مكاسب الذكاء الاصطناعي ومخاطره
الاحد / 28 / ذو القعدة / 1444 هـ - 21:50 - الاحد 18 يونيو 2023 21:50
طوال العقود الماضية كان العالم يتخوف من كل اكتشاف تقني جديد، ظهرت هذه المخاوف مع اكتشاف السيارة والطائرة والتلفزيون والمذياع ومع ظهور القنوات الفضائية.. وهذا أمر مفهوم جدا، وفي الحقيقة لم تكن التقنية على كل ما ساهمت فيه من تسهيل حياة الناس وإسعادهم بلا أضرار.
لكن الخوف العالمي الكبير الذي يسود العالم اليوم من الذكاء الاصطناعي مختلف عن كل خوف سبقه، وهو خوف له ما يسوغه بالنظر إلى التسارع الكبير الذي يتقدم به الذكاء الاصطناعي إلى حد قدرته على تجاوز ذكاء الإنسان والاستقلال عنه وبناء إرادته الذاتية التي تجعله غير خاضع لإرادة الإنسان. عندما يأتي هذا اليوم الذي يستقل فيه الذكاء الاصطناعي عن الإنسان، وهو آتٍ وقريب جدا إن لم يكن قد تحقق بالفعل، فإن الخوف أن يجد الإنسان نفسه في المقعد الخلفي، غير قادر على التحكم بكل مقدرات التكنولوجيا الحالية التي ستصبح في قبضة الذكاء الاصطناعي المستقل.
لذلك فإن العلماء الذين حذروا خلال الأشهر الماضية من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقود البشرية إلى حتفها وحذروا من نهاية العالم انطلقوا من هذه الحقيقة، حقيقة استقلال الذكاء الاصطناعي بنفسه بعد امتلاكه الذكاء العام وتجاوزه الذكاء الإنساني.
إن أحد أكثر المسوغات الواقعية التي تثير هلع العالم اليوم من الذكاء الاصطناعي، أيضا، هي إمكانية أن تتولى أنظمة الذكاء الاصطناعي الأدوار التقليدية التي يؤديها البشر الآن. فقد أصبحت الوظائف من قيادة السيارات وإلى التشخيص الطبي في متناول الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي من الممكن أن يترك الملايين عاطلين عن العمل، وهذا الأمر له تداعيات خطِرة على الجوانب الاقتصادية وكذلك الجوانب الاجتماعية.
لكن الأمر الأخطر الآن يكمن في أنه كلما أصبح نظام الذكاء الاصطناعي أكثر تعقيدًا، زادت صعوبة فهم العملية التي بها يصنع القرار، فعندما تتخذ خوارزميات الذكاء الاصطناعي اختيارات تؤثر في حياة البشر يمكن أن يؤدي الافتقار إلى الشفافية، والتحيز إلى انعدام المساءلة.
هناك الخوف الوجودي من الذكاء الاصطناعي، واحتمالية حدوث «التفرد» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الذكاء البشري، وقد يؤدي ذلك إلى اتخاذ «كيانات» الذكاء الاصطناعي قرارات خارجة عن فهم البشر أو عن سيطرتهم، وهذا كما يقول الكثير من العلماء اليوم ليس مجرد مجاز من الخيال العلمي، بل هو احتمال حذّر منه قبل سنوات الراحل ستيفن هوكينج.
رغم ذلك فلا يجب أن يقودنا الخوف من الذكاء الاصطناعي إلى عقلية بائسة، الذكاء الاصطناعي هو أداة نتجت عن العبقرية البشرية، والأمر متروك لنا الآن لتشكيل مساره قبل أن يستقل بنفسه. الأمر يشبه إلى حد ما بعض الأدوية التي يمكن أن نعالج بها آلامنا ولكن يمكن أن تكون أداة من أدوات الانتحار!
وهذا الخوف من نهاية العالم على أيدي خوارزميات الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يحفز العقول المبدعة على مستوى العالم لمعالجة العديد من المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بما في ذلك الاستقلال الذاتي والتفرد بالرأي والشفافية والمساءلة والخصوصية وحقوق البيانات والملكية الفكرية.
والذكاء الاصطناعي ليس كتلة واحدة؛ إنه مجموعة واسعة من التقنيات، لكل منها قدرات وتأثيرات مختلفة، إذ يعد فهم هذا الفارق الدقيق أمرًا أساسيًا لإجراء مقارنة متوازنة حول المخاطر والامتيازات المحتملة للذكاء الاصطناعي.
لكن الخوف العالمي الكبير الذي يسود العالم اليوم من الذكاء الاصطناعي مختلف عن كل خوف سبقه، وهو خوف له ما يسوغه بالنظر إلى التسارع الكبير الذي يتقدم به الذكاء الاصطناعي إلى حد قدرته على تجاوز ذكاء الإنسان والاستقلال عنه وبناء إرادته الذاتية التي تجعله غير خاضع لإرادة الإنسان. عندما يأتي هذا اليوم الذي يستقل فيه الذكاء الاصطناعي عن الإنسان، وهو آتٍ وقريب جدا إن لم يكن قد تحقق بالفعل، فإن الخوف أن يجد الإنسان نفسه في المقعد الخلفي، غير قادر على التحكم بكل مقدرات التكنولوجيا الحالية التي ستصبح في قبضة الذكاء الاصطناعي المستقل.
لذلك فإن العلماء الذين حذروا خلال الأشهر الماضية من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقود البشرية إلى حتفها وحذروا من نهاية العالم انطلقوا من هذه الحقيقة، حقيقة استقلال الذكاء الاصطناعي بنفسه بعد امتلاكه الذكاء العام وتجاوزه الذكاء الإنساني.
إن أحد أكثر المسوغات الواقعية التي تثير هلع العالم اليوم من الذكاء الاصطناعي، أيضا، هي إمكانية أن تتولى أنظمة الذكاء الاصطناعي الأدوار التقليدية التي يؤديها البشر الآن. فقد أصبحت الوظائف من قيادة السيارات وإلى التشخيص الطبي في متناول الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي من الممكن أن يترك الملايين عاطلين عن العمل، وهذا الأمر له تداعيات خطِرة على الجوانب الاقتصادية وكذلك الجوانب الاجتماعية.
لكن الأمر الأخطر الآن يكمن في أنه كلما أصبح نظام الذكاء الاصطناعي أكثر تعقيدًا، زادت صعوبة فهم العملية التي بها يصنع القرار، فعندما تتخذ خوارزميات الذكاء الاصطناعي اختيارات تؤثر في حياة البشر يمكن أن يؤدي الافتقار إلى الشفافية، والتحيز إلى انعدام المساءلة.
هناك الخوف الوجودي من الذكاء الاصطناعي، واحتمالية حدوث «التفرد» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الذكاء البشري، وقد يؤدي ذلك إلى اتخاذ «كيانات» الذكاء الاصطناعي قرارات خارجة عن فهم البشر أو عن سيطرتهم، وهذا كما يقول الكثير من العلماء اليوم ليس مجرد مجاز من الخيال العلمي، بل هو احتمال حذّر منه قبل سنوات الراحل ستيفن هوكينج.
رغم ذلك فلا يجب أن يقودنا الخوف من الذكاء الاصطناعي إلى عقلية بائسة، الذكاء الاصطناعي هو أداة نتجت عن العبقرية البشرية، والأمر متروك لنا الآن لتشكيل مساره قبل أن يستقل بنفسه. الأمر يشبه إلى حد ما بعض الأدوية التي يمكن أن نعالج بها آلامنا ولكن يمكن أن تكون أداة من أدوات الانتحار!
وهذا الخوف من نهاية العالم على أيدي خوارزميات الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يحفز العقول المبدعة على مستوى العالم لمعالجة العديد من المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بما في ذلك الاستقلال الذاتي والتفرد بالرأي والشفافية والمساءلة والخصوصية وحقوق البيانات والملكية الفكرية.
والذكاء الاصطناعي ليس كتلة واحدة؛ إنه مجموعة واسعة من التقنيات، لكل منها قدرات وتأثيرات مختلفة، إذ يعد فهم هذا الفارق الدقيق أمرًا أساسيًا لإجراء مقارنة متوازنة حول المخاطر والامتيازات المحتملة للذكاء الاصطناعي.