أعمدة

في الشباك :واقع وطموح

 
لم استغرب من التساؤلات التي طرحها العديد من الاتحادات الخليجية لكرة القدم على هامش دورة كأس الخليج عن واقع كرة القدم في سلطنة عمان، وكيف نجح المنتخب الوطني في أن يلفت الأنظار بما قدمه في 'خليجي 25' ووصوله لنهائي البطولة، وكيف استطاع هذا المنتخب أن يقدم جيلا آخر للكرة العمانية، ولم يتأثر بغياب الأجيال المتعاقبة، إنما يقدم بين الحين والأخر نجوما على الساحة الخليجية.

الإطراء والإعجاب بالكرة العمانية على الرغم من واقعنا المحلي في ظل (الهواية) التي نمارسها، وغياب الاهتمام من قبل الأندية في ظل محدودية الإمكانيات التي تتوفر لها وبأجهزة فنية محلية يؤكد للجميع بأننا نملك ثروة وطنية هائلة من اللاعبين الشباب المبدعين الذين بإمكانهم أن يكونوا أبطالا في جميع الألعاب الرياضية وليست كرة القدم فقط، وهم في حاجة إلى إعداد وتأهيل وتدريب واحتراف حتى لو كان جزءا في بداية الأمر.

وفي الوقت الذي ينظر لمنتخبنا الوطني لكرة القدم بأنه الأفضل نجد هناك من يحاول أن يوجد أزمة مفتعلة والبحث عن قضية رأي عام، وهي في الأساس أمر تم تجاوزه في وقته وبقرار بعيد جدا عن مجلس إدارة اتحاد الكرة.

الجانب الإيجابي في مشاركة المنتخب الوطني في 'خليجي 25' هي النتائج التي حققها في هذه الدورة، وكانت الاستفادة الفنية للعناصر الشابة التي راهن عليها المدرب برانكو هي أكبر مكسب، وهو ما أكده قبل المشاركة في 'خليجي 25' عندما ذكر في حديث نشر في صفحات 'عمان الرياضي' بجريدة عمان بأن هدفه هو صنع منتخب شاب قادر على المنافسة في الاستحقاقات القادمة وينظر للغد وليس لليوم.

الحديث عن 'خليجي 25' لم يتوقف، ولكن نسينا ما هو القادم الذي يجب أن نفتح ملفاته، وكيف تسير أمور منتخباتنا الوطنية في الألعاب الرياضية، وماهي استعداداتها لدورة الألعاب الآسيوية التي ستقام صيف هذا العام، وماهي المنتخبات المشاركة في الألعاب الفردية والجماعية، وأين برامجها ومعسكراتها ومبارياتها ونتائجها المحققة خاصة وأن هذه المنتخبات تنتظرها استحقاقات أخرى تتمثل في تصفيات أولمبياد باريس 2024، منها المنتخب الأولمبي لكرة القدم. وحتى اليوم لم نلزم الصمت ونبدأ في الإخفاق أثناء الحديث عن جوانب ليس لها علاقة بالجوانب الفنية، وكيفية الارتقاء بها، إنما البحث عن أهداف أخرى بعيدة عن النقد البناء الذي يخدم الصالح العام.

ناصر درويش