رأي عُمان

الحوار .. طريق البشرية للسلام والأمن المستدام

 
تتزايد حدة الاضطرابات السياسية والاقتصادية والصراعات المسلحة في بقاع شتى من العالم، وتتزايد معها حدّة التوترات الإقليمية التي تؤثر في دول المنطقة وتهدد أمنها واستقرارها.

في ظل هذا المناخ السياسي المضطرب، وانطلاقًا من دورها الإنساني والحضاري، تواصل سلطنة عمان جهودها الخيَّرة عبر كافة السبل وفي مختلف المحافل والأوساط، للدفع باتجاه الحوار بوصفه أساسا لحل النزاعات بين الدول، وتحث على الاستماع إلى صوت العقل ومراجعة السياسات والمواقف التي قد تدفع إلى التصعيد، وتعمل مع الدول المحبة للسلام لتجنيب البشرية ويلات الحروب وتداعياتها الكارثية.

وفي كلمتها أمام قمة القادة الافتراضية الثالثة لصوت الجنوب العالمي التي عُقدت أمس في جمهورية الهند، جددت سلطنة عمان تأكيدها الدائم على ضرورة الحوار والتعاون والعمل المشترك كحلول مستدامة لترسيخ دعائم السلم والأمن ومواجهة التحديات الجسيمة التي تعصف بالعالم وتؤثر في أمنه واستقراره وتقدمه.

ولطالما أكدت عمان أن مفتاح السلام العالمي يتمثل في إيجاد حل عادل للقضايا الإنسانية العالقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وهو هدف لا يمكن تحقيقه مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي اللامشروع، وانتهاكه حقوق الشعب الفلسطيني والقرارات الأممية والقانون الدولي الإنساني، ما يتطلب وقفة «عدل وإنصاف» من الأسرة الدولية لإنهاء المعاناة في الأراضي المحتلة ومعالجة هذه القضية المحورية بشكل حاسم، تحقيقا للسلام العادل والشامل في المنطقة.

وتعمل سلطنة عمان على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مختلف المجالات، وترى أن ذلك يتطلب سلامًا واستقرارًا دائمين، وتعاونًا جماعيًا في جميع المجالات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأنه لا يمكن أن يتحقق في ظل التحديات والصراعات الراهنة، وفي ظل العدوان والمظلومية وعدم الإنصاف التي تعاني منها بعض الشعوب، ومن هنا تبرز صوابية نهج السياسة الخارجية لسلطنة عمان القائم على ثقافة الحوار والتمسك بمنظومة الأمم المتحدة في معالجة النزاعات وتسوية الصراعات القائمة وانتهاج الطرق السلمية سبيلا إلى حلول مستدامة لمختلف القضايا مثار الخلاف، وصولا إلى عالم يحقق العدل والكرامة لجميع الشعوب دون استثناء، ويسوده الاستقرار والرخاء والأمن والسلام.