- 1 -

إنَّهُ في العَراءِ مواسمُ أسئلةٍ

ما هناك إجابةْ

يُبعثرُ حيرَتَهُ

في الفضاءاتِ

ما عادَ يتبعُ إلّا سرابَهْ

ويُشعِلُ موقدَهُ حطَبُ الشَّكِّ

واللحظاتُ الرَّتيبةُ

تشرَبُ من روحِهِ

وتقاسمُهُ قلقاً

مثلَ صوتِ عقاربِها

إذْ تمسُّ الهدوءَ المُريبَ

فتنتفضُ الأمكنةْ

عندها تتكشَّفُ بعضُ ملامحِها

وتُشكِّلُ صلصالَ أجوبةٍ ممكِنةْ.

- -2

يتَراءَى له خيطُ ضوءٍ

تراهُ خيالاتُهُ عتباتٍ

ستأذنُ مِن بعدِها

بانهمارِ اليقينِ.

ويهطلُ في لوحةِ الظنِّ غيثٌ

من الأسئلةْ.

قُبلةٌ من سماءِ الكلامِ

لأرضِ انتظاراتِهِ

ثُمَّ تُعشِبُ في روحِهِ فجأةً أغنياتُ النَّدَى

مثلَما كَمَأ كان يغفو طويلاً

وهاجسُهُ لو يرَى النورَ في لحظةٍ

ويشقُّ ظلامَ الترابِ

فكانَ..

وكانتْ لهُ طلعةٌ مُذهلةْ.

3- -

عندما شهقَ الضوءُ في ذاتِهِ

لم يكنْ وحدَهُ

قد صحا معَهُ ساعةَ البعثِ بعضُ الرِّفاقْ

معاً

يقرعونَ كؤوسَ انتصاراتِهمْ

لذةُ النصرِ حينَ أفاقوا

أفاقْ!.

- 4 -

وفي غَمَراتِ انتشاءاتِهمْ

أوشكوا أن يروا مكمنَ السرِّ

أو يُمسكوا قبساً للحقيقةِ

لكنَّما قَطَفَتْهُمْ يَدُ

للبدايةِ عادوا

وعادَ السؤالُ بنارِ اشتعالاتِهِ

وتأجَّلَ

كالعادةِ

الموعدُ.

حسن النجار شاعر من دولة الإمارات