الاقتصادية

شركات الصناعة العمانية.. تركيز على تطوير وتنويع الإنتاج واهتمام بالصناعات القائمة على الابتكار

 
توجه متزايد نحو أتمتة خطوط الإنتاج واستخدام التقنيات لمواكبة التطورات وتعزيز تنافسية المنتجات العمانية

مساهمة أكبر في جهود الوصول للحياد الصفري الكربوني بحلول 2050، مع تبني الشركات مبادرات لخفض الانبعاثات وتحقيق النمو المستدام

في إطار سعيها لمواكبة التطورات المحلية والعالمية تتوجه شركات الصناعة العمانية نحو التركيز على تطوير جودة المنتجات، وأتمتة خطوط الإنتاج وتنويعه ليشمل صناعات مبتكرة تعتمد على التقنيات الحديثة، كما يشهد القطاع تنفيذ مشروعات نوعية تتميز بتحقيق قيمة اقتصادية مرتفعة وتراعي البعد البيئي منها مصنع الحديد الأخضر ومصنع السيليكون المعدني الذي يأتي في إطار التوسع في الصناعات التي تعتمد على التقنيات وتعمل على استغلال موارد قطاع المعادن، ويسفر التطور المتواصل للصناعة الوطنية عن استمرار نمو القطاع وتعزيز وجود وتنافسية المنتجات العمانية في الأسواق الإقليمية والعالمية، وتقدم القطاع نحو مساهمة أكبر في جهود سلطنة عمان للوصول للحياد الصفري الكربوني بحلول 2050 مع تبني شركات الصناعة العديد من المبادرات لخفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق النمو المستدام.

وفي تقاريرها حول الأداء المالي والتشغيلي حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، كشفت عديد من الشركات الصناعية عن خطط لتوسعة الإنتاج وتنويعه ليشمل منتجات يتزايد الطلب عليها في الأسواق المحلية والخارجية، وهو ما يعزز حصتها السوقية وحجم الإيرادات والأرباح، كما تواصل الشركات تطوير استراتيجياتها للتعامل مع بيئة عالمية تتسم بالتنافسية والتحديات، وفي تقريرها عن الربع الثالث من العام الجاري، أكدت شركة صناعة الكابلات العمانية تركيزها وشركاتها التابعة على استخدام الطاقة المبتكرة في الإنتاج ودعم نظام طاقة خال من الكربون والسعي لتحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وأشارت إلى أن إيرادات الشركة زادت بدعم من ارتفاع الصادرات وبشكل رئيسي المنتجات المتعلقة بمجال الطاقة المتجددة، واستمرت ربحية الشركة في التحسن، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى استراتيجيات التسعير الديناميكية، والتصميم وفقًا للتكلفة، والتحكم الصارم في التكاليف الثابتة، والتنويع في مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات والحلول عالية القيمة، ووجودها الموسع في أسواق التصدير الدولية.

وفي الأداء المالي، بلغت مبيعات المجموعة في نهاية سبتمبر 2024 ما قيمته 197.3 مليون ﷼ عماني مقارنة مع 188.5 مليون ﷼ عماني في نفس الفترة من العام الماضي بارتفاع بنسبة 4.7 بالمائة، وسجل صافي ربح المجموعة بعد خصم الضريبة 17.4 مليون ريال بزيادة 19.1 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من 2023، وأشارت شركة فولتامب للطاقة إلى زيادة إيراداتها في الربع الثالث من 2024 بنسبة 28 بالمائة لتتجاوز 26 مليون ريال عماني، وذلك نتيجة المبادرات الإستراتيجية في التخطيط، ومبادرات تطوير الأعمال التي أسفرت عن تعزيز حجم الطلبات لمنتجات الشركة بشكل كبير، وبلغ صافي الربح بعد الضرائب 3.3 مليون ريال بارتفاع كبير عن مستوى الأرباح في نفس الفترة من 2023 والذي بلغ 380 ألف ريال عماني وذلك نتيجة التحكم في إجمالي تكلفة المبيعات، واتباع استراتيجية ضبط وترشيد تكاليف الإنتاج وتحسين التصاميم والعمليات الإنتاجية، مشيرة إلى أنه مع نجاحها في توسعة قاعدة الزبائن، تمتلك الشركة سجلا متميزا على طلبات منتجاتها، وتراقب الشركة الوضع الاقتصادي وتتخذ الخطوات اللازمة للحصول على حصة من المشروعات الضخمة عبر القطاعات المتعددة في دول مجلس التعاون وخارج حدود المنطقة، وستواصل الشركة الاستفادة من التقدم التكنولوجي لدفع النمو المستدام وفي إطار سعيها إلى توسيع الأعمال والنمو الإقليمي، وكشفت عنه أنه بعد أن وقعت اتفاقية مشروع مشترك لإنشاء شركة لمحولات الطاقة في المملكة العربية السعودية، يجري مناقشة تأسيس شركة لإصلاح المحولات في المملكة العربية السعودية. وأكدت شركة أسمنت عمان أنها تواصل بذل الجهود للتغلب على الآثار السلبية للزيادة في تكلفة أسعار بعض العناصر الرئيسية وذلك من خلال تحسين إدارة التكاليف ومواصلة الجهود المبذولة لتعزيز الكفاءة والإنتاجية وتنويع الإنتاج.

و بلغت أرباح الشركة بعد خصم الضرائب 8.8 مليون ﷼ عماني مقابل 7.3 مليون ﷼ عماني تم تحقيقها خلال نفس الفترة من العام الماضي بارتفاع 20.7 بالمائة. وفي رصدها للتحديات أشارت الشركة إلى أن سوق الإسمنت في عمان يشهد منافسة شديدة في الأسعار بالإضافة إلى قيود سلسلة التوريد بين كبار الموردين، بما في ذلك شركات الإسمنت المحلية ومصنعي الإسمنت من الخارج، كما تشهد المنطقة تصاعدا في التوترات السياسية، وقالت الشركة: إنها تواصل تطبيق سياسة التسعير الديناميكية المعتمدة وإجراء التعديلات اللازمة على الأسعار، وابتكار أنواع مختلفة من المنتجات مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة، ومن المتوقع أن يكون السوق في عام 2024 مستقرًا. وفي خططها للتوسع والتحديث والتطوير، أشارت إلى أنها لا زالت تنظر في مشروع توسيع عملياتها التشغيلية بإنشاء مصنع متكامل للأسمنت في الدقم، وتقوم بتحسين سعتها الإنتاجية من خلال تحديث مبرد خط الإنتاج ۳ في موقع المصنع بمحافظة مسقط الأمر الذي سيساعد على تحسين جودة الكلنكر وزيادة سعة الإنتاج، وقامت الشركة بترسية عقد مشروع إنشاء مستودع الرماد المتطاير لمعالجته وإنتاج أسمنت آبار النفط ضمن مبادراتها البيئية للتقليل من انبعاثات الغبار وقد تم البدء في تنفيذ المشروع، كما تعمل على إعادة تدوير النفايات واستعمالها كوقود بديل في الأفران، وذلك ضمن جهودها لدعم استخدام بدائل الوقود الأحفوري في عمليات التصنيع. وقررت الشركة تركيب وحدة معالجة الوقود المشتق من النفايات للتقليل من استهلاك الغاز، التزاما بمبادرات خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة البيئية بما يتماشى مع 'رؤية عمان 2040'.

وقالت شركة الجزيرة الحديدية: إن التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية في العالم ما زالت تتواصل وامتدت إلى الكثير من دول العالم المتقدم وخاصة الصين. وقد أدى الصراع القائم في البحر الأحمر إلى زيادة هائلة في أسعار الشحن وطول الفترات التي يستغرقها تسليم المبيعات إلى الزبائن، ما أثر سلبًا على حجم المبيعات والصادرات وهوامش أرباح الشركة. كما شهدت أسعار الحديد تقلبات حادة نتيجة تراجع الطلب في الصين. وقد أدى ذلك إلى زيادة الصادرات الصينية إلى بقية دول العالم، مما أثر على حجم وأسعار المبيعات في العديد من الأسواق، ولا سيما في الشرق الأوسط. وضخت الحكومة الصينية حوافز اقتصادية بقيمة 1.4 تريليون يوان صيني في قطاع العقارات، وتأمل الشركة أن يظهر أثر هذه الحوافز في الربع الأخير من هذه العام.

ورغم أن استمرار العديد من التحديات العالمية جعل الحفاظ على هوامش الأرباح في هذه الفترة تحديًا حقيقيًا إلا أن الشركة حققت أهدافها وتجاوزت حجم المبيعات وهوامش الأرباح المُحددة في الموازنة لهذا الربع من السنة ويظل حجم مبيعات الشركة مستقرا بدعم من الطلب القوي بقطاع البناء والتشييد في أسواق دول مجلس التعاون مدفوعًا بالأداء الجيد للعديد من أسواق دول المجلس، وقد شهدت سلطنة عُمان إسناد عقود بقيمة 186 مليون ﷼ عماني تقريبًا لتطوير البنية الأساسية في مدينة السلطان هيثم. كما شهد قطاع النفط والغاز نشاطاً بعد إسناد عقود مهمة في سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يمهد لزيادة الطلب على الحديد في الأشهر القادمة، ونجحت الشركة في إدارة الصعوبات بفعالية، وذلك من خلال إنشاء سلاسل توريد موثوقة وزيادة المبيعات في الأسواق المربحة وتحديث المعدات لتعزيز الإنتاج. وقد قامت الشركة بتحديث مصانع الأنابيب لتلبية احتياجات شركات النفط والغاز، ولا سيما في سلطنة عُمان، كما أن الدمج بين نظام أتمتة الإنتاج ونظام تخطيط موارد المؤسسات في المصنع ساعد على اجتياز العديد من عمليات التدقيق بفضل تحسين مراقبة الجودة وتتبع المنتجات وقامت الشركة بتحديث كبير في مصنع القضبان التجارية من خلال إضافة دعامات شاملة، وذلك بهدف إضافة أقسام هيكلية إلى مجموعة منتجاتها وتحسين سلة المنتجات.

وقالت شركة زجاج مجان: إن الإيرادات الإجمالية للمبيعات بلغت 7.3 مليون ﷼ عماني للفترة المنتهية في 30 سبتمبر 2024، مما يظهر انخفاضًا ملحوظًا عن مبيعات العام الماضي. ويعود هذا إلى عدة عوامل منها التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على التدفقات التجارية بسبب ارتفاع أسعار الشحن وعدم توفر الحاويات وزيادة مدة الشحن، والتباطؤ في أسواق التصدير الرئيسية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، مدفوعًا بتخفيض المخزون لدى المستفيدين نتيجة استخدامهم الكميات المخزنة لديهم وبسبب الأجواء السلبية للزبائن بسبب ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة. وفي ظل التحديات الجيوسياسية المستمرة، تركز الشركة على زيادة الكميات مع زبائنها الإقليميين الحاليين وتستفيد هذه الاستراتيجية من القيود الحالية في العرض في السوق الإقليمي، حيث توفر القدرة الإنتاجية المنخفضة فرصة للاستحواذ على حصة سوقية إضافية وزيادة حجم المبيعات محليًا. وبالنظر أيضًا إلى التخفيضات الأخيرة في أسعار الفائدة واكتمال دورة تصريف المخزون الداخلي لدى الزبائن، تتوقع الشركة انتعاش الطلب في الأسواق الغربية وعودة بعض الطلبيات. ومن التطورات الإيجابية في سلطنة عمان اكتشاف كميات جيدة من رواسب رمال السيليكا المستخدمة في إنتاج الزجاج في سلطنة عمان، وقد وقّعت شركة تنمية معادن عمان مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة والمعادن للمنطقة 'ف - 51' في محافظة الوسطى للاستغلال التجاري لتلك الرواسب، ومن جانبها أوضحت شركة مصانع مسقط للخيوط أنها واصلت تركيزها على توسيع نطاق المنتجات في أسواق سلطنة عُمان والدول المجاورة. وقد ساعد ذلك في التحوط من المخاطر ضد التقلبات التي يشهدها قطاع التصدير.

وبفضل الجهود التي بذلتها إدارة الشركة للتركيز على قطاعات الأعمال المختلفة، حققت نموًا ملحوظًا في غالبية الأسواق وتمكنت من الحفاظ على حصتها في السوق مع كبار الزبائن، ومع فاعلية استراتيجيتها للعمل تبدي الشركة تفاؤلا بتحقيق إيرادات مستقرة خلال العام. وزادت الإيرادات 34 بالمائة إلى 3.2 مليون ﷼ عماني كما بلغ صافي الربح خلال فترة 9 أشهر الحالية 331,167 ﷼ عماني بعد الضرائب، مقابل صافي ربح بلغ 50,310 ﷼ عماني خلال نفس الفترة من العام الماضي. وكشفت الوطنية للمنظفات الصناعية عن تحقيق إيرادات مبيعات نحو 19 مليون ﷼ عماني بنمو 20 بالمائة مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي، وجاء النمو الملحوظ من مزيج الأسواق والمنتجات وكان له أثر إيجابي على كل من الهوامش الربحية التشغيلية والإجمالية، ونهج المشتريات المطور بالإضافة إلى التحكم في تكلفة المواد الخام والتعبئة والتغليف بشكل إيجابي وحققت بعض منتجات الشركة نموا في حصتها في جميع الأسواق التي تعمل فيها في سلطنة عُمان وكذلك في أسواق التصدير. وفي النظرة المستقبلية للفترة المقبلة، قالت الشركة: إنه نظرًا للتطورات في الوضع الجيوسياسي في المنطقة، فقد يكون هناك تأثير سلبي على أسعار المواد وتكاليف الشحن في الأشهر المقبلة. ومع ذلك، تعمل الشركة على تقليل التأثير وفي الوقت نفسه المحافظة على النمو وتطوير منتجات جديدة تعكس متطلبات الزبائن، وتركز الشركة على إطلاق منتجات جديدة في الأسواق لزيادة محفظة منتجاتها وبالتالي زيادة المبيعات.