عنترة بن شداد والولايات المتحدة الأمريكية
الأربعاء / 3 / محرم / 1446 هـ - 20:36 - الأربعاء 10 يوليو 2024 20:36
يُروى أن عنترة بن شداد العبسي الفارس المعدود والشاعر المشهور سُئِل مرة عن سر شجاعته، فأجابهم بقوله: «أضرب الضعيف ضربة يطير لها قلب الشجاع». أما في العصر الحديث فإن من تبنى هذا الأمر لم يكن شخصا أو فردا أو جماعة؛ بل تبنته دول وإمبراطوريات، كأمريكا التي خرج لنا مساعد وزير خارجيتها لشؤون الاستخبارات بريت هولمغرين، في تصريح له - نقلا عن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، وبترجمة شبكة الجزيرة الإخبارية - قائلا: «الحرب التي تخوضها حماس، تلهم الكثيرين»، في سياق التشديد على أهمية القضاء على حماس كونها أصبحت معيارا يُحتذى للشعوب المقهورة أمام عنجهية القوى العظمى وقدراتها العسكرية الوحشية على المدنيين الأبرياء، لا على المقاتلين كما كان يفعل عنترة.
إن الواقع التاريخي المأساوي الذي نعيشه اليوم، يشبه كثيرا مناوشات ما قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهو ينذر بكارثة عالمية حقيقية ومؤكدة هذه المرة؛ فلم تعد الطائرات تنطلق من بلد الغازي إلى البلد المغزوّ قاطعة آلاف الكيلومترات، بل صارت للقوى الكبرى معسكرات متقدمة أمام كل تهديد حقيقي أو محتمل في بلدان العالم المختلفة، والضعيفة منها على وجه الخصوص، فلا تخلو دولة مما يتم تصنيفه بالعالم الثالث من قاعدة عسكرية واحدة على الأقل لدولة من الدول المسماة بالعظمى.
إن أمريكا التي تهاجم المهاجرين اليوم، ويتبارى رؤساؤها المنتخبون في إيجاد الوسائل والسبل المتاحة لمنع الهجرة إليها من الدول المجاورة التي ما فتئت تتدخل في شؤونها وتقض مضجع النظام الحاكم فيها ما لم يكن مواليا لها؛ لم تكن لتتشكل لولا المهاجرين!. فأمريكا كما نعرفها اليوم كانت لقبائل وأناس سكنوها وعمّروها قبل أن يأتي الغزاة الأوروبيون إليها ويسموا قومها بـ«الهنود الحمر»، ويبيدوهم عن بكرة أبيهم، وهذا التاريخ يعترف به ويؤرخ له أساتذة ومؤرخون أمريكيون فضلا عن المؤرخين من القوميات والجنسيات الأخرى. ولم تكن لأمريكا الأهمية التي نعرفها اليوم، فقد كانت هذه المكانة محفوظة قبلها لبريطانيا التي لا تغيب الشمس عن رقعة نفوذها، والأراضي التي تقع تحت احتلالها. وللمفارقة، فإن أمريكا اكتسبت هذه المكانة الحالية لمشاركتها المتأخرة في الحرب العالمية الثانية، أي إنها انتظرت حتى يبيد الخصوم بعضهم ويصير الكل في حالة ضعف ووهن، ثم تدخلت لتسرق كأس النصر وتعزوه إليها، لا شريك لها فيه.
لكن ما علاقة عنترة المنافح عن قبيلته بأمريكا إذن؟ فبعدما تهاوت القوى العظمى في الحرب العالمية الثانية، سواء دول المحور (ألمانيا، وإيطاليا، واليابان) أمام دول الحلفاء (المملكة المتحدة، وفرنسا، وروسيا)، أرادت أمريكا تخليد اسمها كقوة جبّارة في العقل الجمعي للبشرية؛ فألقت القنبلتين النوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، في وقت كانت القوات اليابانية فيه في الحضيض، وليس من داع حقيقي للتدمير والقتل فضلا عن إلقاء القنابل الذرية. ظلت القوة الأمريكية محل ذعر وقلق لدى شعوب العالم المسالمة، ولم تكن القنبلتان على المدينتين اليابانيتين كافيتين لإرضاء التعطش للقوة والدمار، فكانت الحروب المتتالية على الدول الضعيفة عسكريا، فذاقت الأمة الفيتنامية، ثم الأفغانية، ثم العراقية ويلات لم تذقها دول الحلفاء في حربها العالمية. وإذا كان عنترة يضرب الجبان أثناء القتال، فإن العقيدة الأمريكية كانت تختار ضحاياها للتذكير بقوة سلاحها الذي لا يعرف معنى للإنسانية أو حدودا أخلاقية ليقف عندها؛ فقد استخدمت الولايات المتحدة تلك الحروب والفتك بالأبرياء سلاحا تلوّح به في وجوه الأمم التي تمتنع عن إعطاء الإتاوات لشرطي العالم الفاسد.
إن المأزق الأخلاقي لكل حضارة يكون المسمار الأخير في نعشها الوجودي، ولا يستطيع المرء تعداد الكتب والدراسات والأبحاث التي تشير إلى هذا المأزق الوجودي لأمريكا كقوة عظمى وحيدة تتربع على عرش العالم؛ وهي كتب لا يستطيع إغفالها أي مثقّف حر سواء أكان ينتمي إلى تيار فكري معين أو أنه متفرد في طريقه، فتلك الكتب نابعة من قرائن تاريخية واجتماعية، ومن نقد منهجي صارم صادر عن عقول مختلفة المذاهب والمشارب، من أمثال نعوم تشومسكي وبيار كونيسا صاحب كتاب صنع العدو، وروجيه جارودي وإدواردو غاليانو وغيرهم. وهذا المأزق ليس نابعا من السياسة فحسب، بل إنه حلقة متصلة بعضها ببعض تمثل العقل والفكر والفعل الذي خرج لنا بسياساته العملية. فلم يعد الاحتلال مجرد قاعدة عسكرية متقدمة تحمي مخزونات النفط ومصالح أمريكا والدول العظمى في المنطقة فحسب، بل شاركت الشركات التي نما دورها وأصبحت قوة موازية للحُكم في أمريكا وأوروبا في الاحتلال ودعمه. وكما هو معروف فإن الأدوية يتم تجربتها على الفئران، ولكن الأسلحة ينبغي تجربتها على البشر كي يُقاس مدى فعاليتها! ؛ لذلك ليس مستغربا ألا يخشى قادة الاحتلال من نعت الفلسطينيين بالحيوانات، فهم لا يرون أي قداسة إنسانية أو قيمة بشرية لهم. ومن الأسهل أن يتم قتل الفلسطيني، فالأمر أصبح مستساغا بفعل التقادم ولا يثير الصدمة في المحيطين بهم، لكن الإقدام على قتل قوم جدد يسبب صدمة وآثارا عكسية ما لم يكونوا من الأهداف المشروعة للاحتلال وبقايا الإمبريالية، أكان المشروع إسرائيليا أم غيره. قد تبدو الكلمات الأخيرة أشبه بالسخرية منها بالحقيقة، ولكن؛ هل يحكم المنطق عالم اليوم؟ هذا ما يتجلى في صدمة العالم الغربي حين قرر بوتين غزو أوكرانيا، فكانت التصريحات «نحن لا نتحدث هنا عن سوريين أو عراقيين أو غيرهم من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إننا نتحدث عن أوروبيين يشبهوننا»، وهي عبارة استمعنا إليها كثيرا بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، ونقلتها هنا عن مقالة في موقع BBC العربي.
إن أمريكا بمكانتها التي لم تتأت لأحد قبلها، تنصاع تحت جماعات الضغط واللوبيات التي تتحكم بها. ولئن كانت تبشر بالديمقراطية كنظام حكم عادل تحتلّ بذريعته - نشر الديمقراطية - الدول الأخرى، فإنها قدمت للعالم أجمع أبشع ما في هذا النظام. فمن يتخيل أن أعتى قوة في العالم يتحكم بها مجموعة تدعم رجلا يبدو أن بيده زمام الأمور، لكنه يدين بالولاء لداعميه حد الاستماتة؟.
إن العالم المجنون الذي يسجن رجلا قتل ضفدعا باستعمال المايكرويف، ولا يحاسب رجلا قضى على المدنيين دون مراعاة لأعمارهم وجنسهم فضلا عن أنهم مدنيون في الأساس؛ لهو عالم مجنون بلا شك. وهو ذات العالم المجنون الذي تدعم فيه شركات الأسلحة مرشحا بعينه، يوفّر لها فيما بعد عقودا ترفع أسهمها وتدرُّ عليها المليارات. ففي وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى الاستماع لصوت العقل، يصر الغرب على مواجهة روسيا وجرها إلى حرب حقيقية؛ وهو ما يؤكده رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي زار كييف ثم موسكو مباشرة في محاولة لنزع فتيل الحرب.
أصبح العالم قرية صغيرة حقا، لكن هذه القرية معرضة للفناء نتيجة للعنجهية والجنون المطلق. لا ينسى أحد الآثار المدمرة للحرب العالمية الثانية، التي ذاق ويلاتها جميع البشر على هذه المعمورة؛ وإذا كان ذلك الدمار قد حدث في وقت لا يوازي ربع القوة التدميرية التي تمتلكها الدول اليوم، فإننا على موعد مع قيامة بشرية مخيفة نتيجة امتلاك هذه الدول لمخزون هائل من القنابل النووية، فضلا عن الأسلحة الأخرى.
إن العالم اليوم بحاجة إلى صوت العقل وروح الإنسانية أكثر من أي وقت مضى، فهل سيستفيق من بيده القوة على صوت العقل؟ أم أن النرجسية النووية ستسحق العالم كله؟ أُفضِّل الرهان على العقل وإن بدا أنه رهان خاسر.. في وقت لاحق!.
إن الواقع التاريخي المأساوي الذي نعيشه اليوم، يشبه كثيرا مناوشات ما قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهو ينذر بكارثة عالمية حقيقية ومؤكدة هذه المرة؛ فلم تعد الطائرات تنطلق من بلد الغازي إلى البلد المغزوّ قاطعة آلاف الكيلومترات، بل صارت للقوى الكبرى معسكرات متقدمة أمام كل تهديد حقيقي أو محتمل في بلدان العالم المختلفة، والضعيفة منها على وجه الخصوص، فلا تخلو دولة مما يتم تصنيفه بالعالم الثالث من قاعدة عسكرية واحدة على الأقل لدولة من الدول المسماة بالعظمى.
إن أمريكا التي تهاجم المهاجرين اليوم، ويتبارى رؤساؤها المنتخبون في إيجاد الوسائل والسبل المتاحة لمنع الهجرة إليها من الدول المجاورة التي ما فتئت تتدخل في شؤونها وتقض مضجع النظام الحاكم فيها ما لم يكن مواليا لها؛ لم تكن لتتشكل لولا المهاجرين!. فأمريكا كما نعرفها اليوم كانت لقبائل وأناس سكنوها وعمّروها قبل أن يأتي الغزاة الأوروبيون إليها ويسموا قومها بـ«الهنود الحمر»، ويبيدوهم عن بكرة أبيهم، وهذا التاريخ يعترف به ويؤرخ له أساتذة ومؤرخون أمريكيون فضلا عن المؤرخين من القوميات والجنسيات الأخرى. ولم تكن لأمريكا الأهمية التي نعرفها اليوم، فقد كانت هذه المكانة محفوظة قبلها لبريطانيا التي لا تغيب الشمس عن رقعة نفوذها، والأراضي التي تقع تحت احتلالها. وللمفارقة، فإن أمريكا اكتسبت هذه المكانة الحالية لمشاركتها المتأخرة في الحرب العالمية الثانية، أي إنها انتظرت حتى يبيد الخصوم بعضهم ويصير الكل في حالة ضعف ووهن، ثم تدخلت لتسرق كأس النصر وتعزوه إليها، لا شريك لها فيه.
لكن ما علاقة عنترة المنافح عن قبيلته بأمريكا إذن؟ فبعدما تهاوت القوى العظمى في الحرب العالمية الثانية، سواء دول المحور (ألمانيا، وإيطاليا، واليابان) أمام دول الحلفاء (المملكة المتحدة، وفرنسا، وروسيا)، أرادت أمريكا تخليد اسمها كقوة جبّارة في العقل الجمعي للبشرية؛ فألقت القنبلتين النوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، في وقت كانت القوات اليابانية فيه في الحضيض، وليس من داع حقيقي للتدمير والقتل فضلا عن إلقاء القنابل الذرية. ظلت القوة الأمريكية محل ذعر وقلق لدى شعوب العالم المسالمة، ولم تكن القنبلتان على المدينتين اليابانيتين كافيتين لإرضاء التعطش للقوة والدمار، فكانت الحروب المتتالية على الدول الضعيفة عسكريا، فذاقت الأمة الفيتنامية، ثم الأفغانية، ثم العراقية ويلات لم تذقها دول الحلفاء في حربها العالمية. وإذا كان عنترة يضرب الجبان أثناء القتال، فإن العقيدة الأمريكية كانت تختار ضحاياها للتذكير بقوة سلاحها الذي لا يعرف معنى للإنسانية أو حدودا أخلاقية ليقف عندها؛ فقد استخدمت الولايات المتحدة تلك الحروب والفتك بالأبرياء سلاحا تلوّح به في وجوه الأمم التي تمتنع عن إعطاء الإتاوات لشرطي العالم الفاسد.
إن المأزق الأخلاقي لكل حضارة يكون المسمار الأخير في نعشها الوجودي، ولا يستطيع المرء تعداد الكتب والدراسات والأبحاث التي تشير إلى هذا المأزق الوجودي لأمريكا كقوة عظمى وحيدة تتربع على عرش العالم؛ وهي كتب لا يستطيع إغفالها أي مثقّف حر سواء أكان ينتمي إلى تيار فكري معين أو أنه متفرد في طريقه، فتلك الكتب نابعة من قرائن تاريخية واجتماعية، ومن نقد منهجي صارم صادر عن عقول مختلفة المذاهب والمشارب، من أمثال نعوم تشومسكي وبيار كونيسا صاحب كتاب صنع العدو، وروجيه جارودي وإدواردو غاليانو وغيرهم. وهذا المأزق ليس نابعا من السياسة فحسب، بل إنه حلقة متصلة بعضها ببعض تمثل العقل والفكر والفعل الذي خرج لنا بسياساته العملية. فلم يعد الاحتلال مجرد قاعدة عسكرية متقدمة تحمي مخزونات النفط ومصالح أمريكا والدول العظمى في المنطقة فحسب، بل شاركت الشركات التي نما دورها وأصبحت قوة موازية للحُكم في أمريكا وأوروبا في الاحتلال ودعمه. وكما هو معروف فإن الأدوية يتم تجربتها على الفئران، ولكن الأسلحة ينبغي تجربتها على البشر كي يُقاس مدى فعاليتها! ؛ لذلك ليس مستغربا ألا يخشى قادة الاحتلال من نعت الفلسطينيين بالحيوانات، فهم لا يرون أي قداسة إنسانية أو قيمة بشرية لهم. ومن الأسهل أن يتم قتل الفلسطيني، فالأمر أصبح مستساغا بفعل التقادم ولا يثير الصدمة في المحيطين بهم، لكن الإقدام على قتل قوم جدد يسبب صدمة وآثارا عكسية ما لم يكونوا من الأهداف المشروعة للاحتلال وبقايا الإمبريالية، أكان المشروع إسرائيليا أم غيره. قد تبدو الكلمات الأخيرة أشبه بالسخرية منها بالحقيقة، ولكن؛ هل يحكم المنطق عالم اليوم؟ هذا ما يتجلى في صدمة العالم الغربي حين قرر بوتين غزو أوكرانيا، فكانت التصريحات «نحن لا نتحدث هنا عن سوريين أو عراقيين أو غيرهم من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إننا نتحدث عن أوروبيين يشبهوننا»، وهي عبارة استمعنا إليها كثيرا بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، ونقلتها هنا عن مقالة في موقع BBC العربي.
إن أمريكا بمكانتها التي لم تتأت لأحد قبلها، تنصاع تحت جماعات الضغط واللوبيات التي تتحكم بها. ولئن كانت تبشر بالديمقراطية كنظام حكم عادل تحتلّ بذريعته - نشر الديمقراطية - الدول الأخرى، فإنها قدمت للعالم أجمع أبشع ما في هذا النظام. فمن يتخيل أن أعتى قوة في العالم يتحكم بها مجموعة تدعم رجلا يبدو أن بيده زمام الأمور، لكنه يدين بالولاء لداعميه حد الاستماتة؟.
إن العالم المجنون الذي يسجن رجلا قتل ضفدعا باستعمال المايكرويف، ولا يحاسب رجلا قضى على المدنيين دون مراعاة لأعمارهم وجنسهم فضلا عن أنهم مدنيون في الأساس؛ لهو عالم مجنون بلا شك. وهو ذات العالم المجنون الذي تدعم فيه شركات الأسلحة مرشحا بعينه، يوفّر لها فيما بعد عقودا ترفع أسهمها وتدرُّ عليها المليارات. ففي وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى الاستماع لصوت العقل، يصر الغرب على مواجهة روسيا وجرها إلى حرب حقيقية؛ وهو ما يؤكده رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي زار كييف ثم موسكو مباشرة في محاولة لنزع فتيل الحرب.
أصبح العالم قرية صغيرة حقا، لكن هذه القرية معرضة للفناء نتيجة للعنجهية والجنون المطلق. لا ينسى أحد الآثار المدمرة للحرب العالمية الثانية، التي ذاق ويلاتها جميع البشر على هذه المعمورة؛ وإذا كان ذلك الدمار قد حدث في وقت لا يوازي ربع القوة التدميرية التي تمتلكها الدول اليوم، فإننا على موعد مع قيامة بشرية مخيفة نتيجة امتلاك هذه الدول لمخزون هائل من القنابل النووية، فضلا عن الأسلحة الأخرى.
إن العالم اليوم بحاجة إلى صوت العقل وروح الإنسانية أكثر من أي وقت مضى، فهل سيستفيق من بيده القوة على صوت العقل؟ أم أن النرجسية النووية ستسحق العالم كله؟ أُفضِّل الرهان على العقل وإن بدا أنه رهان خاسر.. في وقت لاحق!.