التيارات الهدامة.. والخطر الحضاري
السبت / 2 / رمضان / 1444 هـ - 21:36 - السبت 25 مارس 2023 21:36
ما زالت دعوة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى ضرورة تكريس حضور القيم المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف في حياتنا وفي بناء الأجيال الصاعدة والدفاع عنها بوصفها ركنا من أركان قوة المجتمع وصلابته، وتحذيره -حفظه الله- من خطر ترك تربية النشء على خيارات وسائل التواصل الاجتماعي يتردد صداه ليس في سلطنة عمان فقط وإنما أخذ الموضوع بعدا خليجيا وعربيا. ولم تكن دعوة جلالته منذ البداية دعوة محلية، فالخطر الذي يستشعره جلالة السلطان المعظم أكبر من أن يكون محليا، إنه خطر حضاري يهدد القيم والمبادئ الإسلامية وبالتالي يهدد بنية المجتمعات والدول ومستقبلها.
وكان هذا الموضوع بكل تجلياته هو المحور الرئيسي في الكلمة الافتتاحية للدورة 155 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأسبوع الماضي، وهو موضوع أخذ، أيضا، حيزا نقاشيا واسعا في وسائل الإعلام العربية خلال الفترة الماضية، استشعارا لضرورة بناء خطط وطنية تلقى رعاية من القيادات العليا في الدول العربية لمواجهة الكثير من التيارات والأفكار الدخيلة والهدامة التي تجتاح العالم اليوم، وليس العالم العربي في منأى عنها أبدا.
وهذا الحراك الذي يستشعر حقيقة الخطر سواء على مستوى القيادات العربية والمؤسسات فيها أو على مستوى الأفراد مهم جدا وضروري في سبيل تحرك جماعي لتحصين المجتمعات في الدول العربية ضد كل التيارات الهدامة التي تقوض القيم الإسلامية الأصيلة حيث تختبئ -في الغالب- خلف شعارات تبدو للوهلة الأولى برّاقة ومغرية مثل: الحرية وحقوق الإنسان، والليبرالية.. إلخ، فيما تكون قد أُخرجت من حقيقتها ومضمونها النبيل الذي قد تشير له دلالتها للوهلة الأولى، فيما الأمر في حقيقته يختلف تماما عن تلك الدلالة.
وإذا كان الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي قد ناقش هذه القضية، إلا أن الواجب أن تشغل جميع المؤسسات في الوطن العربي الرسمية والأهلية والمدنية لأنها قضية تمس الهُوية الإسلامية وتمس بقاء المجتمعات في الدول الإسلامية وعدم تشظيها.
وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن تنكفئ الدول العربية على نفسها، وتنعزل، وتتوقف عن التأثير والتأثر بالحضارات الأخرى، فالتأثر كان ولا يزال أحد أسباب التقدم والتطور، والتأثير كان أحد أسباب نشر الإسلام ونشر قيمه ومبادئه في مشارق الأرض ومغاربها، لكن لا بد أن يكون التأثير والتأثر مصحوبَين بقوة المجتمعات الإسلامية وبتحصينها القيمي والأخلاقي وبمعرفتها الدقيقة بحقيقة ما يحدث من حولها وبحقيقة الكثير من المصطلحات التي تتسلل عبر الكثير من منافذ ومعطيات العصر الحديث.
إن تقوية المجتمعات العربية وتوعيتها وبناء الخطط الوطنية والقومية المشتركة من شأنه أن يتصدى للحركات التي تهدد بنية المجتمع الإسلامي وقيمه ومبادئه.. وأي تأخير في هذا الجانب من شأنه أن يجعل تلك الحركات تتغلغل في نسيج المجتمع وتضعفه وتفتت تماسكه، والمرحلة القادمة مهمة في هذا الجانب ولا بد أن تكون جميع المجتمعات العربية والإسلامية على قدر كبير من الوعي للتصدي لكل ذلك.
وختاما لا بدّ من الإشارة هنا إلى أن دعوة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- كانت دعوة تستشعر دوره بوصفه قائدا معنيا بموضوع البناء الحضاري لبلده وأمته العربية.
وكان هذا الموضوع بكل تجلياته هو المحور الرئيسي في الكلمة الافتتاحية للدورة 155 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأسبوع الماضي، وهو موضوع أخذ، أيضا، حيزا نقاشيا واسعا في وسائل الإعلام العربية خلال الفترة الماضية، استشعارا لضرورة بناء خطط وطنية تلقى رعاية من القيادات العليا في الدول العربية لمواجهة الكثير من التيارات والأفكار الدخيلة والهدامة التي تجتاح العالم اليوم، وليس العالم العربي في منأى عنها أبدا.
وهذا الحراك الذي يستشعر حقيقة الخطر سواء على مستوى القيادات العربية والمؤسسات فيها أو على مستوى الأفراد مهم جدا وضروري في سبيل تحرك جماعي لتحصين المجتمعات في الدول العربية ضد كل التيارات الهدامة التي تقوض القيم الإسلامية الأصيلة حيث تختبئ -في الغالب- خلف شعارات تبدو للوهلة الأولى برّاقة ومغرية مثل: الحرية وحقوق الإنسان، والليبرالية.. إلخ، فيما تكون قد أُخرجت من حقيقتها ومضمونها النبيل الذي قد تشير له دلالتها للوهلة الأولى، فيما الأمر في حقيقته يختلف تماما عن تلك الدلالة.
وإذا كان الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي قد ناقش هذه القضية، إلا أن الواجب أن تشغل جميع المؤسسات في الوطن العربي الرسمية والأهلية والمدنية لأنها قضية تمس الهُوية الإسلامية وتمس بقاء المجتمعات في الدول الإسلامية وعدم تشظيها.
وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن تنكفئ الدول العربية على نفسها، وتنعزل، وتتوقف عن التأثير والتأثر بالحضارات الأخرى، فالتأثر كان ولا يزال أحد أسباب التقدم والتطور، والتأثير كان أحد أسباب نشر الإسلام ونشر قيمه ومبادئه في مشارق الأرض ومغاربها، لكن لا بد أن يكون التأثير والتأثر مصحوبَين بقوة المجتمعات الإسلامية وبتحصينها القيمي والأخلاقي وبمعرفتها الدقيقة بحقيقة ما يحدث من حولها وبحقيقة الكثير من المصطلحات التي تتسلل عبر الكثير من منافذ ومعطيات العصر الحديث.
إن تقوية المجتمعات العربية وتوعيتها وبناء الخطط الوطنية والقومية المشتركة من شأنه أن يتصدى للحركات التي تهدد بنية المجتمع الإسلامي وقيمه ومبادئه.. وأي تأخير في هذا الجانب من شأنه أن يجعل تلك الحركات تتغلغل في نسيج المجتمع وتضعفه وتفتت تماسكه، والمرحلة القادمة مهمة في هذا الجانب ولا بد أن تكون جميع المجتمعات العربية والإسلامية على قدر كبير من الوعي للتصدي لكل ذلك.
وختاما لا بدّ من الإشارة هنا إلى أن دعوة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- كانت دعوة تستشعر دوره بوصفه قائدا معنيا بموضوع البناء الحضاري لبلده وأمته العربية.