رؤية عمانية للسلام في الشرق الأوسط
السبت / 13 / شعبان / 1445 هـ - 23:19 - السبت 24 فبراير 2024 23:19
يطرح الحوار الذي أدلى به معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية لمجلة الإيكونوميست رؤية تتجاوز الطرح السياسي والدبلوماسية للقضية الفلسطينية إلى الرؤية الفكرية والفلسفية التي تبحث في عمق التشابكات الحاصلة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وهذه الرؤية ليست رؤية فريدة للسيد بدر، إنها رؤية سلطنة عمان التي عبّرت عنها في جميع المناسبات المحلية والإقليمية والدولية.. وتسعى جاهدة من أجل بلورتها ضمن إطار دولي يمكن أن يخرج بمسار حقيقي للسلام في منطقة «الشرق الأوسط» خاصة في هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به القضية الفلسطينية والذي يتعرض فيه الفلسطينيون إلى أبشع أنواع الإبادة الجماعية التي عرفها العالم عبر التاريخ.
ويمكن قراءة دعوة سلطنة عمان إلى عقد مؤتمر دولي طارئ بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع في المنطقة تحقيقا للسلام بوصفه الخيار الأمثل وفقا لمعطيات اللحظة خاصة وأن سلطنة عمان تنطلق في دعوتها من رؤية فكرية عميقة للقضية الفلسطينية ذروتها إعلان عالمي بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وطرح المبادرة معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي للمرة الأولى في محاضرة ألقاها في جامعة اكسفورد، ثم في حواره الأخير مع الإيكونوميست. ورغم إيمان البعض في العالم العربي بشكل خاص أن إسرائيل لا يمكن أن تذهب بقناعة نحو أي سلام جماعي مع العرب إلا أن المشهد العام يدعو في هذه اللحظة بالذات إلى الحديث بصوت مسموع أمام العالم أجمع عن السلام وعن الدولة الفلسطينية، ولا بدّ أن يخرج هذا الصوت من العالم العربي بهدف ترسيخ السردية الجديدة التي بدا أن شعوب العالم باتت تؤمن بها وهي أن الشعب الفلسطيني ضحية، ليس للإجرام الإسرائيلي فحسب، ولكن ضحية لمؤامرات الغرب الديمقراطي الباحث عن مصالحه حتى لو على حساب دماء مئات الآلاف من الفلسطينيين. لا بد أن تعي شعوب العالم الغربية أن العرب يؤمنون بالسلام أكثر مما يؤمن به غيرهم، وأن الكثير من الأحداث التي آلمت الشعوب الغربية من العالم العربي كانت نتائج مريرة لممارسات غربية فظيعة طوال عقود طويلة.
تتصور سلطنة عمان أن يكون المؤتمر الطارئ الذي تدعو إليه مماثلا لمؤتمر مدريد الذي دعا له الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عام 1991 وفي أعقاب حرب تحرير الكويت، على أن هذا المؤتمر وفق تصور سلطنة عمان لا بد أن يشمل جميع القوى الفاعلة في المنطقة بما في ذلك حماس وحزب الله وأنصار الله وكذلك إيران، وجميع حركات التحرر الوطني في فلسطين. وتبنى فكرة سلطنة عمان على أن إسرائيل أو غيرها لا يمكن أن تقضي على حركة حماس؛ لأنها حركة تحرر وطني، وحركات التحرر الوطني متجذرة بعمق في المجتمعات العربية وستبقى هذه الحركات حية وفاعلة حتى تحقيق أهدافها حتى لو مات الكثير من أعضائها، وعلى من يؤمن حقا بالسلام أن يفتح حوارا مع هذه الحركات ويستمع للفكر الذي تنطلق منه وتستمد منه قوتها وشعبيتها.
ويحتاج الغرب في هذا التوقيت بالذات لسماع أطروحات مماثلة لأطروحات سلطنة عمان حول القضية الفلسطينية فلا يمكن أن يبقى الغرب معتقدا أنه وحده مجتمع التعددية وأنها لا تصلح إلا للنخبة الغربية، بينما الحقيقة أن التعددية هي جزء حيوي من تاريخ وواقع العالم العربي، صحيح أن العالم العربي له طريقة تفكيره الخاصة لكنهم أيضا لهم أفكارهم السياسية ورؤاهم المنبثقة من ثقافتهم وتاريخهم ولا يمكن فهم ولاءتهم السياسية باعتبارها انتماءات طائفية. ولذلك على العالم الغربي أن يعيد رسم تصوراته للكثير من الحركات السياسية في المنطقة العربية ويتجاوز التصورات المبنية على الانتماء الطائفي.
إن كل يوم إضافي تبقى فيه الحرب على قطاع غزة قائمة تزيد من ابتعاد المنطقة عن السلام وتزيد من فرص ظهور أجيال تحمل حقدا تاريخيا ليس على إسرائيل وإنما على العالم الغربي الذي تعتقد الشعوب العربية إنه هو السبب الأساسي لكل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل.
ويمكن قراءة دعوة سلطنة عمان إلى عقد مؤتمر دولي طارئ بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع في المنطقة تحقيقا للسلام بوصفه الخيار الأمثل وفقا لمعطيات اللحظة خاصة وأن سلطنة عمان تنطلق في دعوتها من رؤية فكرية عميقة للقضية الفلسطينية ذروتها إعلان عالمي بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وطرح المبادرة معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي للمرة الأولى في محاضرة ألقاها في جامعة اكسفورد، ثم في حواره الأخير مع الإيكونوميست. ورغم إيمان البعض في العالم العربي بشكل خاص أن إسرائيل لا يمكن أن تذهب بقناعة نحو أي سلام جماعي مع العرب إلا أن المشهد العام يدعو في هذه اللحظة بالذات إلى الحديث بصوت مسموع أمام العالم أجمع عن السلام وعن الدولة الفلسطينية، ولا بدّ أن يخرج هذا الصوت من العالم العربي بهدف ترسيخ السردية الجديدة التي بدا أن شعوب العالم باتت تؤمن بها وهي أن الشعب الفلسطيني ضحية، ليس للإجرام الإسرائيلي فحسب، ولكن ضحية لمؤامرات الغرب الديمقراطي الباحث عن مصالحه حتى لو على حساب دماء مئات الآلاف من الفلسطينيين. لا بد أن تعي شعوب العالم الغربية أن العرب يؤمنون بالسلام أكثر مما يؤمن به غيرهم، وأن الكثير من الأحداث التي آلمت الشعوب الغربية من العالم العربي كانت نتائج مريرة لممارسات غربية فظيعة طوال عقود طويلة.
تتصور سلطنة عمان أن يكون المؤتمر الطارئ الذي تدعو إليه مماثلا لمؤتمر مدريد الذي دعا له الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عام 1991 وفي أعقاب حرب تحرير الكويت، على أن هذا المؤتمر وفق تصور سلطنة عمان لا بد أن يشمل جميع القوى الفاعلة في المنطقة بما في ذلك حماس وحزب الله وأنصار الله وكذلك إيران، وجميع حركات التحرر الوطني في فلسطين. وتبنى فكرة سلطنة عمان على أن إسرائيل أو غيرها لا يمكن أن تقضي على حركة حماس؛ لأنها حركة تحرر وطني، وحركات التحرر الوطني متجذرة بعمق في المجتمعات العربية وستبقى هذه الحركات حية وفاعلة حتى تحقيق أهدافها حتى لو مات الكثير من أعضائها، وعلى من يؤمن حقا بالسلام أن يفتح حوارا مع هذه الحركات ويستمع للفكر الذي تنطلق منه وتستمد منه قوتها وشعبيتها.
ويحتاج الغرب في هذا التوقيت بالذات لسماع أطروحات مماثلة لأطروحات سلطنة عمان حول القضية الفلسطينية فلا يمكن أن يبقى الغرب معتقدا أنه وحده مجتمع التعددية وأنها لا تصلح إلا للنخبة الغربية، بينما الحقيقة أن التعددية هي جزء حيوي من تاريخ وواقع العالم العربي، صحيح أن العالم العربي له طريقة تفكيره الخاصة لكنهم أيضا لهم أفكارهم السياسية ورؤاهم المنبثقة من ثقافتهم وتاريخهم ولا يمكن فهم ولاءتهم السياسية باعتبارها انتماءات طائفية. ولذلك على العالم الغربي أن يعيد رسم تصوراته للكثير من الحركات السياسية في المنطقة العربية ويتجاوز التصورات المبنية على الانتماء الطائفي.
إن كل يوم إضافي تبقى فيه الحرب على قطاع غزة قائمة تزيد من ابتعاد المنطقة عن السلام وتزيد من فرص ظهور أجيال تحمل حقدا تاريخيا ليس على إسرائيل وإنما على العالم الغربي الذي تعتقد الشعوب العربية إنه هو السبب الأساسي لكل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل.