«هاشتاج» قبل أن تصل إلى ظفار!
الاحد / 25 / محرم / 1445 هـ - 21:01 - الاحد 13 أغسطس 2023 21:01
من اللافت حقا هذا العام أن تنتبه بعض المحافظات والولايات إلى تلك القوة البشرية التي تعبر فوق أراضيها مُتجهة إلى محافظة ظفار، للتمتع بالطقس الاستثنائي للخريف، فعوض أن تتكثف المباهج بالغاية المقصودة يمكن للطريق أيضا أن يغدو بهجة مضافة.
لطالما كنا نشكو من الطريق الطويل من الشمال إلى الجنوب، والذي لا يعبئه إلا الملل والفراغ الشاسع، ولذا يستحقُ منا -انحياز هذه المحافظات والولايات لأن تُضيء نفسها- كل الانتباه والتقدير.
فقد أطلق «متحف عُمان عبر الزمان» هاشتاج «دامك واصل»، ليُذكر الناس بصورة جذابة بمحطة مهمّة في هذه الرحلة.
كما أُطلق هاشتاج «مهرجان الجبل الأخضر»، ليُعيد الناس برمجة خططهم في هذا الصيف الملتهب.
أما الهاشتاج الأكثر مدعاة للانتباه فهو: «الوسطى لا تعديها»، فهي محافظة تتمتعُ بدرجات حرارة منخفضة، ويمكن أن تكون محطة استرخاء ومكانا ساحرا في ولاياتها الأربع.
ولعلنا نجد الاشتغال على إبراز المشغولات اليدوية وتقديم العادات والتقاليد والفنون الشعبية والأزياء، أمرا مثيرا للاهتمام حقا.
إلا أنّ الذاهب والعائد، يحتاج بصورة أساسية إلى محطة مزودة ببنية أساسية رصينة، من قبيل: فنادق ومطاعم ومقاه بمواصفات جيدة ودورات مياه نظيفة!
وكما شاهدنا «الجبل الأخضر» مؤخرا -بفضل رحلات «الهايكنج والتصوير اللافت للمبدعين- يشقُ وعورة وحدته ويشتبك بالبشر القادمين للتنعم بظلاله ورفاهية برودته واخضراره وتاريخه المتوهج، وإعادة إعمار البيوت القديمة كنُزلٍ تعيدُ اتصالنا بحياة مفقودة، فنأمل أيضا أن تُفصح «الوسطى» -التي تتمتع بجو معتدل، وشواطئ آسرة، وجمال خلاب- عن ذاتها. ليس كنشاط اقتصادي وحسب، كما هو الحال في «الدقم»، بل أن تنفتح أوردتها على السياح وألا تكون معزولة عن وعينا الجمالي.. ومن يدري ربما تكون هذه المبادرة بداية الغيث.
العائدون من محافظة ظفار هذا العام أشادوا كثيرا بالتغيرات السريعة والفعاليات التي اشتغلت عليها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. أتذكر تعليق صديقتي السورية وعائلتها عند عودتهم: «ظفار رهيبة». فلقد رصد الناس زيادة في عدد المطاعم والمقاهي والجلسات وتزويد «دربات» بالقوارب والحبال المنزلقة وفرصة ركوب الأحصنة. وثمّة عدد من الناشطين العرب والخليجيين على منصات التواصل الاجتماعي، روجوا بإعجاب هائل لطبيعة الجنوب التي توازي جمال «سويسرا» على حد تعبيرهم، لاسيما أمام تغيرات الطقس والتغيرات السياسية التي تعصف بالعالم.
لكن ولأن الطلب يتجاوز العرض، سمعنا أيضا عن أناس باتوا ليلة ذهابهم في سياراتهم أو في المساجد، وقد يكون الخطأ خطأهم لأنّهم ذهبوا قبل أن يؤكدوا حجوزاتهم بدقة. إلا أنّ ذلك لا يمنع تفكرنا في قضية مهمّة وهي أنّ «الطلب» لا يزال زائدا على العرض!
من جهة أخرى، يرى البعض أنّ الأسعار ترتفع بصورة مبالغ فيها أثناء الخريف، وأحيانا بعض الشقق تكون رديئة من حيث التصنيف ولكنها بتكلفة عالية. ينطبق الأمر على الطعام والأغراض الاستهلاكية الأخرى، لذا ينبغي أن تراقب الأسعار في حيزها المنطقي.
نتطلعُ لأن ينفتح أفق خططنا، لا سيما في المناطق التي تتمتع بطقس استثنائي صيفا وشتاء، تلك التي يمكن أن تدر المال وأن تنشط السياحة طوال السنة.
سأتذكر ردة فعل الرجل الظفاري الشهم الذي غضب منا عندما اختزلنا الخريف على مفردة «صلالة» قائلا: «ظفار كلها تتحول إلى جنة»، ولذا يمكننا التوقف عن اختزالها في مكان محدود وصغير، فظفار التي تبلغ مساحتها ثلث مساحة سلطنة عمان، وتزخر بينابيع الجمال في ولاياتها العشر، تستوجب أن تمتد رقعة الخدمات عبرها لتصبح قِبلة العالم وأيقونة الجمال والاقتصاد بامتياز.
ربما يعود جزء من النشاط الذي بتنا نلمسه الآن إلى مخصصات المحافظات التي تُقدر بـ20 مليون ريال، فهذه اللامركزية دعت لتقديم خطط على مدى خمس سنوات في البعدين الاجتماعي والخدمي.
وها قد مرّت سنة أينعت فيها بعض التغيرات وإن تبدى لنا بطؤها. فنحن ما زلنا بحاجة إلى جرعة من الجرأة والمغامرة لتمثيل الثقة التي مُنحت إياها المحافظات، جوار تقليص البيروقراطية أمام المستثمرين العُماني والأجنبي على حد سواء.
لطالما كنا نشكو من الطريق الطويل من الشمال إلى الجنوب، والذي لا يعبئه إلا الملل والفراغ الشاسع، ولذا يستحقُ منا -انحياز هذه المحافظات والولايات لأن تُضيء نفسها- كل الانتباه والتقدير.
فقد أطلق «متحف عُمان عبر الزمان» هاشتاج «دامك واصل»، ليُذكر الناس بصورة جذابة بمحطة مهمّة في هذه الرحلة.
كما أُطلق هاشتاج «مهرجان الجبل الأخضر»، ليُعيد الناس برمجة خططهم في هذا الصيف الملتهب.
أما الهاشتاج الأكثر مدعاة للانتباه فهو: «الوسطى لا تعديها»، فهي محافظة تتمتعُ بدرجات حرارة منخفضة، ويمكن أن تكون محطة استرخاء ومكانا ساحرا في ولاياتها الأربع.
ولعلنا نجد الاشتغال على إبراز المشغولات اليدوية وتقديم العادات والتقاليد والفنون الشعبية والأزياء، أمرا مثيرا للاهتمام حقا.
إلا أنّ الذاهب والعائد، يحتاج بصورة أساسية إلى محطة مزودة ببنية أساسية رصينة، من قبيل: فنادق ومطاعم ومقاه بمواصفات جيدة ودورات مياه نظيفة!
وكما شاهدنا «الجبل الأخضر» مؤخرا -بفضل رحلات «الهايكنج والتصوير اللافت للمبدعين- يشقُ وعورة وحدته ويشتبك بالبشر القادمين للتنعم بظلاله ورفاهية برودته واخضراره وتاريخه المتوهج، وإعادة إعمار البيوت القديمة كنُزلٍ تعيدُ اتصالنا بحياة مفقودة، فنأمل أيضا أن تُفصح «الوسطى» -التي تتمتع بجو معتدل، وشواطئ آسرة، وجمال خلاب- عن ذاتها. ليس كنشاط اقتصادي وحسب، كما هو الحال في «الدقم»، بل أن تنفتح أوردتها على السياح وألا تكون معزولة عن وعينا الجمالي.. ومن يدري ربما تكون هذه المبادرة بداية الغيث.
العائدون من محافظة ظفار هذا العام أشادوا كثيرا بالتغيرات السريعة والفعاليات التي اشتغلت عليها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. أتذكر تعليق صديقتي السورية وعائلتها عند عودتهم: «ظفار رهيبة». فلقد رصد الناس زيادة في عدد المطاعم والمقاهي والجلسات وتزويد «دربات» بالقوارب والحبال المنزلقة وفرصة ركوب الأحصنة. وثمّة عدد من الناشطين العرب والخليجيين على منصات التواصل الاجتماعي، روجوا بإعجاب هائل لطبيعة الجنوب التي توازي جمال «سويسرا» على حد تعبيرهم، لاسيما أمام تغيرات الطقس والتغيرات السياسية التي تعصف بالعالم.
لكن ولأن الطلب يتجاوز العرض، سمعنا أيضا عن أناس باتوا ليلة ذهابهم في سياراتهم أو في المساجد، وقد يكون الخطأ خطأهم لأنّهم ذهبوا قبل أن يؤكدوا حجوزاتهم بدقة. إلا أنّ ذلك لا يمنع تفكرنا في قضية مهمّة وهي أنّ «الطلب» لا يزال زائدا على العرض!
من جهة أخرى، يرى البعض أنّ الأسعار ترتفع بصورة مبالغ فيها أثناء الخريف، وأحيانا بعض الشقق تكون رديئة من حيث التصنيف ولكنها بتكلفة عالية. ينطبق الأمر على الطعام والأغراض الاستهلاكية الأخرى، لذا ينبغي أن تراقب الأسعار في حيزها المنطقي.
نتطلعُ لأن ينفتح أفق خططنا، لا سيما في المناطق التي تتمتع بطقس استثنائي صيفا وشتاء، تلك التي يمكن أن تدر المال وأن تنشط السياحة طوال السنة.
سأتذكر ردة فعل الرجل الظفاري الشهم الذي غضب منا عندما اختزلنا الخريف على مفردة «صلالة» قائلا: «ظفار كلها تتحول إلى جنة»، ولذا يمكننا التوقف عن اختزالها في مكان محدود وصغير، فظفار التي تبلغ مساحتها ثلث مساحة سلطنة عمان، وتزخر بينابيع الجمال في ولاياتها العشر، تستوجب أن تمتد رقعة الخدمات عبرها لتصبح قِبلة العالم وأيقونة الجمال والاقتصاد بامتياز.
ربما يعود جزء من النشاط الذي بتنا نلمسه الآن إلى مخصصات المحافظات التي تُقدر بـ20 مليون ريال، فهذه اللامركزية دعت لتقديم خطط على مدى خمس سنوات في البعدين الاجتماعي والخدمي.
وها قد مرّت سنة أينعت فيها بعض التغيرات وإن تبدى لنا بطؤها. فنحن ما زلنا بحاجة إلى جرعة من الجرأة والمغامرة لتمثيل الثقة التي مُنحت إياها المحافظات، جوار تقليص البيروقراطية أمام المستثمرين العُماني والأجنبي على حد سواء.