فِكرة " ترند "
الاحد / 7 / جمادى الآخرة / 1444 هـ - 20:52 - الاحد 1 يناير 2023 20:52
ننظر إلى البعيد فندرجه في أحاديثنا كنظرة بعيدة المدى، تمتد وتطال المستقبل، نحو تلك الأهداف القصوى بعيدة الرؤية، فيقال لك اشحذ إمكانياتك إلى أقصى قدراتها، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، الا أنه رغم ذلك نظل ننظر إلى البعيد، لكن ما هو البعيد يا ترى؟ وكفلسفة بعيدة النظر نتساءل هل ذلك البعيد هو مد للنظر؟ أم هي أقصى قدراتك؟ أو أنه ذلك الحلم البعيد الساطع؟ لكن كل ذلك البعيد هنالك ما هو أبعد منه وأبعد، فيظل البعيد نسبيا، وعرضة للفوارق والاختلافات بين شخص وآخر، فأنت عندما تحفّز أحدهم شاحذا هممه، تطلب منه أن ينظر إلى ذلك البعيد، وإلى البعيد جدا، وما عليك سوى أن تقترب منه أو تعطيه أبعد ما عندك.
جميع قصص المبدعين، وأكثرها تداولا وأبلغها تأثيرا، والتي ما زالت على مر السنين تلتمع بريقا ولم يخفت نورها، ليتتبعها السالكون نحو الطريق الإبداعية، لنحلم أن نتجاوز الأحلام المتتالية، والتي على مرمى البصر منك، والتي يرى ذوو العقليات النمطية؛ بأنك لا بدّ أن تجتازها مرحلة عبر أخرى، لتكون أكثر استعدادا، وجاهزية للوصول إلى ذلك البعيد، والبعيد جدا، فأين هو ذلك البعيد يا ترى؟
لتظهر في كل حين وتطل برأسها في كثير من المحافل العبارة القائلة 'خارج الصندوق'، لتسبقها كلمات من قبيل فكّر، تحرّك، انطلق خارج الصندوق، ليكون النمط الواقعي التكراري هو المقصود بذلك التعبير المجازي ' خارج الصندوق '، ليشكّل بيئة مسيّجة للأفكار، وعائقة لإمكانية تحرّرها، لتكون خارج المدى وخارج الصندوق، وبعيدة إلى الحدّ الذي يجاوز مرمى البصر، فتأسرك العبارة فتبدأ بالخروج فعلا من الصندوق، لكن سيفاجئك حقا بأن الصندوق داخل صندوق، والصندوق داخل صندوق أكبر آخر، فهو غير قادر على الخروج حقا سوى من سلسلة وعدد متسلسل من الصناديق فوق بعضها البعض.
ولأن كل شيء يبدأ بفكرة؛ فإن لذلك البعيد وللخروج من الصندوق بحاجة إلى فكرة تجاوز المألوف، وتصل إلى ما هو أبعد من مستوى الرؤية، إلى البعيد الأبعد مما كنت تظنه أنت ومن حولك، لكن تلك الأفكار محكومة بمنظومة مؤتلفة من أفكار سابقة، تتآزر لتكوين فكرتك الحالية، فتجد أنه من الصعب أن تكون لك فكرة تتحرر مما قبلها، وغير مرتبطة بما بعده، فكرة وليدة ثورة فكرية.
بعد أن عرفت متأخرا بأنه تمّت برمجتك لسنين حياتك الماضية، بحيث بات يصعب الفكاك من الصندوق، فتظلّ عالقا، ويطالبونك بالنظر أو الخروج من الصندوق، فتكافح لأجل ذلك فتبدأ ببناء الأفكار، وما أن تتجاوز الصندوق حتى تجد أنك داخل صندوق آخر، والصندوق بخارجه صندوق أيضا، وما أن تصطدم بتلك الصناديق واحدا تلو الآخر؛ حتى تعرف ولكن على نحو متأخر جدا؛ بأنه تمّت برمجتك خلال وطوال سنين حياتك المنصرمة، على ذلك النمط المعرفي المتنامي الذي يشدّك إليه بطريقة يصعب معها الفكاك منه، ليطالبك بأن تسير وفق منظومته المتنامية، لكن ما أن تبصر هذه الحقيقة حتى تكون حينها مهيأ ومستعدا بما يكفي لأن تعرف كيف تحاول أن تصنع فكرة متجرّدة من الفرضيات والقيود، حرّة طليقة لا تعيش خارج الصندوق.
فتلك الفكرة الأولية التي تطلقها على نحو تلقائي فطري؛ مرهون ومقترن بما سبقها من أفكار بحاجة إلى معالجة وقراءة تتبعيّة ما بين الماضي والمستقبل، أو تحمل سلاسل من الأفكار باعتبارها تم الاطلاع عليها سابقا، وتضيف عليها ما يوازيها في الجهة الأخرى كأفكار حديثة وإن كانت مرتبطة بها.
أطلِق سراح أفكارك كقارب يتهادى على عرض المحيط، باحثا عن مرسى لرحلته، وصوِّب سِهام الفكرة باتجاه الهدف بحيث لا يحيد عنه ولا يخطئه، وقم برصّ الأفكار الصغيرة العابرة، وعلى نحو موجه في بنيان من أفكار متنامية، كن صيادا يحمل شبكة شغوفة بالأفكار المتفردة لتجمع منها ما يناسب توجهاتك، كن كغصن شجرة تحط فيها طيور من الأفكار المغرّدة، فإن تلك الأفكار قادرة على التآلف لتكوين فكرة لا مثيل لها في الدهشة والفاعلية والجدّة، ومما جاء ذكره في كتاب الحصان وابنه، وهي رواية الخيال الفانتازي للأطفال تأليف الكاتب ' كليف ستيبلز لويس '، وكما جاء في الرواية أن الحصان الصغير يسأل والده أنه غير قادر على رؤية الطريق، فيخبره والده سرا ذكيا، ' هل ترى خطوتك التالية؟ هي الطريق '، فما إن تضع قدمك على أول الطريق حتى تتضح لك الرؤية تباعا، وخطوة تلو خطوة.
كشأن تلك الأفكار تماما، قد لا يتمكن عقلك من صناعة فكرة فذّة آنذاك، تفوق مستوى الأفكار من حولك، إلا أنه وبعد سلسلة من الأفكار المتتابعة؛ سيكون هناك تنامٍ تدريجي للفكرة الأم، وستبصر من بعدها الطريق جيدا، وكأنك تنظر إليها من علو السماء.
لكنّنا يصعب علينا تجاوز أفكارنا بدون معرفة حدودها السابقة المحصورة فيها من الأساس، أو ما نسميه الفكرة الحبيسة داخل الصندوق، وتاريخها الممتد ما بين الماضي والحاضر، ومحاولة فهم أبعادها ما بين سقف التوقعات العالي، وأرضية الأساس الرصينة، ولا شيء أكثر فعالية في البحث عن التساؤلات التي ستحيط بها الفكرة لمساعدتها للخروج من شرنقتها، لتعرف المواد الأولية الخام للفكرة، وتاريخها التطوري الموجز، ولتتساءل عن آخر ما وصل إليه العلم في شأن تلك الفكرة ومجالها.
إن تحديد جهات الفكرة الأربع ما بين الماضي والمستقبل، وسقف التوقعات والأساسيات التي تقوم عليها، تتيح لك الانزياح التدريجي نحو امتداداتها الأربع، سواء كان برفع سقف التوقعات وبتجاوزها، أو معرفة أرضية أكثر ثباتا يقوم عليها جوهر الفكرة، أو محاولة تفكيك مواد الفكرة الأولية الخام، والتقهقر إلى الماضي لصناعتها مجددا بشكل مختلف أو استبصار للمستقبل، ومحاولة اختصار مئات الخطوات التي تقاس بالسنين، في مدة زمنية قياسية، وكنموذج تصوري توضيحي؛ فإن الخارطة الذهنية التي تكون على شكل أسهم الاتجاهات الأربعة، تُعطيك مختصرا لآلية ابتكار فكرة ترند، وذلك عبر تتبع مسارات السهم، والتي تمثّل اتجاهات الفكرة الأربعة الأساسية، فما تلك الأفكار الإبداعية، أو كما تسميها أفكار ترند التي تخاطب عقلك بلغة الدهشة، والتي لا يمكن أن يتجاوزها عقلك دون أن يقف لحظة إجلال من تركيز.
ولتقل متسائلا عن الأرضية الثابتة، والهدف الأساسي من الفكرة، لينطلق بصرك بعدها متأملًا في سقف التوقعات المأمول من الفكرة، وبتحديد الجهات الأربعة للفكرة ستتمكن من توسعتها على النحو الصحيح، فمعرفة التاريخ التطوري للفكرة، وإن كان على نحو موجز، وبطابع تأملي تحقق لنا قياس مدى التغيير في التعامل مع تلك الفكرة، ويحقق لك الوصول إلى المواد الأم التي قد تعينك لصناعة فكرة جديدة، كما أن الوقوف على الهدف الحقيقي من الفكرة؛ سيحقّق لك إمكانية معرفة ما أنت متوجّه نحوه، وبإطلاق التفكير ستكون قادرا على معرفة الامتدادات الأخرى، ما بين سقف التوقعات والرؤى المستقبلية.
كفأس حطّاب لا يطرُق جذع الشجرة من ذات المكان والزاوية، بل أنه يجعلها تتداعى من تلقاء نفسها، وذلك عبر تصميم محكم رائع لطرقات متفرّقة، فلست بحاجة إلى إتلاف الصندوق لتخرج منه، ولا لشنّ هجوم حرب باردة نقديّة على النظم القائمة والأفكار البالية، فالأفكار المميزة وعلى الدوام ستجد نفسها تتربّع على العرش وبشكل تلقائي، فمنظومة الكون وإن اضطربت وساء فيها ما لا ينفع؛ استعادت استقرارها مجددا بأفكار صحيحة مميزة من المبدعين أنفسهم، فالمبدعون كما جاء في كتاب الباب الثالث 'لأليكس بانايان' الكاتب الأمريكي الشاب، وفي بحثه الموسّع للكشْف عن الطرق التي اعتمدها أشهر الناجحين عالميا في مسيرتهم المهنيّة، حيث لاحظ وعلى نحو متكرّر في كل سير الناجحين وأغلبها، بأنهم يدخلون دائما من الباب الثالث، حيث يقول وكما جاء في الصفحات الأولى من كتابته: ' ما لا يخبرك به أحد، أن هناك دائما بابا ثالثا، وهو المدخل الذي يتوجّب فيه القفز خارج الصف '.
جميع قصص المبدعين، وأكثرها تداولا وأبلغها تأثيرا، والتي ما زالت على مر السنين تلتمع بريقا ولم يخفت نورها، ليتتبعها السالكون نحو الطريق الإبداعية، لنحلم أن نتجاوز الأحلام المتتالية، والتي على مرمى البصر منك، والتي يرى ذوو العقليات النمطية؛ بأنك لا بدّ أن تجتازها مرحلة عبر أخرى، لتكون أكثر استعدادا، وجاهزية للوصول إلى ذلك البعيد، والبعيد جدا، فأين هو ذلك البعيد يا ترى؟
لتظهر في كل حين وتطل برأسها في كثير من المحافل العبارة القائلة 'خارج الصندوق'، لتسبقها كلمات من قبيل فكّر، تحرّك، انطلق خارج الصندوق، ليكون النمط الواقعي التكراري هو المقصود بذلك التعبير المجازي ' خارج الصندوق '، ليشكّل بيئة مسيّجة للأفكار، وعائقة لإمكانية تحرّرها، لتكون خارج المدى وخارج الصندوق، وبعيدة إلى الحدّ الذي يجاوز مرمى البصر، فتأسرك العبارة فتبدأ بالخروج فعلا من الصندوق، لكن سيفاجئك حقا بأن الصندوق داخل صندوق، والصندوق داخل صندوق أكبر آخر، فهو غير قادر على الخروج حقا سوى من سلسلة وعدد متسلسل من الصناديق فوق بعضها البعض.
ولأن كل شيء يبدأ بفكرة؛ فإن لذلك البعيد وللخروج من الصندوق بحاجة إلى فكرة تجاوز المألوف، وتصل إلى ما هو أبعد من مستوى الرؤية، إلى البعيد الأبعد مما كنت تظنه أنت ومن حولك، لكن تلك الأفكار محكومة بمنظومة مؤتلفة من أفكار سابقة، تتآزر لتكوين فكرتك الحالية، فتجد أنه من الصعب أن تكون لك فكرة تتحرر مما قبلها، وغير مرتبطة بما بعده، فكرة وليدة ثورة فكرية.
بعد أن عرفت متأخرا بأنه تمّت برمجتك لسنين حياتك الماضية، بحيث بات يصعب الفكاك من الصندوق، فتظلّ عالقا، ويطالبونك بالنظر أو الخروج من الصندوق، فتكافح لأجل ذلك فتبدأ ببناء الأفكار، وما أن تتجاوز الصندوق حتى تجد أنك داخل صندوق آخر، والصندوق بخارجه صندوق أيضا، وما أن تصطدم بتلك الصناديق واحدا تلو الآخر؛ حتى تعرف ولكن على نحو متأخر جدا؛ بأنه تمّت برمجتك خلال وطوال سنين حياتك المنصرمة، على ذلك النمط المعرفي المتنامي الذي يشدّك إليه بطريقة يصعب معها الفكاك منه، ليطالبك بأن تسير وفق منظومته المتنامية، لكن ما أن تبصر هذه الحقيقة حتى تكون حينها مهيأ ومستعدا بما يكفي لأن تعرف كيف تحاول أن تصنع فكرة متجرّدة من الفرضيات والقيود، حرّة طليقة لا تعيش خارج الصندوق.
فتلك الفكرة الأولية التي تطلقها على نحو تلقائي فطري؛ مرهون ومقترن بما سبقها من أفكار بحاجة إلى معالجة وقراءة تتبعيّة ما بين الماضي والمستقبل، أو تحمل سلاسل من الأفكار باعتبارها تم الاطلاع عليها سابقا، وتضيف عليها ما يوازيها في الجهة الأخرى كأفكار حديثة وإن كانت مرتبطة بها.
أطلِق سراح أفكارك كقارب يتهادى على عرض المحيط، باحثا عن مرسى لرحلته، وصوِّب سِهام الفكرة باتجاه الهدف بحيث لا يحيد عنه ولا يخطئه، وقم برصّ الأفكار الصغيرة العابرة، وعلى نحو موجه في بنيان من أفكار متنامية، كن صيادا يحمل شبكة شغوفة بالأفكار المتفردة لتجمع منها ما يناسب توجهاتك، كن كغصن شجرة تحط فيها طيور من الأفكار المغرّدة، فإن تلك الأفكار قادرة على التآلف لتكوين فكرة لا مثيل لها في الدهشة والفاعلية والجدّة، ومما جاء ذكره في كتاب الحصان وابنه، وهي رواية الخيال الفانتازي للأطفال تأليف الكاتب ' كليف ستيبلز لويس '، وكما جاء في الرواية أن الحصان الصغير يسأل والده أنه غير قادر على رؤية الطريق، فيخبره والده سرا ذكيا، ' هل ترى خطوتك التالية؟ هي الطريق '، فما إن تضع قدمك على أول الطريق حتى تتضح لك الرؤية تباعا، وخطوة تلو خطوة.
كشأن تلك الأفكار تماما، قد لا يتمكن عقلك من صناعة فكرة فذّة آنذاك، تفوق مستوى الأفكار من حولك، إلا أنه وبعد سلسلة من الأفكار المتتابعة؛ سيكون هناك تنامٍ تدريجي للفكرة الأم، وستبصر من بعدها الطريق جيدا، وكأنك تنظر إليها من علو السماء.
لكنّنا يصعب علينا تجاوز أفكارنا بدون معرفة حدودها السابقة المحصورة فيها من الأساس، أو ما نسميه الفكرة الحبيسة داخل الصندوق، وتاريخها الممتد ما بين الماضي والحاضر، ومحاولة فهم أبعادها ما بين سقف التوقعات العالي، وأرضية الأساس الرصينة، ولا شيء أكثر فعالية في البحث عن التساؤلات التي ستحيط بها الفكرة لمساعدتها للخروج من شرنقتها، لتعرف المواد الأولية الخام للفكرة، وتاريخها التطوري الموجز، ولتتساءل عن آخر ما وصل إليه العلم في شأن تلك الفكرة ومجالها.
إن تحديد جهات الفكرة الأربع ما بين الماضي والمستقبل، وسقف التوقعات والأساسيات التي تقوم عليها، تتيح لك الانزياح التدريجي نحو امتداداتها الأربع، سواء كان برفع سقف التوقعات وبتجاوزها، أو معرفة أرضية أكثر ثباتا يقوم عليها جوهر الفكرة، أو محاولة تفكيك مواد الفكرة الأولية الخام، والتقهقر إلى الماضي لصناعتها مجددا بشكل مختلف أو استبصار للمستقبل، ومحاولة اختصار مئات الخطوات التي تقاس بالسنين، في مدة زمنية قياسية، وكنموذج تصوري توضيحي؛ فإن الخارطة الذهنية التي تكون على شكل أسهم الاتجاهات الأربعة، تُعطيك مختصرا لآلية ابتكار فكرة ترند، وذلك عبر تتبع مسارات السهم، والتي تمثّل اتجاهات الفكرة الأربعة الأساسية، فما تلك الأفكار الإبداعية، أو كما تسميها أفكار ترند التي تخاطب عقلك بلغة الدهشة، والتي لا يمكن أن يتجاوزها عقلك دون أن يقف لحظة إجلال من تركيز.
ولتقل متسائلا عن الأرضية الثابتة، والهدف الأساسي من الفكرة، لينطلق بصرك بعدها متأملًا في سقف التوقعات المأمول من الفكرة، وبتحديد الجهات الأربعة للفكرة ستتمكن من توسعتها على النحو الصحيح، فمعرفة التاريخ التطوري للفكرة، وإن كان على نحو موجز، وبطابع تأملي تحقق لنا قياس مدى التغيير في التعامل مع تلك الفكرة، ويحقق لك الوصول إلى المواد الأم التي قد تعينك لصناعة فكرة جديدة، كما أن الوقوف على الهدف الحقيقي من الفكرة؛ سيحقّق لك إمكانية معرفة ما أنت متوجّه نحوه، وبإطلاق التفكير ستكون قادرا على معرفة الامتدادات الأخرى، ما بين سقف التوقعات والرؤى المستقبلية.
كفأس حطّاب لا يطرُق جذع الشجرة من ذات المكان والزاوية، بل أنه يجعلها تتداعى من تلقاء نفسها، وذلك عبر تصميم محكم رائع لطرقات متفرّقة، فلست بحاجة إلى إتلاف الصندوق لتخرج منه، ولا لشنّ هجوم حرب باردة نقديّة على النظم القائمة والأفكار البالية، فالأفكار المميزة وعلى الدوام ستجد نفسها تتربّع على العرش وبشكل تلقائي، فمنظومة الكون وإن اضطربت وساء فيها ما لا ينفع؛ استعادت استقرارها مجددا بأفكار صحيحة مميزة من المبدعين أنفسهم، فالمبدعون كما جاء في كتاب الباب الثالث 'لأليكس بانايان' الكاتب الأمريكي الشاب، وفي بحثه الموسّع للكشْف عن الطرق التي اعتمدها أشهر الناجحين عالميا في مسيرتهم المهنيّة، حيث لاحظ وعلى نحو متكرّر في كل سير الناجحين وأغلبها، بأنهم يدخلون دائما من الباب الثالث، حيث يقول وكما جاء في الصفحات الأولى من كتابته: ' ما لا يخبرك به أحد، أن هناك دائما بابا ثالثا، وهو المدخل الذي يتوجّب فيه القفز خارج الصف '.