المحافظات

التعليم المهني والتقني.. مسارات جديدة تقود دفة المستقبل

يبدأ تطبيقه في 4 مدارس بمسقط وشمال الباطنة

 
يفتح التعليم المهني والتقني مع بدء تطبيقه في سلطنة عمان مسارات جديدة لكوادر تقود دفة المستقبل، حيث بدأت 4 مدارس بمحافظتي مسقط وشمال الباطنة الخطوات الأولى لبدء التعليم المهني والتقني ضمن منهاج العام الدراسي الحالي (2023 - 2024) في نسخة تجريبية، تستهدف 200 طالب وطالبة بالصف العاشر.

وقد بدأت مدرسة حفص بن راشد للبنين، ومدرسة نسيبة بنت كعب للبنات، ومدرسة حليمة السعدية للبنات، ومدرسة كعب بن برشة للبنين، المطبقة للنظام الجديد، الخطوات الأولى لتطبيق التعليم المهني والتقني منذ الفصل الدراسي الثاني في العام الماضي، عبر عقد عدد من الاجتماعات التحضيرية بين وزارة التربية والتعليم وإدارات المدارس والشركاء بالكلية الحديثة، والتي خرجت بتحديد المسارات التي على ضوئها طُبّق المشروع الجديد، وتحديد الطلبة لكل تخصص ومجال.

تحديد واختيار المدارس

وقالت سلوى بنت حمد بن سيف المعمرية مديرة مدرسة نسيبة بنت كعب بولاية السيب المطبقة لنظام التعليم المهني والتقني: حُدّدت واختيرت المدارس التي سوف تطبق التعليم المهني والتقني بالاتفاق بين المديريات التعليمية بمسقط وشمال الباطنة مع الوزارة، عبر لجنة درست كافة التفاصيل المتعلقة بالاختيار، مع مراعاة العديد من الظروف بينها الكثافة السكانية وقرب المدارس من المؤسسات التجارية والصناعية والتعليمية.

وأشارت المعمرية إلى أن الاستعداد لتطبيق نظام التعليم المهني والتقني بدأ منذ الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الماضي 2022/ 2023م، حيث خرجت سلسلة من الاجتماعات التي عقدت بين إدارات المدارس والوزارة والشركاء من القطاع الخاص بوضع الأسس التي سيتم بناء عليها تحديد المهارات المطلوبة لاختيار الطلبة والمناهج الخاصة بالدراسة في النظام الجديد، حيث أُجريت اختبارات في اللغة الإنجليزية مقدمة من (الكلية الحديثة)، لطلبة الصف العاشر في العام الدراسي الماضي، والذين انتقلوا هذا العام للصف الحادي عشر، ومن اجتاز اختبار اللغة الإنجليزية منهم أُلحق في الصيف الماضي بدورات في تقوية اللغة الإنجليزية بالتعاون مع الكلية الحديثة، لتهيئته للانخراط في التعليم التقني والمهني مع بداية العام الجاري.

4 مواد أساسية

وبينت مديرة مدرسة نسيبة بنت كعب أن المدارس المطبقة للنظام الجديد بمسقط وشمال الباطنة بدأت مع بداية العام الدراسي الحالي بتطبيق التعليم المهني والتقني عبر تخصيص شعبتين في كل مدرسة، واحدة لمسار التعليم المهني وأخرى للتعليم التقني، حيث يدرس الطلبة في المسارين 4 مواد أساسية من نظام التعليم العام، وهي (التربية الإسلامية واللغة العربية والدراسات الاجتماعية والرياضيات)، بواقع 3 حصص للمواد الأساسية و5 حصص لمسارات اللغة الإنجليزية بطريقة مكثفة تستهدف رفع مستواهم في اللغة الإنجليزية التي تتطلبها التخصصات التقنية والمهنية، وتضع لهم قواعد اللغة الإنجليزية التي سوف تسهّل عليهم مسيرتهم التعليمية بمؤسسات التعليم العالي مستقبلا.

وأوضحت أن لدى مدرسة نسيبة بنت كعب 60 طالبة يدرسن في التعليم المهني والتقني في مجال إدارة الأعمال وتقنية المعلومات، بواقع 30 طالبة لكل مجال حيث خُصصت شعبتان في المدرسة لكل مجال، حيث يتلقين يوميا حصصا بالمواد الأساسية من معلمات في المدرسة فيما تقدم الحصص الدراسية للمواد التقنية والمهنية من متخصصين في الكلية الحديثة.

وأشارت سلوى المعمرية إلى أن الخطط والبرامج والمناهج اكتملت مع بدء الطلبة تطبيق النظام الجديد في التعليم، حيث جُهّزت المناهج من قبل الكلية الحديثة ووُزّعت أجهزة حاسوب خاصة لكل طالبة، إضافة إلى تهيئة الفصول الدراسية بما يتناسب وطريقة التعليم من كافة النواحي التي يُستخدم فيها غالبا أجهرة الحاسوب الصفي، وقد روعي في الفصلين مستويات الإضاءة التي تتناسب مع اللوحة الصفية والحواسيب الموجودة في قاعة الصف.

وأكدت سلوى المعمرية أن الطلبة وأولياء أمورهم وإدارة المدرسة والمسؤولين من الكلية الحديثة عازمون على تحقيق نتائج إيجابية من هذه التجربة، وإثبات النجاح في تطبيق نظام التعليم المهني والتقني بالمدارس، وأعربت عن أملها في أن يتواصل التعاون لتحقيق النتائج المرجوة من هذا النظام الجديد، الذي يسعى إلى تحقيق أهداف وطنية كبيرة تستهدف التقنية والمهنية وفتح مسارات تعليمية جديدة تتواكب مع متطلبات المستقبل.

من جانبها قالت الدكتورة نعيمة بنت حميد العلوية مديرة مدرسة صحم: نفذ هذا البرنامج خلال هذا العام الدراسي 2023 /2024 في أربع مدارس بالسلطنة وهي: مدرسة كعب بن برشة للذكور بولاية صحم، ومدرسة حليمة السعدية بولاية السويق في محافظة شمال الباطنة ومدرستي حفص بن راشد للذكور ومدرسة نسيبة بنت كعب للإناث في محافظة مسقط، ويعدّ هذا المسار المهني والتقني فرصة للطالب لاختيار أحد التخصصات المطروحة وهي إدارة الأعمال وتقنية المعلومات وسيدرس الطالب المواد المتعلقة بالتخصص لمدة عامين دراسيين هما الصف الحادي عشر والثاني عشر، حيث يدرس الطالب المواد الأساسية وهي (التربية الإسلامية /اللغة العربية الرياضيات الأساسية /الدراسات الاجتماعية)، ويتم تقويمها بالنظام نفسه المعمول به في المدارس الحكومية بالإضافة إلى دراسة اللغة الإنجليزية التخصصية بما يتناسب مع نظام BTEC، كذاك سيدرس الطالب المواد التخصصية المقررة لكل عام دراسي في نظام BTEC وتكون الدراسة باللغة الإنجليزية ولا يوجد اختبارات ختامية في المواد التخصصية وإنما أنشطة ومشروعات مختلفة.

وتابعت حديثها، سيحصل كل طالب على جهاز حاسوب خاص به لإتمام كل أعماله ومشروعاته وإنجازاته، أما إقبال الطلبة للدخول في البرنامج فقد كان فيه نوع من التردد والخوف، لكن بعد التوضيح والتحفيز المستمر لماهية هذا البرنامج زاد عدد الطلبة الراغبين بالدخول والانخراط في هذا البرنامج ‏(التعليم التقني والمهني BTEC)

وتابعت حديثها: في نهاية الصف الثاني عشر تعادل درجات الطالب حسب النظام المعمول به في القبول الموحد ويحق له التنافس على البرامج المطروحة (غير العلمية).

وبينت أن الطالب يحصل بعد إتمام الصف الثاني عشر بنظام BTEC على شهادتين: الأولى شهادة الدبلوم العام للتعليم المهني والتقني و الشهادة الدولية BTEC المعترف بها من شركة بيرسون الدولية، وبعد إنهاء مرحلة الدبلوم العام يمكن للطالب الالتحاق بدراسة البكالوريوس بمؤسسات التعليم العالي في تخصصات: (إدارة الأعمال - التسويق - الإدارة البشرية - إدارة الشؤون المالية - الإدارة الدولية - إدارة البيع بالتجزئة).

وقال خميس بن سالم الحسني: لدي ابن في مدرسة حفص بن راشد وهو متحمس للدخول في مجال التعليم التقني والمهني، حيث يجد أن هذا التخصص يلبي رغباته وشغفه بالمجالات التقنية والمهنية. وأضاف: عندما وجدت ابني يرغب بالدخول في هذه النظام التعليمي شجعناه في محيط الأسرة، على أن يدخل للدراسة في هذا النظام، ويستفيد من تعلقه بالتقنية في التفوق الدراسي بهذه المجالات.

وأشار الحسني إلى أن التوجه العالمي والمحلي يشهد طلبا على التخصصات المهنية والتقنية، (ودخول ابني للتعليم الجديد سيفتح له آفاقا جديدة تتوافق مع هوايته ميوله.)

وأكد خميس الحسني على أن تدريس المجالات التقنية والمهنية فتح المجال أمام الطلبة الذين لديهم شغف بهذه التخصصات، موضحا أن مستويات الطلبة وميولهم تختلف، ولذلك فإن هذه التخصصات سوف تسهم في إيجاد مسارات تعليمية جديدة تواكب التطور والطلب على هذه المهارات والكوادر في سوق العمل المهني والتقني.

من جانبه قال راشد بن حمد الصوافي: أشجع ابني على الدخول في هذا التخصص من خلال ما ألمسه فيه من ميل للتعامل مع الأدوات الإلكترونية والتقنية وغيرها من الجوانب المهنية التي يمارسها في بعض الأحيان بمحيط الأسرة، موضحا أن قدرات الطلبة تختلف بين شخص وآخر، وليس كل الطلبة لديهم قدرة على الانخراط بالمواد العلمية أو الإنسانية، لذلك فإن وجود تخصص مهني وتقني يفسح المجال لفئات الطلبة الذين لديهم قدرات في المجالات المهنية والقنية.

وأكد راشد الصوافي أن المستقبل الآن هو في هذه التخصصات سواء على المستوى المحلي أوالعالمي، وعندما يهيأ الطالب منذ المرحلة الدراسية بالمدارس لتعلم الأسس والمبادئ وتأسيس قاعدة علمية قوية فإن ذلك يُسهم في دخوله للتخصصات القادمة بمؤسسات التعليم العالي وهو مستعد تماما من كافة الجوانب ليكون قادرا على التأقلم سريعا مع التخصصات.