هل ننصف أنفسنا في العالم العربي؟!
الاحد / 23 / جمادى الأولى / 1444 هـ - 22:02 - الاحد 18 ديسمبر 2022 22:02
كان ثمة خطاب سائد في العالم العربي قبل الغربي، وربما ما زال رغم كل شيء، يقول إن الدول العربية لا تستطيع تنظيم فعاليات عالمية بنفس النجاح الذي تنظمه الدول الأوروبية حتى لو توفرت لديها الإمكانيات المادية، فالجانب المادي وحده لا يكفي.
ورغم أن مقولة (الجانب المادي وحده لا يكفي) صحيحة في حد ذاتها فإنها تستخدم هنا في غير محلها، ورغم أن الغرب روّج كثيرًا لهذا الاعتقاد إلا أنّ الكثير من الجماهير العربية وصلت إلى حد الإيمان به وتصديقه الأمر الذي خارت أمامه عزائم الرجال في الكثير من تفاصيل الكفاح العربي نحو التقدم والازدهار.
وفي الحقيقة فإن هذه الرؤية ما هي إلا تمظهر بسيط من مظاهر التقليل من شأن العقل العربي وقدرته على الإبداع والابتكار، العقل الذي وضع في لحظة قوة الدولة العربية الإسلامية أسس التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نراه اليوم وفي الكثير من المجالات الحياتية بل حتى مناهج العلوم في الكثير من الجامعات الغربية، وعلى مدى الكثير من السنوات شهد العقل العربي الكثير من النقد الذي قلّل من شأنه في ذاته وليس في الظروف المحيطة به سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ومعرفيًا.
وإذا ما تجاوزنا النقاش حول موضوع العقل العربي لأنه شائك ومُدخلاته كثيرة جدًا وليس هذا مكان نقاشه، وبقينا مع قدرة الدول العربية اليوم في استضافة وتنظيم فعاليات عالمية فإن ما حدث في دولة قطر التي اختتمت أمس تنظيم واحدة من أفضل نسخ كأس العالم لكرة القدم يمكن أن يعطي لنا تصورًا عن خطأ ذلك الاعتقاد الذي يظلم العرب ويظلم قدراتهم، بل إن ما حدث في قطر خلال الفترة الماضية كشف قدرة العرب على الإبداع والإبهار، وأنّ الثقافة العربية تستطيع أن تستوعب الثقافات الأخرى مهما كان حجم الاختلاف بينهما، تستطيع أن تستوعب الغرب وتبهره بتفاصيلها إذا ما توافقنا على أن كأس العالم في قطر طُبِعت بالكثير من معالم الثقافة العربية وأن العالم استطاع أن يعرف عن الدول العربية وعن ثقافتها وعن إنسانها في كأس العالم أكثر بكثير مما كان يعرفه عنها، وهذا أحد أهم مكاسب استضافة البطولة.
والمهم من الأمر كله وبعد نجاح دولة قطر في تنظيم كأس العالم، وهو إحدى أكبر الفعاليات في العالم هل سنبقى نعتقد أننا لا نستطيع تنظيم الفعاليات العالمية أم سننصف أنفسنا وتأريخنا وعقلنا، وهل ستبقى الجماهير العالمية في جميع قارات العالم تنظر إلى العربي وفق الصورة النمطية التي رسمها إعلام الاستعمار عبر القرون الماضية أم أن العقل الغربي «العقل الجمعي» سيستطيع أن يرى العربي في صورته الحقيقية؟!!
ورغم أن مقولة (الجانب المادي وحده لا يكفي) صحيحة في حد ذاتها فإنها تستخدم هنا في غير محلها، ورغم أن الغرب روّج كثيرًا لهذا الاعتقاد إلا أنّ الكثير من الجماهير العربية وصلت إلى حد الإيمان به وتصديقه الأمر الذي خارت أمامه عزائم الرجال في الكثير من تفاصيل الكفاح العربي نحو التقدم والازدهار.
وفي الحقيقة فإن هذه الرؤية ما هي إلا تمظهر بسيط من مظاهر التقليل من شأن العقل العربي وقدرته على الإبداع والابتكار، العقل الذي وضع في لحظة قوة الدولة العربية الإسلامية أسس التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نراه اليوم وفي الكثير من المجالات الحياتية بل حتى مناهج العلوم في الكثير من الجامعات الغربية، وعلى مدى الكثير من السنوات شهد العقل العربي الكثير من النقد الذي قلّل من شأنه في ذاته وليس في الظروف المحيطة به سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ومعرفيًا.
وإذا ما تجاوزنا النقاش حول موضوع العقل العربي لأنه شائك ومُدخلاته كثيرة جدًا وليس هذا مكان نقاشه، وبقينا مع قدرة الدول العربية اليوم في استضافة وتنظيم فعاليات عالمية فإن ما حدث في دولة قطر التي اختتمت أمس تنظيم واحدة من أفضل نسخ كأس العالم لكرة القدم يمكن أن يعطي لنا تصورًا عن خطأ ذلك الاعتقاد الذي يظلم العرب ويظلم قدراتهم، بل إن ما حدث في قطر خلال الفترة الماضية كشف قدرة العرب على الإبداع والإبهار، وأنّ الثقافة العربية تستطيع أن تستوعب الثقافات الأخرى مهما كان حجم الاختلاف بينهما، تستطيع أن تستوعب الغرب وتبهره بتفاصيلها إذا ما توافقنا على أن كأس العالم في قطر طُبِعت بالكثير من معالم الثقافة العربية وأن العالم استطاع أن يعرف عن الدول العربية وعن ثقافتها وعن إنسانها في كأس العالم أكثر بكثير مما كان يعرفه عنها، وهذا أحد أهم مكاسب استضافة البطولة.
والمهم من الأمر كله وبعد نجاح دولة قطر في تنظيم كأس العالم، وهو إحدى أكبر الفعاليات في العالم هل سنبقى نعتقد أننا لا نستطيع تنظيم الفعاليات العالمية أم سننصف أنفسنا وتأريخنا وعقلنا، وهل ستبقى الجماهير العالمية في جميع قارات العالم تنظر إلى العربي وفق الصورة النمطية التي رسمها إعلام الاستعمار عبر القرون الماضية أم أن العقل الغربي «العقل الجمعي» سيستطيع أن يرى العربي في صورته الحقيقية؟!!