رأي عُمان

الإدارة المحلية.. خطوات نحو أهداف أكبر

 
تواصل سلطنة عمان العمل بشكل ممنهج إلى تطبيق استراتيجية «اللامركزية» في إدارة المحافظات عبر الاشتغال على كل الأدوات الممكنة لتطبيق الإستراتيجية، فإضافة إلى استمرار التأكيدات الصادرة من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على المضي قدما في التحول إلى نمط الإدارة اللامركزية وتهيئة المجتمع المحلي لهذا النوع من الإدارة الذي يتشارك فيه الجميع لما فيه المصلحة العامة تنظم عُمان سلسلة من الندوات والمؤتمرات التي تناقش على مستوى عالٍ من الطرح آليات العمل في إطار اللامركزية الإدارية. ومن بين أهم أدوات تطبيق اللامركزية تأتي المجالس البلدية في مقدمة تلك الأدوات التي يمكن عبرها العمل في نمط اللامركزية.

وأمس افتتح صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب ندوة المجالس البلدية ٢٠٢٣، كما دشن سموه تطبيق «تنمية» الذي يعتبر حلقة وصل بين المجتمع وبين المجالس البلدية، حيث يتم عبره تبادل الأفكار والمقترحات والرؤى بين المواطنين وبين المجالس البلدية ليتحقق أحد أهداف المشاركة المجتمعية في إدارة المحافظات في إطار من الشفافية وتعدد الأفكار .

إن موضوع الإدارة المحلية أحد المشاريع التي تشغل القيادة العليا في سلطنة عُمان باعتبارها نمطا متقدما من الإدارة يتجاوز البيروقراطية الإدارية لكنه أيضا يشارك أفراد المجتمع في بناء التصورات سواء عبر المجالس البلدية المنتخبة أو عبر التشارك في طرح أفكار مبتكرة خاصة من جهة الشباب الذين يحملون الكثير من الطاقات والأفكار الجديدة التي تتناسب مع متطلبات المرحلة، كما أن هذا الأسلوب من الإدارة يشعر الجميع بالمسؤولية التشاركية سواء في طرح الأفكار أو في تحمل النتائج والعمل الجاد على إنجاحها.

لا شك أن الأمر ليس بتلك السهولة لكن مع توفر الإرادة السياسية وتمكين الأدوات يمكن أن تصل سلطنة عمان في القريب العاجل إلى نتائج مهمة ليس أقلها إحداث تغيير جوهري في المجتمعات لتكون أكثر فاعلية في إدارة محافظاتها وبيئتها المحلية وإذكاء روح التنافس بين مختلف المحافظات من أجل الظهور بالمظهر المتميز وجني النتائج التي تنعكس على حياة الناس اليومية.