تطوير المتنزهات..استثمار في صحة المجتمع وجودة الحياة
المطالبة بآليات لإدارة المتنزهات الصغيرة من قبل لجان أهلية أو تطوعية
الثلاثاء / 2 / جمادى الأولى / 1446 هـ - 18:55 - الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 18:55
تعد الحدائق والمتنزهات والمماشي متنفّسا للأسر لقضاء بعض أوقات الترويح عن النفس ومنح الأطفال فرصة لممارسة بعض الأنشطة الرياضية والحركية، ونظرا لمحدودية الحدائق الكبرى بولاية نزوى وعدم استيعابها للكثافة السكانية بها فقد تم تنفيذ عددٍ من المتنزهات لاستقطاب الأسر والأطفال، وبرغم عدم مثالية هذه المتنزهات كونها لا تلبي احتياجات مرتاديها إلا أنها تواجه صعوبات في تشغيلها وصيانتها والحفاظ عليها، الأمر الذي أوجد نوعًا من الصعوبات حيث يتطلّب الأمر تضافر الجهود الأهلية مع الجهود الحكومية ممثلة بدائرة البلدية.
تنتشر في ولاية نزوى عددا من المتنزّهات الصغيرة التي تستقطب أعدادا كبيرة من الباحثين عن الراحة والاستجمام وبرغم أنها لا تلبي كل متطلّبات المواطنين والمقيمين إلا أنها بديل مثالي لعدم وجود حديقة كبيرة بالولاية قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من السكّان، الأمر الذي جعل من هذه الحدائق والمتنزّهات تكتظ بمرتاديها خاصة نهاية الأسبوع وأيام الإجازات، وقد يؤدي الضغط الكبير على هذه الحدائق الصغيرة إلى تدني جودة الخدمات التي ينشدها المُستجم مما أوجد مطالبات بأن تكون هذه الحدائق بإدارة لجان تطوعية من أبناء الولاية لكي تحافظ على رونقها وجماليتها خاصة في ظل القصور الواضح في إدارة هذه الحدائق من الجهة الرسمية والذي يلمسه الزائر.
في هذا الاستطلاع نستعرض رؤى مختلفة حول أهمية المتنزهات وإدارتها بكفاءة، والبداية مع حمدان بن ناصر الرميضي رئيس فريق النجوم، يقول: كان للفريق مبادرة في إنشاء متنزّه أهلي بجهوده الذاتية وتظافرت جهود القائمين على الفريق في إخراجه إلى حيّز الوجود ولكن بمرور الوقت واجه الفريق صعوبات تشغيلية أدّت إلى الاتفاق مع البلدية على إدارته وتشغيله وفق رؤيتهم.
وقال: «إن من الصعوبات التي واجهت بداية المشروع هي مصادر التمويل ولكن بفضل الله وتظافر جهود القائمين على أمور الإشراف تم تجاوز هذه المرحلة وخرج المتنزه إلى النور، وعن رؤيته لإمكانية إدارة المتنزهات بجهود أهلية ومعيقات قيام الأهالي بمساندة البلدية في إدارة المتنزهات وتطويرها قال: من أبرز الصعوبات هي عدم وجود التمويل الذاتي لإدارة المشروع، حيث اعتمدنا على التبرعات وكما يعلم الجميع فإن إدارة أي مرفق عام يحتاج إلى مورد مالي لمواجهة متطلّبات الإدارة والتشغيل ومن الممكن تعاون الأهالي مع البلدية في ذلك من خلال توفير مكافآت أو مُعينات مالية للقائمين على الإشراف وكذلك توفير من يقوم بعمليات التنظيف وكذلك الصيانة الدورية وغيرها من الاحتياجات، على أن تتولى اللجان عملية المتابعة والتوعية».
واقترح الرميضي أن يكون هناك جزء من المتنزه للاستثمار التجاري بغرض الاستفادة من عائده في التشغيل والصيانة والنظافة الدورية، حيث يمكن إنشاء محلات أو أكشاك لخدمة مرتادي المتنزه ويكون عائدها تحت إشراف البلدية المختصة أو لجنة أهلية أو فريق عمل ويؤطر الصرف وفق الاحتياجات، حيث إن هذه الخطوة تقلل الضغط على الخدمات البلدية وتوسّع آفاق مشاركة المجتمع.
متطلبات الصيانة والتشغيل
ويشارك معنا في الحديث المهندس أحمد بن زايد البوسعيدي عضو المجلس البلدي بولاية نزوى رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئية بالمجلس البلدي بمحافظة الداخلية، حيث تحدّث في البداية عن أهمية وجود المتنزهات والمماشي في الولاية فقال: بالإضافة إلى كون المتنزهات والحدائق والمماشي الخضراء تشكل لوحة حضارية جمالية تأسر الناظر وتبهج النفس الإنسانية، فهي أيضا «ماكينة» طبيعية لتنقية الهواء من الشوائب إضافة إلى ما تقوم به في عملية التمثيل الضوئي بإنتاج الأكسجين وسحب ثاني أكسيد الكربون. ناهيك عن دورها الفعال في تلطيف وتبريد الجو، وقال: هي أيضا تعزز الأنشطة الترفيهية وتحقق الراحة النفسية عند تجمع العائلات في مختلف المناسبات، حيث تعد المتنزهات والمماشي في الولاية ملاعب آمنة وصحية للأطفال بعيدة عن خطورة الشوارع وعن التلوث، ومن ناحية اقتصادية فالحدائق والمنتزهات تعد رافدا سياحيا للولاية، حيث إنها تنشط الحركة التجارية وتوفر مصادر دخل للأسر المنتجة.
وتطرق إلى المعيقات التي تواجه المحافظة في إدارة المتنزهات لكي تبقى جاذبة فقال: نعزو قلة المتنزهات والمماشي الصحية في الولاية رغم حاجة الناس لها مع زيادة عدد السكان المتسارع إلى تكاليف الصيانة والتشغيل ورغم ذلك للأسف تجد بعض مرتادي هذه المتنزهات يشوهونها برمي مخلفاتهم مع وجود حاويات مخصصة لذلك، مضيفا: إن قلة الوعي الثقافي لدى البعض سواء من المواطنين أو المقيمين بهذه الأرض الطيبة المعطاءة تؤدي إلى عدم محافظتهم على هذه المنشآت الخدمية والمسطحات الخضراء وألعاب الأطفال.
تجربة للتطبيق
وتناولنا الحديث مع أحمد البوسعيدي عن مدى إمكانية تحويل إدارة المتنزهات إلى الأهالي كونها تجربة يمكن الأخذ بها، فقال: أرى أنه من الممكن في بعض الأحوال فقط، عندما يحسن اختيار مواقعها لتكون في مناطق حية بين المساجد ومواقع الفرق الأهلية تتخللها استثمارات تجارية مجتمعية نشطة تستفيد من نشاط وحركة هذه المتنزهات والمماشي، فالمجتمع شريك أساسي ومهم للمؤسسات الحكومية في الجانب الترفيهي وينبغي أن يكون هناك تعاون وتوافق فيما يخص المتنزهات والمماشي الصحية.
وتحدّث عن الصعوبات التي تعرقل إدارة المتنزهات وتحدي مدى إقبال الناس عليها وما طرق التغلّب عليها فقال: إن بُعد المتنزهات عن مراكز الولاية وعن التجمعات السكانية من أسباب عدم إقبال الناس عليها وبالتالي قلة مرتاديها والذي يؤدي في الوقت نفسه إلى الإهمال في صيانتها؛ كذلك صغر مساحات المتنزهات قد يسبب عدم كفايتها وعدم كفاءتها في الوقت نفسه، وبالتالي تهمل ويقل إقبال الناس عليها، كما نرى من الضرورة وجود ألعاب الأطفال والجلسات والكراسي لجذب العائلات ومحبي التنزه حتى تبقى هذه المتنزهات والحدائق والمماشي الصحية حية بمرتاديها وهواتها.
إذن للتغلب على هذه الصعوبات يجب أن يتم اختيار مواقع المتنزهات والمماشي بدراسة بحيث تتوسط الكثافة السكانية وتجاور المخططات التجارية وأن تحوي أنشطة تجارية وخدمية. الجلسات والكراسي وألعاب الأطفال والمياه الجارية والنوافير من مقومات المتنزهات والمماشي مع الأخذ بالاعتبار كفاءة الإنارة فيها.
تغيير ثقافة المجتمع
ويشارك في الحوارات المهندس إسحاق بن هلال الشرياني رئيس مجلس إدارة شركة بوارق نزوى الدولية التي لها تجربة في التطوير العقاري والسياحي والتراثي بحارة العقر حيث يتحدّث عن تجربة إدارة حارة العقر ومعرفة الشركة باحتياجات الزائرين وأهمية وجود متنزهات في الأحياء التراثية قائلا: «وجود متنزّهات صغيرة في الأحياء السكنية حاجة مُلحّة وضرورية، حيث إن ذلك يسهم في الحصول على وقت أطول من قبل مرتادي الحارة خاصة لأولئك الذين لا يستطيعون المشي أو التنقل بين الزقاق لظروفهم الخاصة؛ وقال إن عمل الشركة راعى ذلك بغية جذب السائحين، حيث قمنا بتأهيل إحدى الضواحي الكائنة في قلب حارة العقر وأصبحت مزارًا رئيسيا يقصده الناس بشكل كبير وقد أطلقنا عليه اسم ميدان العقر صحيح أنه ليس بذلك الطموح لكنه يؤدي الغرض بشكل عام وعمليًا يتم استخدامه لإقامة فعاليات وبرامج ومناشط متنوعة على المستوى الحكومي والخاص ويكفي لأكثر من 120 شخصا في المرة الواحدة كذلك قمنا بإقامة مشروعات تجارية فيه ليسهل على المرتادين التبضع والتسوق بما يضمن راحته وبقاءه.
وتابع القول: «إن معوّقات إقامة وإدارة المتنزهات بالنسبة لنا كقطاع خاص كثيرة، ومنها إن ثقافة عامة الناس تعتبر أن المتنزهات ذات نفع عام وبالتالي لا يؤخذ من مرتاديها أي رسوم وهذا ما يجعل منه يعزف عن الاستثمار فيه فهناك مصاريف تشغيلية عديدة مثل إيجار الموقع والكهرباء والماء والصرف الصحي بالإضافة إلى الصيانة وتكلفة الرواتب وغيرها الكثير».
وبحكم قربه من حركة السائحين وتطلّعاتهم قال الشرياني: «هناك الكثير من الاحتياجات في المتنزه أو الممشى لكي يبقى جاذبا للزائرين ومحافظا على جماليته ففي الوقت الحالي لا يكتفي أن يكون المتنزه عبارة عن أشجار وجلسات بل يحتاج إلى خدمات كدورات المياه النظيفة والمصليات ومواقف السيارات بالإضافة إلى المراقبة الأمنية وإيجاد مساحات للألعاب الإلكترونية والتقليدية كذلك أماكن للشوي وممارسة الرياضة كل هذا وأكثر يستوجب تنظيف وترتيب وصيانة، ليبقى في أفضل حال وجمال وجاذب» موضحا أنه يمكن قيام لجان أهلية أو شبابية بإدارة متنزه وتلبية تطلّعات مرتاديه إذا وجدت الهمة العالية والتمويل اللازم لتغطية المصاريف التشغيلية وما ينتج عنه من احتياجات بين الحين والآخر فالمهم ليس إنشاء المتنزه بل تشغيله ومتابعة احتياجاته.
تنتشر في ولاية نزوى عددا من المتنزّهات الصغيرة التي تستقطب أعدادا كبيرة من الباحثين عن الراحة والاستجمام وبرغم أنها لا تلبي كل متطلّبات المواطنين والمقيمين إلا أنها بديل مثالي لعدم وجود حديقة كبيرة بالولاية قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من السكّان، الأمر الذي جعل من هذه الحدائق والمتنزّهات تكتظ بمرتاديها خاصة نهاية الأسبوع وأيام الإجازات، وقد يؤدي الضغط الكبير على هذه الحدائق الصغيرة إلى تدني جودة الخدمات التي ينشدها المُستجم مما أوجد مطالبات بأن تكون هذه الحدائق بإدارة لجان تطوعية من أبناء الولاية لكي تحافظ على رونقها وجماليتها خاصة في ظل القصور الواضح في إدارة هذه الحدائق من الجهة الرسمية والذي يلمسه الزائر.
في هذا الاستطلاع نستعرض رؤى مختلفة حول أهمية المتنزهات وإدارتها بكفاءة، والبداية مع حمدان بن ناصر الرميضي رئيس فريق النجوم، يقول: كان للفريق مبادرة في إنشاء متنزّه أهلي بجهوده الذاتية وتظافرت جهود القائمين على الفريق في إخراجه إلى حيّز الوجود ولكن بمرور الوقت واجه الفريق صعوبات تشغيلية أدّت إلى الاتفاق مع البلدية على إدارته وتشغيله وفق رؤيتهم.
وقال: «إن من الصعوبات التي واجهت بداية المشروع هي مصادر التمويل ولكن بفضل الله وتظافر جهود القائمين على أمور الإشراف تم تجاوز هذه المرحلة وخرج المتنزه إلى النور، وعن رؤيته لإمكانية إدارة المتنزهات بجهود أهلية ومعيقات قيام الأهالي بمساندة البلدية في إدارة المتنزهات وتطويرها قال: من أبرز الصعوبات هي عدم وجود التمويل الذاتي لإدارة المشروع، حيث اعتمدنا على التبرعات وكما يعلم الجميع فإن إدارة أي مرفق عام يحتاج إلى مورد مالي لمواجهة متطلّبات الإدارة والتشغيل ومن الممكن تعاون الأهالي مع البلدية في ذلك من خلال توفير مكافآت أو مُعينات مالية للقائمين على الإشراف وكذلك توفير من يقوم بعمليات التنظيف وكذلك الصيانة الدورية وغيرها من الاحتياجات، على أن تتولى اللجان عملية المتابعة والتوعية».
واقترح الرميضي أن يكون هناك جزء من المتنزه للاستثمار التجاري بغرض الاستفادة من عائده في التشغيل والصيانة والنظافة الدورية، حيث يمكن إنشاء محلات أو أكشاك لخدمة مرتادي المتنزه ويكون عائدها تحت إشراف البلدية المختصة أو لجنة أهلية أو فريق عمل ويؤطر الصرف وفق الاحتياجات، حيث إن هذه الخطوة تقلل الضغط على الخدمات البلدية وتوسّع آفاق مشاركة المجتمع.
متطلبات الصيانة والتشغيل
ويشارك معنا في الحديث المهندس أحمد بن زايد البوسعيدي عضو المجلس البلدي بولاية نزوى رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئية بالمجلس البلدي بمحافظة الداخلية، حيث تحدّث في البداية عن أهمية وجود المتنزهات والمماشي في الولاية فقال: بالإضافة إلى كون المتنزهات والحدائق والمماشي الخضراء تشكل لوحة حضارية جمالية تأسر الناظر وتبهج النفس الإنسانية، فهي أيضا «ماكينة» طبيعية لتنقية الهواء من الشوائب إضافة إلى ما تقوم به في عملية التمثيل الضوئي بإنتاج الأكسجين وسحب ثاني أكسيد الكربون. ناهيك عن دورها الفعال في تلطيف وتبريد الجو، وقال: هي أيضا تعزز الأنشطة الترفيهية وتحقق الراحة النفسية عند تجمع العائلات في مختلف المناسبات، حيث تعد المتنزهات والمماشي في الولاية ملاعب آمنة وصحية للأطفال بعيدة عن خطورة الشوارع وعن التلوث، ومن ناحية اقتصادية فالحدائق والمنتزهات تعد رافدا سياحيا للولاية، حيث إنها تنشط الحركة التجارية وتوفر مصادر دخل للأسر المنتجة.
وتطرق إلى المعيقات التي تواجه المحافظة في إدارة المتنزهات لكي تبقى جاذبة فقال: نعزو قلة المتنزهات والمماشي الصحية في الولاية رغم حاجة الناس لها مع زيادة عدد السكان المتسارع إلى تكاليف الصيانة والتشغيل ورغم ذلك للأسف تجد بعض مرتادي هذه المتنزهات يشوهونها برمي مخلفاتهم مع وجود حاويات مخصصة لذلك، مضيفا: إن قلة الوعي الثقافي لدى البعض سواء من المواطنين أو المقيمين بهذه الأرض الطيبة المعطاءة تؤدي إلى عدم محافظتهم على هذه المنشآت الخدمية والمسطحات الخضراء وألعاب الأطفال.
تجربة للتطبيق
وتناولنا الحديث مع أحمد البوسعيدي عن مدى إمكانية تحويل إدارة المتنزهات إلى الأهالي كونها تجربة يمكن الأخذ بها، فقال: أرى أنه من الممكن في بعض الأحوال فقط، عندما يحسن اختيار مواقعها لتكون في مناطق حية بين المساجد ومواقع الفرق الأهلية تتخللها استثمارات تجارية مجتمعية نشطة تستفيد من نشاط وحركة هذه المتنزهات والمماشي، فالمجتمع شريك أساسي ومهم للمؤسسات الحكومية في الجانب الترفيهي وينبغي أن يكون هناك تعاون وتوافق فيما يخص المتنزهات والمماشي الصحية.
وتحدّث عن الصعوبات التي تعرقل إدارة المتنزهات وتحدي مدى إقبال الناس عليها وما طرق التغلّب عليها فقال: إن بُعد المتنزهات عن مراكز الولاية وعن التجمعات السكانية من أسباب عدم إقبال الناس عليها وبالتالي قلة مرتاديها والذي يؤدي في الوقت نفسه إلى الإهمال في صيانتها؛ كذلك صغر مساحات المتنزهات قد يسبب عدم كفايتها وعدم كفاءتها في الوقت نفسه، وبالتالي تهمل ويقل إقبال الناس عليها، كما نرى من الضرورة وجود ألعاب الأطفال والجلسات والكراسي لجذب العائلات ومحبي التنزه حتى تبقى هذه المتنزهات والحدائق والمماشي الصحية حية بمرتاديها وهواتها.
إذن للتغلب على هذه الصعوبات يجب أن يتم اختيار مواقع المتنزهات والمماشي بدراسة بحيث تتوسط الكثافة السكانية وتجاور المخططات التجارية وأن تحوي أنشطة تجارية وخدمية. الجلسات والكراسي وألعاب الأطفال والمياه الجارية والنوافير من مقومات المتنزهات والمماشي مع الأخذ بالاعتبار كفاءة الإنارة فيها.
تغيير ثقافة المجتمع
ويشارك في الحوارات المهندس إسحاق بن هلال الشرياني رئيس مجلس إدارة شركة بوارق نزوى الدولية التي لها تجربة في التطوير العقاري والسياحي والتراثي بحارة العقر حيث يتحدّث عن تجربة إدارة حارة العقر ومعرفة الشركة باحتياجات الزائرين وأهمية وجود متنزهات في الأحياء التراثية قائلا: «وجود متنزّهات صغيرة في الأحياء السكنية حاجة مُلحّة وضرورية، حيث إن ذلك يسهم في الحصول على وقت أطول من قبل مرتادي الحارة خاصة لأولئك الذين لا يستطيعون المشي أو التنقل بين الزقاق لظروفهم الخاصة؛ وقال إن عمل الشركة راعى ذلك بغية جذب السائحين، حيث قمنا بتأهيل إحدى الضواحي الكائنة في قلب حارة العقر وأصبحت مزارًا رئيسيا يقصده الناس بشكل كبير وقد أطلقنا عليه اسم ميدان العقر صحيح أنه ليس بذلك الطموح لكنه يؤدي الغرض بشكل عام وعمليًا يتم استخدامه لإقامة فعاليات وبرامج ومناشط متنوعة على المستوى الحكومي والخاص ويكفي لأكثر من 120 شخصا في المرة الواحدة كذلك قمنا بإقامة مشروعات تجارية فيه ليسهل على المرتادين التبضع والتسوق بما يضمن راحته وبقاءه.
وتابع القول: «إن معوّقات إقامة وإدارة المتنزهات بالنسبة لنا كقطاع خاص كثيرة، ومنها إن ثقافة عامة الناس تعتبر أن المتنزهات ذات نفع عام وبالتالي لا يؤخذ من مرتاديها أي رسوم وهذا ما يجعل منه يعزف عن الاستثمار فيه فهناك مصاريف تشغيلية عديدة مثل إيجار الموقع والكهرباء والماء والصرف الصحي بالإضافة إلى الصيانة وتكلفة الرواتب وغيرها الكثير».
وبحكم قربه من حركة السائحين وتطلّعاتهم قال الشرياني: «هناك الكثير من الاحتياجات في المتنزه أو الممشى لكي يبقى جاذبا للزائرين ومحافظا على جماليته ففي الوقت الحالي لا يكتفي أن يكون المتنزه عبارة عن أشجار وجلسات بل يحتاج إلى خدمات كدورات المياه النظيفة والمصليات ومواقف السيارات بالإضافة إلى المراقبة الأمنية وإيجاد مساحات للألعاب الإلكترونية والتقليدية كذلك أماكن للشوي وممارسة الرياضة كل هذا وأكثر يستوجب تنظيف وترتيب وصيانة، ليبقى في أفضل حال وجمال وجاذب» موضحا أنه يمكن قيام لجان أهلية أو شبابية بإدارة متنزه وتلبية تطلّعات مرتاديه إذا وجدت الهمة العالية والتمويل اللازم لتغطية المصاريف التشغيلية وما ينتج عنه من احتياجات بين الحين والآخر فالمهم ليس إنشاء المتنزه بل تشغيله ومتابعة احتياجاته.