التشكيلي إحسان بندك يعيد صياغات إبداعاته بأساليب تعبيرية معاصرة
الثلاثاء / 26 / جمادى الآخرة / 1445 هـ - 23:11 - الثلاثاء 9 يناير 2024 23:11
عمّان ـ 'العمانية': تبدو أعمال التشكيلي الأردني إحسان بندك مسكونة بالمكان العتيق وبتدوين تفاصيله على خلفيات القماش الملونة، لتنقل إحساس الفنان وانتماءه للأماكن المؤثثة بلمسات روحانية تُؤنسن المشهدَ وتمنحه الحيوية. يختار بندك (المولود عام 1957) رسم عدد من المدن الأردنية والفلسطينية؛ خاصة تلك التي تتخذ طابع القداسة، ويقدمها باللونين الأبيض والأسود، فتبدو المباني القديمة كأنها تتمازج مع النور الذي يتسرب إليها عبر الشقوق والنوافذ، وتغدو في لحظةٍ كما لو أنها هي نفسها ظلالٌ لأرواح ساكنيها، من بشر وحجر.
ففي عدد من اللوحات تمتلئ أزقة المكان بالعابرين والبائعين والمتجولين من النساء والرجال، وتعكس الملابس التي يرتدونها التنوعَ الثقافي والحضاري للمدينة. ولتركز على هذه الفكرة، تغيب في لوحات بندك معالم الوجوه تماماً، بينما تبرز الملابس والحركة الحيوية، كما تبرز النوافذ المعمارية والأقوس والشرفات والقباب.
وفي هذه التجربة أيضًا قدم بندك مجموعة من البورتريهات للوجوه التي رسم ملامحها عبر خطوط عشوائية تشير بشكل عام إلى مكان العينين أو الشفتين.. وبطريقة توحي بالألم والحسرة؛ فهذه الوجوه في أغلبها تم تقديمها وفق منظور سوريالي مفجع. وفي عدد من أعماله، مزج بندك الذي نال شهادة البكالوريوس في الفنون من الولايات المتحدة الأمريكية، بين الواقعية والتعبيرية، وفي هذه التجربة استخدم الألوان الترابية والهادئة التي تتمازج معاً ضمن تشكيلاتٍ تتسم بتواشج الوجوه الإنسانية والألوان.
وتمثل هذه الأعمال إحدى خلاصات بندك في بحثه بالصور الفوتوغرافية التي توثق ما كانت عليه مدينة القدس المحتلة قبل أكثر من 120 عامًا. وعمد الفنان فيها إلى إعادة رسم الصورة الفوتوغرافية بحس تعبيري حديث، ودمج الماضي بالحاضر. وهكذا جاءت الألوان في هذه الصور منسجمة مع عراقة المدن وقِدَمها من جهة، ومع حداثة اللون والتشكيل من جهة أخرى، كما في لوحات بندك عن مدينة يافا؛ حيث جعل الناسَ كما لو أنهم انعكاس لظلالهم في البحر، وهكذا لم يقدم البحر كما هو متعارف عليه، بل رسمه كما لو أنه يتكون من كل تلك الأجساد المنعكسة فيه.
وفي لوحته التي استوحاها من التهجير القسري لأهل مدينة القدس، جعل الفنان أرواح الشهداء تتعانق مع المكان، وترك خطاً أحمر في أسفل اللوحة يرمز إلى التضحيات التي قدمها الشهداء في سبيل صمود المدينة. وأنجز بندك مجموعة من اللوحات التي تشبه شريطاً طوليًّا ممتدًّا للصورة يتناول معالم المدينة في مشهد بانورامي تتراكب فيه الخطوط والأشكال، بما يقترب من التعبيرية التي تسمح بظهور أبرز معالم المدينة كالقباب والأسوار والمآذن.
في تجربة لاحقة له، قدم الفنان الذي يعمل أستاذاً للفن التشكيلي بالجامعة الأردنية ومدرساً للفن في جامعة نيويورك/ عمّان، أعمالاً في التجريد الخالص، اشتملت على أشكال تعبيرية وتداخلات رمزية واستخدامات واعية للألوان التي نهلت من التشكيلات والألوان الطبيعية التي بدت مشحونة بطاقة لونية غنية، حيث الأصالة المختزنة في الإشارات والدلالات داخل اللوحة تنسجم مع الحداثة في توزيع الكتل اللونية وفي التعامل مع الفراغات والرموز والعلامات المبثوثة في اللوحة.
وفي عدد من هذه الأعمال، ظلت أسطح اللوحات حاضنة لتشكيلات جسدية وإن غابات واندمجت في دوامات من الألوان الحارة والقوية، خاصة البرتقالي والأزرق والأحمر. تجترح أعمال حسين بندك قاموسًا لونيًّا طبيعيًّا وتجريديًّا، فهو يقدم أعماله ضمن صياغات إبداعية وأساليب تعبيرية معاصرة، حيث ينقل عين المشاهد نحو عمق الصورة التعبيرية القابعة داخل دوامات اللون، ثم يبني جسراً بين تلك الصور ومحيطها اللوني التجريدي، ليشعر المشاهد أحياناً أن ما يراه هو أشكال كانت واضحة المعالم ثم سالت لتملأ الفضاء ولم يبقَ منها غير بقعة هنا وظلّ هناك.
ففي عدد من اللوحات تمتلئ أزقة المكان بالعابرين والبائعين والمتجولين من النساء والرجال، وتعكس الملابس التي يرتدونها التنوعَ الثقافي والحضاري للمدينة. ولتركز على هذه الفكرة، تغيب في لوحات بندك معالم الوجوه تماماً، بينما تبرز الملابس والحركة الحيوية، كما تبرز النوافذ المعمارية والأقوس والشرفات والقباب.
وفي هذه التجربة أيضًا قدم بندك مجموعة من البورتريهات للوجوه التي رسم ملامحها عبر خطوط عشوائية تشير بشكل عام إلى مكان العينين أو الشفتين.. وبطريقة توحي بالألم والحسرة؛ فهذه الوجوه في أغلبها تم تقديمها وفق منظور سوريالي مفجع. وفي عدد من أعماله، مزج بندك الذي نال شهادة البكالوريوس في الفنون من الولايات المتحدة الأمريكية، بين الواقعية والتعبيرية، وفي هذه التجربة استخدم الألوان الترابية والهادئة التي تتمازج معاً ضمن تشكيلاتٍ تتسم بتواشج الوجوه الإنسانية والألوان.
وتمثل هذه الأعمال إحدى خلاصات بندك في بحثه بالصور الفوتوغرافية التي توثق ما كانت عليه مدينة القدس المحتلة قبل أكثر من 120 عامًا. وعمد الفنان فيها إلى إعادة رسم الصورة الفوتوغرافية بحس تعبيري حديث، ودمج الماضي بالحاضر. وهكذا جاءت الألوان في هذه الصور منسجمة مع عراقة المدن وقِدَمها من جهة، ومع حداثة اللون والتشكيل من جهة أخرى، كما في لوحات بندك عن مدينة يافا؛ حيث جعل الناسَ كما لو أنهم انعكاس لظلالهم في البحر، وهكذا لم يقدم البحر كما هو متعارف عليه، بل رسمه كما لو أنه يتكون من كل تلك الأجساد المنعكسة فيه.
وفي لوحته التي استوحاها من التهجير القسري لأهل مدينة القدس، جعل الفنان أرواح الشهداء تتعانق مع المكان، وترك خطاً أحمر في أسفل اللوحة يرمز إلى التضحيات التي قدمها الشهداء في سبيل صمود المدينة. وأنجز بندك مجموعة من اللوحات التي تشبه شريطاً طوليًّا ممتدًّا للصورة يتناول معالم المدينة في مشهد بانورامي تتراكب فيه الخطوط والأشكال، بما يقترب من التعبيرية التي تسمح بظهور أبرز معالم المدينة كالقباب والأسوار والمآذن.
في تجربة لاحقة له، قدم الفنان الذي يعمل أستاذاً للفن التشكيلي بالجامعة الأردنية ومدرساً للفن في جامعة نيويورك/ عمّان، أعمالاً في التجريد الخالص، اشتملت على أشكال تعبيرية وتداخلات رمزية واستخدامات واعية للألوان التي نهلت من التشكيلات والألوان الطبيعية التي بدت مشحونة بطاقة لونية غنية، حيث الأصالة المختزنة في الإشارات والدلالات داخل اللوحة تنسجم مع الحداثة في توزيع الكتل اللونية وفي التعامل مع الفراغات والرموز والعلامات المبثوثة في اللوحة.
وفي عدد من هذه الأعمال، ظلت أسطح اللوحات حاضنة لتشكيلات جسدية وإن غابات واندمجت في دوامات من الألوان الحارة والقوية، خاصة البرتقالي والأزرق والأحمر. تجترح أعمال حسين بندك قاموسًا لونيًّا طبيعيًّا وتجريديًّا، فهو يقدم أعماله ضمن صياغات إبداعية وأساليب تعبيرية معاصرة، حيث ينقل عين المشاهد نحو عمق الصورة التعبيرية القابعة داخل دوامات اللون، ثم يبني جسراً بين تلك الصور ومحيطها اللوني التجريدي، ليشعر المشاهد أحياناً أن ما يراه هو أشكال كانت واضحة المعالم ثم سالت لتملأ الفضاء ولم يبقَ منها غير بقعة هنا وظلّ هناك.