العالم على صفيح ساخن!
الجمعة / 14 / ربيع الثاني / 1446 هـ - 21:13 - الجمعة 18 أكتوبر 2024 21:13
على إيقاع طبول الحرب يجتمع الساسة الكبار في العالم، يستهلون مؤتمراتهم الدورية بالإشادة بدورهم الفعال في إرساء قواعد الأمن والأمان والاستقرار الدولي، وعبر مؤتمرهم يشجبون ويستنكرون ما تقوم بعض من يسمونهم زوزرا بـ « دول الشر» رغم أنهم هم الذين يمولونها بالسلاح والعتاد والقنابل الحارقة، والصواريخ العابرة للقارات!.
ومن على المنصة الأممية يقف رجل الحرب والدمار يبرر كيف أنه أعطى أوامره « لإبادة شعب بكامله » من اجل أن يرضي غروره ويثبت للعالم بأنه يقتلع الشر من الارض، ومن مكانه لا يخجل من نفسه عندما يسمي الأبرياء بـ« الإرهابيين » بينما هو الإرهاب ذاته وبكل تفاصيله، ينتهي من كلمته فيصفق له الحضور مثمنين له صراحته المطلقة معتبرين ما قاله هو الحقيقة، ومؤكدين ثانية على أن خيار الحرب ما هو إلا دمار للشعوب وإبادة لوجه الحياة حتى وإن كانت في أوطان يحتلها المعتدي ويبطش بأهلها الأصليين،هو تناقض غريب وفعل لا يمكن لعاقل تصديقه.
من يتمعن جيدا في المشهد السياسي العالمي يجد أن « نبرات التهديد والوعيد » أصبحت ظاهرة عالمية بين الدول، فمن أقل اختلاف بين دولة وأخرى، يصبح حديث الجانبين لا يخلو من التلويح باستخدام الأسلحة المدمرة، معتقدين بأن قاذفات الصواريخ والقنابل العنقودية وغيرها قادرة على حل المشكلات العالقة بين دولة وأخرى دون النظر الى ما ستؤول إليه نتائج الحرب على الشعوب والأجيال المقبلة.
وفي الوقت الراهن أيضا بدأ الحديث عن استخدام أساليب جديدة للحرب المتطورة بعدما تم الكشف عن مخططات عسكرية تقوم على أسس استخدام « الذكاء الاصطناعي» كحل آخر لتدمير البنى الأساسية وقتل الأرواح بشكل دقيق.
هذا العلم أصبح هو الآخر حديث قادة الدول والشعوب فما بين مؤيد ومعارض لهذه التكنولوجيا بات الخوف يتربص بقلوب الخائفين ويزداد أكثر من أي مرحلة ماضية، والأيام ربما تكشف عن وجوه قبيحة يخفيها هذا العلم المتسارع في مجالات الحياة.
من المتعارف عليه، أن مرحلة القرن العشرين وسنواتها المظلمة، أثرت على الحياة بشكل عام، وقد تعرض العالم إلى دمار شامل نجا منه البعض، ودفن في قبوره الملايين من الأبرياء، وأصبح لدى بعض الشعوب تقليد سنوي يحتفلون فيه بانتهاء هذه المأساة الإنسانية، يتذكرون أحبتهم الغائبين عنهم منذ عقود ماضية، والذكرى تجلب لهم مشاهد لا تزال عالقة في أذهانهم لا يتخلصون منها أبدا، الزمن قد مضى، ولكن التفاصيل لا تزال حاضرة في الوجدان والتاريخ شاهد على تلك الكارثة، هناك مدن تساوت بالأرض، وأخرى تدمرت والصواريخ والقنابل ألقيت على رؤوس الناس.
سيظل العالم دوما يتذكر ويلات الحروب وأصوات البنادق والمدافع وكل آلة حربية تجهز على البشر، أما من تبقى من الناس فلا يزالون مختلفين في إحصاء أعداد القتلى والجرحى وحجم الخراب والدمار الذي حل بدولتهم التي تعرضت لقصف ممنهج « نهارا وليلا »، وعندما وضعت الحربان الأولى والثانية أوزارهما كان المشهد ضبابيا للغاية، ثم تحول الى لوحة من الشقاء والدمار الهائل الذي لا تزال آثاره مستمرة حتى يومنا هذا.
انتهى القرن العشرون بكل ما فيه من صفحات سواء قاتمة، وبدأ العالم الألفية الجديدة منذ عقدين من الزمن وأكثر بقليل، إلا أن الحرب لم تنته من الارض، وإنما اشتعل فتيلها ثانية في دول جديدة، بينما تدق طبول حروب وليدة في دول لم تكن تعرف معنى الحرب سابقا، إلا أنها الآن في مرمى خوض « مأساة ضروس » إن لم تكن قريبا فإنها بلا شك ستكون مع إشراقة الألفية الثالثة، هذا يؤكد لنا بأن أجندة الحرب لا تنتهي عند نقطة معينة، وإنما هو تسلسل زمني من الحروب التي تبيد الأرواح وتقضي على مقومات الحياة في أوطان تعيش مرحلة الحلم بالحرية والسلام.
وسط كل المعطيات والتفاعلات اليومية نجد بأن من يصنع القنابل والمتفجرات وأسلحة الدمار الشامل، لن يعجز لسانه عن إشعال فتيل الحرب وإمداد أطراف النزاع بالأسلحة المحرمة دوليا وإنسانيا ليبيد كل منهما الآخر، لن ترهبه التصريحات الدولية والشجب المتكرر وإبداء القلق من أكبر المنظمات الدولية العالمية، بل سوف يتمادى أكثر في إيقاع مزيد من الضحايا بين جميع الأطراف.
في المختبرات والمنشآت السرية تحت الأرض وفوقها يتم تصنيع كم هائل من الذخائر الذكية والأسلحة الكيميائية والبيولوجية وغيرها من أدوات القتل والفناء للبشرية، يتم إعدادها بحيث يمكنها أن تقلب موازين القوى وشكل الحياة وإيجاد عالم يئن من شدة وحدة الأوجاع والآلام المبرحة.
وحتى يستفيق العالم من سباته العميق، سيكون الوقت قد انتهى، فما تشهده الأرض من تحولات في مستويات التحديات نابع من تلك الآثار المدمرة التي تخلفها الحروب وعمليات التصنيع العسكرية، فحرارة الارض والظواهر المخيفة بدأت في غزو الأرض بشكل ملفت للنظر.
لن تتوقف الحروب ولن ينعم العالم بالسلام طالما كانت هناك نظرة أحادية الجانب ترجح المصلحة الشخصية على المصلحة الأممية، وستبقى الأرض مهددة طيلة الوقت بالخوف والتأثيرات المباشرة من الحروب وغيرها.
ومن على المنصة الأممية يقف رجل الحرب والدمار يبرر كيف أنه أعطى أوامره « لإبادة شعب بكامله » من اجل أن يرضي غروره ويثبت للعالم بأنه يقتلع الشر من الارض، ومن مكانه لا يخجل من نفسه عندما يسمي الأبرياء بـ« الإرهابيين » بينما هو الإرهاب ذاته وبكل تفاصيله، ينتهي من كلمته فيصفق له الحضور مثمنين له صراحته المطلقة معتبرين ما قاله هو الحقيقة، ومؤكدين ثانية على أن خيار الحرب ما هو إلا دمار للشعوب وإبادة لوجه الحياة حتى وإن كانت في أوطان يحتلها المعتدي ويبطش بأهلها الأصليين،هو تناقض غريب وفعل لا يمكن لعاقل تصديقه.
من يتمعن جيدا في المشهد السياسي العالمي يجد أن « نبرات التهديد والوعيد » أصبحت ظاهرة عالمية بين الدول، فمن أقل اختلاف بين دولة وأخرى، يصبح حديث الجانبين لا يخلو من التلويح باستخدام الأسلحة المدمرة، معتقدين بأن قاذفات الصواريخ والقنابل العنقودية وغيرها قادرة على حل المشكلات العالقة بين دولة وأخرى دون النظر الى ما ستؤول إليه نتائج الحرب على الشعوب والأجيال المقبلة.
وفي الوقت الراهن أيضا بدأ الحديث عن استخدام أساليب جديدة للحرب المتطورة بعدما تم الكشف عن مخططات عسكرية تقوم على أسس استخدام « الذكاء الاصطناعي» كحل آخر لتدمير البنى الأساسية وقتل الأرواح بشكل دقيق.
هذا العلم أصبح هو الآخر حديث قادة الدول والشعوب فما بين مؤيد ومعارض لهذه التكنولوجيا بات الخوف يتربص بقلوب الخائفين ويزداد أكثر من أي مرحلة ماضية، والأيام ربما تكشف عن وجوه قبيحة يخفيها هذا العلم المتسارع في مجالات الحياة.
من المتعارف عليه، أن مرحلة القرن العشرين وسنواتها المظلمة، أثرت على الحياة بشكل عام، وقد تعرض العالم إلى دمار شامل نجا منه البعض، ودفن في قبوره الملايين من الأبرياء، وأصبح لدى بعض الشعوب تقليد سنوي يحتفلون فيه بانتهاء هذه المأساة الإنسانية، يتذكرون أحبتهم الغائبين عنهم منذ عقود ماضية، والذكرى تجلب لهم مشاهد لا تزال عالقة في أذهانهم لا يتخلصون منها أبدا، الزمن قد مضى، ولكن التفاصيل لا تزال حاضرة في الوجدان والتاريخ شاهد على تلك الكارثة، هناك مدن تساوت بالأرض، وأخرى تدمرت والصواريخ والقنابل ألقيت على رؤوس الناس.
سيظل العالم دوما يتذكر ويلات الحروب وأصوات البنادق والمدافع وكل آلة حربية تجهز على البشر، أما من تبقى من الناس فلا يزالون مختلفين في إحصاء أعداد القتلى والجرحى وحجم الخراب والدمار الذي حل بدولتهم التي تعرضت لقصف ممنهج « نهارا وليلا »، وعندما وضعت الحربان الأولى والثانية أوزارهما كان المشهد ضبابيا للغاية، ثم تحول الى لوحة من الشقاء والدمار الهائل الذي لا تزال آثاره مستمرة حتى يومنا هذا.
انتهى القرن العشرون بكل ما فيه من صفحات سواء قاتمة، وبدأ العالم الألفية الجديدة منذ عقدين من الزمن وأكثر بقليل، إلا أن الحرب لم تنته من الارض، وإنما اشتعل فتيلها ثانية في دول جديدة، بينما تدق طبول حروب وليدة في دول لم تكن تعرف معنى الحرب سابقا، إلا أنها الآن في مرمى خوض « مأساة ضروس » إن لم تكن قريبا فإنها بلا شك ستكون مع إشراقة الألفية الثالثة، هذا يؤكد لنا بأن أجندة الحرب لا تنتهي عند نقطة معينة، وإنما هو تسلسل زمني من الحروب التي تبيد الأرواح وتقضي على مقومات الحياة في أوطان تعيش مرحلة الحلم بالحرية والسلام.
وسط كل المعطيات والتفاعلات اليومية نجد بأن من يصنع القنابل والمتفجرات وأسلحة الدمار الشامل، لن يعجز لسانه عن إشعال فتيل الحرب وإمداد أطراف النزاع بالأسلحة المحرمة دوليا وإنسانيا ليبيد كل منهما الآخر، لن ترهبه التصريحات الدولية والشجب المتكرر وإبداء القلق من أكبر المنظمات الدولية العالمية، بل سوف يتمادى أكثر في إيقاع مزيد من الضحايا بين جميع الأطراف.
في المختبرات والمنشآت السرية تحت الأرض وفوقها يتم تصنيع كم هائل من الذخائر الذكية والأسلحة الكيميائية والبيولوجية وغيرها من أدوات القتل والفناء للبشرية، يتم إعدادها بحيث يمكنها أن تقلب موازين القوى وشكل الحياة وإيجاد عالم يئن من شدة وحدة الأوجاع والآلام المبرحة.
وحتى يستفيق العالم من سباته العميق، سيكون الوقت قد انتهى، فما تشهده الأرض من تحولات في مستويات التحديات نابع من تلك الآثار المدمرة التي تخلفها الحروب وعمليات التصنيع العسكرية، فحرارة الارض والظواهر المخيفة بدأت في غزو الأرض بشكل ملفت للنظر.
لن تتوقف الحروب ولن ينعم العالم بالسلام طالما كانت هناك نظرة أحادية الجانب ترجح المصلحة الشخصية على المصلحة الأممية، وستبقى الأرض مهددة طيلة الوقت بالخوف والتأثيرات المباشرة من الحروب وغيرها.