نوافذ :سجين في غرفة الصدى
الثلاثاء / 17 / ربيع الأول / 1445 هـ - 22:30 - الثلاثاء 3 أكتوبر 2023 22:30
وكأن العالم كله قد اختزل في غرفة واحدة فأصبح الصوت الواحد يتردد في تلك الغرفة مكررا ذاته من دون أن تتخالط معه أصوات أخرى تعبر عن شخوص غيره من دون أن يترك مجالا لسماع آراء وأصوات قد تكون مناقضة أو معارضة للصوت الواحد في الغرفة الضيقة.
من هنا بدأ علماء الإعلام والاتصال بحوثهم الاجتماعية من الغرفة الصغيرة التي يتردد صداها عبر جدران صماء لا تردد إلا صوت الشخص الواحد، ولا يسمع فيها إلا ما يقوله ذلك الصوت مرددا عدة مرات وإن كان بنغمات مختلفة، من هنا بدأ عراب الإعلام والاتصال بحوثهم الرامية إلى تشخيص حالات الاستقطاب والتضليل بكافة أشكاله وأنواعه وعلى الأخص منها التضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض المؤسسات الإعلامية ضد المتلقين من خلال الرسائل الإعلامية التي تقوم بإرسالها إلى جمهورها المستهدف.
غرف الصدى وكما جاء في تعريفها بأنها «البيئة التي يتعرض فيها الإنسان لأفكار ووجهات نظر تعكس وتعزز وجهة نظره» بحيث يهيأ للإنسان بأن الأفكار والمعتقدات التي يؤمن بها ويعتنقها هي الحقيقة المطلقة وكل ما يخالف ذلك هو باطل غير صحيح ويصل الإنسان إلى هذه المرحلة من الاعتقاد من خلال ما يتعرض له من وسائل الاتصال والإعلام التي تكرس رسائلها الإعلامية المختلفة لإقناع ذلك المتلقي بالغرض والهدف الذي تريد تحقيقه.
ساقت بعض بحوث الاتصال قرائن تدلل على وجود تلك الغرف التي ساهمت لاحقا في ترجيح كفة على أخرى مثلما حدث في انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام ٢٠١٦ وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في ٢٠١٧ حيث إن مجموعة من المصوتين وقعوا في فخ تلك الغرف باعتمادهم على مصدر واحد فقط للأخبار وتكوين الرأي في حين حجبت الآراء الأخرى التي لم تستطع اختراق جدران تلك الغرف.
في عصر التخمة الإعلامية والوجبات السريعة التي تقدمها بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي كبر عدد غرف الصدى وتعددت أشكالها وألوانها وبات الوقوع في فخ التضليل الاجتماعي والاقتصادي والإعلامي سهلا بفضل الخدع التي تمارسها وسائل التواصل والمتمثلة في الخوارزميات التي تقوم على مبدأ دراسة أنماط التعرض والتصفح والموضوعات المحببة للشخص لتقوم تلك الخوارزميات بتصميم ما يعجب الشخص وتحجب عنه ما لا يعجبه، وهي بذلك تقوم مقام الغرفة التي تقوم بترديد صدى الشخص الواحد باختيار ما يناسبه وتبعد عنه ما لا يناسبه.
وفي العالم الجديد لم يقتصر تكوين غرف الصدى على المؤسسات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي أو الأحزاب والمنظمات المختلفة وإنما شمل ذلك الأفراد بمختلف توجهاتهم وميولهم فيمكن لمجموعة صغيرة من الأفراد أو الأصدقاء يتشاركون في مجموعة افتراضية ذات اهتمام واحد يجمعهم جميعا يمكن أن يصل تأثيرهم إلى مدى أبعد بفضل ما تتيحه سهولة وسرعة نشر الأخبار والمعلومات حيث تكون تلك. المجموعة الافتراضية التي تجمعهم هي تماما مثل غرفة الصدى التي يتردد فيها أصوات تلك المجموعة فقط من دون أن يكون هنالك أي تدخل لسماع أصوات أخرى معارضة أو مناوئة أو تختلف مع وجهات نظر تلك المجموعة حتى وإن كانت على خطأ أو إن كانت على صواب.
وبقدر ما لغرف الصدى من إيجابيات يمكن عدها في زيادة العلوم والمعارف لدى منتسبي تلك الغرف ومشاركة الاهتمامات وسهولة التواصل والتفاعل بين أعضائها، إلا أنها تتسم أيضا بالخطورة في تكوين ما يسمى بالتحزب أو الاستقطاب أو التضليل داخل تلك الغرف من خلال السرعة الكبيرة في انتشار الأفكار السوداء والشائعات والترويج لها إضافة إلى أن تلك الغرف أفسحت الطريق أمام تشكيل جماعات متطرفة في أفكارها ومعتقداتها وانتشار بعض الأفكار والعادات الغريبة والمستهجنة في المجتمعات لا سيما المحافظة منها وغير ذلك من المساوئ المترتبة على ترك تلك الغرف الصدئة من دون رقيب أو حسيب.
سجناء غرف الصدى الصدئة يكثر عددهم يوما بعد يوم، وفي حال لم تتدخل الحكومات المشرعة للقوانين وشركات التقنية الكبرى ووسائل الإعلام المتزنة والأسرة والعائلة في ردع هذه الظاهرة فإن نتائجها وخيمة سوف تنعكس على كل المجتمعات وسيعود وبال تلك الغرف على الجميع ولن تجني المجتمعات من وراء تلك الغرف سوى أعداد أكبر من النزلاء المرضى عقليا وجسديا.
من هنا بدأ علماء الإعلام والاتصال بحوثهم الاجتماعية من الغرفة الصغيرة التي يتردد صداها عبر جدران صماء لا تردد إلا صوت الشخص الواحد، ولا يسمع فيها إلا ما يقوله ذلك الصوت مرددا عدة مرات وإن كان بنغمات مختلفة، من هنا بدأ عراب الإعلام والاتصال بحوثهم الرامية إلى تشخيص حالات الاستقطاب والتضليل بكافة أشكاله وأنواعه وعلى الأخص منها التضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض المؤسسات الإعلامية ضد المتلقين من خلال الرسائل الإعلامية التي تقوم بإرسالها إلى جمهورها المستهدف.
غرف الصدى وكما جاء في تعريفها بأنها «البيئة التي يتعرض فيها الإنسان لأفكار ووجهات نظر تعكس وتعزز وجهة نظره» بحيث يهيأ للإنسان بأن الأفكار والمعتقدات التي يؤمن بها ويعتنقها هي الحقيقة المطلقة وكل ما يخالف ذلك هو باطل غير صحيح ويصل الإنسان إلى هذه المرحلة من الاعتقاد من خلال ما يتعرض له من وسائل الاتصال والإعلام التي تكرس رسائلها الإعلامية المختلفة لإقناع ذلك المتلقي بالغرض والهدف الذي تريد تحقيقه.
ساقت بعض بحوث الاتصال قرائن تدلل على وجود تلك الغرف التي ساهمت لاحقا في ترجيح كفة على أخرى مثلما حدث في انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام ٢٠١٦ وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في ٢٠١٧ حيث إن مجموعة من المصوتين وقعوا في فخ تلك الغرف باعتمادهم على مصدر واحد فقط للأخبار وتكوين الرأي في حين حجبت الآراء الأخرى التي لم تستطع اختراق جدران تلك الغرف.
في عصر التخمة الإعلامية والوجبات السريعة التي تقدمها بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي كبر عدد غرف الصدى وتعددت أشكالها وألوانها وبات الوقوع في فخ التضليل الاجتماعي والاقتصادي والإعلامي سهلا بفضل الخدع التي تمارسها وسائل التواصل والمتمثلة في الخوارزميات التي تقوم على مبدأ دراسة أنماط التعرض والتصفح والموضوعات المحببة للشخص لتقوم تلك الخوارزميات بتصميم ما يعجب الشخص وتحجب عنه ما لا يعجبه، وهي بذلك تقوم مقام الغرفة التي تقوم بترديد صدى الشخص الواحد باختيار ما يناسبه وتبعد عنه ما لا يناسبه.
وفي العالم الجديد لم يقتصر تكوين غرف الصدى على المؤسسات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي أو الأحزاب والمنظمات المختلفة وإنما شمل ذلك الأفراد بمختلف توجهاتهم وميولهم فيمكن لمجموعة صغيرة من الأفراد أو الأصدقاء يتشاركون في مجموعة افتراضية ذات اهتمام واحد يجمعهم جميعا يمكن أن يصل تأثيرهم إلى مدى أبعد بفضل ما تتيحه سهولة وسرعة نشر الأخبار والمعلومات حيث تكون تلك. المجموعة الافتراضية التي تجمعهم هي تماما مثل غرفة الصدى التي يتردد فيها أصوات تلك المجموعة فقط من دون أن يكون هنالك أي تدخل لسماع أصوات أخرى معارضة أو مناوئة أو تختلف مع وجهات نظر تلك المجموعة حتى وإن كانت على خطأ أو إن كانت على صواب.
وبقدر ما لغرف الصدى من إيجابيات يمكن عدها في زيادة العلوم والمعارف لدى منتسبي تلك الغرف ومشاركة الاهتمامات وسهولة التواصل والتفاعل بين أعضائها، إلا أنها تتسم أيضا بالخطورة في تكوين ما يسمى بالتحزب أو الاستقطاب أو التضليل داخل تلك الغرف من خلال السرعة الكبيرة في انتشار الأفكار السوداء والشائعات والترويج لها إضافة إلى أن تلك الغرف أفسحت الطريق أمام تشكيل جماعات متطرفة في أفكارها ومعتقداتها وانتشار بعض الأفكار والعادات الغريبة والمستهجنة في المجتمعات لا سيما المحافظة منها وغير ذلك من المساوئ المترتبة على ترك تلك الغرف الصدئة من دون رقيب أو حسيب.
سجناء غرف الصدى الصدئة يكثر عددهم يوما بعد يوم، وفي حال لم تتدخل الحكومات المشرعة للقوانين وشركات التقنية الكبرى ووسائل الإعلام المتزنة والأسرة والعائلة في ردع هذه الظاهرة فإن نتائجها وخيمة سوف تنعكس على كل المجتمعات وسيعود وبال تلك الغرف على الجميع ولن تجني المجتمعات من وراء تلك الغرف سوى أعداد أكبر من النزلاء المرضى عقليا وجسديا.