مأزق إسرائيل الذي يقودها للهاوية
الأربعاء / 20 / جمادى الآخرة / 1445 هـ - 23:39 - الأربعاء 3 يناير 2024 23:39
يبدو أن الضغط السياسي والشعبي الذي يواجهه رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتانياهو بعد قرابة ثلاثة أشهر على بدء حرب الإبادة التي يشنها جيشه المحتل ضد قطاع غزة قد أفقده الحس الاستراتيجي -إن كان موجودا أصلا- في تعامله مع مشهد الحرب.. وهذا ما يمكن فهمه من إقدام الكيان الصهيوني على اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وذلك في الضاحية الجنوبية وسط معقل حزب الله إضافة إلى اثنين من معاونيه هما سمير فندي وعزام الأقرع. والعاروري من الشخصيات المهمة جدا في حركة حماس وينظر إليه باعتباره عقلية سياسية واستراتيجية في التخطيط لعمليات الحركة بما في ذلك عملية طوفان الأقصى، وإذا كانت شخصية مهمة لحماس فهو أيضا شخصية مهمة لحزب الله.
ووجود الرجل في ضيافة وحماية حزب الله منذ سنوات يجعل الإقدام على اغتياله في هذا التوقيت خطأ استراتيجيا وحماقة ارتكبها الكيان الصهيوني في وقت كان يسعى فيه الكيان والغرب وخاصة أمريكا لتحييد حزب الله حتى لا يدخل في الحرب بشكل مباشر.
وسبق لتقارير إسرائيلية القول إن نتانياهو أمر جهاز الموساد بتنفيذ عمليات اغتيال لقادة حركة حماس في كل من لبنان وتركيا وقطر، والمؤكد أن شخصية مثل شخصة صالح العاروري كانت من بين تلك الشخصيات نظرا للمكانة التي يتمتع بها الرجل في الحركة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن لماذا هذا الاغتيال إن كان خطأ استراتيجيا ويمكن أن يمدد الحرب بشكل مفتوح إلى الجبهة الشمالية في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغطا غربيا لوقف الحرب أو لتغيير مسارها؟!
يواجه الكيان الإسرائيلي بشكل عام ورئيس الوزراء نتانياهو بشكل خاص مأزقا كبيرا بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب لم يحقق فيها الكيان أيا من الأهداف السياسية المعلنة وفي مقدمتها تحرير الرهائن والقضاء على حركة حماس، واحتاج جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من شهرين ونصف ليعلن عن اكتشافه أول نفق في غزة قبل أن تقول حماس إن النفق كان خارج الخدمة في اللحظة التي اكتشفه فيها العدو! أما المحتجزون فلم تستطع إسرائيل المدعومة عسكريا ومخابراتيا من أمريكا وبريطانيا ودول غربية عدة تحرير محتجز واحد على قيد الحياة.
وكشفت هذه الحرب عن ضعف أداء الجيش الإسرائيلي بوصفه جيشا نظاميا يفترض أن تكون له عقيدة وأخلاق الأمر الذي حاول تغطيته بارتكاب مجازر مروعة لا ترتكبها في الغالب الجيوش النظامية التي لها عقائد قتالية، وتحولت استراتيجية قتاله إلى شيء أقرب إلى استراتيجيات المليشيات العقائدية أو المسيرة بالمال، لذلك قام هذا الجيش الذي كان يدعي نتانياهو أنه يخوض حربا حضارية ضد «البرابرة» بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتنظيم عمليات إعدام جماعي ضد الأطفال والنساء وهي جرائم لن ينساها التاريخ أبدا.
وأمام هذا المشهد يبدو أن إسرائيل كانت تبحث عن أي نصر مهما كان وهميا لتهدئة الرأي العام الداخلي في إسرائيل وإقناع أمريكا التي تمارس ضغطا على القيادة الإسرائيلية أنها تحولت إلى مسار جديد في الحرب.
ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت إسرائيل ستكتفي بهذا «النصر» وتبدأ عمليا بالانسحاب من حرب غزة على وقع هذا النصر ضد حماس باغتيال أحد عقول طوفان الأقصى أم أن الجماهير الإسرائيلية ليست معنية الآن إلا بعودة المحتجزين وعودة الحياة الاقتصادية في إسرائيل التي أرهقتها الحرب.
لكن في مقابل ذلك هل سيمر هذا الاغتيال دون عواقب جديدة تأتي من حزب الله وربما من إيران التي تعرضت أمس لعملية تفجير في مدينة كرمان بالقرب من قبر قاسم سليماني حيث كانت المدينة تحيي ذكرى اغتياله قبل أربع سنوات؟!
إن المأزق الإسرائيلي كبير جدا وهذه الحماقات التي ترتكب من شأنها أن توسع مساحة الحرب وتطيل أمدها وهذا يبشر بنصر أكبر للمقاومة على الكيان الصهيوني ويسهم في انهياره داخليا والأهم تداعي منطقه أمام العالم الحر.
ووجود الرجل في ضيافة وحماية حزب الله منذ سنوات يجعل الإقدام على اغتياله في هذا التوقيت خطأ استراتيجيا وحماقة ارتكبها الكيان الصهيوني في وقت كان يسعى فيه الكيان والغرب وخاصة أمريكا لتحييد حزب الله حتى لا يدخل في الحرب بشكل مباشر.
وسبق لتقارير إسرائيلية القول إن نتانياهو أمر جهاز الموساد بتنفيذ عمليات اغتيال لقادة حركة حماس في كل من لبنان وتركيا وقطر، والمؤكد أن شخصية مثل شخصة صالح العاروري كانت من بين تلك الشخصيات نظرا للمكانة التي يتمتع بها الرجل في الحركة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن لماذا هذا الاغتيال إن كان خطأ استراتيجيا ويمكن أن يمدد الحرب بشكل مفتوح إلى الجبهة الشمالية في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغطا غربيا لوقف الحرب أو لتغيير مسارها؟!
يواجه الكيان الإسرائيلي بشكل عام ورئيس الوزراء نتانياهو بشكل خاص مأزقا كبيرا بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب لم يحقق فيها الكيان أيا من الأهداف السياسية المعلنة وفي مقدمتها تحرير الرهائن والقضاء على حركة حماس، واحتاج جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من شهرين ونصف ليعلن عن اكتشافه أول نفق في غزة قبل أن تقول حماس إن النفق كان خارج الخدمة في اللحظة التي اكتشفه فيها العدو! أما المحتجزون فلم تستطع إسرائيل المدعومة عسكريا ومخابراتيا من أمريكا وبريطانيا ودول غربية عدة تحرير محتجز واحد على قيد الحياة.
وكشفت هذه الحرب عن ضعف أداء الجيش الإسرائيلي بوصفه جيشا نظاميا يفترض أن تكون له عقيدة وأخلاق الأمر الذي حاول تغطيته بارتكاب مجازر مروعة لا ترتكبها في الغالب الجيوش النظامية التي لها عقائد قتالية، وتحولت استراتيجية قتاله إلى شيء أقرب إلى استراتيجيات المليشيات العقائدية أو المسيرة بالمال، لذلك قام هذا الجيش الذي كان يدعي نتانياهو أنه يخوض حربا حضارية ضد «البرابرة» بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتنظيم عمليات إعدام جماعي ضد الأطفال والنساء وهي جرائم لن ينساها التاريخ أبدا.
وأمام هذا المشهد يبدو أن إسرائيل كانت تبحث عن أي نصر مهما كان وهميا لتهدئة الرأي العام الداخلي في إسرائيل وإقناع أمريكا التي تمارس ضغطا على القيادة الإسرائيلية أنها تحولت إلى مسار جديد في الحرب.
ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت إسرائيل ستكتفي بهذا «النصر» وتبدأ عمليا بالانسحاب من حرب غزة على وقع هذا النصر ضد حماس باغتيال أحد عقول طوفان الأقصى أم أن الجماهير الإسرائيلية ليست معنية الآن إلا بعودة المحتجزين وعودة الحياة الاقتصادية في إسرائيل التي أرهقتها الحرب.
لكن في مقابل ذلك هل سيمر هذا الاغتيال دون عواقب جديدة تأتي من حزب الله وربما من إيران التي تعرضت أمس لعملية تفجير في مدينة كرمان بالقرب من قبر قاسم سليماني حيث كانت المدينة تحيي ذكرى اغتياله قبل أربع سنوات؟!
إن المأزق الإسرائيلي كبير جدا وهذه الحماقات التي ترتكب من شأنها أن توسع مساحة الحرب وتطيل أمدها وهذا يبشر بنصر أكبر للمقاومة على الكيان الصهيوني ويسهم في انهياره داخليا والأهم تداعي منطقه أمام العالم الحر.