أعمدة

في الشباك :النهائي المرتقب 

 


تمثل المباراة النهائية لكأس جلالة السلطان لكرة القدم حدثا رياضيا مهما تنتظره جماهير سلطنة عمان سنويا، وارتبطت المسابقة بوجدان العمانيين منذ أن رأت النور في عام 1971، وكان نهائي المسابقة بمثابة عيد للرياضيين في سلطنة عمان خاصة وأن المسابقة ارتبطت ارتباطا وثيقا باحتفالات الأعياد الوطنية.

بريق هذه المسابقة وعلى الرغم من أهميتها لجميع أندية سلطنة عمان التي تسعى جاهدة إلى أن يكون لها شرف الوصول للنهائي بدأ في الخفوت بعد التغيرات التي طرأت عليها؛ بعد تغيير موعد إقامة النهائي وارتباطه بالموسم الكروي، وانتظرنا طوال السنوات الماضية أن يكون هناك تحديث للمسابقة، ويكون الختام بحجم أهمية المسابقة ورمزيتها، لكن الوضع لم يتغير، ولم يحدث شيء جديد حتى أصبح نهائي الكأس مثله مثل أي مباراة تقام خلال الموسم باستثناء وجود راعي الحفل للختام.

غداً عندما يلتقي السيب والنهضة في نهائي الكأس، وهما الناديان الأبرز هذا الموسم في المسابقات الكروية، لم نرَ من القائمين على تنظيم المسابقة، وهما وزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحاد العماني لكرة القدم ما يشعرنا أن النهائي سيقام غداً عكس السنوات السابقة الذي كان هناك حراك إعلامي وتسويقي على الأقل يظهر أهمية هذه المسابقة.

من المهم جدا أن نستفيد مما حدث في هذا الموسم، ويكون التفكير أكثر حداثة في إقامة نهائي الكأس، ويكون الاحتفال يليق بهذه المسابقة الغالية التي كان لها الدور الكبير في تطور الألعاب الرياضية بشكل عام، ولا نريد أن يكون النهائي مجرد نهائي، إنما نريد احتفالية يشارك فيها الجميع من أبناء الأندية، ولا يقتصر الدور على الناديين المتنافسين على اللقب.

أتمنى أن يكون الحضور الجماهيري مميزا في مباراة الغد، ويسهم هذا الحضور في إثراء المباراة فنيا، وإن كنت متخوفا من عدم حضور الجماهير؛ بسبب الهدوء غير الطبيعي من قبل الجماهير التي عودتنا دائما قبل المباراة النهائية أن تكون حاضرة من خلال ما تطرحه في مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى حراك مجتمعي فاعل، وهو ما نفتقده في نهائي هذا العام.

فنيا أتوقع المباراة ستكون صعبة على الفريقين، وكلاهما يملك حظوظا متساوية، ولديهم من الإمكانيات لتقديم أفضل المستويات الفنية التي تسهم في خروج المباراة بالصورة المأمولة، وإن كانت مباريات الكؤوس دائما خارج التوقعات وبها الكثير من الجزئيات والتفاصيل هي التي تحسم النتيجة، وخبرة لاعبي الفريقين ستكون هي عامل الحسم خاصة أن طموحات الفريقين في الفوز باللقب ستكون العامل المشترك، وفريق النهضة يريد إحراز اللقب الأول في تاريخه بعد أن فشل في ثلاثة نهائيات سابقة، والسيب يريدها خامسة في مشواره بعد إحرازه في أربع مناسبات سابقة وخسر مثلها.

كل العوامل متاحة أمام الفريقين في ظل الجاهزية الكاملة للاعبين بتقديم صورة مشرفة للكرة العمانية، ويدرك المدربان الوطنيان رشيد جابر وحمد العزاني أن الحوار بينهما سيكون مفتوحا على مصراعيه، وكلاهما يعرف الآخر جيدا.