في يوم ماجدات عُمان
الأربعاء / 12 / ربيع الثاني / 1446 هـ - 21:28 - الأربعاء 16 أكتوبر 2024 21:28
تقف ماجدات عُمان في 17 أكتوبر من كل عام للاحتفال بيوم المرأة العمانية، وفي كل احتفال يزداد في سلطنة عمان تقدير المرأة، رسوخا وتمكينا وتعزيزا لدورها العظيم ومكانتها في بناء الوطن وتنميته إيمانا بقدراتها وإمكانياتها وأهميتها كعنصر أساسي في مكون المجتمع العماني ومنظومته الاجتماعية والعملية.
وطوال مسيرتها الحافلة بالمنجزات، أسهمت المرأة العمانية بتكوين الهوية الوطنية، وتفردها الثقافي والتاريخي والحضاري والفكري، وعزز الاهتمام والدعم الساميان لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حضور المرأة الفاعل في مختلف الجوانب لتشق طريقها بكامل حقوقها لرسم ملامح المستقبل بفكرها وإمكانياتها جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، لتكون مفخرة للوطن في المحافل المحلية والعالمية، الأمر الذي يدلل على مكانة المرأة المرموقة في سلطنة عمان وما تحظى به من اهتمام ودعم.
إن ما نراه اليوم من منجزات تحققها المرأة العمانية على مستويات عدة، هو نتاج لثقافة عمانية فريدة تأسست منذ عقود، فمنذ بدايات عهد النهضة العمانية الحديثة، في السبعينيات من القرن الماضي، أُسس للمرأة العمانية ثوابت ضمن مسيرة العمل الوطني، تؤمن بحقوقها وقدراتها كجزء لا يتجزأ من تكوين الشخصية العمانية، وبدونها لا يكتمل بناء المجتمع ولا المؤسسات، لذلك كان المجتمع بمؤسساته وأفراده يؤمنون بمكانة المرأة وحقوقها، وفكرها المتوقد وعطائها الذي لا ينضب لتكون ركنا أساسيا في التنمية والبناء والتعمير والعمل من أجل بناء عمان ورفعة شأنها في كافة المحافل والمجالات.
وعندما يخصص يوم المرأة العمانية لهذا العام ليكون في مجال الثقافة والأدب والمخطوطات، وتحت شعار «المرأة شريكة في التنمية»، فإننا نستذكر الإسهامات المشهودة للمرأة العمانية في هذه المجالات وما حققته في ذلك الشأن وإسهاماتها خدمة للمجتمعات والعلم والإنسانية.
لقد مكنت سلطنة عمان المرأة وحفظت لها مكانتها، وتربعت في مناصب عليا، في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية، ورياضية، وأثبتت في المقابل جدارتها واستحقاقها في كل منصب وضعت فيه، وأثبتت للجميع بأنها قادرة على البذل والعطاء في كل المحافل، وعلى المستويين المحلي والدولي.
ولقد حظيت المرأة العمانية بتسخير كل الإمكانات والبيئة المناسبة لتبدع في عملها، وتسجل حضورها والمواقف المشرفة على صعد عديدة حيث شاركت بشكل فعال في المنظمات الدولية الإنسانية ومثّلت سلطنة عُمان في عضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» خلال الفترة من 2024م إلى 2026م، كما مثّلت في عضوية لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة للفترة من 2023م إلى 2026م، وكما أنها عضوة في لجنة القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة في الأمم المتحدة للفترة من 2025م إلى 2028م، وهو ما يعكس دورها البناء وما تتمتع به من كفاءة وثقة وتمكين.
وفي مجالات الأدب والثقافة نستذكر أسماء لامعة مثل الكاتبة جوخة الحارثي وهدى حمد والدكتورة فاطمة الشيدية ومنى حبراس والدكتورة آمنة الربيع وغيرهن من الأسماء اللاتي أبدعن في عالم الكلمة والثقافة والشعر والمسرح والفنون.
والاحتفال الذي يقام اليوم بمناسبة يوم المرأة، وما يتضمنه من فقرات بينها أوبريت (حواء عمان)، يجسد مكانتها الكبيرة في المجتمع العماني، الذي يمضي بثبات نحو تحقيق مزيد من التنمية، على نهج تشاركي بين المرأة والرجل، لتمضي رحى التنمية تديرها سواعد أبناء عمان رجالا ونساء، بثقة وثبات وتطلع لمستقبل أكثر إشراقا.
سهيل النهدي محرر صحفي من أسرة تحرير عُمان