيق ما ورد بها من مواد - كلمة بكلمة - وإنما ينظر إلى روح القانون وليس لنص القانون.
لنحتفل بالعيد الوطني أيها المواطن في الداخل والخارج، فإن عُمان تسع الجميع وتسمع من الجميع وتنشد الخير للجميع. فلا يأس مع الحياة فالتحديات والمحن عنوان لا تخلو منه أي دولة ولكن حب الأوطان يجب أن يسمو على كل شيء. أيها المواطن الذي في خارج الوطن لا تركن للشائعات فلا تتقهقر مع كل ضائقة فهي في النهاية امتحان ولا أحد يخلو من الامتحان. وأعلم أن الدولة في أيادٍ أمينة تتابع ما يعكر صفو المواطن وتتابع ما يحتاج إليه وتعمل من أجل إسعاده قدر المستطاع. أيها المواطن المقيم في الخارج لا تنسى فضل وطنك عليك وحاول أن تكون راقيا حيثما كنت تمد يدك لخدمة وإسعاد الإنسانية. ليكن لعُمان شيء مما اكتسبته من عمل ومعرفة فأنت منها وهي منك. ولا تركن لكل ما تقرأه في وسائل التواصل الاجتماعي فهناك الكثير ممن يكيدون المكايد وهناك فئات همها إشعال الفتن بين الأشقاء من أجل خدمة أغراض ليس حميدة. لنحتفل بالعيد الوطني معًا يا من يعملون بقطاع الإعلام وقطاع الصحافة وجمعيات الصحفيين والكتاب والأدباء احتفاء بصدور قانون الإعلام الجديد. قانون الإعلام الذي سوف يسهم في تحسين نمط إبداء الرأي وحرية التعبير بأسلوب معتدل يجمع بين الدقة والموضوعية في الطرح بعيدا عن سفاسف الأمور فعلى الجميع قراءته بتمعن لمعرفة ما يصبو إليه. حرية الرأي والتعبير كفلها النظام الأساسي للدولة وبالتالي، القانون جاء ليعمل على حوكمة تلك الحرية بحيث لا تخرج عن الآداب العامة في ممارسة ونشر ما يتصل بالإعلام والصحافة والكتابة. قانون الإعلام جاء ليعطي رسالة واضحة بأن التعبير عن الرأي ليس حكرا على أحد وأن المعلومة ليس مكانها الحفظ والأرشيف وإنما يستفاد من المعلومات ومن البيانات بما يخدم الغرض الذي تستخدم من أجله. الإعلام ليس الانجرار للوسائل الغربية في نقل الأخبار وليس المطالبة بتطبيق الديمقراطيات التي أصبحت تئن منها الدول الراعية لها. إنما الإعلام هو توجيه الناس ليحصلوا على المعلومة من مصادرها الصحيحة وأن يكون نقلها ونقدها وتحريرها مواكبا مع عادات المجتمع وتقاليده التي ترفض كل ما يخدش الحياء وكل ما يتعرض لكرامة الإنسان وفطرته التي فطره الله عليها.
نحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد، وليكن شعار المواطن والمسؤول الحكومي أيا هي وظيفته ومنصبه كلنا نبني عُمان. لأن عُمان أمانة وسباق التنمية لا يتوقف وإنما يمضي نحو التحديث والتطوير لخدمة الإنسان. فالتعليم أساس بناء الدولة والعمل أيا كان نوعه هو تكليف قبل أن يكون تشريفا فلا تخاذل ولا تكاسل من أجل أن تكون سلطنة عُمان ضمن مصاف الدول المتقدمة علميًا واقتصاديًا واجتماعيًا. وكل عام وجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - وأبناء عُمان الأوفياء بكل خير.