أحرار نوفمبر.. سبعينيّة «أوراس»
الأربعاء / 19 / ربيع الثاني / 1446 هـ - 20:42 - الأربعاء 23 أكتوبر 2024 20:42
عام1962م، كان الشاعر حميد بن عبد الله الجامعي المعروف بأبي سرور صاعدا فوق نخلة، فسمع خبر استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي، عندما أذاعته محطّة (بي بي سي)، فاهتزّ طربا، وغمره الحماس، وتملّكته فرحة عارمة، لم تمهله حتى نزوله ليكتبها على الورق، خوفا من النسيان، فما كان أمامه سوى أن يكتب قصيدته (مليون النصر) على ساعديه، ومما جاء فـيها:
لله قوم على حرب العدا ولدوا
فعانقوها لباسا وهي تستعر
مليون شهم من الأبطال قد قتلوا
فـي نيل حرية يا حبذا الوطر
خالوا الجزائر عطشى للدما شرفا
فأمطروها دما فاخضرت الجزر
سقوا عدوهم من سيفهم سقرا
حربا ضروسا وما أدراك ما سقر
وصارعوا طائرات الخصم حاضنة
شر القنابل يرميهم بها البطر
وفـي جلسة أدرتها فـي النادي الثقافـي عام 2013م، وكانت محاضرة للدكتور حوّاس بري عن الجزائر فـي الشعر العماني، تطرّق خلالها إلى نصوص لشعراء عمانيين كتبوا عن الثورة الجزائرية التي اعتبروها أنموذجا للثورات التحررية فـي العالم، ومن بينهم الشيخ عبدالله الخليلي والشيخ هلال السيابي السفـير الأسبق لسلطنة عمان فـي الجزائر، و «أبو سرور» المولود عام 1942 فـي سمائل والمتوفى فـي 21 سبتمبر 2014 م، وكان من ضمن الحضور، فاستأذن، ليعتلي المنصة، ويلقى القصيدة، وقبل ذلك تحدّث عن حبّه للجزائر، وهو حبّ من طرفـين، وحمل معه دليل محبّة الجزائر، عندما عرض رسالة الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة التي شكره بها، تقديرا لقصيدته، ووصلته عن طريق السفارة الجزائرية بسلطنة عمان.
استحضرت هذا الحدث الذي يختصر الكثير من مشاعر محبّة العمانيين للشعب الجزائري، حين وصلتني دعوة من المؤسسة الجزائرية لايف ميديا للإنتاج لأحلّ ضيف شرف على برنامج (أحرار نوفمبر)، وكنت قد سبق لي زيارة هذا البلد العربي الشقيق عندما اختيرت الجزائر عاصمة للثقافة العربية عام 2007م، وشاركت فـي أمسية شعرية احتضنتها المكتبة الوطنية، وكان من أبرز فرسانها الشاعر الكبير الراحل عبدالرزّاق عبد الواحد. وكم كانت سعادتنا كبيرة، عندما زرنا بلد المليون شهيد، الذين سقطوا من أجل حريّة الجزائر من استعمار فرنسا لها الذي بدأ سنة 1830م، وانتهى بإعلان استقلال الجزائر فـي الخامس من يوليو 1962م.
وتحتفل الجزائر هذا العام، بمرور سبعين عاما على اندلاع الشرارة الأولى للثورة، فـي الأول من نوفمبر عام 1954م، ومن بين هذه الاحتفالات، برنامج تلفزيوني عنوانه (أحرار نوفمبر)، والبرنامج مسابقة شعرية باللغة العربية الفصحى، اعتزازا من صنّاع البرنامج باللغة العربية باعتبارها هوية وطنية وقومية، ويأتي البرنامج على غرار برامج شعرية يتبارى فـيها الشعراء بحضور لجنة تحكيم مشكّلة من شعراء وأكاديميين، ونقّاد، من بينها، (أمير الشعراء) الإماراتي، وبرنامج (المعلقة) السعودي، وغيرهما، ويقام برنامج(أحرار نوفمبر) بمناسبة عزيزة على قلب كل جزائري وعربي، وهي اندلاع الشرارة الأولى لثورة 1 نوفمبر 1954م التحررية، وتشترط المسابقة أن تكون القصائد المشاركة على نمط القصائد العمودية والتفعيلة فقط، وقد رصدت الجهة المنظّمة لها جوائز قيّمة، فالجائزة الأولى تبلغ مليوني دينار جزائري، والثانية مليون دينار جزائري، والثالثة نصف مليون، وتعلن الجوائز بعد سلسلة جولات وتصفـيات وخلال الجولات يلقي المشاركون نصوصهم أمام لجنة التحكيم المختارة من أسماء أدبية معروفة، وهي: د. عبدالله حمادي من الجزائر، والشاعر شوقي بزيع من لبنان وود. نايف الرشدان من المملكة العربية السعودية، ود. وليد الصراف من العراق ود. هدى عطية من مصر، وتطلب اللجنة من المشارك قراءة نص جديد وارتجال عدد من الأبيات حول موضوع تحدّده. وقد لفت نظري أنّ اللجنة اشترطت على النصوص المشاركة أن تتمحور حول الثورة، أو قضايا التحرّر بالعالم، وفـي ذلك إحياء للشعر المنتمي لواقع الإنسان وقضاياه، للحدّ من التوجّهات التي استهوت الكثير من الشعراء الشباب الذين لجأوا إلى تعمية نصوصهم، عبر بناء تشكيلات ذهنية ولغوية جعلت منها دورانا فـي متاهات مغلقة، تفتقر للصدق الفني وحرارة التجربة، ومثل هذه البرامج من شأنها أن تعيد الشعر للواقع والإنسان وقضاياه الكبرى، وبالطبع ينبغي أن تأتي بأبنية لغوية جديدة، وهذا ما ستقرّره لجنة التحكيم، والجمهور الذين سيصغون إلى إبداعات الشعراء وهي تستلهم بطولات رجال (أوراس) السلسلة الجبلية العالية، التي تُعدّ من أكبر السلاسل الجبلية الواقعة فـي شمال أفريقيا، وكانت حاضنة للمقاومة الشعبية التي وقفت بوجه الفرنسيين وقاتلتهم بضراوة، وساعدها على ذلك موقعها الجغرافـي وتضاريسها الوعرة التي أجبرت قوات الاحتلال على الهزيمة فـي يوم استقلال البلاد فـي 5 يوليو 1962م بفضل شجاعة (أحرار نوفمبر).
لله قوم على حرب العدا ولدوا
فعانقوها لباسا وهي تستعر
مليون شهم من الأبطال قد قتلوا
فـي نيل حرية يا حبذا الوطر
خالوا الجزائر عطشى للدما شرفا
فأمطروها دما فاخضرت الجزر
سقوا عدوهم من سيفهم سقرا
حربا ضروسا وما أدراك ما سقر
وصارعوا طائرات الخصم حاضنة
شر القنابل يرميهم بها البطر
وفـي جلسة أدرتها فـي النادي الثقافـي عام 2013م، وكانت محاضرة للدكتور حوّاس بري عن الجزائر فـي الشعر العماني، تطرّق خلالها إلى نصوص لشعراء عمانيين كتبوا عن الثورة الجزائرية التي اعتبروها أنموذجا للثورات التحررية فـي العالم، ومن بينهم الشيخ عبدالله الخليلي والشيخ هلال السيابي السفـير الأسبق لسلطنة عمان فـي الجزائر، و «أبو سرور» المولود عام 1942 فـي سمائل والمتوفى فـي 21 سبتمبر 2014 م، وكان من ضمن الحضور، فاستأذن، ليعتلي المنصة، ويلقى القصيدة، وقبل ذلك تحدّث عن حبّه للجزائر، وهو حبّ من طرفـين، وحمل معه دليل محبّة الجزائر، عندما عرض رسالة الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة التي شكره بها، تقديرا لقصيدته، ووصلته عن طريق السفارة الجزائرية بسلطنة عمان.
استحضرت هذا الحدث الذي يختصر الكثير من مشاعر محبّة العمانيين للشعب الجزائري، حين وصلتني دعوة من المؤسسة الجزائرية لايف ميديا للإنتاج لأحلّ ضيف شرف على برنامج (أحرار نوفمبر)، وكنت قد سبق لي زيارة هذا البلد العربي الشقيق عندما اختيرت الجزائر عاصمة للثقافة العربية عام 2007م، وشاركت فـي أمسية شعرية احتضنتها المكتبة الوطنية، وكان من أبرز فرسانها الشاعر الكبير الراحل عبدالرزّاق عبد الواحد. وكم كانت سعادتنا كبيرة، عندما زرنا بلد المليون شهيد، الذين سقطوا من أجل حريّة الجزائر من استعمار فرنسا لها الذي بدأ سنة 1830م، وانتهى بإعلان استقلال الجزائر فـي الخامس من يوليو 1962م.
وتحتفل الجزائر هذا العام، بمرور سبعين عاما على اندلاع الشرارة الأولى للثورة، فـي الأول من نوفمبر عام 1954م، ومن بين هذه الاحتفالات، برنامج تلفزيوني عنوانه (أحرار نوفمبر)، والبرنامج مسابقة شعرية باللغة العربية الفصحى، اعتزازا من صنّاع البرنامج باللغة العربية باعتبارها هوية وطنية وقومية، ويأتي البرنامج على غرار برامج شعرية يتبارى فـيها الشعراء بحضور لجنة تحكيم مشكّلة من شعراء وأكاديميين، ونقّاد، من بينها، (أمير الشعراء) الإماراتي، وبرنامج (المعلقة) السعودي، وغيرهما، ويقام برنامج(أحرار نوفمبر) بمناسبة عزيزة على قلب كل جزائري وعربي، وهي اندلاع الشرارة الأولى لثورة 1 نوفمبر 1954م التحررية، وتشترط المسابقة أن تكون القصائد المشاركة على نمط القصائد العمودية والتفعيلة فقط، وقد رصدت الجهة المنظّمة لها جوائز قيّمة، فالجائزة الأولى تبلغ مليوني دينار جزائري، والثانية مليون دينار جزائري، والثالثة نصف مليون، وتعلن الجوائز بعد سلسلة جولات وتصفـيات وخلال الجولات يلقي المشاركون نصوصهم أمام لجنة التحكيم المختارة من أسماء أدبية معروفة، وهي: د. عبدالله حمادي من الجزائر، والشاعر شوقي بزيع من لبنان وود. نايف الرشدان من المملكة العربية السعودية، ود. وليد الصراف من العراق ود. هدى عطية من مصر، وتطلب اللجنة من المشارك قراءة نص جديد وارتجال عدد من الأبيات حول موضوع تحدّده. وقد لفت نظري أنّ اللجنة اشترطت على النصوص المشاركة أن تتمحور حول الثورة، أو قضايا التحرّر بالعالم، وفـي ذلك إحياء للشعر المنتمي لواقع الإنسان وقضاياه، للحدّ من التوجّهات التي استهوت الكثير من الشعراء الشباب الذين لجأوا إلى تعمية نصوصهم، عبر بناء تشكيلات ذهنية ولغوية جعلت منها دورانا فـي متاهات مغلقة، تفتقر للصدق الفني وحرارة التجربة، ومثل هذه البرامج من شأنها أن تعيد الشعر للواقع والإنسان وقضاياه الكبرى، وبالطبع ينبغي أن تأتي بأبنية لغوية جديدة، وهذا ما ستقرّره لجنة التحكيم، والجمهور الذين سيصغون إلى إبداعات الشعراء وهي تستلهم بطولات رجال (أوراس) السلسلة الجبلية العالية، التي تُعدّ من أكبر السلاسل الجبلية الواقعة فـي شمال أفريقيا، وكانت حاضنة للمقاومة الشعبية التي وقفت بوجه الفرنسيين وقاتلتهم بضراوة، وساعدها على ذلك موقعها الجغرافـي وتضاريسها الوعرة التي أجبرت قوات الاحتلال على الهزيمة فـي يوم استقلال البلاد فـي 5 يوليو 1962م بفضل شجاعة (أحرار نوفمبر).