تسعى وزارة الصحة إلى تعزيز التكاملية بين المحافظات عبر نقل الخدمات التخصصية الدقيقة من محافظة مسقط إلى المستشفيات المرجعية الأخرى وإتاحة الرعاية الصحية لكافة المواطنين لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع الصحة..

وتترجم مبادرات المستشفى السلطاني في إجراء العمليات بمستشفيات المحافظات الخطط الموضوعة في إطار تحقيق اللامركزية وتكامل الخدمات بين المحافظات وتوفير الرعاية الصحية في جميع مستوياتها لكافة المواطنين.

وحول أهمية اللامركزية في التحسين المستمر للخدمات الصحية المقدمة، قال الدكتور سالم بن خلفان الرحبي مدير دائرة الجراحة بالمستشفى السلطاني: إن تصدير الخدمات الطبية إلى المحافظات جاء بنتائج إيجابية ما يؤكد على نجاح نهج وزارة الصحة في تطوير تجربة اللامركزية في الخدمات الصحية انطلاقا من تحقيق مبدأ المساواة والعدالة في تقديم الرعاية الصحية لكل المواطنين في جميع الولايات والتوسع في حجم ونوعية الخدمات الصحية بالإضافة إلى المساهمة في تخفيف الضغط الحاصل على المستشفيات المرجعية في محافظة مسقط والعمل على تمكين قدرات الكوادر الطبية في المحافظات من خلال تصدير الخدمات المتقدمة الدقيقة والتعليم الطبي المستمر..

وأوضح الرحبي: أن المستشفى السلطاني ينفذ العديد المبادرات اللامركزية الصحية في بعض التخصصات وهو من أوائل المستشفيات التي تدعم اللامركزية بالتعاون مع المستشفيات المرجعية في الولايات وهناك أمثلة كثيرة على الخدمات التي يقدمها على سبيل المثال تفعيل عمليات جراحة السمنة في مستشفى صور المرجعي ونقل بعض عمليات القولون و المستقيم إلى مستشفى السلطان قابوس في صلالة وتفعيل عمليات قسطرة القلب في مستشفى صحار ومستشفى صور المرجعي، وتوفير هذه العمليات المتخصصة في المحافظات تحسن من مستوى الخدمات الصحية في مختلف الولايات وتعزز التكاملية في تقديم الرعاية الصحية التخصصية المتكاملة وتسهل على المواطنين عناء السفر للمستشفيات المرجعية بمحافظة مسقط والتقليل من فترة انتظار المواعيد.

وحول زيارة فريق طبي من المستشفى السلطاني لمحافظة مسندم، قال الرحبي: قام فريق متخصص بزيارة تقييمية لمستشفى خصب التي أعطيت أولوية في هذا الموضوع نظرا للظروف الجغرافية الصعبة للمحافظة ومنها صعوبة تنقل المرضى من وإلى مسقط، وارتأينا أن نبادر بتفعيل بعض أنواع الجراحات غير المتوفرة في مستشفى خصب مثل جراحة المناظير بمشاركة كوادر طبية من أقسام الجراحة و التخدير و التمريض من المستشفى السلطاني بالتعاون مع الكوادر الطبية الموجودة في مستشفى خصب.. الزيارة الأولى كانت مهمة للإطلاع على جاهزية المستشفى وغرفة العمليات لأجراء مثل هذه العمليات و تقييم احتياجات المستشفى من الأجهزة و المستلزمات الطبية و الكوادر الطبية من الجراحين وأطباء التخدير والكادر التمريضي لبدء العمل في أجراء جراحة المناظير في أقرب فرصة ممكنة.

وأكد الدكتور سالم أن من التحديات التي تواجههم تتمثل في عدم توافر البنية اللوجستية الضرورية لإجراء بعض العمليات الجراحية المتقدمة مثل الأجهزة الطبية المتقدمة وغرف العمليات المهيأة بالمواد الطبية الاستهلاكية بالإضافة إلى الطاقم الطبي المشغل لهذه الأجهزة. ومن ضمن التحديات أيضا إقناع المرضى أن جودة الخدمة الطبية المقدمة في هذا المحافظات تضاهي تلك المقدمة في مستشفيات محافظة مسقط وتقبلهم للعلاج في هذا المستشفى كنوع من بناء الثقة في الخدمات الطبية المقدمة في المحافظات وهذا بدوره يسهم في تحسين تجربة المرضى في تلقى العلاج التخصصي.