عمان اليوم

مشروع المسرح الوطني.. ثراء للحركة الفنية

ضمن 3 مبان رئيسية لمجمع عمان الثقافي

 
د.شبير العجمي:

16456 مترا مربعا تقريبا المساحة الإجمالية لمبنى المسرح الوطني -

المسرح مجهز بأحدث تقنيات الإضاءة والصوت وتقنيات تحريك الخشبة -

1000 مقعد الطاقة الاستيعابية للمسرح -

يتضمن المشروع مسرحا آخر صغير المساحة للعروض التجريبية -

مساحة خاصة للتدريبات تضاهي مساحة المسرح الرئيسية -

المشروع سيتبنى ترجمة نتاج المسرح العماني إلى لغات مختلفة -

ما إن أعلن مجلس المناقصات في الثالث عشر من سبتمبر الماضي عن إسناد تصميم وإنشاء مبنى مجمع عُمان الثقافي، حتى استبشر الوسط الثقافي بشكل خاص والمجتمع عموما خيرا، فمجمع عمان الثقافي حلم طال انتظاره بما يشمله من 3 مبان رئيسية، المسرح الوطني، والمكتبة الوطنية، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، إضافة إلى 8 مبان لمرافق المجمع، وذلك بقيمة إجمالية تبلغ 147 مليونًا و800 ألف ريال عُماني، ولكل مبنى من المباني الثلاثة الرئيسية تفاصيل عديدة ينتظر المهتمون تفاصيلها، وفي هذه الأسطر نفرد حديثا عن جانب واحد من جوانب عديدة، وهو المسرح الوطني في محاولة للاقتراب من ملامحه المرتقبة، وقد قربنا من صورة بانورامية لهذا الصرح الدكتور شبير بن عبدالرحيم العجمي المشرف على مشروع المسرح الوطني.

المواصفات الفنية

بداية حدثنا الدكتور شبير العجمي عن الخطط الأولية لتفاصيل المسرح الوطني الذي انتظره المسرحيون طويلا، من ناحية المساحة والطاقة الاستيعابية والتجهيزات الفنية، حيث قال: «مشروع المسرح الوطني يلبي طموح الفنان المسرحي العماني، حيث تبلغ المساحة الإجمالية لمبنى المسرح ما يزيد عن 16456 مترا مربعا، المبنى عبارة عن مسرح رئيسي مجهز بأحدث التقنيات الفنية من ناحية الإضاءة وأجهزة الصوت والشاشات الحديثة وتقنيات تحريك الخشبة، ويصل عدد مقاعد الجمهور إلى 1000 مقعد بثلاثة مستويات، والمسرح به كواليس عملية مجهزة بكل التجهيزات المطلوبة في أي مسرح احترافي من غرف الفنانين وقاعات الانتظار والتدريب وكذلك توجد ورش الديكور والتقنيات ومخازن للمعدات الفنية والتقنية والأزياء والاكسسوارات، كما أن خشبة المسرح بها مكان خاص للأوركسترا يمكن التحكم به هيدروليكيا».

وتابع الدكتور شبير: «إضافة إلى ذلك، بالمبنى مسرح آخر صغير المساحة للعروض المسرحية التجريبية، مجهزة بكواليس مناسبة لمساحة المسرح وبتقنيات فنية وتقنية عالية وبمقاعد للجمهور يمكن التحكم بها من ناحية العدد أو إلغائها تماما، وكذلك في المسرح قاعة تدريب خاصة للممثلين وهذه القاعة مساحتها توازي مساحة خشبة المسرح الرئيسية ليتمكن الفنان من عمل التدريبات الخاصة بالعرض في هذه القاعة قبل الانتقال للمسرح الرئيسي، وأيضا هناك قاعة أخرى خاصة بالعروض السينمائية مجهزة بأحدث تقنيات عروض الأفلام وتتسع لـ 250 مشاهدا».

دور مؤثر

كما حدثنا عن رأيه حول ما سيضيفه إنشاء المسرح الوطني لفئات المجتمع كافة، إذ قال: «بطبيعة الحال هناك أهمية كبيرة لإنشاء قاعات العروض المسرحية بشكل عام، وذلك للدور الهادف والمؤثر الذي يملكه المسرح في تنمية الوعي الفني والثقافي لأفراد المجتمع، فاﻟﻤﺴﺭﺡ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺍﻷﺩائية التي ﺘﻌﺘﻤﺩ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻓﻬﻭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﺭﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ الفنية، كما ﻴﻌﺩ وسيلة ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ثقافية وترفيهية ﺘﻬﻡ جميع ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ الاﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وعليه فإن بإمكان الفنانين المسرحين أن يساهموا في إثراء الحركة الفنية في سلطنة عمان ويعملوا على جذب السياح وتنشيط الحركة السياحية بإقامة العروض المسرحية المحلية، وتقديم عروض الأطفال ويمكن تقديم هذه الأعمال سواء بتنفيذ أعمال للفرق المسرحية الأهلية أو استضافة عروض من الخارج، كذلك لهذا المسرح دور كبير في تنشيط الحركة الموسيقية باستضافة الفرق الموسيقية، وإقامة الحفلات الغنائية المختلفة، ويمكن تنظيم المهرجانات الفنية المسرحية، السينمائية، الموسيقية».

زيارات استطلاعية

وحول المراحل التي ستتم قبل الشروع في بناء المسرح، وما هي الجهات التي تم التعاون معها في هذا الشأن، أوضح العجمي: «المسرح الوطني صمم بأعلى المعايير الفنية وبهندسة عصرية تواكب التطور والتقدم في بناء المسارح، وقد مر المشروع بمراحل مختلفة ومنها قام الفريق المشرف على المشروع بعمل زيارات ميدانية لدول مختلفة (عربية وأجنبية) للاطلاع على تجاربهم في إنشاء دور العرض وكذلك للاطلاع على الإيجابيات والسلبيات التي واجهوها في التشغيل حتى يتم تفاديها أثناء تنفيذ المشروع والاستفادة من الإيجابيات الموجودة في هذه المسارح وتفعيلها وتطويرها في المشروع».

وتابع: «لذلك سيكون المسرح الوطني مهيئا كما أسلفت لمختلف الأعمال الفنية منها العروض المسرحية الدرامية والعروض الاحتفالية والاستعراضية والحفلات الغنائية وكذلك لعروض الأفلام السينمائية، ففي المسرح الرئيسي شاشة عرض كبيرة تصلح لعروض الأفلام بجودة عالية».

المسرحي العماني

وعن نصيب المسرحي العماني من هذا المشروع قال الدكتور شبير: «هذا المسرح سيكون للفنان المسرحي العماني بالدرجة الأولى، وجاء التخطيط لإنشاء هذا المشروع تلبية لحاجة المسرحيين العمانيين وإيجاد مساحة خاصة يستطيع الفنان أن يقدم عمله المسرحي بصورة إبداعية بتوفير البيئة المناسبة لهذا الإبداع الفني، وليس للمسرحيين فحسب، بل إنه من المؤمل أن يكون للمسرح الوطني الدور الأساسي في تبني إنتاج العروض المسرحية والسينمائية، وكذلك الاهتمام في تنمية قدرات الفنانين المسرحيين والسينمائيين والمشتغلين بالعمل الدرامي بشكل خاص، وذلك بإنشاء مركز تدريب للعمل المسرحي والسينمائي ويكون تحت إشراف إدارة المسرح الوطني، وكذلك الاهتمام بترجمة نتاج المسرح العماني إلى لغات مختلفة وكذلك رصد التجارب العالمية وترجمتها إلى اللغة العربية، وإعداد الدراسات والبحوث المختصة بمجال المسرح والسينما وتنظيم المؤتمرات والندوات المتعلقة باختصاصات المسرح الوطني».

واختتم الدكتور شبير العجمي حديثه لـ«عمان» قائلا: «هذا المشروع الرائد يعد مكرمة غالية وثمينة من لدن مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لأبنائه الفنانين المسرحيين والسينمائيين وهو حلم طال انتظاره، حيث يولي جلالة السلطان اهتماما بالغا بالفنون إيمانا منه بدورها في بناء الحضارة العمانية الحديثة ووضع اسم سلطنة عمان في خارطة الفنون العالمية والارتقاء بالكفاءات الفنية العمانية».