هل يعيد الذكاء الاصطناعي اختراع الصحافة
الثلاثاء / 22 / رمضان / 1445 هـ - 23:18 - الثلاثاء 2 أبريل 2024 23:18
منذ معرفة العالم بها في أواخر القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر، ظلت صناعة الصحافة وحتى اليوم تعتمد على العنصر البشري في الإنتاج والتوزيع، وظلت مهنة الصحافة تقوم على جمع الأخبار والآراء ونشرها وتوزيعها على الجماهير من خلال المنصات والنوافذ الإعلامية المتاحة في كل عصر بدءا من المنصة الورقية وانتهاء بمنصات الشبكات الاجتماعية، مرورا بالسينما والراديو والتليفزيون وشبكة الويب.
ومع التطورات التكنولوجية التي شهدتها هذه الصناعة تقدمت منصات وتراجعت أخرى، ومع ذلك ظل جوهر العمل الصحفي كما هو: جمع الأخبار وتقديمها للناس في قوالب مفهومة وسهلة ومتعارف عليها، ورقية كانت أو إذاعية أو تليفزيونية أو شبكية، ولذلك لم يفقد الصحفيون مكانتهم في صناعة الصحافة، واستفادوا من التطور التكنولوجي، ومدوا أعمالهم إلى كل المنصات تقريبا.
ما الذي تغير إذن في السنوات الأخيرة، وجعل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في مختلف دول العالم يشعرون بالقلق الشديد على مستقبل المهنة والصناعة؟ إنه الذكاء الاصطناعي أو بالأصح «البوتات»، أو «الروبوتات»، أو ببساطة الأنظمة والبرامج التي توظف الذكاء الاصطناعي في كتابة الأخبار والتقارير والمقالات الإعلامية وتتحكم في طرق عرضها وتقديمها.
واقع الحال أن دمج الذكاء الاصطناعي في الصحافة يمثل نقلة نوعية كبيرة في تاريخ الصحافة، وحدا فاصلا في ذلك التاريخ بين ما قبل وبين ما بعد دخوله هذا المجال. فمنذ استخدامه في صناعة الصحافة، انتقل الذكاء الاصطناعي بسرعة من كونه تجربة جديدة إلى عنصر محوري في الصحافة الحديثة. بدأ هذا التحول باستخدام خوارزميات بسيطة مصممة لأتمتة القصص الإخبارية الروتينية، مثل الملخصات المالية، أو النتائج الرياضية. ومع ذلك، فقد توسع دور هذه الخوارزميات بشكل كبير، ليشمل تحليل البيانات، وتخصيص المحتوى لجماهير محددة أو أفراد، والمساعدة في الصحافة الاستقصائية، وحتى تشكيل القرارات التحريرية. ويعكس ظهور الذكاء الاصطناعي في الصحافة اتجاها أوسع للتحول الرقمي، مما قد يعيد تشكيل كيفية جمع الأخبار ونقلها واستهلاكها، ويعيد بالتالي اختراع الصحافة- إن صح التعبير. وتمثل أهميتها المتزايدة دليلا على التقدم التكنولوجي ومؤشرًا على الاحتياجات المتغيرة للبشر، وديناميكيات استهلاك الأخبار في العصر الرقمي.
إن استشراف مستقبل الصحافة في ظل تنامي أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحديد ما إذا كان يمثل فرصة لإعادة الحياة للصحافة المعاصرة، وتعزيز دورها في المجتمع الإنساني، أو تهديدا لهذه الصناعة والعاملين فيها، يتطلب منا أن نعود قليلا إلى الوراء، إذ إن فهم السياق التاريخي لتطور التكنولوجيا في أي مجال يمثل حجر الزاوية لفهم واقع ومستقبل تلك التكنولوجيا وتأثيراتها على الأفراد والمجتمعات والعالم كله.
والواقع أن التطور التاريخي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة يمكن تقسيمه إلى عدد من المراحل المتتابعة. ففي الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، كان استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة في مراحله الأولى. وخلال هذه الحقبة، كان التركيز بشكل أساسي على استخدامه في إنتاج التقارير الصحفية بمساعدة الكمبيوتر. وفي هذه المرحلة بدأ الصحفيون في استخدام قواعد البيانات الأساسية والأدوات الرقمية لجمع البيانات وتنظيمها بشكل أكثر كفاءة. ولم تشهد هذه الفترة تطبيقات متطورة للذكاء الاصطناعي، ولكنها كانت فترة مهمة كونها وضعت الأساس التكنولوجي. وقد أدى ظهور الإنترنت والتقدم في تخزين البيانات ومعالجتها خلال هذه العقود إلى تهيئة الساحة لظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر تعقيدًا في الصحافة. وشهد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ولادة إنشاء المحتوى الآلي في الصحافة، إذ تم تطوير الخوارزميات لإنتاج تقارير إعلامية بسيطة، مثل تحديثات الطقس وملخصات الرياضة والأخبار المالية. وكان إدخال تقنيات توليد اللغات الطبيعية خطوة مهمة في هذا المجال، إذ سمحت بتحويل البيانات إلى روايات قابلة للقراءة. ودشنت هذه الفترة بداية دور الذكاء الاصطناعي في تقليل عبء العمل الواقع على الصحفيين في إنتاج التقارير الإخبارية الروتينية.
ومنذ منتصف العقد الأول وبداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين أصبحت خوارزميات التعلم الآلي جزءًا لا يتجزأ من الصحافة. وتمكن الصحفيون بفضلها من التدقيق في مجموعات كبيرة من البيانات، وتحديد الأنماط المناسبة للعرض والتقديم، وحتى التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، مما أعلى من قيمتها خاصة في الصحافة الاستقصائية. وشهدت هذه الفترة أيضًا استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل الاتجاهات وتحليل الرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعي. وبدأ الصحفيون في الاعتماد على هذه الأدوات لرسم خريطة الرأي العام في الأحداث والقضايا المختلفة. وقد رافق ذلك استخدام منصات الأخبار خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتخصيص توزيع المحتوى للمستخدمين الأفراد بناءً على تفضيلاتهم، وتعزيز التفاعلية، كما تم استخدام خوارزميات اقتراح المقالات والمحتوى بناءً على سلوك المستخدم، وهو ما أدى إلى تغيير جذري في كيفية تفاعل الجمهور مع منصات الأخبار.
وفي السنوات الأخيرة، أدى التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة التعلم العميق، إلى تعزيز القدرات الصحفية. لقد أصبح تحليل المشاعر، والمساعدة في إعداد التقارير في الوقت الفعلي، وإنشاء مقالات معقدة أمرًا ممكنًا. وفي الوقت نفسه، يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد للتحقق من صحة المعلومات، والمساعدة في مكافحة المعلومات الخاطئة والتزييف العميق.
وفي عام 2014 نشرت صحيفة «لوس انجلوس تايمز» الأمريكية تقريرا عن زلزال بعد ثلاثة دقائق من وقوعه، بفضل برنامج روبوت طوره وعمل عليها الصحفيون في الجريدة وأطلقوا عليه «كويك بوت» أي «بوت الزلازل»، الذي يمكنه أن يكتب تقارير ومقالات مؤتمتة اعتمادا على بيانات مسح أعده علماء الجيولوجيا. ومنذ ذلك التاريخ استخدمت أنظمة الذكاء الاصطناعي في كتابة مئات الآلاف من المقالات التي تُنشر في منصات وسائل الإعلام الرئيسية كل أسبوع.
في بداية الموجة الجديدة من روبوتات الصحافة كان إنتاج وتطوير هذه الأنظمة، التي تنتج المقالات والتقارير الإعلامية، يتم من خلال شركات برامج الكمبيوتر، أما الآن فإن المؤسسات الإعلامية هي نفسها التي تطور هذه الأنظمة لاستخدامها في منصاتها الإعلامية المختلفة، مثل «جوسر» في «هيئة الإذاعة البريطانية- البي بي سي»، و«هيلوجراف» في صحيفة «الواشنطن بوست»، و«سابورج» في وكالة أنباء «بلومبيرج». وتحلل هذه الأنظمة المعلومات والبيانات والرسوم الجرافيكية والجداول المتاحة، ثم تستخلص منها الحقائق التي تُبني عليها القصة الإعلامية، وتضع مخططا لها، وأخيرا تستخدم برامج توليد اللغة لتكوين الجمل والفقرات.
اليوم، يقف الذكاء الاصطناعي في الصحافة على مفترق طرق بين الحتمية التكنولوجية التي تدفع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية إلى تبنيه واستخدامه على نطاق واسع في العمل الصحفي باعتباره أداة لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها، لتعزيز الممارسة الصحفية، وبين الاعتبارات الأخلاقية خاصة ما يتعلق منها بمستقبل مهنة الصحافة، وتراجع دور العنصر البشري فيها.
من المتوقع مع استمرار تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحوله من أداة داعمة إلى عنصر مركزي في الصحافة الحديثة، أن يتوسع دوره في صناعة الصحافة، مما يثير أسئلة كثيرة حول مستقبل هذا المجال من جانب، ومستقبل الصحافة القائمة على البشر من جانب آخر.
السؤال الذي يشغل الصحفيين والأكاديميين ومطوري الخوارزميات حاليا هو: هل تحل هذه البرامج والأنظمة محل الصحفيين في المستقبل المنظور؟ وهل أصبحنا بالفعل أمام تحول تاريخي في صناعة الصحافة يعيد اختراعها أو على الأقل يعيد تعريفها ويعيد تحديد وظائفها وأدوارها في المجتمعات الإنسانية؟ للحديث بالطبع بقية!!
ومع التطورات التكنولوجية التي شهدتها هذه الصناعة تقدمت منصات وتراجعت أخرى، ومع ذلك ظل جوهر العمل الصحفي كما هو: جمع الأخبار وتقديمها للناس في قوالب مفهومة وسهلة ومتعارف عليها، ورقية كانت أو إذاعية أو تليفزيونية أو شبكية، ولذلك لم يفقد الصحفيون مكانتهم في صناعة الصحافة، واستفادوا من التطور التكنولوجي، ومدوا أعمالهم إلى كل المنصات تقريبا.
ما الذي تغير إذن في السنوات الأخيرة، وجعل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في مختلف دول العالم يشعرون بالقلق الشديد على مستقبل المهنة والصناعة؟ إنه الذكاء الاصطناعي أو بالأصح «البوتات»، أو «الروبوتات»، أو ببساطة الأنظمة والبرامج التي توظف الذكاء الاصطناعي في كتابة الأخبار والتقارير والمقالات الإعلامية وتتحكم في طرق عرضها وتقديمها.
واقع الحال أن دمج الذكاء الاصطناعي في الصحافة يمثل نقلة نوعية كبيرة في تاريخ الصحافة، وحدا فاصلا في ذلك التاريخ بين ما قبل وبين ما بعد دخوله هذا المجال. فمنذ استخدامه في صناعة الصحافة، انتقل الذكاء الاصطناعي بسرعة من كونه تجربة جديدة إلى عنصر محوري في الصحافة الحديثة. بدأ هذا التحول باستخدام خوارزميات بسيطة مصممة لأتمتة القصص الإخبارية الروتينية، مثل الملخصات المالية، أو النتائج الرياضية. ومع ذلك، فقد توسع دور هذه الخوارزميات بشكل كبير، ليشمل تحليل البيانات، وتخصيص المحتوى لجماهير محددة أو أفراد، والمساعدة في الصحافة الاستقصائية، وحتى تشكيل القرارات التحريرية. ويعكس ظهور الذكاء الاصطناعي في الصحافة اتجاها أوسع للتحول الرقمي، مما قد يعيد تشكيل كيفية جمع الأخبار ونقلها واستهلاكها، ويعيد بالتالي اختراع الصحافة- إن صح التعبير. وتمثل أهميتها المتزايدة دليلا على التقدم التكنولوجي ومؤشرًا على الاحتياجات المتغيرة للبشر، وديناميكيات استهلاك الأخبار في العصر الرقمي.
إن استشراف مستقبل الصحافة في ظل تنامي أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحديد ما إذا كان يمثل فرصة لإعادة الحياة للصحافة المعاصرة، وتعزيز دورها في المجتمع الإنساني، أو تهديدا لهذه الصناعة والعاملين فيها، يتطلب منا أن نعود قليلا إلى الوراء، إذ إن فهم السياق التاريخي لتطور التكنولوجيا في أي مجال يمثل حجر الزاوية لفهم واقع ومستقبل تلك التكنولوجيا وتأثيراتها على الأفراد والمجتمعات والعالم كله.
والواقع أن التطور التاريخي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة يمكن تقسيمه إلى عدد من المراحل المتتابعة. ففي الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، كان استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة في مراحله الأولى. وخلال هذه الحقبة، كان التركيز بشكل أساسي على استخدامه في إنتاج التقارير الصحفية بمساعدة الكمبيوتر. وفي هذه المرحلة بدأ الصحفيون في استخدام قواعد البيانات الأساسية والأدوات الرقمية لجمع البيانات وتنظيمها بشكل أكثر كفاءة. ولم تشهد هذه الفترة تطبيقات متطورة للذكاء الاصطناعي، ولكنها كانت فترة مهمة كونها وضعت الأساس التكنولوجي. وقد أدى ظهور الإنترنت والتقدم في تخزين البيانات ومعالجتها خلال هذه العقود إلى تهيئة الساحة لظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر تعقيدًا في الصحافة. وشهد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ولادة إنشاء المحتوى الآلي في الصحافة، إذ تم تطوير الخوارزميات لإنتاج تقارير إعلامية بسيطة، مثل تحديثات الطقس وملخصات الرياضة والأخبار المالية. وكان إدخال تقنيات توليد اللغات الطبيعية خطوة مهمة في هذا المجال، إذ سمحت بتحويل البيانات إلى روايات قابلة للقراءة. ودشنت هذه الفترة بداية دور الذكاء الاصطناعي في تقليل عبء العمل الواقع على الصحفيين في إنتاج التقارير الإخبارية الروتينية.
ومنذ منتصف العقد الأول وبداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين أصبحت خوارزميات التعلم الآلي جزءًا لا يتجزأ من الصحافة. وتمكن الصحفيون بفضلها من التدقيق في مجموعات كبيرة من البيانات، وتحديد الأنماط المناسبة للعرض والتقديم، وحتى التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، مما أعلى من قيمتها خاصة في الصحافة الاستقصائية. وشهدت هذه الفترة أيضًا استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل الاتجاهات وتحليل الرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعي. وبدأ الصحفيون في الاعتماد على هذه الأدوات لرسم خريطة الرأي العام في الأحداث والقضايا المختلفة. وقد رافق ذلك استخدام منصات الأخبار خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتخصيص توزيع المحتوى للمستخدمين الأفراد بناءً على تفضيلاتهم، وتعزيز التفاعلية، كما تم استخدام خوارزميات اقتراح المقالات والمحتوى بناءً على سلوك المستخدم، وهو ما أدى إلى تغيير جذري في كيفية تفاعل الجمهور مع منصات الأخبار.
وفي السنوات الأخيرة، أدى التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة التعلم العميق، إلى تعزيز القدرات الصحفية. لقد أصبح تحليل المشاعر، والمساعدة في إعداد التقارير في الوقت الفعلي، وإنشاء مقالات معقدة أمرًا ممكنًا. وفي الوقت نفسه، يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد للتحقق من صحة المعلومات، والمساعدة في مكافحة المعلومات الخاطئة والتزييف العميق.
وفي عام 2014 نشرت صحيفة «لوس انجلوس تايمز» الأمريكية تقريرا عن زلزال بعد ثلاثة دقائق من وقوعه، بفضل برنامج روبوت طوره وعمل عليها الصحفيون في الجريدة وأطلقوا عليه «كويك بوت» أي «بوت الزلازل»، الذي يمكنه أن يكتب تقارير ومقالات مؤتمتة اعتمادا على بيانات مسح أعده علماء الجيولوجيا. ومنذ ذلك التاريخ استخدمت أنظمة الذكاء الاصطناعي في كتابة مئات الآلاف من المقالات التي تُنشر في منصات وسائل الإعلام الرئيسية كل أسبوع.
في بداية الموجة الجديدة من روبوتات الصحافة كان إنتاج وتطوير هذه الأنظمة، التي تنتج المقالات والتقارير الإعلامية، يتم من خلال شركات برامج الكمبيوتر، أما الآن فإن المؤسسات الإعلامية هي نفسها التي تطور هذه الأنظمة لاستخدامها في منصاتها الإعلامية المختلفة، مثل «جوسر» في «هيئة الإذاعة البريطانية- البي بي سي»، و«هيلوجراف» في صحيفة «الواشنطن بوست»، و«سابورج» في وكالة أنباء «بلومبيرج». وتحلل هذه الأنظمة المعلومات والبيانات والرسوم الجرافيكية والجداول المتاحة، ثم تستخلص منها الحقائق التي تُبني عليها القصة الإعلامية، وتضع مخططا لها، وأخيرا تستخدم برامج توليد اللغة لتكوين الجمل والفقرات.
اليوم، يقف الذكاء الاصطناعي في الصحافة على مفترق طرق بين الحتمية التكنولوجية التي تدفع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية إلى تبنيه واستخدامه على نطاق واسع في العمل الصحفي باعتباره أداة لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها، لتعزيز الممارسة الصحفية، وبين الاعتبارات الأخلاقية خاصة ما يتعلق منها بمستقبل مهنة الصحافة، وتراجع دور العنصر البشري فيها.
من المتوقع مع استمرار تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحوله من أداة داعمة إلى عنصر مركزي في الصحافة الحديثة، أن يتوسع دوره في صناعة الصحافة، مما يثير أسئلة كثيرة حول مستقبل هذا المجال من جانب، ومستقبل الصحافة القائمة على البشر من جانب آخر.
السؤال الذي يشغل الصحفيين والأكاديميين ومطوري الخوارزميات حاليا هو: هل تحل هذه البرامج والأنظمة محل الصحفيين في المستقبل المنظور؟ وهل أصبحنا بالفعل أمام تحول تاريخي في صناعة الصحافة يعيد اختراعها أو على الأقل يعيد تعريفها ويعيد تحديد وظائفها وأدوارها في المجتمعات الإنسانية؟ للحديث بالطبع بقية!!