العرب والعالم

رفح تحترق.. وأمريكا: إسرائيل لم تتجاوز الخطوط الحمراء

الداخل الإسرائيلي يتفكك والمعارضة تبحث عزل نتانياهو

 
المقاومة توقع العدو في كمائن مركبة وتتصدى لتوغلاته في عموم القطاع -

غزة 'وكالات': يستمر العدوان الإسرائيلي الغاشم على عموم قطاع غزة تحديدا مدينة رفح رغم الإدانات الدولية لاقتحام المدينة، حيث شهدت رفح اليوم غارات إسرائيلية وقتالا في بعض شوارعها بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، وذلك غداة جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث مشروع قرار يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار في المدينة الحدودية مع مصر.

وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم عن استشهاد 75 فلسطينيا خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للشهداء في القطاع المنكوب منذ بدء العدوان في السابع من اكتوبر، إلى 36171، غالبيتهم من المدنيين.

وأفاد شهود وكالة فرانس برس عن معارك اليوم بين جنود الاحتلال ومقاومين فلسطينيين في بعض شوارع رفح. وأطلقت مروحية إسرائيلية النار على وسط المدينة فيما استهدف قصف مركّز قطاعا عند أطراف المدينة. وتحدّث الشهود عن وجود دبابات إسرائيلية في مناطق مختلفة من رفح لا سيما في الوسط. وأعلنت حركة حماس إطلاق صواريخ على جنود قرب مخيم يبنا في رفح.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاتليها نفذوا الثلاثاء عملية مركّبة باستدراج قوة إسرائيلية لكمين شرقي رفح وقتل 4 من أفرادها بعبوة رعدية وإصابة آخرين.

وأقر جيش الاحتلال بمقتل 3 عسكريين وإصابة 12 آخرين في معارك بقطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن العسكريين الثلاثة من كتيبة ناحال وقتلوا في انفجار عبوة ناسفة بمبنى في رفح.

في التطورات الأخرى على الأرض، أفاد الدفاع المدني عن انتشال ثلاث جثث من أنقاض منزل أصيب بقصف إسرائيلي في خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وقال رامي أبو جزار بعد أن ودّع طفليه الملفوفين بكفن أبيض، 'فقدت اثنين من أولادي'، هما حيدر البالغ 8 سنوات ومكة، ابنته الوحيدة البالغة خمس سنوات.

في شمال القطاع، فتحت آليات عسكرية إسرائيلية النار في مدينة غزة فيما استهدفت ضربات مناطق في جباليا، بحسب شهود.

في نيويورك، قدّمت الجزائر الثلاثاء مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى 'وقف فوري' لإطلاق النار وإنهاء الهجوم الإسرائيلي على رفح.

وأعربت الصين عن أملها في التصويت على النص هذا الأسبوع في وقت يلتقي مجلس الأمن في وقت لاحق لعقد اجتماعه الشهري حول الأراضي الفلسطينية.

ووزّع مشروع القرار الجزائري بعد اجتماع طارئ للمجلس لمناقشة غارة إسرائيلية أدت الأحد إلى اشتعال النيران في مخيم يزدحم بالنازحين في حي تل السلطان في شمال غرب مدينة رفح، ما أسفر عن استشهاد 45 شخصا على الأقل وإصابة 249 آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة الثلاثاء استشهاد 21 شخصا في غارة إسرائيلية جديدة على مخيم آخر للنازحين في رفح.

وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها 'لا تغضّ الطرف' عن معاناة المدنيين الفلسطينيين، لكنها لا ترى أن أفعال إسرائيل في رفح ترقى إلى عملية واسعة النطاق من شأنها أن تتخطى 'الخطوط الحمر' التي حدّدها الرئيس جو بايدن.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي 'لم نرهم يقتحمون رفح... لم نرهم يدخلون بوحدات كبيرة، بأعداد كبيرة من الجنود، بأرتال وتشكيلات ضمن عملية منسقة ضد أهداف عدة على الأرض'، مؤكدا أنه ينتظر نتائج التحقيق الإسرائيلي حول القصف على المخيم.

ودخل جيش الاحتلال رفح في السابع من مايو. ومنذ السادس من مايو، تاريخ توجيه الجيش إنذارا بإخلاء الأحياء الشرقية من رفح قبل دخول دباباته، فرّ حوالى مليون شخص من المدينة التي كان يتكدّس فيها أكثر من 1,4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون من مناطق أخرى.

وأغلق معبر رفح مع مصر منذ دخول قوات الاحتلال، وبات دخول المساعدات الإنسانية الأساسية لسكان قطاع غزة شبه متوقف.

وللمرة الأولى منذ 13 مايو، تمكّنت منظمة الصحة العالمية من الوصول إلى شمال قطاع غزة لتسليم الوقود والمعدّات إلى المستشفى الأهلي، حسبما أعلن المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس.

وتتصاعد الضغوط الدبلوماسية والتحركات في العالم مطالبة إسرائيل بوقف الحرب. وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء في بكين أن 'هذه الحلقة الجديدة من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أوقعت عدد كبيرا من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين الأبرياء والوضع الإنساني في غزة بالغ الخطورة'، مضيفا أن 'الصين يؤلمها بشدة' ما يحصل، وفق ما أفاد التلفزيون العام الصيني 'سي سي تي في'.

من المقرر أن يجتمع في وقت لاحق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، وزعيم حزب 'أمل جديد' غدعون ساعر، وزعيم حزب 'إسرائيل بيتنا' اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، لبحث خطط الإطاحة بحكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو، وإجراء انتخابات مبكرة.

ويأتي اللقاء الجديد بين الثلاثة في ظل أزمة سياسية إسرائيلية داخلية ومطالبات متصاعدة بإسقاط حكومة نتانياهو، والذهاب إلى انتخابات مبكرة، والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع المقاومة في غزة.