رأي عُمان

قوات السلطان المسلحة.. التزام وانضباط

 
كشف العرض العسكري الذي قدمته قوات السلطان المسلحة بمختلف وحداتها وتشكيلاتها العسكرية بمناسبة العيد الوطني الثاني والخمسين المجيد على ميدان النصر بمدينة صلالة في محافظة ظفار المستوى المتقدم الذي وصلت إليه هذه القوات، والمستوى المهني العالي في الاستعراض وفي الانضباط ما يضعها في هذا المجال في صدارة جيوش العالم، وهذا جهد سنوات طويلة من العمل والتدريب وبناء العقيدة العسكرية والمبادئ والقيم التي لا يمكن أن تتشكل قوات مسلحة في معزل عنها.

وإذا كانت العروض العسكرية لجيــــوش العالم تختزل قوة الجيوش ومهنيتها ومقدار انضباطها فإن قوات السلطان المسلحة التي اعتادت سنـــويا وفي يوم الاحتفال بالعيد الوطني أن تبهر العمانيين بقدراتها ومهاراتها العالية وهي تستعرض قدراتها العالية، نجـــحت بشكل كبير في استعراض قوة الكوادر البشرية التي تشكلها ودقة تدريباتها وكفاءتها. والقوة البشرية في أي جيش من جيوش العالم هي الأساس الأول والمحرك الأهم دون تهميش للأسلحة والمعدات بكل تأكيد، ولكن المعدات دون رجال تبقى أكوام حديد لا قيمة لها.

وتحظى قوات السلطان المسلحة بعناية خاصة وكبيرة من لدن عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بوعي تام أن أي تقدم وأي تنمية لا يمكن أن تنشأ دون أن يكون في البلاد استــــقرار وأمان، والاستــقرار لا يمكن أن يتأتى دون درع وقوة تحميه.

وإذا كانت سلطنة عمان من بين أبرز الدول التي تتبنى مسارات السلام في العالم وتدعو لها فإن ذلك معلم من معالم قوتها، فهي إلى جوار ذلك تعتني عناية كبيرة ببناء قواتها المسلحة وتأهيلها التأهيل الحديث الذي يتناسب مع المرحلة. والسلام والحوار الذي تتبناه سلطنة عمان خياران أساسيان في سياستها مصدره قوة لا ضعف، وما أجمل السلام حينما يتبناه الأقوياء، فحين ذاك يكون له معنى ويكون له قيمة حقيقية.

واهتمام عُمان بقواتها المسلحة قصة طويلة وممتدة في عمق التاريخ، وليس وليد العصر الحديث فقط ولذلك هي جزء من الثقافة العمانية ومعلم من معالم حضارتها العريقة.