إسرائيل هشة جدا.. وقوتها من خارجها
الثلاثاء / 10 / رجب / 1445 هـ - 23:27 - الثلاثاء 23 يناير 2024 23:27
رغم الكثير من مظاهر التقدم العلمي والمعرفي في «دولة» الاحتلال الصهيوني فإنها تبقى دولة هشة سريعة التشظي؛ لأنها لا تملك مقومات بناء الدولة الواحدة القادرة على الاستمرار في ظل غياب الهُوية الواحدة. إن استدعاء التاريخ مهم جدا في هذه المرحلة من مراحل المواجهة مع إسرائيل حتى يستطيع الجميع فهم مسار الأحداث وفهم تفكير العدو.
تتكوَّن إسرائيل، حتى اليوم، من مجموعة كبيرة من الهويات والثقافات التي جاءت بها الجماعات اليهودية التي هاجرت من كل بقاع الدنيا إلى إسرائيل مع بداية القرن الماضي. كان بن جوريون يحلم بصهر كل الهُويات والثقافات التي جاء بها المهاجرون في بوتقة واحدة يسمّيها «الهوية اليهودية» و«الثقافة اليهودية» إلا أن حلمه رغم مرور أكثر من 75 عاما لم يتحقق بل إن الفوارق زادت كثيرا بين كل الهويات والثقافات وظهرت العنصرية في أبشع صورها، كما ساهمت تلك الهويات والثقافات في صعود اليمين المتطرف في إسرائيل.
وإذا كان بن جوريون اعتقد أن الخدمة العسكرية الإجبارية لمدة ثلاث سنوات لكل «إسرائيلي» يمكن أن تقلّص الفروق الإثنية بين الجماعات اليهودية القادمة من الشرق والغرب وتجعلهم يندمجون في مجتمع واحد هو «المجتمع اليهودي» إلا أنه وقع في شر أعماله حينما أنشأ فكرة المستوطنات بهدف تطوير «يهود المشرق» ليواكبوا يهود المغرب الأمر الذي زاد الفوارق بين الجانبين، كما أنه كرّس فكرة «الجيتو» أو المنعزل الذي كان يعيش فيه اليهود أينما كانوا في مختلف بقاع العالم في ظل عدم تمكنهم من الاندماج مع المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها.
ومرة أخرى نعود للقول إن «دولة» إسرائيل هشة جدا من الداخل، رغم منجزاتها العلمية والعسكرية، ويعود سبب هشاشتها إلى ضعف تركيبة المجتمع فيها التي تشكل خليطا من جماعات متفرقة لا يجمع بينها إلا وهم الدولة «اليهودية» رغم أن «الدولة» الإسرائيلية لم تستطع حتى الآن ولم يستطع مفكروها تعريف من هو اليهودي؟ وما هي اليهودية؟
إن المجتمع الإسرائيلي مكون من جماعات يهودية لا ترتبط بثقافة واحدة، فكل جماعة جاءت بثقافتها؛ فيهود الاتحاد السوفييتي جاؤوا بثقافتهم وطموحاتهم وأحلامهم المادية، ويهود إفريقيا جاؤوا بطموحاتهم وأحلامهم وأوهامهم، وكذلك يهود أوروبا رغم أن بينهم الكثير من التفاوتات أيضا، وكذلك جاء يهود أمريكا. وهذا الخليط رغم المحاولات المستميتة لجمعه في هوية واحدة وثقافة واحدة لم تستطع «الدولة» في إسرائيل فعل ذلك أبدا.. ولن تستطيع.
لكن لا بد من الإشارة المهمة إلى أن القوة التي نراها في إسرائيل، وهي لا شك قوية في الكثير من نواحي بنائها، فإنها لا تأتي من داخلها وإنما من الخارج! وقد قامت بريطانيا في البداية بهذا الدور قبل أن ينتقل الأمر للولايات المتحدة الأمريكية. والغرب ينظر إلى إسرائيل عبر مسارين: الأول يتمثل في أن دولة إسرائيل خلّصت الغرب من «المسألة اليهودية» المعروفة في التاريخ وفيها الكثير من التفاصيل. أما المسار الثاني: فيتمثل في زرع «دولة» وظيفية في خاصرة العالم العربي، تفصل بين الشرق والغرب وتقوم بالأدوار الوظيفية التي يحتاجها الغرب.. وهي تقوم بهذا الدور على أكمل وجه. ويمكن عبر ذلك أن نفهم الاستنفار الكبير الذي قام به الغرب في اللحظة التي رأى فيها هول ما حدث يوم السابع من أكتوبر.
ولذلك لا يمكن أن نتوقع بسهولة أن يتخلى الغرب عن إسرائيل ما دامت تقوم بالوظيفة التي أُنشئت من أجلها. أما إسرائيل نفسها فإنها تقوم على الكثير من الأوهام والأكاذيب الداخلية التي بدأت بفكرة «دولة بلا شعب، لشعب بلا دولة». ورغم سطحية الأوهام التي تقوم عليها الفكرة الداخلية لإسرائيل وضعف منطقها فإن دراستها وفهمها من قبل العرب أمر في غاية الأهمية وخاصة للدول العربية التي أصبح بينها وبين إسرائيل علاقات دبلوماسية وود كبير.
تتكوَّن إسرائيل، حتى اليوم، من مجموعة كبيرة من الهويات والثقافات التي جاءت بها الجماعات اليهودية التي هاجرت من كل بقاع الدنيا إلى إسرائيل مع بداية القرن الماضي. كان بن جوريون يحلم بصهر كل الهُويات والثقافات التي جاء بها المهاجرون في بوتقة واحدة يسمّيها «الهوية اليهودية» و«الثقافة اليهودية» إلا أن حلمه رغم مرور أكثر من 75 عاما لم يتحقق بل إن الفوارق زادت كثيرا بين كل الهويات والثقافات وظهرت العنصرية في أبشع صورها، كما ساهمت تلك الهويات والثقافات في صعود اليمين المتطرف في إسرائيل.
وإذا كان بن جوريون اعتقد أن الخدمة العسكرية الإجبارية لمدة ثلاث سنوات لكل «إسرائيلي» يمكن أن تقلّص الفروق الإثنية بين الجماعات اليهودية القادمة من الشرق والغرب وتجعلهم يندمجون في مجتمع واحد هو «المجتمع اليهودي» إلا أنه وقع في شر أعماله حينما أنشأ فكرة المستوطنات بهدف تطوير «يهود المشرق» ليواكبوا يهود المغرب الأمر الذي زاد الفوارق بين الجانبين، كما أنه كرّس فكرة «الجيتو» أو المنعزل الذي كان يعيش فيه اليهود أينما كانوا في مختلف بقاع العالم في ظل عدم تمكنهم من الاندماج مع المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها.
ومرة أخرى نعود للقول إن «دولة» إسرائيل هشة جدا من الداخل، رغم منجزاتها العلمية والعسكرية، ويعود سبب هشاشتها إلى ضعف تركيبة المجتمع فيها التي تشكل خليطا من جماعات متفرقة لا يجمع بينها إلا وهم الدولة «اليهودية» رغم أن «الدولة» الإسرائيلية لم تستطع حتى الآن ولم يستطع مفكروها تعريف من هو اليهودي؟ وما هي اليهودية؟
إن المجتمع الإسرائيلي مكون من جماعات يهودية لا ترتبط بثقافة واحدة، فكل جماعة جاءت بثقافتها؛ فيهود الاتحاد السوفييتي جاؤوا بثقافتهم وطموحاتهم وأحلامهم المادية، ويهود إفريقيا جاؤوا بطموحاتهم وأحلامهم وأوهامهم، وكذلك يهود أوروبا رغم أن بينهم الكثير من التفاوتات أيضا، وكذلك جاء يهود أمريكا. وهذا الخليط رغم المحاولات المستميتة لجمعه في هوية واحدة وثقافة واحدة لم تستطع «الدولة» في إسرائيل فعل ذلك أبدا.. ولن تستطيع.
لكن لا بد من الإشارة المهمة إلى أن القوة التي نراها في إسرائيل، وهي لا شك قوية في الكثير من نواحي بنائها، فإنها لا تأتي من داخلها وإنما من الخارج! وقد قامت بريطانيا في البداية بهذا الدور قبل أن ينتقل الأمر للولايات المتحدة الأمريكية. والغرب ينظر إلى إسرائيل عبر مسارين: الأول يتمثل في أن دولة إسرائيل خلّصت الغرب من «المسألة اليهودية» المعروفة في التاريخ وفيها الكثير من التفاصيل. أما المسار الثاني: فيتمثل في زرع «دولة» وظيفية في خاصرة العالم العربي، تفصل بين الشرق والغرب وتقوم بالأدوار الوظيفية التي يحتاجها الغرب.. وهي تقوم بهذا الدور على أكمل وجه. ويمكن عبر ذلك أن نفهم الاستنفار الكبير الذي قام به الغرب في اللحظة التي رأى فيها هول ما حدث يوم السابع من أكتوبر.
ولذلك لا يمكن أن نتوقع بسهولة أن يتخلى الغرب عن إسرائيل ما دامت تقوم بالوظيفة التي أُنشئت من أجلها. أما إسرائيل نفسها فإنها تقوم على الكثير من الأوهام والأكاذيب الداخلية التي بدأت بفكرة «دولة بلا شعب، لشعب بلا دولة». ورغم سطحية الأوهام التي تقوم عليها الفكرة الداخلية لإسرائيل وضعف منطقها فإن دراستها وفهمها من قبل العرب أمر في غاية الأهمية وخاصة للدول العربية التي أصبح بينها وبين إسرائيل علاقات دبلوماسية وود كبير.