إضاءة على المشهد المسرحي العماني
الأربعاء / 1 / شعبان / 1444 هـ - 13:46 - الأربعاء 22 فبراير 2023 13:46
أطلقتُ في أحاديث سابقة ولقاءات متعددة بعض الأفكار والآراء حول المشهد المسرحي في سلطنة عمان، كان آخرها لقاء معي أجراه الإعلامي عامر بن عبدالله الأنصاري في جريدة عمان بتاريخ 31 يوليو 2022م قلت فيه: «إن المسرح في عمان يعمل وفقا للمتيسر من الجهود والتمويل والأحلام والطموحات، وأن منجز الشباب العماني بالخارج مهّم جدًا؛ مبهج ويمكن البناء عليه».
جاء إطلاق هذه الآراء وغيرها عبر تأمل ذاتي وشغف حقيقي، ومتابعة لبعض مستجدات الفعل المسرحي المتكوّن عندنا في عُمان، إمّا على مستوى التأليف للمسرح (1)، أو الإنتاج على مستوى العروض المسرحية، أو الممارسة النقدية الفاعلة. وفي ظِّل ما تقدم، أجدني قد وقفتُ عند ثلاث نقاط أراها بارزة، ويمكن من خلالها استقراء بعض الوقائع التي مرّ بها المشهد المسرح العماني:
النقطة الأول: تختص بالرؤى والطموحات والأحلام، والنقطة الثانية ترتكز على مسألة الدعم المادي ومواصلة البناء في مُجمل النتاج المسرحي العماني الذي تحقق من خلال المهرجانات الخليجية والعربية، أما النقطة الثالثة فترتكز على الممارسة النقدية ومتابعة العروض المسرحية العمانية بالدراسة النقدية الشاملة، سواء من خلال الانفتاح على علم النصّ والتأويل، أو نظريات العرض المسرحي لمجمل العروض التي شاركت في مهرجانات محلية أو خارج سلطنة عمان، وحصدت العديد من الجوائز والمراكز المتقدمة.
***
لقد أججت الرؤى والأحلام طموحات الشباب المسرحيين في عُمان الانتباه إلى الدفع بالحلم لجعل شعلة الأمل في مسرح عماني دائم السيرورة محل بحث وشغف دائمين. وعبر هذه الرؤى يمكن للمتفرّج أو المتلقيّ حصر عدد من الفرق المسرحية التي سعى أعضاؤها أو المنتسبين إليها إلى تحقيق طموحاتهم لتصبح ممكنة الوجود على أرض الواقع ليتبدى ذلك في عدد من الصيغ لمهرجانات مسرحية عمانية محلية تتزعمها الفرق المسرحية الأهلية والمسجّلة رسميا في سجلات وزارة الثقافة والرياضة والشباب البالغ عددها إلى اليوم (54) فرقة، وتتجلى مهمة الفرق المسرحية الناشطة في إثراء المشهد المسرحي العماني بالتنوع من خلال المشاركة في مسابقات العروض المسرحية المحلية والخليجية والعربية، أو المشاركة في مسابقات الأداءات الدرامية المختلفة من خلال توظيف جماليات نظريات العرض المسرحي على صعيد الإخراج والسينوغرافيا والتمثيل.
لقد تبلور الطموح بمشاركات الفرق المسرحية الأهلية في العديد من المهرجانات، سواء جاء ذلك تلبية لطموحاتهم الخاصة أو آمالهم المنتظرة، أو مشاركات رسمية لتمثيل عمان في بعض المحافل الدولية، ولم نعد نستغرب من إنجاز الفرق ما يفوق الواقع (2). الناظر اليوم إلى أهم المهرجانات المسرحية الخليجية والعربية يمكنه الإشارة مثلا إلى: مهرجان الهيئة العربية للمسرح الذي ترعاه حكومة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في القاهرة، ومهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس، ومهرجان المسرح الحّر في الأردن، ومهرجان الشارقة للمسرح الخليجي. أما على المستوى المحلي فلدينا مهرجان المسرح العماني الذي أكد منذ انطلاق دورته الأولى عام 2004م على تعريف العالم بمسرح عماني يعكس المستوى المرموق للحركة المسرحية في سلطنة عمان، وتعدُّ تلك الرؤية هي الصيغة الثابتة للمسرح في عُمان (3). شكَّل المهرجان منذ انطلاقته بوادر لحركة تنافسية فنيّة متجددة للفرق المسرحية. وفي هذا السياق يمكن الاستعانة بورقة بحثية للدكتور سعيد السيابي حصر فيها خارطة للمهرجانات المسرحية التي أقيمت في عمان- من الأقدم إلى الأحدث- وجاءت كاستجابة لطموحات المسرحيين الخاصّة، وتلك المهرجانات هي:-
«مهرجان فرق مسارح الشباب (الهيئة العامة للشؤون الرياضية والثقافية سابقا- 1990م)، ومهرجان المسرح الجامعي (جامعة السلطان قابوس-1996م)، ومهرجان مسقط: دورة أيام جمعة الخصيبي المسرحية (بلدية مسقط- 1999م)، ومهرجان المسرح العماني (وزارة التراث والثقافة سابقا-2004م)، ومهرجان أيام الكليات التطبيقية (وزارة التعليم العالي سابقا)، ومهرجان مسرح الطفل العماني (فرقة مزون الأهلية المسرحية-2007م)، ومهرجان المسرح المدرسي (وزارة التربية والتعليم-2009م)، ومهرجان المونودراما (جامعة السلطان قابوس-2010م)، ومهرجان المسرح الشعبي (الجمعية العمانية للمسرح سابقا-2011م)، ومهرجان وبل المسرحي بالرستاق (نادي الرستاق الرياضي-2012م)، ومهرجان البانتومايم (فرقة صلالة الأهلية المسرحية -2013م)، ومهرجان الصحوة المسرحية (فرقة الصحوة المسرحية بمسقط)»(4) ويمكن إضافة مهرجانات أخرى، كمهرجان ظفار المسرحي (فرقة ظفار الأهلية المسرحية-2014م)، ومهرجان فرقة مسرح الدّن للثقافة والفن (الشارع، والطفل، والكبار-2014م)، ومهرجان سندان لمسرح الشارع (فرقة مسرح الدّن للثقافة والفن -2022م)، ومهرجان مسرح الغرفة (فرقة البُّن للفنون المسرحية والأدائية-2022م).
***
يتصل حديثنا عن استمرارية المشهد المسرحي في عمان بزاوية على غاية من الأهمية تخصُّ الدعم المادي الذي تقدمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب والقطاع الخاص. يتعذّر علينا هنا التعريج على معالجة هذه الإشكالية التي يتجدد حولها الكلام والنقاش بلا طائل، فنظرًا إلى توِّلي أغلب الفرق الأهلية المسرحية اليوم في عمان تأسيس مهرجاناتها الخاصّة، صار المشهد بواقعيته وحرارته مشهدا جيدًا.
وإذا كان التعويل على الأحلام والأمنيات هو نقطة الوهج المشرقة لتفعيل الحراك المسرحي فإن المسرحيين العمانيين إذا ما تجاوزنا الحديث عن قلة الدعم المطلوب من طرف الوزارة المعنية بالفرق المسرحية في سلطنة عمان، أو من طرف هياكل بعض المؤسسات! فإن مشاركات الفرق الأهلية المسرحية في المهرجانات الخليجية والدولية يعد إضاءة مهمة ليس حصرًا على الفرق المشاركة التي تحصد الجوائز الكبرى فحسب، بل لجهود الفاعلين المسرحيين أنفسهم، الذين آمنوا بالمسرح واكتسبوا مع الزمن خبرة فنية أبهرت الجمهور ولجان التحكيم والنقاد؛ فلا تقلّ عروضهم وأداء ممثليهم عن عروض قدمتها فرق مسرحية عربية لقامات مسرحية راسخة في المشهد المسرحي العربي منذ عقود، كمصر والعراق ودمشق، وتونس.
لقد أثبتت المهرجانات المسرحية كما يَعتقد الراسخون في المسرح أنها فرصة مناسبة لتبادل الأفكار مع الخبرات المسرحية العتيدة، ومشاركة فاعلة في اقتناص المتعة عبر مشاهدة عروض تنافسية متنوعة، بالإضافة إلى ذلك فالفرق الأهلية المسرحية عبر وجودها في المهرجانات العربية تكتسب أبعادا معرفية متجددة حول مبادئ الثقافة المسرحية المتغيرة تبعًا لظروف الواقع، بما يفرزه العالم (اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا) على الفاعلين في المسرح، ويدفعهم إلى مناقشة بعض المفاهيم المسرحية والنقدية حول الفضاء المسرحي، والشارع وحيز اللعب، والمسرح وغرفته، والمسرح الرقمي، وجمهور المسرح، فالناظر إلى هذه المفاهيم يجد الحوار حولها يتجدد ليس بفعل «الدرس الأكاديمي»، إنما بواسطة أجواء العروض في مهرجانات المسرح التي تصدت الفرق المسرحية الأهلية إلى إقامتها في عمان.
عند هذه النقطة، لا يمكن لنا أن نغفل جيل المؤسسين الرواد للحركة المسرحية في عُمان التي بدأت مع النادي الأهلي في سبعينيات القرن الماضي على يد الطليعيين: رضا وحسين وأمين أبناء عبداللطيف، وموسى جعفر، ومحمد إلياس فقير، وإذا كانت طموحات الطليعيين آنذاك نشطة متسلحّة بالأمل، وأنهم اليوم قد توقفوا وابتعدوا عن المسرح؛ لاختلاف المراحل الزمنية، وحدوث الانقطاع بين الأجيال، فإن الوهّج الذي تتحرك به بعض الفرق الأهلية المسرحية النشيطة اليوم، هو امتداد لأحلام وطموحات جيل الرواد، وما وجود الخطط لدى بعض الفرق الأهلية المسرحية لإطلاق مهرجان (مثلا مسرح الغرفة لفرقة البُّن)، إلا رغبة جامحة لاستدعاء أو الحفاظ على شعلة ذلك الوهج لإثبات الوجود، وعدم الوقوف خلف الأبواب والبكاء على اللبن المسكوب.
وفي سياق وجود التخطيط لدى الفرق الأهلية المسرحية، والتركيز على الفعل المسرحي المُنظَّم، والعمل الدؤوب، يحظى المشهد المسرحي في عمان اليوم بقفزة مهمة تجسدت في تخصيص مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم دورته التاسعة 2022م جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب -طيب الله ثراه- في مجال المسرح، حيث مُنحت فرقة مسرح الدّن للثقافة والفن الجائزة في مجال الفرق المسرحية- فرع الفنون- وجاء في حيثيات فوزها كما أعلن عضو لجنة التحكيم الدكتور عجاج الحفيري قائلا: « قدم العرض الفائز شرط المسرح المعاصر، وتناول الراهن وهو قريب من المسرح الحديث، والعمل يعد فخرًا للمسرح العربي والعماني»، وما كان لذلك الاستحقاق أن تناله الفرقة إلاّ وهي تضع نصبَ عينيها وضع خطة عمل، وتركيز عبر سنين يبوئها المكانة المرموقة.
إن السمة الأساسية اليوم التي يتميز بها المشهد المسرحي في عُمان منذ الدورة الأولى لمهرجان المسرح العماني، ومهرجان المسرح الجامعي وجائزة السلطان قابوس (مجال المسرح) عدم الاتكاء على عنصر المصادفة، أو المشاركات المجانيّة التي لا تضاف إلى سجّل الفرق الأهلية شيئا يستحق الإشادة به، وأن تنظيم الفرق من الداخل مسألة مهمة في مسار الفرق والتجربة المسرحية.
ما الذي يظهر لدينا اليوم من تساؤلات؟
إنّ المفارقة الصارخة في مسرحنا العماني مع وجود هذه الكثرة من المشاركات والمهرجانات ويسبقها قبل ذلك كله طموحات المسرحيين وآمالهم الكبيرة، يُمكن أن يتجسّد في ركنين، أولهما: غياب مسرح جاهز بنظام تقني متقدم يشمل جميع مفردات عناصر المسرح الحديث صارت الحاجة إليه ضرورة، ثانيهما: قلة وجود الدراسات النقدية المختصة حول «عناصر التركيب الجمالي في العرض المسرحي» (5)، ويشتمل التركيب على عدة عناصر منها: عدم توفر دراسات نقدية مختصة حول فضاءات التجريب في البيئات الجغرافية العمانية التقليدية التي تمتلك تراثا عمرانيا فرجويا يصلح لإثراء المسرح (إمطي والبليد والسبلة وسوق نزوى كنماذج)، وكذلك نلحظ غياب دراسات مختصة في ميكانيزم الممثل (6) ويماثلها غياب دراسات حول اشتغالات السينوغرافيا في حكايات التراث المحلي بشقيه المادي وغير المادي. وعند هذه النقطة، ينبغي التأكيد على وظيفة الأرشفة العلمية للعروض المسرحية بحيث يسهل الحصول عليها عند دراسة الباحثين لتطور العروض المسرحية، وهذا ينقلنا إلى مستوى النقطة الأخيرة المختصة بالممارسة النقدية للأكاديميين العمانيين والباحثين المختصين بالمسرح، والكتابة النقدية المؤسَسة على منهج واضح وسؤال معرفي قلق يشتبك مع الفلسفة واللاهوت والأساطير وعلم التأويل والموسيقى وفنون التشكيل كافة، كذلك نلاحظ غياب دراسات نقدية تفهم خصوصيات جمهور المسرح في ظل مفاهيم ما يتصل بأنواع الفرجات التقليدية، واستقراء تأثيراتها على العروض المسرحية سواء التي شاركت في مهرجانات محلية أو خليجية أو عربية ضمن مفاهيم الحداثة والتجريب.
حول قلة الدراسات النقدية للمسرح تأليفا، وتمثيلا، وإخراجا، وتقنية، لا يبدو المشهد المسرحي في عُمان ضعيفا في المُطلق، لكنه يشير في كثير من الأحيان إلى تكوين رصيد نقدي لباحثين قاموا بتوظيف مرجعيات ثقافية متنوعة لقراءة النتاج المسرحي، ويمكن الإشارة إلى بعض الإصدارات -من الأقدم إلى الأحدث- وهي كما يلي:-
1- المسرح في النادي الأهلي بسلطنة عمان، المطبعة الحكومية، 1977م.
2- توظيف الأدب الشعبي في النص المسرحي، د. سعيد بن محمد السيابي، 2005م
3- المسرح في عمان من الظاهرة التقليدية إلى رؤى الحداثة، د. عبدالكريم بن علي جواد، 2006م
4- رؤية في المسرح العماني، د. عزة بنت حمود القصابية. 2006م
5- الحركة المسرحية في عمان، د. محمد بن سيف الحبسي. 2006م
6- معجم المسرح العماني (نصوص وعروض)، تأليف مشترك د. محمد بن سيف الحبسي، وسعيد بن محمد السيابي، 2006م
7- المسرح في عمان واقع وتطلّع، حصاد ندوة المنتدى الأدبي، 2010م.
8- الآخر في المسرح العماني، تأليف مشترك د. كاملة بنت الوليد الهنائية، ود. سعيد بن محمد السيابي، 2013م.
9- مغامرة النص المسرحي في عمان «مسرحيات النادي الأهلي أنموذجا»، د. آمنة الربيع، 2014م.
10- جماليات التأليف الدّرامي والإخراج المسرحي في تجارب مسرحية عمانية، د. آمنة الربيع، 2018م.
11- المسرح الخليجي من التقليدية إلى فضاء المسرح العالمي، د. عزة القصابي، 2022م.
12- التّناص في مسرحيات آمنة الربيع (آليات التوظيف وأبعاده الفنية)، محمد خلفان، 2022م.
13- هلال بن سيف البادي، سرديات الخطاب المسرحي لدى بدر الحمداني، رسالة ماجستير، 2022م، (لم تُطبع بعد).
يتضح من عناوين الدراسات المسرحية النقدية السابقة انشغالها بالمسرح في عمان، مع غياب الدراسات المختصة حول العرض المسرحي ونظرياته (الممثل والحركة والصوت والإضاءة والفضاءات والسينوغرافيا والجمهور)، وهي عناصر كما نستنتج من جوليان هلتون في كتابه (نظرية العرض المسرحي) تدخل في فحص الطبيعة التوليدية للعرض المسرحي، وفاعلية المسرح في حياتنا.
الهوامش:
1- هذه عناوين لبعض المسرحيات المتفرقة صدرت عن الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء: وفاء الشامسي، (أقنعة الانتظار- 2016م)، محمد خلفان (سأصير شجرة ومسرحيات أخرى للأطفال- 2019)، اليقظان اليماني، (عقد اللؤلؤ- 2021م)، عماد الشنفري وآخرون، (من ظلال البيت الكبير- 2021م).
2- من الجوائز التي حصدتها مؤخرا بعض الفرق الأهلية المسرحية يمكن الإشارة إلى: جوائز فرقة مزون في مهرجان فجر الأخير وقبله مهرجان مسرح بلا إنتاج في الإسكندرية وقبلهما مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي. جوائز فرقة مسرح الدن في مهرجان كربلاء الدولي للمسرح وقبله مهرجان أوال المسرحي في البحرين. جوائز فرقة البُّن في مهرجان بلبنان، وجوائز فرقة آفاق في مهرجان بالقاهرة وفي المغرب.
3- يمكن الإشارة إلى مسابقات مهرجانات محلية أخرى: مسابقة إبداعات ثقافية، ومهرجان آفاق المسرحي، ومهرجان الممثل العماني، مهرجان جامعة التقنية والعلوم التطبيقية المسرحي.
4- للتوسع أنظر: نصوص المهرجانات المسرحية في سلطنة عمان بين سياق الكلمة ودلالة اختيار الفعل “1”، الموقع الرسمي لجريدة الوطن، https://alwatan.com/details/46159
5- عنوان كتاب للدكتور عبدالمجيد شاكير صدر عن الهيئة العربية للمسرح بالشارقة 2013م
6- حسب تقديري الشخصي إن مراحل جني التمور التي ارتبط بها العماني منذ قديم الزمان بداية من (التقليم والتحدير والخرافة والجداد والتنظيف والكناز) إحدى أشكال تدريب الممثل التي يمكن الاستفادة منها في تثوير مسالك تدريبات الممثل وفهم لغة الجسد وعمل المجاميع وربطها بطقس وصوت البيئة العمانية التقليدية.