أعمدة

هل تعاني من الموتومونيا ؟

 
في الغالب ستكون الإجابة على هذا السؤال بنعم لدى الكثيرين منا؛ لأن هذه المتلازمة شائعة بشكل كبير عند البشر منذ الأزل، رسختها قصص مثل قصص مصباح علاء الدين، ومغارة علي بابا، والجميلة والوحش، التي تحول فيها أشخاص عاديون إلى أثرياء في غمضة عين، ومتلازمة (الموتومونيا) ببساطة هي أن المرء يحلم بهبوط ثروة مفاجئة عليه قد تكون على شكل حقيبة مليئة بالنقود، أو ميراث من قريب لم يعلم بوجوده، أو الفوز بجائزة يانصيب، وبالنسبة للفتيات أن تلتقي بأمير يتزوجها وينقلها إلى البلاط الملكي، وتلعب الكثير من برامج الجوائز الكبرى واليانصيب المنتشرة في بعض الدول على نقطة الضعف هذه عند الناس، حيث تضع جوائز مغرية الهدف منها في الواقع هو سلب أموال الناس، مقابل مبلغ ضئيل بالنسبة لما يحصلون عليه من هذه المسابقات.

جميعنا تقريبا كما ذكرت نعاني من هذه المتلازمة، إذ تشير الإحصائيات إلى أن ٨٠٪ من البشر مصابين بها، ومن أعراضها وفقا للدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة نشر في جريدة المصري اليوم، أن المرء يعيش أحلام يقظة يتخيل فيها هبوط ثروة غير متوقعة، يذهب البعض بخياله إلى أن هذه الثروة تسقط عليه من السماء، أو يقذف بها البحر عليه، تتغير حياته على إثرها تغييرا جذريا، ويبدأ يتخيل أسلوب حياته الجديد، وكيف ستتغير نظرة الناس له خاصة أعداءه، أو الناس الذين يهمه أمرهم ويسعى إلى إثارة إعجابهم، يتخيل كيف سيستقبلونه إذا دخل عليهم، وكيف ستكون معاملتهم معه، وهو يقبل عليهم بسيارته الفارهة، وملابسه الفاخرة، يتخيل الرحلات التي سيذهب فيها، وحتى تفاصيل بيته.

ولأن هذه المتلازمة شائعة ويعاني منها أغلبنا على الأحرى، فهي لا تحتاج إلى تدخل طبي، لكن قد يتمادى البعض في أحلام اليقظة فيهمل عمله، بانتظار الثروة التي ستهبط عليه، وقد يمتنع حتى عن العمل في بعض الحالات المستعصية، وأيضا يصعب علاجها؛ لأن لا أحد يريد الاعتراف بأنه مصاب بها خشية نظرة المجتمع له.

إذا كانت إجابتك على السؤال بنعم، تعرف الآن أنك لست الوحيد.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية