تعزيز ثقافة الطواقم الطبية والاستفادة من الخبرات الدولية أبزر مخرجات ملتقى العلوم الرياضية
اشتمل على محاضرات نظرية وعملية
الثلاثاء / 27 / ربيع الأول / 1446 هـ - 14:41 - الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 14:41
أسدل الستار مساء امس على أعمال ملتقى العلوم الرياضية بمشاركة 100 شخص من الطواقم الطبية العاملة في المجال الرياضي والمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والمؤسسات العسكرية ووزارة الصحة، رعى ختام الملتقى سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة الشباب للرياضة والشباب، وأقيمت أعمال الملتقى بفندق انتر ستي الخوير. واشتمل الملتقى على 4 علوم مختلفة، وهي: قسم العظام، وقسم العلاج الطبيعي، وقسم التغذية الرياضية، وقسم علم النفس الرياضي، وناقش الملتقى كيفية اتخاذ القرار النهائي لإعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي، وعرض دليل العلاج الطبيعي وبرنامجه، كما ناقش الملتقى مرحلة ما بعد عملية الرباط الصليبي، وتفسير التحليل الميكانيكي الحيوي بعد العملية، والعوامل النفسية قبل عملية الرباط الصليبي وبعدها، وفعالية البروتينات في مرحلة ما بعد العملية، والتصور المثالي للطبيب الجراح لاختيار نوع الرباط المناسب.
هدف الملتقى إلى تعزيز ثقافة الطواقم الطبية من خلال عرض أحدث البحوث في مجالات العلوم الرياضية، والاستفادة من الخبرات الدولية في التعامل مع إصابات الرباط الصليبي، وعلى حسب الإحصائيات الصادرة من دائرة الطب الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب في السنوات الثلاث الماضية فإن إصابات الرباط الصليبي تعد الأكثر شيوعًا بنسبة 74%، وحاضرَ في الملتقى عدد من الأطباء والأخصائيين الخبراء في مجالات الإصابات الرياضية والتغذية الرياضية والتأهيل الرياضي.
إصابات الرباط الصليبي
وخلال محاضرات الملتقى أكد الدكتور أحمد المنذري أن إصابات الرباط الصليبي الأمامي في الركبة شائعة، وخاصة بين الرياضيين، وتتطلب فهمًا تفصيليًا لتشريح الرباط ووظيفته من أجل علاج فعال، ويتكون الرباط الصليبي الأمامي من حزمتين رئيسيتين: الأمامية الوسطى والخلفية الجانبية، والتي تساهم في استقرار الركبة أثناء الحركة، وتحدث الإصابات عادة دون تلامس وتتميز بصوت 'فرقعة' وألم وتورم، يتضمن تشخيص هذه الإصابات اختبارات محددة، في حين تتراوح خيارات العلاج من إعادة التأهيل غير الجراحي إلى إعادة البناء الجراحي، وأن الدراسات الحديثة تشير إلى أن إعادة التأهيل تليها الجراحة المتأخرة إذا لزم الأمر، يمكن أن تكون فعالة مثل الجراحة المبكرة، علاوة على ذلك، فإن معالجة تثبيط العضلات المسبب لالتهاب المفاصل قبل الجراحة أمر بالغ الأهمية لتحقيق نتائج أفضل، ويجب أن يكون اختيار الطعوم للجراحة فرديًا، مع خيارات مثل عضلة الفخذ الخلفية، أو وتر العضلة الرباعية، أو وتر العظم والرضفة والعظم اعتمادًا على ملف المريض، كما أن توقيت الجراحة مهم، ويجب أن ينصبّ التركيز على القضاء على النوبات القلبية الوعائية وتخصيص نهج العلاج لاحتياجات كل مريض.
التنقل بين التحديات قبل الجراحة
وركز عرض الدكتور كريم خلادي بعنوان 'التنقل بين التحديات قبل الجراحة' على العوامل البيولوجية النفسية الاجتماعية في إدارة إصابات الرياضة والنهج الشامل للتعافي من إصابة الرباط الصليبي، وأكد على أهمية النموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي، ودمج العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية لتحسين نتائج التعافي وتسهيل العودة إلى الرياضة، وعالج النموذج قيود النهج الطبي الحيوي التقليدي من خلال تضمين التحديات النفسية مثل الخوف من الإصابة مرة أخرى والدعم الاجتماعي، وتشمل العوامل الرئيسية المؤثرة على التعافي ما قبل التأهيل، والتقنيات الجراحية المثلى، وآليات الشفاء البيولوجية، ودور النوم العميق في تسريع التعافي، والدور الحاسم للدعم الاجتماعي من الأسرة ومقدمي الرعاية والمدربين في تحفيز الرياضيين وتحسين الالتزام بإعادة التأهيل، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستعداد النفسي والصحة العقلية وسمات الشخصية مثل العصبية والتفاؤل مهمة في التغلب على الحواجز التي تحول دون التعافي، والتأكيد على قيمة الإطار الشامل الذي يعالج العوامل الجسدية والعقلية والاجتماعية من أجل التعافي بشكل أسرع وأكثر اكتمالًا.
طب الأقدام
وناقش عرض الدكتور فهد الشامسي بعنوان 'تدخُّل طب الأقدام لإصابات الرباط الصليبي الأمامي' الدور الحاسم لطب الأقدام في إدارة ومنع إصابات الرباط الصليبي الأمامي، وسلط الضوء على كيفية تقييم أطباء طب الأقدام الرياضيين للمخاطر وعلاج الإصابات وتحسين الأداء من خلال التحليل الميكانيكي الحيوي والتدخلات المخصصة، وإصابات الرباط الصليبي الأمامي شائعة خاصة بين الرياضيين، ويمكن أن تتأثر بعوامل جوهرية مختلفة مثل اختلال التوازن العضلي وارتخاء المفاصل، وعوامل خارجية مثل الأحذية وأسطح اللعب، وأكد العرض على أهمية الأحذية المناسبة، فضلًا عن التقييمات البدنية والديناميكية للكشف عن سوء محاذاة الأطراف السفلية التي قد تزيد من خطر إصابات الرباط الصليبي الأمامي، وتتضمن التدخلات الرئيسية توصيات بشأن الأحذية، وإعادة التدريب على الجري الآمن لتغيير آليات الجري الضارة، وتقوية القدم والكاحل، وخاصة عضلة باطن القدم؛ لمنع الإصابات المستقبلية وتحسين نتائج التعافي، وتحديد العلاقة بين محاذاة الأطراف السفلية وأنماط المشي وخطر إصابة الرباط الصليبي الأمامي، ويوصي بإجراءات تصحيحية مثل تحسين اختيار الأحذية وتحسين الميكانيكا الحيوية للأطراف السفلية، ودور طب الأقدام في إعادة تأهيل الرباط الصليبي الأمامي، وخاصة من خلال تقوية مجمع القدم والكاحل وتصحيح المشكلات البيوميكانيكية أمر ضروري للوقاية من الإصابات والتعافي بعد الإصابة.
التغذية الرياضية
وفي عرض الدكتورة نيلدا نادر بعنوان 'هل سيشفيني مشروب البروتين؟' تم مناقشة الدور الحاسم للتغذية، وخاصة تناول البروتين، خلال الفترة المحيطة بإصابات الرباط الصليبي والعمليات الجراحية، وتطور علم التغذية والأهمية المتزايدة للتغذية الرياضية داخل فريق متعدد التخصصات للتعافي الفعال من الإصابة، والتأكيد على أهمية التغذية أثناء الجراحة لقدرتها على تقليل الإجهاد الجراحي، ومنع فقدان كتلة العضلات، وتحسين نتائج التعافي بشكل عام، وتجدر الإشارة إلى أن التغذية غير المثالية غالبًا ما تؤدي إلى نتائج جراحية سيئة، مما يجعل التقييم الغذائي ضروريًا قبل الجراحة، وتعمّقَ العرض أيضًا في نتائج إعادة بناء الرباط الصليبي وخاصة ضمور العضلات الناجم عن الالتهاب وعدم استخدام البروتين الضروري لدعم التئام الجروح، ووظيفة المناعة، والحد من انهيار العضلات أثناء التعافي، ويعد تناول كمية كافية من البروتين (1.2-2.0 جم / كجم يوميًا) قبل الجراحة أمرًا حيويًا للحفاظ على وظيفة العضلات وتقليل المضاعفات بعد الجراحة، كما ناقش العرض أيضًا استخدام المكملات الرياضية مثل الكرياتين والبروبيوتيك في دعم تعافي العضلات، كما تم عرض دراسة حالة لشاب رياضي يبلغ من العمر 21 عامًا مصاب بتمزق الرباط الصليبي لإثبات كيف يمكن لخطة التغذية أثناء الجراحة أن تساعد في الحفاظ على كتلة العضلات الهزيلة والقوة، وأكد العرض على أهمية إستراتيجيات التغذية أثناء الجراحة المخطط لها جيدًا، وخاصة تناول البروتين والكربوهيدرات؛ لتحسين التعافي والحفاظ على وظيفة العضلات وتقليل المضاعفات بعد جراحة الرباط الصليبي.
طعوم الرباط الصليبي
في عرض الدكتور برونو أولوري بعنوان 'ما الخيار الأفضل لطعوم الرباط الصليبي الأمامي لإعادة البناء'، تم مناقشة خيارات الطعوم المختلفة لإعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي، مع التركيز على مزاياها وتحدياتها، وكيف يمكن أن تؤثر إصابات الرباط الصليبي وخاصة بين الرياضيين، بشكل كبير على الأداء وطول العمر الوظيفي، حيث يبلغ عدد الحالات حوالي 200000 حالة سنويًا في الولايات المتحدة، بتكلفة 7 مليارات دولار، وتشمل خيارات الطعوم الأساسية 'طعوم وتر أوتار الركبة الذاتية'، والتي كانت الأكثر استخدامًا منذ عام 2008م خاصة في أوروبا وأستراليا، وعلى الرغم من مرونتها، إلا أن ثمة مخاوف بشأن التراخي وفقدان قوة ثني الركبة بعد الجراحة، ولا تزال طعوم وتر الرضفة العظمية الذاتية، التي كانت المعيار الذهبي ذات يوم المفضلة لدى الرياضيين في الولايات المتحدة ولكنها مرتبطة بألم الركبة الأمامية وعدم الراحة عند الركوع، ومع ذلك فهي توفر ثباتًا قويًا، واكتسبت عملية زراعة وتر العضلة رباعية الرؤوس شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث توفر استقرارًا مماثلًا أو حتى أفضل من زراعة الأربطة الصليبية الأمامية.
كما ناقش الدكتور برونو أولوري الطعوم الخيفية، التي اكتسبت شعبية بين عامي 2006 و2012 ولكنها تراجعت منذ ذلك الحين جراء ارتفاع معدلات الفشل، وخاصة في المرضى الأصغر سنًا، وأن اختيار الطعوم يجب أن يكون مصممًا وفقًا لاحتياجات المريض الفردية وخبرة الجراح، حيث إن كل خيار له فوائد وقيود محددة، ويتم تحقيق أفضل النتائج عندما يختار الجراح نوع الطعوم الذي يعرفه جيدًا ويثق في أدائه.
إعادة تأهيل الرباط الصليبي
وركز عرض 'مبادئ إعادة تأهيل الرباط الصليبي الأمامي في المرحلة الأولى' الذي قدمه مازن العارفي على المرحلة الأولية الحاسمة من إعادة التأهيل بعد إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي، وهذه المرحلة حاسمة لحماية الطعوم الجراحية وتقليل الالتهاب واستعادة نطاق الحركة وقوة العضلات تدريجيًا في مفصل الركبة المصاب، وتتضمن العناصر الرئيسية إدارة الألم والتورم من خلال الراحة والثلج والضغط، إلى جانب استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ويتم تقديم تمارين إعادة التأهيل المبكرة مثل تنشيط العضلات المتساوية القياس، مع التركيز على العضلة رباعية الرؤوس وأوتار الركبة؛ لمنع ضمور العضلات والحفاظ على تنشيط العضلات، وتتقدم عملية إعادة التأهيل من خلال أنشطة تحمل الوزن الخاضعة للرقابة باستخدام العكازات في البداية، وزيادة تحمل الوزن تدريجيًا تحت إشراف طبي، مع أهمية تدريب الحس العميق والتوازن لمنع إعادة الإصابة وتحسين استقرار المفاصل، ويتم تشجيع الحفاظ على القلب والأوعية الدموية من خلال التمارين ذات التأثير المنخفض مثل ركوب الدراجات في الجزء العلوي من الجسم والتمارين الرياضية المائية، ويقوم التعليم والدعم النفسي بدور حيوي في مساعدة المرضى على فهم مراحل إعادة التأهيل وإدارة التوقعات والحفاظ على الدافع، ويجب أن يكون برنامج إعادة التأهيل فرديًا، مع مراعاة احتياجات المريض المحددة وعمره وأهدافه.
التأهيل المسبق
واستكشف العرض التقديمي 'التأهيل المسبق: ضروري أم ترف؟' الذي قدمه سعيد اليعربي أهمية التأهيل المسبق قبل جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي، والتأهيل المسبق كعملية بالغة الأهمية لإعداد المريض عقليًا وجسديًا للجراحة، مع التركيز على التحكم في الألم وتقليل التورم واستعادة نطاق الحركة الوظيفي وتنشيط العضلات، وخاصة العضلة رباعية الرؤوس، بالإضافة إلى ذلك، يتم التأكيد على مكونات مثل إعادة تدريب المشي والتوازن والتنسيق والعلاج المائي واللياقة القلبية الوعائية والدعم النفسي، في حين أن الأدلة على تأثير التأهيل المسبق على النتائج بعد الجراحة محدودة، وأشار العرض إلى أن التأهيل المسبق يمكن أن يحسّن قوة العضلة رباعية الرؤوس ودرجات القفز، ويسرع التعافي بعد الجراحة، ويعزز استقرار المفصل بمرور الوقت، وتستمر برامج التأهيل المسبق الناجحة لمدة 4-6 أسابيع وتهدف إلى إعداد المرضى للجراحة من خلال تحقيق تمديد كامل للركبة وتقليل التورم وضمان مشي طبيعي وتقليل العجز في القوة قبل الجراحة، وإعادة التأهيل المسبق يمكن أن تؤدي إلى تعافي أسرع بعد الجراحة، وتحسين استقرار المفصل، وجودة أعلى لإعادة التأهيل، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من عملية إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي.
اختبار القوة
بينما ركز عرض 'اختبار القوة بعد إعادة بناء الرباط الصليبي' الذي قدمه فاسيليوس سيديريس على أهمية القوة في التعافي بعد إعادة بناء الرباط الصليبي، وأكد على أن القوة العضلية ضرورية للرياضيين لاستعادة القدرة على أداء الحركات مثل الركض والقفز وتغيير الاتجاه، وبعد إصابات الرباط الصليبي، غالبًا ما يعاني الرياضيون من عجز في القوة جراء ضمور العضلات، وتثبيط العضلات المسبب لالتهاب المفاصل، وتغير النشاط العصبي، وعرض الأساليب المستخدمة لتقييم وتتبع استعادة القوة طوال عملية إعادة التأهيل، بما في ذلك اختبارات القوة متساوية القياس والديناميكية والمتساوية الحركة، ويتم استخدام البيانات الأساسية لتحديد أهداف التعافي، ويوفر اختبار القوة رؤى أساسية حول القدرة الوظيفية للرياضي، بالإضافة إلى مناقشة كيفية تأثير أنواع الطعوم المختلفة، مثل طعوم أوتار الركبة أو الرضفة، على استعادة قوة مفصل الركبة والعضلة الباسطة، وتحديد الجداول الزمنية لاستعادة القوة، ووضع أهدافًا واضحة لقوة العضلات وتناسق الأطراف، على سبيل المثال، يجب أن تصل قوة العضلة رباعية الرؤوس إلى 90% من التناسق بحلول 7.5 شهور بعد الجراحة، والتأكيد على أهمية اختبار تناسق القوة والقدرة الوظيفية لضمان قدرة الرياضيين على العودة بأمان إلى الرياضة وتقليل خطر الإصابة مرة أخرى.