يتدافعون..
الجمعة / 2 / شوال / 1445 هـ - 21:02 - الجمعة 12 أبريل 2024 21:02
تذهب المقاربة هنا؛ في مفهوم التدافع؛ إلى أن هناك محفزا ما، يجعل مجموعة من الناس، أو من الحيوانات لأن يدفع بعضها بعضا بصورة غير واعية، ولا منظمة، حيث يذهب الشعور في لحظة التدافع، إما للهروب من أمر، وأغلبه خطير جدا؛ وإما للحصول على منفعة ما، وأغلبها مجزية، وفي كلا الحالتين يصل التدافع إلى حد التضحية بالنفس «لا شعوريا» لأنه لا يوجد عاقل يضحي بنفسه طواعية، وهو في الوقت نفسه يتدافع مع غيره لإنقاذها، ولا في الحالة الثانية، لكي يحقق مكسبا -ماديا؛ في الغالب- ليصل به إلى هلاك نفسه، إذن في كل حالات التدافع هناك؛ غالبا؛ خسارة على مشارف الأفق، وربما قد لا تكون، وهناك يكون نجاح المتدافعين.
ومع ذلك يظل التدافع صفحة حيوية لأي كائن حي، فالثبات؛ أيضا «معاب» إذا جاوز حد الاعتدال، بينما لا يوجد حد للاعتدال في التدافع، لأن يتكون في لحظة زمنية حرجة، وفارقة بالنسبة للكائن الحي «ومن لا يحب صعود الجبال؛ يعش أبد الدهر بين الحفر» وهذا الصعود الذي يشير إليه الشاعر لا يخلو من التدافع، ولذلك فصور التدافع كثيرة في حياتنا اليومية، وكلها تهدف إلى الوصول إلى حياة أفضل مما عليه، ولذلك فالناس يتدافعون نحو الخير، كتدافعهم نحو الشر، ولذلك يقع الكثيرون في مصائب عندما يكون تدافعهم عن غير هدى، وهل يحتاج التدافع إلى مجموعات بشرية حتى تشرع عليه هذه التسمية؟ أتصور أن مسألة التدافع ليست مرتبطة بالمجموعات البشرية بصورة مطلقة، فحتى الحيوانات تتدافع بوحي الغريزة، ولكن الإنسان يتدافع بشعوره الحسن، أو السيئ، ولأن من صفات التدافع المغامرة، أو المجازفة، فإن الإنسان الفرد يقع في مأزق المفهوم ذاته، ولذلك كثير ما يشار إلى فلان من الناس على أنه «مندفع» لا يضع للعواقب مساحة آمنة للتراجع فلا يقع في فخ التدافع، على الرغم من سيئات التدافع إلا أن هناك؛ في المقابل؛ أناسا حققوا نجاحات كثيرة في حياتهم لأنهم غامروا «تدافعوا» سواء برؤوس أموالهم، أو بأجسادهم، أو باستحقاقاتهم الاجتماعية، فكسبوا الرهان، وقد تصلهم تعليقات من آخرين: «ضربة حظ».
يعيش جميعنا حالات الإقدام والتراجع بناء على مجموعة المشاعر التي نعيشها في لحظة حاسمة، ولذلك يقال: «المرء في المحنة عيي» والإعياء هنا ليس الضعف الجسدي «المنهك» وإنما الوقوع في مأزق «الإقدام والتراجع» في آن واحد، وتسيّد اللحظة الحرجة في اتخاذ قرار ما لصالح أو ضد ما هو مطروح في تلك اللحظة، حيث تحل حالة المجازفة أو التفريط، وفي كلاهما خسارة متوقعة، والنجاح غير مضمون، ولذلك يتخذ العقلاء من الناس، الاحتياطات اللازمة في كثير من شؤون حياتهم اليومية، بألا يصلوا في أمر ما إلى اللحظة الحرجة التي تجبرهم على اتخاذ قرار مصيري، إما الذهاب أو التوقف، وهو ما يؤول إلى مفهوم التدافع غير مأمون العواقب. يتخذ من خطوات الكفيف؛ الكثير من العبر، فالكفيف لا يسرع في مشيه، حيث يضع خطوته القادمة بكثير من الحذر، خوف الوقوع في مأزق ما؛ حفرة؛ حجرة؛ شجرة، أي جسم مؤذ، حتى يصل إلى بر الأمان، متكئا على عصاه لمآربه الكثيرة، هذه الصورة المتمهلة هي التي يشار إلى الأخذ بها عند كل إنسان يطلب السلامة لدينه، ودنياه، فلا يؤذي غيره، ولا يتعرض لأذى غيره ضده، وهي مسألة ليست صعبة، وتعفيه عن كثير من صور التدافع التي توقعه عاجلا أو آجلا في مآزق الرذيلة؛ وما أكثرها.
ومع ذلك يظل التدافع صفحة حيوية لأي كائن حي، فالثبات؛ أيضا «معاب» إذا جاوز حد الاعتدال، بينما لا يوجد حد للاعتدال في التدافع، لأن يتكون في لحظة زمنية حرجة، وفارقة بالنسبة للكائن الحي «ومن لا يحب صعود الجبال؛ يعش أبد الدهر بين الحفر» وهذا الصعود الذي يشير إليه الشاعر لا يخلو من التدافع، ولذلك فصور التدافع كثيرة في حياتنا اليومية، وكلها تهدف إلى الوصول إلى حياة أفضل مما عليه، ولذلك فالناس يتدافعون نحو الخير، كتدافعهم نحو الشر، ولذلك يقع الكثيرون في مصائب عندما يكون تدافعهم عن غير هدى، وهل يحتاج التدافع إلى مجموعات بشرية حتى تشرع عليه هذه التسمية؟ أتصور أن مسألة التدافع ليست مرتبطة بالمجموعات البشرية بصورة مطلقة، فحتى الحيوانات تتدافع بوحي الغريزة، ولكن الإنسان يتدافع بشعوره الحسن، أو السيئ، ولأن من صفات التدافع المغامرة، أو المجازفة، فإن الإنسان الفرد يقع في مأزق المفهوم ذاته، ولذلك كثير ما يشار إلى فلان من الناس على أنه «مندفع» لا يضع للعواقب مساحة آمنة للتراجع فلا يقع في فخ التدافع، على الرغم من سيئات التدافع إلا أن هناك؛ في المقابل؛ أناسا حققوا نجاحات كثيرة في حياتهم لأنهم غامروا «تدافعوا» سواء برؤوس أموالهم، أو بأجسادهم، أو باستحقاقاتهم الاجتماعية، فكسبوا الرهان، وقد تصلهم تعليقات من آخرين: «ضربة حظ».
يعيش جميعنا حالات الإقدام والتراجع بناء على مجموعة المشاعر التي نعيشها في لحظة حاسمة، ولذلك يقال: «المرء في المحنة عيي» والإعياء هنا ليس الضعف الجسدي «المنهك» وإنما الوقوع في مأزق «الإقدام والتراجع» في آن واحد، وتسيّد اللحظة الحرجة في اتخاذ قرار ما لصالح أو ضد ما هو مطروح في تلك اللحظة، حيث تحل حالة المجازفة أو التفريط، وفي كلاهما خسارة متوقعة، والنجاح غير مضمون، ولذلك يتخذ العقلاء من الناس، الاحتياطات اللازمة في كثير من شؤون حياتهم اليومية، بألا يصلوا في أمر ما إلى اللحظة الحرجة التي تجبرهم على اتخاذ قرار مصيري، إما الذهاب أو التوقف، وهو ما يؤول إلى مفهوم التدافع غير مأمون العواقب. يتخذ من خطوات الكفيف؛ الكثير من العبر، فالكفيف لا يسرع في مشيه، حيث يضع خطوته القادمة بكثير من الحذر، خوف الوقوع في مأزق ما؛ حفرة؛ حجرة؛ شجرة، أي جسم مؤذ، حتى يصل إلى بر الأمان، متكئا على عصاه لمآربه الكثيرة، هذه الصورة المتمهلة هي التي يشار إلى الأخذ بها عند كل إنسان يطلب السلامة لدينه، ودنياه، فلا يؤذي غيره، ولا يتعرض لأذى غيره ضده، وهي مسألة ليست صعبة، وتعفيه عن كثير من صور التدافع التي توقعه عاجلا أو آجلا في مآزق الرذيلة؛ وما أكثرها.