الصهيونية ومواجهتها
الأربعاء / 16 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 21:12 - الأربعاء 1 نوفمبر 2023 21:12
لا أزعم أنني أتحدث في هذه المقالة عن معلومات سرية لا يعرفها أحد، أو سأكشف ما ظل مخبأً حبيس الردهات المغلقة؛ بل سأحاول جاهدا وضع المرهم على الجرح واليد على أدوات التمكين التي نملكها كعرب بانتماءاتنا الدينية والفكرية المتنوعة وما ينبغي مراجعته في اعتقادي. إذ إن معرفة ما نملكه وكيفية استعماله أكثر أهمية مما نفقده ونتخيل أنه بقدر أهمية ما نملك حقا..
يجب أن نذكر أنفسنا دوما بالفرق بين اليهودية والصهيونية، وبين الديانة اليهودية من حيث كونها ديانة سماوية، وبين الصهيونية من حيث كونها عقيدة سياسية تتبنى ادعاء انضوائها تحت الدين اليهودي وهو منها براء. فالمسميات في مواجهة العدو وتفكيكه جزء كبير وأوَّليٌّ في فهمه والبناء على ذلك الوعي والفهم في مواجهته. إن المثقف اليوم في موقف لا وجود للمنطقة الرمادية فيه، فإما أن ينافح بصدق عن المظلومين في بقاع الأرض باختلاف انتماءاتهم وطوائفهم وأعراقهم، أو ستجرفه مزبلة التاريخ ولن ينال من الأماني الزائفة سوى قصور بنيت على قواعد من الرمل لا تلبث شيئا أمام عواصف الزمن واهتزازات العالم المعرفية.
مرت 1445 عاما مذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، ومنذ عهد عثمان بن عفان الذي استنسخ القرآن الكريم حتى هذه اللحظة الحرجة من التاريخ، لم تترجم كتب الديانة اليهودية أو تتم دراستها بشكل جيد ومكثف؛ بل على العكس من ذلك، استمر الجهل المركَّب في تحييد الدارسين لليهودية ونبذهم بأنهم على خطى التطبيع مع العدو الصهيوني! ولذلك الفعل آثار مدمرة وفاعلة تتغلغل في نفوس متوسطي الثقافة فدونها، فحينما يتحدث صهيوني عن حديث نبوي شريف أو آية قرآنية كريمة وينقدهما؛ فإن المتلقي ما لم يملك الأدوات النقدية سينجر خلف هذه الاتهامات والشُّبَه التي يلقيها العدو سواء أدرك ذلك أم لم يدرك، وستظل تلك البذرة الخبيثة باقية مختبئة تترقب النمو في الوقت والمكان المناسبين. ومما لا يخفى على عاقل، بأن الإنسان الحر يتعلم عن عدوه ليعرفه عن قرب ويعرف مكامن ضعفه ومواطن قوته ويستطيع نقد سرديته المشوهة للحقيقة، هذا في حال مواجهته لعدو نبيل يملك جزءا من الصدق؛ أما في مواجهة عدو يمثل كل ما في البشرية من سوء وشر ودناءة، فهذا أكثر وجوبا وأقوى دافعا لدراسته. فالبذور الكاذبة التي يلقيها العدو في الفضاء الرحب، قد تتلقفها أرض لم يعتن أحد بزراعتها، فاحتوت نبتة سامة وسط حقل الزهور، ولا تلبث هذه النبتة في أن تبث سمومها لجاراتها فيصبح الحقل يبابا بعدما كان خصبا بهيا.
أقرأ قصيدة الشاعر المصري أمل دنقل «لا تصالح» بين فينة وأخرى، حتى في الأوقات التي استمرأنا فيها القتلى الفلسطينيين كما قبل السابع من أكتوبر، فالفلسطيني والعراقي والسوري والليبي.. وكل عربي حر نخرت بلده آلة الاستعمار المريضة؛ لا يمثل سوى رقم لدى موته. فالاعتياد على المشهد والمسامحة والرضا بالقليل من الحق -كحل تقسيم الدولتين- والوساطة التي يأتي بها بلد شقيق ليمنح العدو صك الغفران عن قتلاك؛ كلها مذكورة في قصيدة هذا الشاعر المصري العظيم. فكأنما كانت تلك القصيدة نبوءة يتردد صداها للعربي من المحيط إلى الخليج كي يعرف من هو، ويعرف عدوه ويعرف موقفه..
يقول دنقل في مقطع قصيدته «لا تصالحْ! /..ولو منحوك الذهب../.
أتُرى حين أفقأ عينيك/ ثم أثبت جوهرتين مكانهما../ هل ترى..؟ /هي أشياء لا تُشترى». فما فائدة الزمرد والألماس إن استبدلناهما بأعيننا؟ وما فائدة «المساعدات الإنسانية» والمتمثلة في الغذاء بشكل رئيس في علاج المرضى وإنهاء الإبادة التي هي المصيبة الكبرى أصلا! لا يجد الإنسان الحر بدا من تدوين موقفه بصدق اليوم، فهو إن كان مؤمنا فماذا سيقول لله عز وجل حين يقف بين يديه ويسأله عما فعله في مواجهة الظلم والجور؟ وإن كان غير مؤمن، فكيف سينظر إلى نفسه بأنه صادق يناصر المظلومين وهو لم يحرك ساكنا حتى ولو بمقال تنويري أو مقطع توعوي؟ من يقف مع المظلومين، سيقف الناس معه حين يتعرض للظلم هو نفسه -وإن كنت لا أحب هذه الصيغة التي تبدو نفعية في ظاهرها، ولكنها حقيقية أخلاقيا- أما من استمرأ الظلم وتواطأ معه؛ فبأي وجه سيطلب المعونة من جيرانه حين تصطف الذئاب على باب بيته متأهبة لافتراسه؟
إن الموقف المشرف لسلطنة عمان تجاه القضية الفلسطينية العادلة وآلام إخوتنا الفلسطينيين، لهو موقف يدعو للفخر، خصوصا مع السماح للوقفات الاحتجاجية المناصرة للقضية الفلسطينية الحية، وهو انعكاس للفكر الحر القائد للبلاد. يجب أن لا نغفل ونحن على مشارف الشهر مذ بدأت عملية طوفان الأقصى أهمية الإعلام والإعلام المضاد في هذه الفترة الحرجة من التاريخ، وهو ما بينته في مقالات سابقة لهذا المقال. فالإعلام المناصر للقضية الذي يوضح حقيقة ما يحدث في غزة خصوصا وفلسطين عموما فتح عيون كثير من الناس في الغرب خصوصا وهم المغيبون عن الواقع الحقيقي جرَّاء تحكُّم الصهيونية بعدد كبير من أهم القنوات الإعلامية الأكثر شهرة في أمريكا وأوروبا مع استقطابها للمفكرين الذين ينالون شهرة واسعة في تلك البلاد، في المقابل فإن العدو الصهيوني ليس من السذاجة كي يسمح برواية واحدة للحقيقة؛ فنجد أن مواقع التواصل الاجتماعي طافحة بحسابات تبدو في ظاهرها من أهل البلاد العربية أو الإفريقية أو الغربية، ولكنها في الحقيقة جزء من الجيش الإلكتروني للاحتلال الغاشم. ومن الأفكار المنتشرة التي نجحت -للأسف في بثها الدعاية الملمعة للاحتلال- أن اليهود هم الأحق بالأرض وذلك لقدم وجود شعبهم في تلك البقعة الجغرافية من الأرض! وهذه عبارة تحتوي على مغالطتين أصلا. فاليهودية ديانة وليست قومية، أما الثانية وهي الأهم فاليهودية ليست الصهيونية بحال. ومما يؤكد هذه الحقيقة الاحتجاجات التي قام بها اليهود في أمريكا وتعريتهم لكذبة أن إسرائيل دولة لليهود وأنها تمثل اليهودية.
إذا عدنا إلى مسألة دراسة اليهودية وأهميتها، فإن كثيرا من الناس لا يعلمون أن الدعاية الصهيونية فاعلة بشكل جوهري وممنهج في أراضي الاحتلال بأضعاف ما تعمل خارجها بما يخدم المصالح السياسية لمن يقف خلف الاحتلال. فليس جميع المستوطنين على دراية حقيقية بطبيعة الكيان الغاصب الذي استوطنوا فيه، بل إن كثيرا منهم مؤمن بأحقيتهم في الأرض بناء على النصوص التوراتية التي تُجتزأ من سياقها -كما فعلت داعش تماما- بما يخدم البروباغاندا الصهيونية. وانكشف للكثيرين منهم زيف الدعاية السياسية في مقابل الحقيقة على أرض الواقع. من هذا المنطلق بالتحديد وجب مقارعة الدعاية الصهيونية بالكتاب المرجعي الذي يتم استخلاص ما ينفع مصالحها منه، بالكتاب نفسه. وهي تماما كمسألة مقارعة المؤمن للملحد؛ فكيف يُقَارن ملحد علمي -الإلحاد فلسفي وعلمي- بكتاب سماوي كالقرآن الكريم أو الإنجيل أو التوراة بينما هو لا يؤمن بالإله رأسا! من أراد اجتثاث النبات السام من الحقول، فلا بد لقدميه ويديه أن تتلطخا بالوحل، ولا يكفي الدعاء من بعيد في مواجهة الفعل على أرض الواقع. ولنتذكر بأن ما تفعله الصهيونية بالفلسطينيين من تنكيل؛ فعله كرومي بالعمانيين واليمنيين والعرب في ستينيات القرن الماضي في زنجبار. فالمجرمون لا دين ولا أخلاق ولا عِرق لهم، بل هو ثوب يلبسه المجرم كلما أُتيحت له الفرصة ولم يخالفه أو يقف في إجرامه أحد.
يجب أن نذكر أنفسنا دوما بالفرق بين اليهودية والصهيونية، وبين الديانة اليهودية من حيث كونها ديانة سماوية، وبين الصهيونية من حيث كونها عقيدة سياسية تتبنى ادعاء انضوائها تحت الدين اليهودي وهو منها براء. فالمسميات في مواجهة العدو وتفكيكه جزء كبير وأوَّليٌّ في فهمه والبناء على ذلك الوعي والفهم في مواجهته. إن المثقف اليوم في موقف لا وجود للمنطقة الرمادية فيه، فإما أن ينافح بصدق عن المظلومين في بقاع الأرض باختلاف انتماءاتهم وطوائفهم وأعراقهم، أو ستجرفه مزبلة التاريخ ولن ينال من الأماني الزائفة سوى قصور بنيت على قواعد من الرمل لا تلبث شيئا أمام عواصف الزمن واهتزازات العالم المعرفية.
مرت 1445 عاما مذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، ومنذ عهد عثمان بن عفان الذي استنسخ القرآن الكريم حتى هذه اللحظة الحرجة من التاريخ، لم تترجم كتب الديانة اليهودية أو تتم دراستها بشكل جيد ومكثف؛ بل على العكس من ذلك، استمر الجهل المركَّب في تحييد الدارسين لليهودية ونبذهم بأنهم على خطى التطبيع مع العدو الصهيوني! ولذلك الفعل آثار مدمرة وفاعلة تتغلغل في نفوس متوسطي الثقافة فدونها، فحينما يتحدث صهيوني عن حديث نبوي شريف أو آية قرآنية كريمة وينقدهما؛ فإن المتلقي ما لم يملك الأدوات النقدية سينجر خلف هذه الاتهامات والشُّبَه التي يلقيها العدو سواء أدرك ذلك أم لم يدرك، وستظل تلك البذرة الخبيثة باقية مختبئة تترقب النمو في الوقت والمكان المناسبين. ومما لا يخفى على عاقل، بأن الإنسان الحر يتعلم عن عدوه ليعرفه عن قرب ويعرف مكامن ضعفه ومواطن قوته ويستطيع نقد سرديته المشوهة للحقيقة، هذا في حال مواجهته لعدو نبيل يملك جزءا من الصدق؛ أما في مواجهة عدو يمثل كل ما في البشرية من سوء وشر ودناءة، فهذا أكثر وجوبا وأقوى دافعا لدراسته. فالبذور الكاذبة التي يلقيها العدو في الفضاء الرحب، قد تتلقفها أرض لم يعتن أحد بزراعتها، فاحتوت نبتة سامة وسط حقل الزهور، ولا تلبث هذه النبتة في أن تبث سمومها لجاراتها فيصبح الحقل يبابا بعدما كان خصبا بهيا.
أقرأ قصيدة الشاعر المصري أمل دنقل «لا تصالح» بين فينة وأخرى، حتى في الأوقات التي استمرأنا فيها القتلى الفلسطينيين كما قبل السابع من أكتوبر، فالفلسطيني والعراقي والسوري والليبي.. وكل عربي حر نخرت بلده آلة الاستعمار المريضة؛ لا يمثل سوى رقم لدى موته. فالاعتياد على المشهد والمسامحة والرضا بالقليل من الحق -كحل تقسيم الدولتين- والوساطة التي يأتي بها بلد شقيق ليمنح العدو صك الغفران عن قتلاك؛ كلها مذكورة في قصيدة هذا الشاعر المصري العظيم. فكأنما كانت تلك القصيدة نبوءة يتردد صداها للعربي من المحيط إلى الخليج كي يعرف من هو، ويعرف عدوه ويعرف موقفه..
يقول دنقل في مقطع قصيدته «لا تصالحْ! /..ولو منحوك الذهب../.
أتُرى حين أفقأ عينيك/ ثم أثبت جوهرتين مكانهما../ هل ترى..؟ /هي أشياء لا تُشترى». فما فائدة الزمرد والألماس إن استبدلناهما بأعيننا؟ وما فائدة «المساعدات الإنسانية» والمتمثلة في الغذاء بشكل رئيس في علاج المرضى وإنهاء الإبادة التي هي المصيبة الكبرى أصلا! لا يجد الإنسان الحر بدا من تدوين موقفه بصدق اليوم، فهو إن كان مؤمنا فماذا سيقول لله عز وجل حين يقف بين يديه ويسأله عما فعله في مواجهة الظلم والجور؟ وإن كان غير مؤمن، فكيف سينظر إلى نفسه بأنه صادق يناصر المظلومين وهو لم يحرك ساكنا حتى ولو بمقال تنويري أو مقطع توعوي؟ من يقف مع المظلومين، سيقف الناس معه حين يتعرض للظلم هو نفسه -وإن كنت لا أحب هذه الصيغة التي تبدو نفعية في ظاهرها، ولكنها حقيقية أخلاقيا- أما من استمرأ الظلم وتواطأ معه؛ فبأي وجه سيطلب المعونة من جيرانه حين تصطف الذئاب على باب بيته متأهبة لافتراسه؟
إن الموقف المشرف لسلطنة عمان تجاه القضية الفلسطينية العادلة وآلام إخوتنا الفلسطينيين، لهو موقف يدعو للفخر، خصوصا مع السماح للوقفات الاحتجاجية المناصرة للقضية الفلسطينية الحية، وهو انعكاس للفكر الحر القائد للبلاد. يجب أن لا نغفل ونحن على مشارف الشهر مذ بدأت عملية طوفان الأقصى أهمية الإعلام والإعلام المضاد في هذه الفترة الحرجة من التاريخ، وهو ما بينته في مقالات سابقة لهذا المقال. فالإعلام المناصر للقضية الذي يوضح حقيقة ما يحدث في غزة خصوصا وفلسطين عموما فتح عيون كثير من الناس في الغرب خصوصا وهم المغيبون عن الواقع الحقيقي جرَّاء تحكُّم الصهيونية بعدد كبير من أهم القنوات الإعلامية الأكثر شهرة في أمريكا وأوروبا مع استقطابها للمفكرين الذين ينالون شهرة واسعة في تلك البلاد، في المقابل فإن العدو الصهيوني ليس من السذاجة كي يسمح برواية واحدة للحقيقة؛ فنجد أن مواقع التواصل الاجتماعي طافحة بحسابات تبدو في ظاهرها من أهل البلاد العربية أو الإفريقية أو الغربية، ولكنها في الحقيقة جزء من الجيش الإلكتروني للاحتلال الغاشم. ومن الأفكار المنتشرة التي نجحت -للأسف في بثها الدعاية الملمعة للاحتلال- أن اليهود هم الأحق بالأرض وذلك لقدم وجود شعبهم في تلك البقعة الجغرافية من الأرض! وهذه عبارة تحتوي على مغالطتين أصلا. فاليهودية ديانة وليست قومية، أما الثانية وهي الأهم فاليهودية ليست الصهيونية بحال. ومما يؤكد هذه الحقيقة الاحتجاجات التي قام بها اليهود في أمريكا وتعريتهم لكذبة أن إسرائيل دولة لليهود وأنها تمثل اليهودية.
إذا عدنا إلى مسألة دراسة اليهودية وأهميتها، فإن كثيرا من الناس لا يعلمون أن الدعاية الصهيونية فاعلة بشكل جوهري وممنهج في أراضي الاحتلال بأضعاف ما تعمل خارجها بما يخدم المصالح السياسية لمن يقف خلف الاحتلال. فليس جميع المستوطنين على دراية حقيقية بطبيعة الكيان الغاصب الذي استوطنوا فيه، بل إن كثيرا منهم مؤمن بأحقيتهم في الأرض بناء على النصوص التوراتية التي تُجتزأ من سياقها -كما فعلت داعش تماما- بما يخدم البروباغاندا الصهيونية. وانكشف للكثيرين منهم زيف الدعاية السياسية في مقابل الحقيقة على أرض الواقع. من هذا المنطلق بالتحديد وجب مقارعة الدعاية الصهيونية بالكتاب المرجعي الذي يتم استخلاص ما ينفع مصالحها منه، بالكتاب نفسه. وهي تماما كمسألة مقارعة المؤمن للملحد؛ فكيف يُقَارن ملحد علمي -الإلحاد فلسفي وعلمي- بكتاب سماوي كالقرآن الكريم أو الإنجيل أو التوراة بينما هو لا يؤمن بالإله رأسا! من أراد اجتثاث النبات السام من الحقول، فلا بد لقدميه ويديه أن تتلطخا بالوحل، ولا يكفي الدعاء من بعيد في مواجهة الفعل على أرض الواقع. ولنتذكر بأن ما تفعله الصهيونية بالفلسطينيين من تنكيل؛ فعله كرومي بالعمانيين واليمنيين والعرب في ستينيات القرن الماضي في زنجبار. فالمجرمون لا دين ولا أخلاق ولا عِرق لهم، بل هو ثوب يلبسه المجرم كلما أُتيحت له الفرصة ولم يخالفه أو يقف في إجرامه أحد.