رأي عُمان

عُمان تستثمر في المستقبل

 
تشهد سلطنة عمان في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تغيرات جذرية في جميع نواحي الحياة مسترشدة «برؤية عمان 2040» التي وصفت بأنها خريطة طريق عُمان نحو المستقبل. وتنبثق من هذه الرؤية فلسفة النهضة العمانية المتجددة التي اتخذت من الثوابت منطلقا في مسارها نحو إحداث نقلات نوعية بمختلف البنى التي تقوم عليها الدولة العمانية.

ويستطيع أي متأمل في ما يحدث في عُمان أن يلحظ تلك التحولات ويحدد مساراتها، وتطابق ما يعلن عنه مع ما ينفذ في الواقع.

وأمس أعلنت سلطنة عمان عن إطلاق «صندوق عمان المستقبل» برأس مال بلغ ملياري ريال عماني؛ للنهوض بالقطاعات الاقتصادية الواعدة.

وأطلق الصندوق الذي يعدّ أحد أضخم الصناديق من نوعه في سلطنة عمان جهازُ الاستثمار العماني. وسيوزع رأس مال الصندوق على مسارين اثنين: الأول حصته 90% ويخدم المشروعات الاستثمارية المباشرة الجديدة أو القائمة التي تكون مجدية اقتصاديا وتستطيع إحداث فارق اقتصادي كبير في البلاد، أمّا المسار الثاني فنصيبه 10% ويخدم المؤسسات المتوسطة والصغيرة والناشئة. ويتراوح تمويل الصندوق للمشروعات بين 5 ملايين ريال عماني إلى 100 مليون ريال لكل مشروع على حدة، وبحد أقصى 40% في الشراكة من رأس المال.

وسينهض هذا الصندوق بالقطاعات الاقتصادية في سلطنة عمان كما سيكون مساعدا لجميع المبادرات التي تستهدف إقامة مشروعات في عُمان سواء كانت من الشركات الحكومية أو القطاع الخاص محليا كان أو دوليا، ما يعني أن الصندوق سيكون محفزا لنمو الاقتصاد الوطني وشريكا موثوقا به للمستثمرين المحليين والدوليين.

إن هذه الخطوة التي تخطوها سلطنة عمان من شأنها أن تصنع فارقا كبيرا في بناء الاقتصاد العماني وفي تمويل مشروعات الشباب إذ تحولهم من باحثين عن عمل إلى أصحاب أعمال. ويأتي هنا دور صناعة الأفكار في ابتكار مشروعات فريدة قابلة للتطور والنمو ومواكبة للتحولات التي يشهدها العالم.

إن الكثير من المشروعات العملاقة التي نراها اليوم في العالم نشأت في ظروف مشابهة للظروف التي سيهيئها صندوق عمان المستقبل للمستثمرين حيث يوظف الصندوق خبرة جهاز الاستثمار العماني لتكون داعما ومعينا للمستثمرين العمانيين خاصة من أصحاب المؤسسات المتوسطة والصغيرة والناشئة. وهذا الأمر من شأنه أن يصنع تغييرا كبيرا من الاعتماد الكامل على النفط إلى صناعة اقتصاد ذكي مبني على الاستثمار في مشروعات المستقبل.

هذا الصندوق خطوة من بين خطوات كثيرة تخطوها سلطنة عمان في عهدها الزاهر الذي يتخطى كل التحديات وفق رؤية علمية سديدة.