المحافظات

الأشخرة.. وجهة سياحية تفتقر للخدمات!

تشهد توافدا سياحيا وتحتاج للتطوير

 
تشهد نيابة الأشخرة التابعة لولاية جعلان بني بو علي توافدا كبيرا من الزائرين من داخل سلطنة عمان وخارجها على مدار العام للاستمتاع بالأجواء اللطيفة المعتدلة والباردة التي تتمتع بها الأشخرة، خاصة في فصل الصيف، حيث تتأثر بالرياح الموسمية الخريفية فتؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون ٢٥ درجة مئوية، ومع عوامل الطقس الجذابة للأشخرة إلا أنه ما زالت بحاجة لمزيد من التطوير والتنمية واستحداث عوامل أخرى مساعدة لجذب المزيد من الزائرين وتلبية رغباتهم السياحية، لتكتمل الرحلة لهذه النيابة الجميلة، التي عبر خلالها المتحدثون لـ«عمان» عن أهم المطالبات والخدمات التي يجب أن تنفذ في الأشخرة والتي تسهم في تشجيع السياحة الداخلية في ربوع عمان الجميلة.

بداية، يتحدث سعادة الشيخ محمد بن حميد الغابشي والي جعلان بني بو علي قائلا: تعد نيابة الأشخرة التابعة لولاية جعلان بني بوعلي إحدى الوجهات السياحية المتميزة بسلطنة عمان بفضل ما تتمتع به من اعتدال مناخها طوال العام وتأثرها بالرياح الموسمية صيفا، ويشكل موقعها المطل على بحر العرب عامل مهما للجذب السياحي، كما أن امتداد سواحلها يعد فرصة للتخييم والاستجمام والاستمتاع بالهواء العليل، ويتوفر بالنيابة العديد من الخدمات التي تخدم أهلها وقاصديها وزوارها، مضيفا: وقد حفلت النيابة بالكثير من المشاريع ومظاهر التنمية، فمع امتهان أهلها صيد الأسماك جاء إنشاء ميناء الصيد البحري بها كواحد من المشاريع المهمة في قطاع الثروة السمكية لخدمة شريحة كبيرة من الصيادين، حيث زود الميناء بمرسى ثابت لخدمة قوارب الصيد وكاسرات للأمواج إلى جانب الخدمات الأخرى، فضلا عن ذلك، نجد في قطاع التعليم أن 6 مدارس حكومية تقدم خدماتها لطلاب النيابة البالغ عددهم 4439 طالبا وطالبة.

ويضيف سعادته: أما في القطاع الصحي فإن مركز الأشخرة الصحي يقدم العديد من الخدمات الصحية من خلال العيادة العامة وقسم الأشعة والتحاليل المختبرية وصالة الولادة وعلاجات الأسنان، وتأكيدا لأهميتها فقد جاء افتتاح مركز الشرطة بالنيابة لتقديم الخدمات الأمنية والمرورية المختلفة للمجتمع، بالإضافة إلى ذلك فإن النيابة تشهد نشاطا تجاريا طيبا مع وجود العديد من المحلات والمطاعم وغيرها، ومؤخرا تم الانتهاء من تأهيل طريق السوق التجاري بمسافة تتجاوز كيلومترا واحدا متضمنا منظومة لتصريف المياه.

أما في القطاع السياحي، فقال سعادته: إن النيابة تعد الوجهة المفضلة للكثير من الأسر والسياح لزيارتها، حيث تتوفر أكثر من 14 منشأة فندقية تتنوع بين الشقق والفنادق والمخيمات وبيوت الضيافة فضلا عن الاستراحات المتعددة، ومنها ما هو قيد التنفيذ، وفي هذا السياق فقد تم الانتهاء من التصاميم المتعلقة بمشروع الواجهة البحرية بالأشخرة الذي سيكون إضافة مهمة للنيابة كمشروع سياحي رائد وما سيتضمنه من مكونات عديدة كساحة للفعاليات ومظلات شاطئية ومناطق لألعاب الأطفال وممرات للمشاة والدراجات وخدمات المطاعم والمقاهي وأعمال التشجير، ومن المؤمل أن تبدأ الأعمال التنفيذية للمشروع خلال الفترة القادمة.

أهمية تاريخية

ويقول عبدالله بن ناصر الجعفري: نيابة الأشخرة لها أهمية تاريخية كميناء طبيعي قديم يحمي السفن من مخاطر الرياح والأمواج العاتية وتنزل فيه الواردات من السلع من شرق إفريقيا والهند والخليج وتصدر منه السلع لتلك البلدان كتبادل تجاري اقتصادي، حيث كانت ترسو في ميناء الأشخرة قديما سفن كثيرة مثل البوم والبدن والسنبوق والهوري وغيرها، أما من الناحية السياحية فتعتبر نيابة الأشخرة ذات جو بارد في فصل الصيف ومعتدل بقية الفصول، لذا ترى توافد الزوار من الداخل والخارج على النيابة طلبا للأجواء الباردة، حيث الرذاذ والضباب وزحمة مرتادي المدينة على الشاطئ الجميل والرمال الذهبية الناعمة.

ويضيف الجعفري: ملتقى الأشخرة الأول كان خير برهان على أهمية الأشخرة سياحيا حيث تعدى عدد الزوار للملتقى في يوم واحد أكثر من 70 ألف زائر وهذا يدل على مكانة الأشخرة سياحيا في جدول سفر السياحة الداخلية.

الجانب الإعلامي

ومن أهم الاحتياجات لنيابة الأشخرة من الجانب السياحي يضيف الجعفري: النيابة تحتاج لمزيد من الاهتمام من الجانب الإعلامي لترويج الأشخرة عربيا وعالميا، كما تتطلب تعدد الملتقيات الشتوية والصيفية سنويا مع توسعة الحديقة وإنشاء مسرح متخصص خارج الحديقة يلبي الطموح وزيادة الألعاب الكهربائية في الحديقة وفي متنزه الأشخرة الشمالي وزيادة دورات المياه العامة على الخط الساحلي، أما الاحتياجات الرئيسية، فإن النيابة بحاجة لتنفيذ الواجهة السياحية في أقرب وقت بعد أن طال انتظارها وتأخرت كثيرا، وأيضا صيانة الطرق الداخلية القديمة وزيادة رقعة الطرق المعبدة وخاصة في المخططات الجديدة، وتحتاج النيابة لمستشفى يضم تخصصات متنوعة يخدم الكثافة السكانية الكبيرة للنيابة والقرى التابعة لها، كما لا نغفل عن أهمية عمل صرف صحي يتلاءم والوضع الحالي للتأثيرات، مع ضرورة توسعة ميناء الأشخرة، وإيصال الطريق المزدوج من ولاية الكامل والوافي إلى نيابة الأشخرة المرتبط بمحافظتي الوسطى وظفار، مع أهمية إنشاء طريق خارجي للشاحنات ليكون بعيدا عن زحمة السوق التجاري الداخلي.

ويضيف الجعفري كان هناك دور للمسؤولين في الجانب الحكومي لإظهار النيابة بالوجه المرضي وفق الإمكانات المتاحة وقد كان لتنفيذهم لملتقى الأشخرة الصيفي الأول صدى كبيرا، ومن هنا نقدم شكرنا لسعادة الدكتور يحيى المعولي محافظ جنوب الشرقية على اهتمامه الشخصي بملتقى الأشخرة الأول ونتمنى أن تتوالى الملتقيات في الأشخرة، وكان لسعادة الشيخ محمد بن حميد الغابشي والي جعلان بني بو علي دور رائع في رئاسة اللجنة المنظمة، ودوره الفعال مع الشباب في خدمة مرتادي الملتقى، وكذلك نشكر مدير عام ومديري البلديات بمحافظة جنوب الشرقية على جهودهم المبذولة خلال ملتقى الأشخره، أما شباب فريق الأشخرة التطوعي فهؤلاء كانوا فرسان الملتقى، تراهم في كل مكان لخدمة الزوار من تقديم التوعية وتنظيم حركة السير وتنظيم الأطفال عند الألعاب الإلكترونية والكهربائية وغيرها.

المزيد من الخدمات

ويقول محمد بن خميس الجعفري: يتهافت السياح إلى الأشخرة من كل حدب وصوب هروبا من حرارة الصيف اللاسعة خاصة في شهر يوليو للاستمتاع بجوها البارد، ولكن للأسف ما زالت الأشخرة تحتاج إلى كثير من الخدمات كالواجهة البحرية التي طال انتظارها ومظلات بطراز حديث ودورات مياه متعددة وطرق داخلية وحدائق ومتنزهات، وتطوير وتأهيل ميناء الصيد البحري وإنشاء سوق أسماك متكامل وتشجير على الشاطئ وممشى صحي، إذ إن توفير هذه الخدمات يجعل نيابة الأشخرة من أفضل الوجهات السياحية على مستوى الخليج خاصة أنها ترتبط بطريق مباشر إلى محافظتي الوسطى وظفار وتخدم الجانب الاقتصادي لسلطنة عمان.

إنشاء مراكز

ويقول حمد بن سلطان بن سعيد السنيدي: نيابة الأشخرة من أبرز الوجهات السياحية خلال فصل الصيف، وذلك لجمال موقعها الجغرافي، حيث تمتاز بالسواحل الجميلة الممتدة والجو المغيم طيلة اليوم وانخفاض درجة الحرارة، الأمر الذي أدى إلى انتعاش النشاط الاقتصادي في الأشخرة وخاصة المتجهين إلى جهة الجنوب سواء محافظة الوسطى أو جزيرة مصيرة، ومع ذلك فإن الاهتمام بهذه النيابة لم يترجم بشكل كافٍ على الواقع، ولا يزال هناك الكثير من العمل، وما شهدناه أثناء إقامة ملتقى أجواء الأشخرة الصيفي، كان شيئا مميزا بجميع فعالياته، وهذا دليل على استجابة السائحين للترويج للملتقى، ولكن نرجو توسيع مساحة المكان المخصص له مع المطالبة بتنفيذ خدمات ومشاريع متعددة تسهم في راحة الزوار كإنشاء واجهة بحرية متكاملة من الاستراحات الراقية ودورات المياه ومطاعم ومقاه وألعاب للأطفال، ويضيف السنيدي: إذا أردنا سياحة حقيقية فنيابة الأشخرة تحتاج إلى تطوير من الناحية السياحية والاقتصادية والرياضية، حيث من الضروري أن تتوفر فيها مراكز تجارية كبيرة، وكذلك تحتاج إلى مركز رياضي متكامل يحتضن جميع الألعاب الرياضية وخاصة الألعاب الشعبية ومضمار لسباق الهجن والخيل.