مأزق إسرائيل يكمن في ضياع فرص السلام
الاثنين / 4 / صفر / 1445 هـ - 22:33 - الاثنين 21 أغسطس 2023 22:33
يعتقد البعض أن العرب قد فوتوا في بعض مراحل تاريخ صراعهم مع إسرائيل فرصا حقيقية للسلام عندما رفضوا أي حوار مباشر معها في وقت كانوا فيه في موضع قوة، قبل أن يعودوا لاحقا يبحثون عن أي بصيص لمسار من مسارات السلام. لكنّ هذا الاعتقاد يتجاهل حقيقة مهمة وهي أن إسرائيل لم تكن في يوم من الأيام جادة في فكرة السلام مع العرب، وكانت على الدوام تسير باتجاه تنفيذ مشروعها لتحقيق الوظيفة التي قام هذا الكيان من أجله.
لكن الحقيقة التي لا بدّ من الحديث عنها اليوم أن الكيان الإسرائيلي هو الذي يخسر اليوم فرصا سيندم عليها في المستقبل القريب.. إن حاجة إسرائيل اليوم إلى سلام مع العرب ومع جيرانها وحاجتها لموافقة العرب على «حل الدولتين» حاجة بنيوية ستندم عليها ندما كبيرا.
إن الكيان الإسرائيلي بوصفه «دولة» يعيش مأزقا حقيقيا يتفاقم مع الأيام، فإسرائيل لا تستمد قوتها من جذور حقيقتها التاريخية، هي مجرد دولة وظيفية، والجماعات التي تحمل اليوم الجنسية الإسرائيلية، هي جماعات تقوم بأدوار وظيفية.. لكن العالم يتغير وحتى أدوار هذه الدولة الوظيفية يمكن أن تتغير وفق مسار التحولات التي يشهدها العالم. ما يعني أن حاجة إسرائيل للسلام مع العرب اليوم أكبر بكثير في الحقيقة من حاجة العرب إليه.
تشهد إسرائيل من الداخل الكثير من الصراعات والانقسامات العميقة سواء في الجوانب السياسية أو الجوانب الاجتماعية والثقافية إن كان يمكن في سياق «كيان مثل إسرائيل» الحديث عن حالة ثقافية بالمعنى الواسع للمصطلح. والانقسامات السياسية التي تشهدها إسرائيل اليوم هي ناتجة أيضا عن انقسامات داخلية منبثقة عن مشاكل في العرق والدين والأيديولوجيا وكلها تعمل على إضعاف هذا الكيان وتصنع تآكله من الداخل الذي يمكن مع الوقت أن يبرز بشكل أكبر مما هو عليه اليوم. إن ميزة القوة العسكرية التي تتمتع بها إسرائيل اليوم قد لا تبقى ميزة دائمة في ظل التحولات التي يشهدها العالم والتكتلات الجديدة. ما يعني أن إصرار إسرائيل على بقاء العداء، رغم توجهات التطبيع، بينها وبين العرب من شأنه أن يزيد مأزقها على المدى المتوسط. ومهما توسعت دائرة التطبيع ما لم تحل القضية الفلسطينية ولو إلى حد إقامة دولة على حدود 5 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فإن كل تطبيع لا يبقى له أي معنى.
إن النظام العالمي أحادي القطب يتآكل كل يوم، وتبرز قوى عالمية جديدة قادرة على بناء تحالفات جديدة بتكتلات عسكرية مختلفة لن تبقى بالضرورة حامية لإسرائيل كما هو الحال اليوم.. والتأثير المتزايد للصين وروسيا وحتى الهند في السياسات الدولية من شأنه قريبا أن يضع أمر الحماية الدولية لإسرائيل في موضع اختبار حقيقي.
وإضافة إلى ذلك فلا يمكن تجاهل الحقائق الديموغرافية للمنطقة، حيث تتزايد أعداد الكتلة السكانية العربية المحيطة بإسرائيل ومعها يتزايد الضغط على أبسط أنواع الحقوق للشعب الفلسطيني الأمر الذي يحول العرب إلى حالة قوة وإسرائيل إلى حالة ضعف. وهذا هو منطق الأشياء في مسار الصراع العربي الإسرائيلي. وعلى العرب أن ينطلقوا من حقيقة أنهم أصحاب الحق والتاريخ وبحضورهم في وسط التحولات التي يشهدها العالم قادرون على تغيير مسار الأمور إلى صالحهم.
إن طريق الأمن والاستقرار في المنطقة هو طريق السلام لا طريق التصعيد كما تفعل إسرائيل، إن إسرائيل تقود نفسها إلى الهاوية «التي تستحقها» من حيث لا تدري. وسيأتي الوقت الذي تبحث فيه عن السلام فلا تجده.
لكن الحقيقة التي لا بدّ من الحديث عنها اليوم أن الكيان الإسرائيلي هو الذي يخسر اليوم فرصا سيندم عليها في المستقبل القريب.. إن حاجة إسرائيل اليوم إلى سلام مع العرب ومع جيرانها وحاجتها لموافقة العرب على «حل الدولتين» حاجة بنيوية ستندم عليها ندما كبيرا.
إن الكيان الإسرائيلي بوصفه «دولة» يعيش مأزقا حقيقيا يتفاقم مع الأيام، فإسرائيل لا تستمد قوتها من جذور حقيقتها التاريخية، هي مجرد دولة وظيفية، والجماعات التي تحمل اليوم الجنسية الإسرائيلية، هي جماعات تقوم بأدوار وظيفية.. لكن العالم يتغير وحتى أدوار هذه الدولة الوظيفية يمكن أن تتغير وفق مسار التحولات التي يشهدها العالم. ما يعني أن حاجة إسرائيل للسلام مع العرب اليوم أكبر بكثير في الحقيقة من حاجة العرب إليه.
تشهد إسرائيل من الداخل الكثير من الصراعات والانقسامات العميقة سواء في الجوانب السياسية أو الجوانب الاجتماعية والثقافية إن كان يمكن في سياق «كيان مثل إسرائيل» الحديث عن حالة ثقافية بالمعنى الواسع للمصطلح. والانقسامات السياسية التي تشهدها إسرائيل اليوم هي ناتجة أيضا عن انقسامات داخلية منبثقة عن مشاكل في العرق والدين والأيديولوجيا وكلها تعمل على إضعاف هذا الكيان وتصنع تآكله من الداخل الذي يمكن مع الوقت أن يبرز بشكل أكبر مما هو عليه اليوم. إن ميزة القوة العسكرية التي تتمتع بها إسرائيل اليوم قد لا تبقى ميزة دائمة في ظل التحولات التي يشهدها العالم والتكتلات الجديدة. ما يعني أن إصرار إسرائيل على بقاء العداء، رغم توجهات التطبيع، بينها وبين العرب من شأنه أن يزيد مأزقها على المدى المتوسط. ومهما توسعت دائرة التطبيع ما لم تحل القضية الفلسطينية ولو إلى حد إقامة دولة على حدود 5 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فإن كل تطبيع لا يبقى له أي معنى.
إن النظام العالمي أحادي القطب يتآكل كل يوم، وتبرز قوى عالمية جديدة قادرة على بناء تحالفات جديدة بتكتلات عسكرية مختلفة لن تبقى بالضرورة حامية لإسرائيل كما هو الحال اليوم.. والتأثير المتزايد للصين وروسيا وحتى الهند في السياسات الدولية من شأنه قريبا أن يضع أمر الحماية الدولية لإسرائيل في موضع اختبار حقيقي.
وإضافة إلى ذلك فلا يمكن تجاهل الحقائق الديموغرافية للمنطقة، حيث تتزايد أعداد الكتلة السكانية العربية المحيطة بإسرائيل ومعها يتزايد الضغط على أبسط أنواع الحقوق للشعب الفلسطيني الأمر الذي يحول العرب إلى حالة قوة وإسرائيل إلى حالة ضعف. وهذا هو منطق الأشياء في مسار الصراع العربي الإسرائيلي. وعلى العرب أن ينطلقوا من حقيقة أنهم أصحاب الحق والتاريخ وبحضورهم في وسط التحولات التي يشهدها العالم قادرون على تغيير مسار الأمور إلى صالحهم.
إن طريق الأمن والاستقرار في المنطقة هو طريق السلام لا طريق التصعيد كما تفعل إسرائيل، إن إسرائيل تقود نفسها إلى الهاوية «التي تستحقها» من حيث لا تدري. وسيأتي الوقت الذي تبحث فيه عن السلام فلا تجده.