تسقط الأجساد والأفكار لا تموت
الأربعاء / 24 / محرم / 1446 هـ - 23:03 - الأربعاء 31 يوليو 2024 23:03
رغم مضي أكثر من سبعة عقود من النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي إلا أن دولة الاحتلال لم تستطع بعد أن تفهم معنى إيمان الشعوب بحقها في تحرير أوطانها من الاستعمار، وحقها في أن تعيش داخل أوطانها دون شريك محتل؛ لتستطيع أن تتذوق معنى الحرية والكرامة الحقيقة. لم تستطع إسرائيل رغم ما تدعيه من تقدم علمي ومعرفي ومن ديمقراطية أن تفهم أن المقاومة فكرة، والأفكار لا تموت أبدا.
كانت إسرائيل تُعوّل كثيرا على فكرة مفادها أن موت جيل النكبة سينهي القضية الفلسطينية ويفكك المقاومة ويحول الفلسطينيين إلى مشردين في أصقاع العالم يبحثون عن قوت يومهم وعن استقرار في المجتمعات التي هاجروا لها خاصة وأن فلسفة الاحتلال الإسرائيلي تقوم على فكرة الإحلال، إحلال اليهود محل الشعب الأصلي في أرض فلسطين دون أي رغبة أو توجه في تطبيق نظام الاستعمار الاستعبادي الذي كان شائعا عبر التاريخ، ولذلك فإن فكرة التهجير هي أحد أهم مرتكزات الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ البداية عمدت إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات لكسر المقاومة وتصفية قادتها ظنا منها أن ذلك من شأنه أن ينهي النضال ويغلق طريقه. ولذلك اغتالت المئات من القياديين البارزين والأسماء التي خلدت ذكرها أمثال: غسان كنفاني ووائل زعيتر ومحمد يوسف النجار وكمال عدوان وخليل وزير أبو جهاد وصلاح خلف ويحيى عياش وعماد أبو ستيته ومحمود أبو هنود والشيخ أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ومحمود المبحوح، وياسر عرفات نفسه أيقونة النضال والمقاومة في التاريخ الفلسطيني.. إلخ. وأمس اغتالت يد الغدر الغاشمة إسماعيل هنية رغم أنه كان طرفا مهما في المفاوضات من أجل وقف الحرب وعودة الرهائن.
رحل كل هؤلاء، وآلاف غيرهم، اغتيالا بيد الكيان الصهيوني الملطخة بالدماء لكن أفكارهم لم ترحل، والمقاومة لن تنتهي بل على العكس إنها تزداد بأسا وشدة؛ فالمقاومة زمن أبو جهاد ليست كما هي اليوم في زمن السنوار حيث اشتد بأسها وتطورت أدواتها، وكل شهيد يسقط من المقاومة يضيف ندوبا جديدة في الجسد الفلسطيني ومع كل ندبة تزداد الرغبة في الانتقام ويزداد الإصرار على الاستقلال. يقول غسان كنفاني «تسقط الأجساد، لا الفكرة»، وهذه هي الحقيقة التي نستطيع قراءتها بسهولة في سياق النضال الفلسطيني المستمر.
ورغم المكانة الكبيرة للراحل إسماعيل هنية وفجيعة اغتياله التي هزت العالم إلا أنه واحد من جنود المقاومة الذين اختاروا قدرهم، ووهبوا حياتهم من أجل قضيتهم العادلة. كان الشهيد مقاوما شرسا حتى وإن اختار السياسة طريقا للنضال.. والفلسطيني رغم أنه صاحب الأرض وصاحب الحق التاريخي إلا أنه أكثر رغبة في السلام والحوار من المحتل رغم إيمان الأخير أنه محتل وليس صاحب حق تاريخي منذ المقولة المشفرة التاريخية «العروس جميلة جدا.. ولكنها متزوجة فعلا».
من الواضح الآن أن دولة الاحتلال ستعود إلى سياسة الاغتيالات بوصفها اختيارا استراتيجيا لهذه المرحلة، وهذا يمكن فهمه بسهولة مما حدث أمس على سبيل المثال حيث بدأت باغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ثم اغتيال إسماعيل هنية رغم أنه كان في وسط طهران، ثم اغتالت إسماعيل الغول مراسل قناة الجزيرة والمصور رامي الريفي بصاروخ موجه ضرب السيارة التي كانت تقلهما.
تُوصل إسرائيل رسالة للعالم أنها غير معنية بكل القوانين والأنظمة وأنها فوق القانون وقادرة على اغتيال من تريد في الوقت الذي تريد. ومع الأسف الشديد تلقى دعما واضحا من بعض الدول الغربية، دون أن تعي إسرائيل وحلفاؤها الغرب في المقام الأول أن هذه الأفعال تقوض النظام العالمي وتقوض قواعده، وهذا مع الوقت من شأنه أن ينهي إسرائيل نفسها ويقوضها إلى الأبد، فهي لا تستطيع البقاء دون دولة كبرى تحميها، والدول التي تحميها تستمد قوتها من النظام العالمي الذي تهيمن عليه.
يبقى السؤال المهم الآن هل ما زال هناك من العرب أو الغرب من يعتقد أن إسرائيل يمكن أن تنظر إلى خيار «السلام» الذي تحدث عنه العالم أكثر من أربعة عقود منذ توقيع «كامب ديفيد»، أو حتى حلم «حل الدولتين» الذي أفرزته اتفاقية أوسلو.. أم أن الصورة الذهنية الجديدة التي نرى تجلياتها في هذه اللحظة ولا نستعيدها أو نجترها من التاريخ قادرة على أن ترينا الصورة الحقيقية لإسرائيل، وتجعلنا قادرين على أن نفهم هذا المحتل على حقيقته وبالتالي نبني توقعاتنا وخياراتنا بشكل صحيح بعيدا عن الأوهام والخيالات السطحية.
كانت إسرائيل تُعوّل كثيرا على فكرة مفادها أن موت جيل النكبة سينهي القضية الفلسطينية ويفكك المقاومة ويحول الفلسطينيين إلى مشردين في أصقاع العالم يبحثون عن قوت يومهم وعن استقرار في المجتمعات التي هاجروا لها خاصة وأن فلسفة الاحتلال الإسرائيلي تقوم على فكرة الإحلال، إحلال اليهود محل الشعب الأصلي في أرض فلسطين دون أي رغبة أو توجه في تطبيق نظام الاستعمار الاستعبادي الذي كان شائعا عبر التاريخ، ولذلك فإن فكرة التهجير هي أحد أهم مرتكزات الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ البداية عمدت إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات لكسر المقاومة وتصفية قادتها ظنا منها أن ذلك من شأنه أن ينهي النضال ويغلق طريقه. ولذلك اغتالت المئات من القياديين البارزين والأسماء التي خلدت ذكرها أمثال: غسان كنفاني ووائل زعيتر ومحمد يوسف النجار وكمال عدوان وخليل وزير أبو جهاد وصلاح خلف ويحيى عياش وعماد أبو ستيته ومحمود أبو هنود والشيخ أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ومحمود المبحوح، وياسر عرفات نفسه أيقونة النضال والمقاومة في التاريخ الفلسطيني.. إلخ. وأمس اغتالت يد الغدر الغاشمة إسماعيل هنية رغم أنه كان طرفا مهما في المفاوضات من أجل وقف الحرب وعودة الرهائن.
رحل كل هؤلاء، وآلاف غيرهم، اغتيالا بيد الكيان الصهيوني الملطخة بالدماء لكن أفكارهم لم ترحل، والمقاومة لن تنتهي بل على العكس إنها تزداد بأسا وشدة؛ فالمقاومة زمن أبو جهاد ليست كما هي اليوم في زمن السنوار حيث اشتد بأسها وتطورت أدواتها، وكل شهيد يسقط من المقاومة يضيف ندوبا جديدة في الجسد الفلسطيني ومع كل ندبة تزداد الرغبة في الانتقام ويزداد الإصرار على الاستقلال. يقول غسان كنفاني «تسقط الأجساد، لا الفكرة»، وهذه هي الحقيقة التي نستطيع قراءتها بسهولة في سياق النضال الفلسطيني المستمر.
ورغم المكانة الكبيرة للراحل إسماعيل هنية وفجيعة اغتياله التي هزت العالم إلا أنه واحد من جنود المقاومة الذين اختاروا قدرهم، ووهبوا حياتهم من أجل قضيتهم العادلة. كان الشهيد مقاوما شرسا حتى وإن اختار السياسة طريقا للنضال.. والفلسطيني رغم أنه صاحب الأرض وصاحب الحق التاريخي إلا أنه أكثر رغبة في السلام والحوار من المحتل رغم إيمان الأخير أنه محتل وليس صاحب حق تاريخي منذ المقولة المشفرة التاريخية «العروس جميلة جدا.. ولكنها متزوجة فعلا».
من الواضح الآن أن دولة الاحتلال ستعود إلى سياسة الاغتيالات بوصفها اختيارا استراتيجيا لهذه المرحلة، وهذا يمكن فهمه بسهولة مما حدث أمس على سبيل المثال حيث بدأت باغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ثم اغتيال إسماعيل هنية رغم أنه كان في وسط طهران، ثم اغتالت إسماعيل الغول مراسل قناة الجزيرة والمصور رامي الريفي بصاروخ موجه ضرب السيارة التي كانت تقلهما.
تُوصل إسرائيل رسالة للعالم أنها غير معنية بكل القوانين والأنظمة وأنها فوق القانون وقادرة على اغتيال من تريد في الوقت الذي تريد. ومع الأسف الشديد تلقى دعما واضحا من بعض الدول الغربية، دون أن تعي إسرائيل وحلفاؤها الغرب في المقام الأول أن هذه الأفعال تقوض النظام العالمي وتقوض قواعده، وهذا مع الوقت من شأنه أن ينهي إسرائيل نفسها ويقوضها إلى الأبد، فهي لا تستطيع البقاء دون دولة كبرى تحميها، والدول التي تحميها تستمد قوتها من النظام العالمي الذي تهيمن عليه.
يبقى السؤال المهم الآن هل ما زال هناك من العرب أو الغرب من يعتقد أن إسرائيل يمكن أن تنظر إلى خيار «السلام» الذي تحدث عنه العالم أكثر من أربعة عقود منذ توقيع «كامب ديفيد»، أو حتى حلم «حل الدولتين» الذي أفرزته اتفاقية أوسلو.. أم أن الصورة الذهنية الجديدة التي نرى تجلياتها في هذه اللحظة ولا نستعيدها أو نجترها من التاريخ قادرة على أن ترينا الصورة الحقيقية لإسرائيل، وتجعلنا قادرين على أن نفهم هذا المحتل على حقيقته وبالتالي نبني توقعاتنا وخياراتنا بشكل صحيح بعيدا عن الأوهام والخيالات السطحية.