نحو كوادر قادرة على التنافس عالميا
الاحد / 7 / ذو القعدة / 1444 هـ - 18:50 - الاحد 28 مايو 2023 18:50
حتى عهد قريب كانت سلطنة عمان كغيرها من دول العالم مفرطة في المحلية، في ظل غياب وسائل الاتصال الحديثة التي جعلت من هذا العالم قرية متناهية الصغر، في تلك العوالم لم يكن للمنافسة وجود، فحلاق القرية الوحيد يعتبر أمهر حلاق، وكذلك الخياط لا ينافسه أحد، لكن مع ظهور وسائل المواصلات الحديثة ومن ثم الاتصال أصبح من السهل على الأيدي العاملة الانتقال من بلد إلى بلد، مما استدعى ظهور منافسة شرسة على الوظائف خاصة الأعمال اليدوية الماهرة والوظائف التي ارتبطت بظهور النفط، والتي لم تعتد مجتمعاتنا عليها.
أصبحت المنافسة مع كل سكان الكرة الأرضية تقريبا، ومع ظهور الذكاء الصناعي اشتدت المنافسة على المهارات المرتبطة بالإبداع والابتكار والتحليل وغيرها مما بات يسمى بمهارات المستقبل، التي تسيطر على سوق العمل في عالم تحكمه التقنية بشكل كبير والتي محت الحدود العالمية، أو كما وضعها الرأسمالي الاستثماري مارك أندرزين «تلتهم العالم»، إذ بات من الصعب على الحكومات أن توفر وظائف لمواطنيها، أو صد الهجوم من أصحاب المهارات على سوق العمل فيها، هذا ما استوجب على الحكومة أن تضع من ضمن أولوياتها في «رؤية عمان ٢٠٤٠» بناء إنسان ممكن ومنافس عالميا، لأن المواطن غير القادر على التنافس في سوق عالمي شرس لن يصمد، خاصة مع قرب اختفاء الوظائف التقليدية المعتمدة على التخصصات العامة، إذ إن كثيرا من هذه التخصصات فقدت قيمتها، وظهرت عوضا عنها تخصصات جديدة مرتبطة بالتقنية والابتكار،تتطلب مرونة شديدة جدًا وقدرة فائقة على التأقلم في عالم سريع وشديد التغيير، فلم يعد العمل في مجال التخصص واردا كون كثير من التخصصات كما أسلفنا قد عفا عليها الزمن، ولم تعد كثير من المهارات التي كان السوق يعوّل عليها حتى وقت قصير صالحة لهذا الزمان، ففسحت المجال لمهارات القرن الناعمة التي تتطلب سمات شخصية عوضا عن المهارات الفنية.
إن القدرة على التنافس عالميا، والمرونة، هي التي ستميزك في هذا العالم الذي لم يعد الذكاء والتحصيل الدراسي العالي ميزة فيه، وليس بالضرورة أن تنوي الهجرة للخارج حتى تنافس عالميا، لأن أصحاب المهارات من كل العالم جاءوا لمنافستك حيث توجد.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
أصبحت المنافسة مع كل سكان الكرة الأرضية تقريبا، ومع ظهور الذكاء الصناعي اشتدت المنافسة على المهارات المرتبطة بالإبداع والابتكار والتحليل وغيرها مما بات يسمى بمهارات المستقبل، التي تسيطر على سوق العمل في عالم تحكمه التقنية بشكل كبير والتي محت الحدود العالمية، أو كما وضعها الرأسمالي الاستثماري مارك أندرزين «تلتهم العالم»، إذ بات من الصعب على الحكومات أن توفر وظائف لمواطنيها، أو صد الهجوم من أصحاب المهارات على سوق العمل فيها، هذا ما استوجب على الحكومة أن تضع من ضمن أولوياتها في «رؤية عمان ٢٠٤٠» بناء إنسان ممكن ومنافس عالميا، لأن المواطن غير القادر على التنافس في سوق عالمي شرس لن يصمد، خاصة مع قرب اختفاء الوظائف التقليدية المعتمدة على التخصصات العامة، إذ إن كثيرا من هذه التخصصات فقدت قيمتها، وظهرت عوضا عنها تخصصات جديدة مرتبطة بالتقنية والابتكار،تتطلب مرونة شديدة جدًا وقدرة فائقة على التأقلم في عالم سريع وشديد التغيير، فلم يعد العمل في مجال التخصص واردا كون كثير من التخصصات كما أسلفنا قد عفا عليها الزمن، ولم تعد كثير من المهارات التي كان السوق يعوّل عليها حتى وقت قصير صالحة لهذا الزمان، ففسحت المجال لمهارات القرن الناعمة التي تتطلب سمات شخصية عوضا عن المهارات الفنية.
إن القدرة على التنافس عالميا، والمرونة، هي التي ستميزك في هذا العالم الذي لم يعد الذكاء والتحصيل الدراسي العالي ميزة فيه، وليس بالضرورة أن تنوي الهجرة للخارج حتى تنافس عالميا، لأن أصحاب المهارات من كل العالم جاءوا لمنافستك حيث توجد.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية