الاقتصادية

ملتقى "الاستثمار والشركات الناشئة" يستعرض الممارسات العالمية الداعمة للابتكار والتكنولوجيا

لرسم خارطة تطوير وتحديد أهم التوجهات والمبادرات الداعمة لها

 
انطلق اليوم ملتقى الاستثمار والشركات الناشئة العُمانية الواعدة، الذي يجمع أفضل الممارسات العالمية في المجالات الداعمة لقطاع الشركات الناشئة القائمة على الابتكار والتكنولوجيا، ويتيح فرصة الوصول إلى الجهات التمويلية والاستثمارية.

رعى الملتقى صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد الرئيس الفخري لبرنامج الشركات الناشئة العمانية الواعدة، الذي تنظمه هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة ورواد ورائدات الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة.

شارك في الملتقى –الذي تستمر فعالياته إلى اليوم الثلاثاء- أكثر من 2000 مشاركا، و13 متحدثا من أصحاب الخبرة الواسعة في مجال الاستثمار، و45 مستثمرا، وأكثر من 50 من أصحاب شركات ناشئة. ويهدف للتعرف على أفضل الممارسات العالمية في مجال الشركات الناشئة وآليات تطبيقها في سلطنة عمان، وتطوير منظومة الشركات الناشئة في سلطنة عمان وتحديد أهم التوجهات والمبادرات الداعمة، وفرصة وصول الشركات الناشئة العُمانية إلى المستثمرين الملائكيين، والجهات الاستثمارية، ومنصات التمويل الجماعي.

منظومة الشركات الناشئة

ألقت سعادة حليمة بنت راشد الزرعية رئيسة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كلمة الملتقى، قالت فيها: ينطلق ملتقى الاستثمار والشركات الناشئة العُمانية الواعدة كأحد مبادرات برنامج الشركات الناشئة العمانية الواعدة ترجمة حقيقية مع الأولويات الوطنية لرؤية عمان 2040 عبر أولوية التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية، وترجمة لحرص جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- على بناء اقتصاد حيوي مزدهر عبر توفير بيئة محفزة لرواد الأعمال والشركات الناشئة ودعمها في جميع مراحل مشاريعهم بكافة الإمكانيات، وتعزيز حضورها إقليميا ودوليا.

مشيرة إلى أن الملتقى جاء للاستفادة من اجتماع أفضل الخبراء الدوليين والإقليمين للحصول على الإرشاد والتوجيه للممارسات العالمية، بجانب إيجاد آليات تواصل مباشرة مع الجهات التمويلية والمستثمرين المُحتملين لتنمية أعمال الشركات الناشئة، كما يتطلع إلى أن ترفد مخرجات هذا الملتقى خارطة تطوير منظومة الشركات الناشئة في سلطنة عمان، وتحديد أهم التوجهات والمبادرات الداعمة لها.

وقالت سعادتها: تعد منظومة الشركات الناشئة الأكثر نموا بمعدل 10% كل سنة، وتبلغ قيمة النظام البيئي العالمي للشركات الناشئة 6.4 تريليون دولار، كما أن الشركات الناشئة في قطاع التقنية المالية تُعد من أكثر القطاعات نموا عالميا وتحقيقا للشركات المليارية من أي قطاع آخر والتي يصلها عددها إلى 139 شركة مليارية، كما أن نسبة تمويل رأس المال في الشركات الناشئة بين عامي (2015 إلى 2020) بقطاع الرعاية الصحية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي ارتفعت بنسبة هائلة وصلت إلى 835%، وتشير التنبؤات أنه في غضون 20 عاما القادمة، ستصبح التكنولوجيا أكبر قطاع منفرد ومؤثر في الاقتصاد العالمي، حيث إن الثورة الحقيقة للشركات العالمية الناشئة ستعمل على إنهاء صناعات ألِفناها، صناعة تلو الأخرى، لتوجد في نهاية الأمر شيئا جديدا ملهما، فاعلا في حياة البشرية.

وقالت الزرعية: إن مؤسسة 'CB insights' المتخصصة في أبحاث التكنولوجيا وتحليل البيانات أشارت إلى أن نقص التمويل هو السبب الأول لفشل الشركات الناشئة، كما أن 'بنك وادي السيلكون في 2020' أشار إلى قضية عامة تواجه الشركات الناشئة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا هي الوصول إلى المواهب الماهرة، غير أن الحقيقة المطلقة التي نؤمن بها جميعا أنكم أنتم رأس المال الذي لا ينضب، ونحن نتسلح بشغفكم المستمر وتطلعاتكم لتكونوا فاعلين، ومؤثرين، وملهمين، وتقودون راية التميز والتنافس إقليميا وعالميا.

محاور الملتقى

بدأت أعمال الملتقى بجلسة نقاشية بعنوان 'مستقبل ريادة الأعمال والشركات الناشئة'، بعدها تمت مناقشة محورين من محاور الملتقى وهي محور'منظومة الشركات الناشئة' ومحور 'والاستثمار في الشركات الناشئة '، وسيناقش الملتقى اليوم الثلاثاء المحور الثالث 'حاضنات ومسرعات الشركات الناشئة'.

تطرق المتحدثون في المحور الأول إلى حالة منظومة الشركات الناشئة العالمية واستراتيجيات التنمية المتسارعة، وأهمية ريادة الأعمال والابتكار لمنظومة الشركات الناشئة في دول المنطقة، ومشهد أعمال الشركات الناشئة في سلطنة عُمان وإمكانات النمو في المستقبل. بينما سيتناول المتحدثون في المحور الثاني رعاية الاستثمار لتنمية أنظمة بيئية مستدامة للشركات الناشئة، وضرورة نظر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة إلى أسواق رأس المال ومنصات الإدراج الدولية للمساعدة في تمويل نموها، ودور منصات التمويل الجماعي في تسريع نمو الشركات الناشئة، وفرص وتحديات رأس المال الاستثماري والأعمال العائلية، وخيارات التمويل البديلة والممكنات من خلال سوق رأس المال في سلطنة عمان.

كما سيركز المتحدثون اليوم الثلاثاء في المحور الثالث إلى إنشاء شركات ناشئة قابلة للاستثمار من خلال إطلاق العنان للاستفادة من مسرعات الأعمال، وبرامج المسرعات ولماذا لا يتم قبول العديد من الشركات الناشئة، وإعادة تخيل نموذج استوديوهات الشركات الناشئة لتحقيق التأثير الإيجابي.

استعراض قصص النجاح

استعرضت أعمال الملتقى أفضل التجارب الناجحة في مجال الشركات الناشئة عالميًّا وإقليميًّا ومحليًّا في جلسة الدروس المستفادة من قصص نجاح الشركات الناشئة، حيث تطرق المتحدثون للحديث حول مقاومة التعليم للتغيير في إدخال التكنولوجيا، والاستثمار في الشركات الناشئة، والدروس المستفادة من بدء شركة ناشئة.

حلقات عمل تخصصية

تخللت أعمال الملتقى حلقات عمل تخصصية شارك فيها صناع القرار والمتخصصون في مجالات الاستثمار وممثلون لعدد من الشركات الناشئة حول منظومة الشركات الناشئة في سلطنة عُمان، وتحفيز مسرعات الأعمال للشركات الحكومية والخاصة وتحفيز إنشاء صناديق الاستثمار الخاصة وفتح أذرع استثمارية في الشركات الناشئة. تم التطرق من خلالها للسياسات والتشريعات الداعمة، والمواهب والتعليم وتنمية القدرات، والتمويل والاستثمار، ودخول الأسواق للنمو والتوسع، لدعم الشركات الناشئة وفي مختلف المراحل، وإيجاد بيئة داعمة لتطوير ونمو الشركات الناشئة العُمانية من خلال تحفيز إنشاء برامج مسرعات الأعمال في الشركات الحكومية والخاصة مع مراعاة القطاعات التخصصية ذات النمو العالي، حيث تعد مسرعات الأعمال أحد أهم الأدوات لتسريع نمو الشركات الناشئة التي تتجه إليها معظم الاقتصادات العالمية، والأذرع الاستثمارية وصناديق الاستثمار الجريء التي تعد محركًا أساسيًّا من المحركات الداعمة لنمو واستدامة الشركات الناشئة في الاقتصادات العالمية، وتعكف أغلب الحكومات على تحفيز وتأسيس صناديق الاستثمار الخاصة والاستثمار الجريء وشبكات الاستثمار.

عرض الشركات والمعرض المصاحب

وقدمت 20 شركة ناشئة عروضا تقديمية للمستثمرين، للحديث حول المشروع وخطة العمل، بهدف الحصول على استثمار، وإقناع المستثمرين لتمويل شركاتهم الناشئة. وتكمن أهمية هذه الفعالية في إتاحة الفرصة للشركات الناشئة العُمانية للوصول إلى الجهات الاستثمارية، ومنصات التمويل الجماعي، والمستثمرين، ودعم نمو الشركات الناشئة العُمانية القائمة على الابتكار والتقنية من خلال الاستثمار فيها. وهذه الشركات، هي: شركة بُن، ومسكن، واسأل قيس، وريمدي، وأديب، وبيانات، ودربك، واي لاب مارين، وبينا اكسبريس، وكشك، ودارك سنايبر، وانجين تك، وزميلي، وأيون، وملهم في ار، ووديعة، وجراك اكس، وناشد، واير جو، وكالتك. وصاحب الملتقى معرضا لاستعراض خدمات الشركات العمانية الناشئة، وكيفية إدخالها الابتكار والتكنولوجيا في الخدمات التي تقدمها.