رأي عُمان

حول رعاية جمعية الكتّاب للمواهب الشابة

 
تستحق المسابقة التي نظمتها الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء والتي تُعنى بطلبة المدارس الكثير من الإشادة والثناء؛ إذهي خطوة مهمة في مسيرة عمل الجمعية لأنها تنصب في جزء أساسي من المسؤولية الملقاة على عاتق جمعيات المجتمع المدني.

ورغم أن المسابقة كانت في نسختها الأولى إلا أن التفاعل الكبير الذي حظيت به في أوساط المدارس يبشر بكثير من الخير بأن هناك أجيالا قادمة تملك الكثير من المواهب الإبداعية.. وتستحق أن تجد الرعاية.

إن رعاية المواهب الشابة في هذه المرحلة المبكرة أشبه بوضع حجر الأساس لمبنى مقدر له أن يلامس السماء في يوم من الأيام، والاستثمار في الإمكانات الإبداعية للشباب، لا يعزز النمو الفردي فحسب؛ بل يصنع جزءا مهما من شكل المستقبل الذي نحلم به.

وتقوم مؤسسات المجتمع المدني بدور محوري في عملية التنشئة، وهذا دور مهم إذا أرادت هذه المؤسسات أن تقطف الكثير من الثمار اليانعة في المرحلة القادمة، ومشاركة هذه المؤسسات في المبادرات التي تعمل على تنمية المواهب الشابة أمر بالغ الأهمية في خلق بيئة مواتية للإبداع والاستكشاف الفكري. ومن الضروري لمثل هذه المؤسسات أن تركز طاقاتها ومواردها على المساعي التي لها تأثير ملموس في المجتمع والمستقبل، بدلًا من تبديد جهودها في فعاليات لا قيمة لها ولا عائد.

وتتعدى مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني مجرد تنظيم المسابقات، بل يتعلق الأمر بتهيئة بيئية تشعر فيها المواهب الشابة بالتقدير، من خلال الاستماع إلى أفكارها، وصقل إمكاناتها، وتعزيز ثقافة التعلم والفضول، حيث يتم الاحتفاء بالإبداع الذي وإن بدا أنه ما زال في محطاته الأولى إلا أن مثل هذه الفعاليات من شأنها أن تساهم في إيناع هذا الغرس الثمين.

وإضافة إلى ذلك فإن رعاية المواهب الشابة لا تقتصر فقط على تحديد الموهوبين ورعايتهم؛ بل بإلهام كل طفل للاستكشاف والإبداع والتخيل، وغرس الاعتقاد بأنهم مستودع لإمكانيات لا حدود لها، وأن كل فكرة، مهما كانت صغيرة، لديها القدرة على إشعال فتيل التغيير والتقدم.

إن مبادرة جمعية الكتاب العمانيين ووزارة التربية والتعليم هما مثال ساطع على القوة التحويلية لرعاية المواهب الشابة وتذكير بأهمية الاستثمار في شبابنا.

ويمكن للجمعية العمانية للكتّاب والأدباء التي تُعنى بالنشر وتخدم الكتاب العماني أن تخصص إحدى إداراتها السنوية لتضم النصوص الفائزة في مسابقة الإبداع الطلابي لما في ذلك من تكريم للمواهب الطلابية التي تستحق أن تقف الجمعية إلى جوارهم وتستمر في رعاية مواهبهم ومتابعة تطورها مع الأيام.