التنبؤ بالملامح الشـخصية بواسطة الحـــــمض النـــــووي الوراثــــي
الثلاثاء / 29 / ذو الحجة / 1444 هـ - 11:59 - الثلاثاء 18 يوليو 2023 11:59
كان الخبر مدويا في وسائل الإعلام عندما أعلنت السلطات الأمريكية القبض على «جوزيف دي أنجيلو» في عام 2018، أو كما أُطلق عليه لاحقًا «قاتل الدولة الذهبي» لارتكابه جرائم عديدة، منها 13 جريمة قتل وأكثر من 50 جريمة هتك عرض وسلسلة من السرقات، وتمكن من أن يتوارى عن العدالة لمدة ثلاثة عقود حتى وقع في شباك علم الأنساب الجينية.
ترك أنجيلو في احدى جرائمه آثارًا بيولوجية لم تكن هامة في وقتها، بسبب محدودية الفحوصات التي يمكن إجراؤها آن ذاك، بالإضافة إلى عدم وجود مشتبه به، إلا أنه مع تطور فحوصات الحمض النووي، قام المحققون بفتح قضيته مرة أخرى، وتم تحليل العينات وتحميل نتائج الحمض النووي الخاصة به على موقع يحتوي على بيانات ما يقارب 350 مليون شخص، مما مكن الشرطة من حصر شجرة العائلة التي ينتمي إليها والصفات المقاربة له ومن ثم القبض عليه. ومنذ ذلك الحين تم استخدام هذه التقنية لتقديم خيوط للبحث والتحري في ما يقرب من 200 قضية قديمة وبعض التحقيقات الجارية.
**والأحماض النووية هي الجزيئات الموجودة في نوايا الخلايا، والمسؤولة عن تخزين وترجمة المعلومات الوراثية في الكائنات الحية. وتأخذ هذه الجزيئات شكل سلم لولبي مزدوج مكون من شريطين، مشكلا الكروموسومات التي تحمل الصفات الجسمية والخَلقية للكائنات الحية، وتضم بداخلها «الجينات» التي يحمل كل واحد أو مجموعة منها معلومات وراثية محددة**
شواهد بيولوجية في مسرح الجريمة
فتح باب التنبوء بملامح الأشخاص من خلال تحليل أو فحوصات التنميط للحمض النووي المرفوع من مسرح الجريمة آفاق كبيرة في تقليص دائرة البحث عن المشتبه بهم إلى مجموعة أصغر من الأشخاص الذين لديهم تقارب في الصفات الظاهرية والأصل البيوجغرافي. إضافة إلى فحوصات تقدير العمر للحمض النووي الوراثي الذي يزيد من المعلومات الإستخبارية للتحقيقات والبحث الجنائي.
ويتبلور الهدف الأسمى من التنميط الجيني للصفات الظاهرية في استنتاج الصفات المرئية ظاهريا من عينة غير معروفة رفعت من مسرح الجريمة في حالة عدم وجود مشتبه به، حيث تتجسد هذه المعلومات لتكون الشاهد البيولوجي الذي ربما يكون أكثر دقة من الشاهد العيان، أضف إلى ذلك في قضايا الجثث المجهولي الهوية عندما لا تكون هناك عينات مرجعية للمقارنة من قبل الأقارب.
جثة الفتاه مجهولة الهوية
في قضية غامضة أخرى، قامت الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع احدى الشركات المتخصصة في التحليل بالاستقصاء في قضية بقايا لهيكل عظمي غامض يعود لأنثى تبلغ من العمر 20 عاما حسب إفادة الطبيب الشرعي. وبعد فحوض الحمض النووي أتضح أن الضحية من أصل أفريقي أمريكي وبشرتها بنية إلى بنية داكنة وعيونها بنية وشعرها أسود ولا يوجد بها نمش.
ولم تقف عملية البحث عند هذا الحد، فقد قام المحققون بإعادة بناء الوجه من الجمجمة ودمجه رقميًا مع تنبؤات الحمض النووي لتكوين صورة تقريبية للضحية عندما كانت على قيد الحياة. من ثم قامت الشرطة بتوزيع منشورات تحتوي على الصورة المتوقعة لها ووصف للملابس والمجوهرات التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة، وقد نجحت أخيرًا في التوصل إلى تشابه كبير مع بنت مفقودة تبلغ من العمر 26 عامًا، تسمى شاكوانا كالدويل (الشكل 1) وتم إثبات صحة التحقيقات عن طريق مقارنة سجلات الأسنان.
التحايل على الأدلة البيولوجية
نعم، بالإمكان التنبؤ بخصائص الوجه من الحمض النووي وهذا من شأنه أن يقلص قائمة المشتبه بهم في جريمة معينة بناءً على مظهر الوجه، إلا أن بعض الجناة يقوموا بتغير ملامحهم الشخصية عن طريق ارتداء العدسات اللاصقة الملونة وصبـــغ الشعر و التسمير الذاتي للجلد أو حتى الجراحة كزراعة الشعر والجراحات التجميلية الأخرى. إلا أنه من الممكن تفادي مثل هذا التزييف عن طريق المعلومات الموثقة لدى الشرطة حيث أن بعض الدول توثق الطول ولون العين عند إستخراج الهوية. وقد جادل البعض أن إستخدام مثل هذه الفحوصات فيها إنتهاك الخصوصية الأفراد، إلا أنه من حيث المبدأ لا تعتبر الملامح الشخصية بيانات خاصة حيث أنها واضحة لكل من رآها أضف إلى ذلك أنها مخزنة لدى سلطة إنفاذ القانون كصور في بطاقة شخصية أو جواز سفر. أما من الناحية القانونية فإن التشريع يختلف من دولة إلى أخرى حسب النظام المتبع في كل دولة. هناك إجماع دولي على تشريع فحص الحمض النووي الوراثي لتحديد الهوية منذ زمن بعيد أما بالنسبة للفحوصات الحديثة المتعلقة بالملامح الشخصية والأنساب فبعض الدول كهولندا حدثت من تشريعاتها وسمحت لهذه الفحوص أما البعض الآخر مثل المملكة المتحدة فإنها تسمح به دون وجود تشريع مخصص لها.
*خريطة العودة للعائلة*
ساهمت المبادرات العلمية في جميع أنحاء العالم مثل مشروع الجينوم البشري ومشروع «الهاب ماب الدولي»، والتطورات الحديثة في عملية قراءة تسلسل الحمض النووي الوراثي من حيث الأنظمة والتكنولوجيا الرقمية في إكتشاف الملايين من العلامات الوراثية.
وسعت الكثير من الشركات المتخصصة في تطوير وإستخدام هذه الفحوصات في المجالات الإنسانية، وقد كان الهدف الأسمى منها مساعدة المتبنين وغيرهم من ذوي النسب غير المعروف للعثور على عائلاتهم البيولوجية والتواصل معهم، ومعرفة أسلافهم عن طريق المقارنة مع قواعد البيانات المسجلة لدى الشركات.
حيث إن من أبرز المبادئ الأساسية في علم الوراثة أنه كلما زادت درجة القرابة بين أفراد العائلة زاد اشتراكهم في الحمض النووي الوراثي والعكس صحيح. وقد عكفت الدراسات في الحقل الجنائي إلى تسخير هذه الأنظمة والطرق العملية من أجل المساهمة في تحقيق العدالة. ونسبة الاشتراك في الحمض النووي بين الإخوة هي نفسها التي بين الوالدين والأبناء وتبلغ 50%. أما بين العم وابن الأخ فإنها تمثل 25% وإذا ما ابتعدنا قليلا بصلة القرابة إلى أبناء العمومة من الدرجة الأولى فإنها تصل إلى 12.5%، بينما تصل في الدرجة الثانية من القرابة إلى 3.13% وهكذا تقل نسبة الاشتراك كلما ابتعدت صلة القرابة.
*إشباع فضول الإنسان حول أصله*
ولعل من أهم الاختراعات التي ساهمت في كشف أغـــوار الحمض النووي الوراثي هو قراءة تسلسل الحمض النووي على يد العالم فريدريك سانجر في عام 1977 والذي قال «معرفة تسلسل الحمض النووي الوراثي تساهم كثيرا في فهمنا للمادة الحية»، وقد سميت طريقته بـسلسلة ديديوكس تخليدا لجهوده. وفي أواخر عام 1985 تم اختراع أهم التقنيات في كيمياء الحمض النووي الوراثي ويسمى تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) حيث يقوم بعملية نسخ وإكثار أجزاء من الحمض النووي الوراثي. وتكمن قوة هذا الاختراع في تسهيل دراسة مواقع محددة في الحمض النووي في مجالات مختلفة مثل العلوم الطبية والجنائية.
ويعد مشروع الجينوم البشري (قراءة تسلسل الحمض النووي البشري) أحد أعظم الإنجازات العلمية في التاريخ، حيث تولى المشروع مجموعة دولية من الباحثين الذين يتطلعون إلى دراسة شاملة لجميع الحمض النووي لمجموعة مختارة من الكائنات الحية. وقد كانت بداية المشروع في عام 1990 واكتمل في عام 2003.
وتتنافس البحوث والتجارب العملية في المختبرات الدولية ومنذ بداية العقد الماضي على تطوير الفحوصات التي يتم من خلالها تحليل بعض العلامات الوراثية الدقيقة والتي من شأنها التنبؤ بالصفات الظاهرية للأشخاص، وإجراء فحوصات متعلقة بالأصول البيوجغرافية. وظهرت عدة شركات خاصة تقدم خدمات مباشرة للأشخاص طالبي الخدمة في مجال فحوصات الحمض النووي وخاصة فحوصات الأنساب الجينية والأصول البيوجغرافية، وتستخدم هذه الشركات تقنيات وأنظمة تحلل أكثر من 600 ألف علامة وراثية باستخدام طريقة المصفوفات الدقيقة عالية الكثافة. وليس بالغريب أن تصل إحصائية أبرز أربع شركات تعمل في هذا المجال في أغسطس 2020 إلى 36 مليون شخص قاموا بالتقديم والحصول على هذه الخدمة.
خليفة المعشني - أخصائي مختبر جنائي:
بكالوريوس جينات بشرية - ماجستير علوم الأحياء
منشور في مجلة علمية محكمة يصدرها مركز البحوث والدراسات بأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة
ترك أنجيلو في احدى جرائمه آثارًا بيولوجية لم تكن هامة في وقتها، بسبب محدودية الفحوصات التي يمكن إجراؤها آن ذاك، بالإضافة إلى عدم وجود مشتبه به، إلا أنه مع تطور فحوصات الحمض النووي، قام المحققون بفتح قضيته مرة أخرى، وتم تحليل العينات وتحميل نتائج الحمض النووي الخاصة به على موقع يحتوي على بيانات ما يقارب 350 مليون شخص، مما مكن الشرطة من حصر شجرة العائلة التي ينتمي إليها والصفات المقاربة له ومن ثم القبض عليه. ومنذ ذلك الحين تم استخدام هذه التقنية لتقديم خيوط للبحث والتحري في ما يقرب من 200 قضية قديمة وبعض التحقيقات الجارية.
**والأحماض النووية هي الجزيئات الموجودة في نوايا الخلايا، والمسؤولة عن تخزين وترجمة المعلومات الوراثية في الكائنات الحية. وتأخذ هذه الجزيئات شكل سلم لولبي مزدوج مكون من شريطين، مشكلا الكروموسومات التي تحمل الصفات الجسمية والخَلقية للكائنات الحية، وتضم بداخلها «الجينات» التي يحمل كل واحد أو مجموعة منها معلومات وراثية محددة**
شواهد بيولوجية في مسرح الجريمة
فتح باب التنبوء بملامح الأشخاص من خلال تحليل أو فحوصات التنميط للحمض النووي المرفوع من مسرح الجريمة آفاق كبيرة في تقليص دائرة البحث عن المشتبه بهم إلى مجموعة أصغر من الأشخاص الذين لديهم تقارب في الصفات الظاهرية والأصل البيوجغرافي. إضافة إلى فحوصات تقدير العمر للحمض النووي الوراثي الذي يزيد من المعلومات الإستخبارية للتحقيقات والبحث الجنائي.
ويتبلور الهدف الأسمى من التنميط الجيني للصفات الظاهرية في استنتاج الصفات المرئية ظاهريا من عينة غير معروفة رفعت من مسرح الجريمة في حالة عدم وجود مشتبه به، حيث تتجسد هذه المعلومات لتكون الشاهد البيولوجي الذي ربما يكون أكثر دقة من الشاهد العيان، أضف إلى ذلك في قضايا الجثث المجهولي الهوية عندما لا تكون هناك عينات مرجعية للمقارنة من قبل الأقارب.
جثة الفتاه مجهولة الهوية
في قضية غامضة أخرى، قامت الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع احدى الشركات المتخصصة في التحليل بالاستقصاء في قضية بقايا لهيكل عظمي غامض يعود لأنثى تبلغ من العمر 20 عاما حسب إفادة الطبيب الشرعي. وبعد فحوض الحمض النووي أتضح أن الضحية من أصل أفريقي أمريكي وبشرتها بنية إلى بنية داكنة وعيونها بنية وشعرها أسود ولا يوجد بها نمش.
ولم تقف عملية البحث عند هذا الحد، فقد قام المحققون بإعادة بناء الوجه من الجمجمة ودمجه رقميًا مع تنبؤات الحمض النووي لتكوين صورة تقريبية للضحية عندما كانت على قيد الحياة. من ثم قامت الشرطة بتوزيع منشورات تحتوي على الصورة المتوقعة لها ووصف للملابس والمجوهرات التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة، وقد نجحت أخيرًا في التوصل إلى تشابه كبير مع بنت مفقودة تبلغ من العمر 26 عامًا، تسمى شاكوانا كالدويل (الشكل 1) وتم إثبات صحة التحقيقات عن طريق مقارنة سجلات الأسنان.
التحايل على الأدلة البيولوجية
نعم، بالإمكان التنبؤ بخصائص الوجه من الحمض النووي وهذا من شأنه أن يقلص قائمة المشتبه بهم في جريمة معينة بناءً على مظهر الوجه، إلا أن بعض الجناة يقوموا بتغير ملامحهم الشخصية عن طريق ارتداء العدسات اللاصقة الملونة وصبـــغ الشعر و التسمير الذاتي للجلد أو حتى الجراحة كزراعة الشعر والجراحات التجميلية الأخرى. إلا أنه من الممكن تفادي مثل هذا التزييف عن طريق المعلومات الموثقة لدى الشرطة حيث أن بعض الدول توثق الطول ولون العين عند إستخراج الهوية. وقد جادل البعض أن إستخدام مثل هذه الفحوصات فيها إنتهاك الخصوصية الأفراد، إلا أنه من حيث المبدأ لا تعتبر الملامح الشخصية بيانات خاصة حيث أنها واضحة لكل من رآها أضف إلى ذلك أنها مخزنة لدى سلطة إنفاذ القانون كصور في بطاقة شخصية أو جواز سفر. أما من الناحية القانونية فإن التشريع يختلف من دولة إلى أخرى حسب النظام المتبع في كل دولة. هناك إجماع دولي على تشريع فحص الحمض النووي الوراثي لتحديد الهوية منذ زمن بعيد أما بالنسبة للفحوصات الحديثة المتعلقة بالملامح الشخصية والأنساب فبعض الدول كهولندا حدثت من تشريعاتها وسمحت لهذه الفحوص أما البعض الآخر مثل المملكة المتحدة فإنها تسمح به دون وجود تشريع مخصص لها.
*خريطة العودة للعائلة*
ساهمت المبادرات العلمية في جميع أنحاء العالم مثل مشروع الجينوم البشري ومشروع «الهاب ماب الدولي»، والتطورات الحديثة في عملية قراءة تسلسل الحمض النووي الوراثي من حيث الأنظمة والتكنولوجيا الرقمية في إكتشاف الملايين من العلامات الوراثية.
وسعت الكثير من الشركات المتخصصة في تطوير وإستخدام هذه الفحوصات في المجالات الإنسانية، وقد كان الهدف الأسمى منها مساعدة المتبنين وغيرهم من ذوي النسب غير المعروف للعثور على عائلاتهم البيولوجية والتواصل معهم، ومعرفة أسلافهم عن طريق المقارنة مع قواعد البيانات المسجلة لدى الشركات.
حيث إن من أبرز المبادئ الأساسية في علم الوراثة أنه كلما زادت درجة القرابة بين أفراد العائلة زاد اشتراكهم في الحمض النووي الوراثي والعكس صحيح. وقد عكفت الدراسات في الحقل الجنائي إلى تسخير هذه الأنظمة والطرق العملية من أجل المساهمة في تحقيق العدالة. ونسبة الاشتراك في الحمض النووي بين الإخوة هي نفسها التي بين الوالدين والأبناء وتبلغ 50%. أما بين العم وابن الأخ فإنها تمثل 25% وإذا ما ابتعدنا قليلا بصلة القرابة إلى أبناء العمومة من الدرجة الأولى فإنها تصل إلى 12.5%، بينما تصل في الدرجة الثانية من القرابة إلى 3.13% وهكذا تقل نسبة الاشتراك كلما ابتعدت صلة القرابة.
*إشباع فضول الإنسان حول أصله*
ولعل من أهم الاختراعات التي ساهمت في كشف أغـــوار الحمض النووي الوراثي هو قراءة تسلسل الحمض النووي على يد العالم فريدريك سانجر في عام 1977 والذي قال «معرفة تسلسل الحمض النووي الوراثي تساهم كثيرا في فهمنا للمادة الحية»، وقد سميت طريقته بـسلسلة ديديوكس تخليدا لجهوده. وفي أواخر عام 1985 تم اختراع أهم التقنيات في كيمياء الحمض النووي الوراثي ويسمى تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) حيث يقوم بعملية نسخ وإكثار أجزاء من الحمض النووي الوراثي. وتكمن قوة هذا الاختراع في تسهيل دراسة مواقع محددة في الحمض النووي في مجالات مختلفة مثل العلوم الطبية والجنائية.
ويعد مشروع الجينوم البشري (قراءة تسلسل الحمض النووي البشري) أحد أعظم الإنجازات العلمية في التاريخ، حيث تولى المشروع مجموعة دولية من الباحثين الذين يتطلعون إلى دراسة شاملة لجميع الحمض النووي لمجموعة مختارة من الكائنات الحية. وقد كانت بداية المشروع في عام 1990 واكتمل في عام 2003.
وتتنافس البحوث والتجارب العملية في المختبرات الدولية ومنذ بداية العقد الماضي على تطوير الفحوصات التي يتم من خلالها تحليل بعض العلامات الوراثية الدقيقة والتي من شأنها التنبؤ بالصفات الظاهرية للأشخاص، وإجراء فحوصات متعلقة بالأصول البيوجغرافية. وظهرت عدة شركات خاصة تقدم خدمات مباشرة للأشخاص طالبي الخدمة في مجال فحوصات الحمض النووي وخاصة فحوصات الأنساب الجينية والأصول البيوجغرافية، وتستخدم هذه الشركات تقنيات وأنظمة تحلل أكثر من 600 ألف علامة وراثية باستخدام طريقة المصفوفات الدقيقة عالية الكثافة. وليس بالغريب أن تصل إحصائية أبرز أربع شركات تعمل في هذا المجال في أغسطس 2020 إلى 36 مليون شخص قاموا بالتقديم والحصول على هذه الخدمة.
خليفة المعشني - أخصائي مختبر جنائي:
بكالوريوس جينات بشرية - ماجستير علوم الأحياء
منشور في مجلة علمية محكمة يصدرها مركز البحوث والدراسات بأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة