تساقط الأقنعة
الجمعة / 1 / ذو القعدة / 1445 هـ - 21:26 - الجمعة 10 مايو 2024 21:26
يكثر في هذه الفترة ترديد كلمات ومصطلحات: (ازدواجية المعايير، تساقط الأقنعة، الكيل بمكيالين، التسلط، العنف...) وغيرها مما يشير إلى هذه المعاني، وتوظف هنا أكثر في الأبعاد السياسية المطلقة، مع أنها أقرب إلى الأبعاد الاجتماعية منها إلى السياسية، ولكن لأن السياسيين -كعادتهم- يستعينون بالخزينة الاجتماعية ليغنوا الخزينة السياسية؛ فهي الفقيرة دائما، الفقيرة في كل شيء، حتى من روح الحياة التي تتبختر بها الحياة الاجتماعية، فالحياة الاجتماعية «ولاَّدة» لكل المعاني، والقيم، والمثل، وبالتالي فهي المغذية لكل الأبعاد: السياسية، الاقتصادية، الدينية، الثقافية، فيا أيها الإنسان، عد إلى حظيرتك الاجتماعية لتهنأ بالحياة.
ولأنه تم اختيار «تساقط الأقنعة» كعنوان لهذه المناقشة، فإنه يمكن الجزم بأن تساقط الأقنعة مرتبط بحركة الحياة اليومية، سواء على مستوى الفرد، أو على مستوى المجموع، ومعنى هذا فحالات التستر التي يختبئ وراءها كل ذي نقيصة، فلا بد أن في لحظة زمنية فارقة أن يسقط هذا الستار، وتنكشف الحقيقية، فالحقيقة هي الوحيدة القادرة على الصمود، وإن حيل بينها وبين ظهورها بالكثير من الأقنعة والستائر، والحواجز، والمتاريس «ومهما تكن عند امرئ من خليقة؛ وإن خالها على الناس تعلم» كما يقول الشاعر الحكيم زهير بن أبي سلمى، ومن هنا تأتي مقول: «حبل الكذب قصير» فالذي يقصر طوله، أو استمراره، سقوط قناعه -ظهور نقيضه- وهو الصدق أي «الحقيقة» ولذلك فكثير من الأشخاص ما يقعون في مأزق «تساقط الأقنعة» كالكذاب، والواشي بين الناس، والمرتشي، والمنافق، وصاحب المصلحة المؤقتة، والخائن، فكل هؤلاء وغيرهم ممن يتقنعون بأردية المكر والخداع، والتستر، سواء يتم ذلك بالقول، أو بالعمل المباشر، أو بالتحايل، واستخدام الوسائل الملتوية، كثيرًا ما تتساقط أقنعتهم ويتعرون أمام الجميع، وتكون -حينها- مصيبتهم كبيرة، ويكونون في حالة لا يحسدون عليها، مع أنهم هم بأنفسهم أوقعوا أنفسهم في ذلك، وبإرادتهم الكاملة «مع سبق الإصرار والترصد» فالمتستر بأقنعة الرذائل -يقينا- لم يجبره أحد على ذلك، ولا هو واقع تحت ضغط معين، وإنما ينتهج هذا النهج للحصول على مزيد من المكاسب، سواء مكاسب مادية، أو معنوية، ولأن الهدف مؤقت -كما هو واضح- فإنه في المقابل تتساقط كل الأقنعة التي يتستر بها إما سقوطه بيد الآخرين، أو سقوطه بفعله الشخصي، عندما لا يصل إلى مبتغاه، حيث يتراجع إلى مربعه الأول خائبا خسرانا يلعق سموم تصرفاته.
تُقَيَّمُ شخصية الفرد الذي يعرف عنه بتلبس الأقنعة في كثير من تصرفاته؛ على أنه ذو شخصية ضعيفة مهلهلة، متناقضة، وهو ما يطلق عليه علميا مصطلح «الفصام العقلي» وهو حسب تعريف هذا المصطلح أنه مرض، أي أن صاحبه مريض؛ لأن الشخصية السوية الطبيعية لا تحتاج إلى أن تتستر تحت أغطية مختلفة: كذب، نفاق، احتيال، مظهر مادي مبالغ في تمثيله أو إبدائه للآخر، لا تحتاج إلى كل هذه المساحيق والرتوش، ولذلك قيل: «الراحة في البساطة» فلماذا يحمل الفرد نفسه فوق ما لا تطيق، كل ذلك لأن يحظى بتقدير الآخر حسب تصوره؟ والأنكى في كل ذلك أن هناك من تتساقط أقنعتهم الواحد تلو الآخر، ومع ذلك يعاودون الكرة تلو الأخرى، ولا يعيرون اهتمامًا للآخر الذي يكتشف حقيقتهم في كل مرة، فهذا مما يؤسف له.
ولأنه تم اختيار «تساقط الأقنعة» كعنوان لهذه المناقشة، فإنه يمكن الجزم بأن تساقط الأقنعة مرتبط بحركة الحياة اليومية، سواء على مستوى الفرد، أو على مستوى المجموع، ومعنى هذا فحالات التستر التي يختبئ وراءها كل ذي نقيصة، فلا بد أن في لحظة زمنية فارقة أن يسقط هذا الستار، وتنكشف الحقيقية، فالحقيقة هي الوحيدة القادرة على الصمود، وإن حيل بينها وبين ظهورها بالكثير من الأقنعة والستائر، والحواجز، والمتاريس «ومهما تكن عند امرئ من خليقة؛ وإن خالها على الناس تعلم» كما يقول الشاعر الحكيم زهير بن أبي سلمى، ومن هنا تأتي مقول: «حبل الكذب قصير» فالذي يقصر طوله، أو استمراره، سقوط قناعه -ظهور نقيضه- وهو الصدق أي «الحقيقة» ولذلك فكثير من الأشخاص ما يقعون في مأزق «تساقط الأقنعة» كالكذاب، والواشي بين الناس، والمرتشي، والمنافق، وصاحب المصلحة المؤقتة، والخائن، فكل هؤلاء وغيرهم ممن يتقنعون بأردية المكر والخداع، والتستر، سواء يتم ذلك بالقول، أو بالعمل المباشر، أو بالتحايل، واستخدام الوسائل الملتوية، كثيرًا ما تتساقط أقنعتهم ويتعرون أمام الجميع، وتكون -حينها- مصيبتهم كبيرة، ويكونون في حالة لا يحسدون عليها، مع أنهم هم بأنفسهم أوقعوا أنفسهم في ذلك، وبإرادتهم الكاملة «مع سبق الإصرار والترصد» فالمتستر بأقنعة الرذائل -يقينا- لم يجبره أحد على ذلك، ولا هو واقع تحت ضغط معين، وإنما ينتهج هذا النهج للحصول على مزيد من المكاسب، سواء مكاسب مادية، أو معنوية، ولأن الهدف مؤقت -كما هو واضح- فإنه في المقابل تتساقط كل الأقنعة التي يتستر بها إما سقوطه بيد الآخرين، أو سقوطه بفعله الشخصي، عندما لا يصل إلى مبتغاه، حيث يتراجع إلى مربعه الأول خائبا خسرانا يلعق سموم تصرفاته.
تُقَيَّمُ شخصية الفرد الذي يعرف عنه بتلبس الأقنعة في كثير من تصرفاته؛ على أنه ذو شخصية ضعيفة مهلهلة، متناقضة، وهو ما يطلق عليه علميا مصطلح «الفصام العقلي» وهو حسب تعريف هذا المصطلح أنه مرض، أي أن صاحبه مريض؛ لأن الشخصية السوية الطبيعية لا تحتاج إلى أن تتستر تحت أغطية مختلفة: كذب، نفاق، احتيال، مظهر مادي مبالغ في تمثيله أو إبدائه للآخر، لا تحتاج إلى كل هذه المساحيق والرتوش، ولذلك قيل: «الراحة في البساطة» فلماذا يحمل الفرد نفسه فوق ما لا تطيق، كل ذلك لأن يحظى بتقدير الآخر حسب تصوره؟ والأنكى في كل ذلك أن هناك من تتساقط أقنعتهم الواحد تلو الآخر، ومع ذلك يعاودون الكرة تلو الأخرى، ولا يعيرون اهتمامًا للآخر الذي يكتشف حقيقتهم في كل مرة، فهذا مما يؤسف له.