يوميات سورية 70
السبت / 14 / محرم / 1444 هـ - 18:31 - السبت 13 أغسطس 2022 18:31
ـ 1 ـ
إذا كانت الكتابة كنشاط إنساني، أعقد مما يبدو، وإذا كانت الحياة كممر إجباري، أسهل مما تخفيه... فإن الكاتب في وضع لا يحسد عليه.
إنه أحيانًا قارع طبل في عرس.
وأحيانًا حفار قبور لجماعة المجزرة.
'الكاتب حتى لو أخذ جائزة نوبل... شخص بلا عزاء'.
ثمة أدب لا يمكن تفاديه، وهو أدب الذنوب. وقد يكون المقصود بهذه الجملة انتباه البشر إلى أخطائهم الواردة في القاموس الطبيعي للحياة اليومية، وقد يكون الفارق بين الأسف والندم لونًا بسيطًا من ارتكاب الحماقات البريئة، التي لا تظل بريئة مع التقدم في الحلم والخيبة ومسؤولية الكلام.
إن ما قيل وكتب، وهو بالملايين، يؤكد أن الإنسان، وهو يغذ السير إلى أهدافه، يريد التأكد من أنه على قيد الحياة بالفعل الملموس، ثم بالوهم ومهنة الحلم.
أحيانًا الكتابة بدون الإحساس العميق بالحرية، تشبه الإحساس بإهانة شخص تلقى تربية جيدة على الصدق.
لكن فضيلة الكاتب أنه ينفق كل أنواع العملات... الأحرف لشراء كل احتمالات الصواب والإصابة. إنه، بشكل ما، يؤجل تصفية الحساب مع الحياة.
فالمستقبل مهما بدا فجًّا وغير قابل للمجيء، سيأتي ذات يوم على ريح صغيرة أو هواء نظيف من هبوب ما. فلا شيء سرمدي.
لا يلام الكاتب إلا على الخديعة. فإذا كان لا يستطيع تغميس القلم دائمًا بمحبرة الواقع، فإنه لا ينبغي أن يستخدم المحبرة نفسها... الواقع نفسه، كأداة زخرفة جمالية.
ـ 2 ـ
إن الحياة مهينة إذا كانت مسعى شاقَّا نحو لقمة غير قابلة للتغميس حتى بالدم. وقد يكون الظلم، بوصفه اعتداء على الحقيقة أو انتهابًا لما ليس لك. أو حرمانًا مما هو لك، أفدح أنواع الإهانة. ذلك لأنه يقود إلى تكسير لمبة الشارع وقطع سلك الهاتف، وتحطيم زجاج سيارة، ورمي الزبالة في نبع لأن هذه المفردات، قد تكون مما يساعد ظالمًا في الضوء ومجرمًا في السرعة وخبرًا في الإعلام. ولأن النبع يسقي ذئبًا.
ـ 3 ـ
'في يوم قالت لي أمي: إذا صرت جنديًا، سوف تصبح جنرالًا.
وإذا صرت راهبًا... فسوف تصبح بابا الفاتيكان.
وبدلًا من كل هذا صرت رسامًا، وأصبحت... بيكاسو'
ويعتقد السيد مارتن لوثر:
'إن كل ما يتم إنجازه في هذا العالم يتم بواسطة الأمل'.
ـ 4 ـ
سألني صحفي عن الجحيم. قلت: وطن المشردين.
سألني عن جهنم. قلت: فرع مخابرات متخصص بالتعذيب حتى الموت، اعترافًا بالأخطاء.
سألني عن النار. قلت: إبداع حجرين احتكا صدفة، أمام بدائي منتبه، يراقب زمهرير حياته فتدفأ بها قلب الإنسان، قبل أن يحرق بها بيت الإنسان.
سألني عن الجنة الجميلة الهائلة. قلت: بلاد أعرفها. في بلادنا هي اليوم فكرة قديمة زائلة.
سألني عن الفردوس. قلت: لا تعوّل عليه. فربما يقع في جحيم ديانة أخرى.
سألني أين تسكن؟ قلت بين خندقين.
سألني كيف تعيش أزمتك الحديثة؟ قلت بين قذيفتين.
وماذا تعمل هذه الأيام؟ قلت: أبيع دوري في طوابير السراب.
آخر سؤال: متى ابتسمت، آخر مرة؟ قلت صار عمري سبعين أسفًا. وما زال المستقبل أمامي.
ـ 6 ـ
من دفتر قديم:
ثمة 'مورد' طبيعي في هذا المكان، هو: الصمت.
لقد اجتث الجنس البشري، من بين ما اجتُث...هذا المورد.
إذا كانت الكتابة كنشاط إنساني، أعقد مما يبدو، وإذا كانت الحياة كممر إجباري، أسهل مما تخفيه... فإن الكاتب في وضع لا يحسد عليه.
إنه أحيانًا قارع طبل في عرس.
وأحيانًا حفار قبور لجماعة المجزرة.
'الكاتب حتى لو أخذ جائزة نوبل... شخص بلا عزاء'.
ثمة أدب لا يمكن تفاديه، وهو أدب الذنوب. وقد يكون المقصود بهذه الجملة انتباه البشر إلى أخطائهم الواردة في القاموس الطبيعي للحياة اليومية، وقد يكون الفارق بين الأسف والندم لونًا بسيطًا من ارتكاب الحماقات البريئة، التي لا تظل بريئة مع التقدم في الحلم والخيبة ومسؤولية الكلام.
إن ما قيل وكتب، وهو بالملايين، يؤكد أن الإنسان، وهو يغذ السير إلى أهدافه، يريد التأكد من أنه على قيد الحياة بالفعل الملموس، ثم بالوهم ومهنة الحلم.
أحيانًا الكتابة بدون الإحساس العميق بالحرية، تشبه الإحساس بإهانة شخص تلقى تربية جيدة على الصدق.
لكن فضيلة الكاتب أنه ينفق كل أنواع العملات... الأحرف لشراء كل احتمالات الصواب والإصابة. إنه، بشكل ما، يؤجل تصفية الحساب مع الحياة.
فالمستقبل مهما بدا فجًّا وغير قابل للمجيء، سيأتي ذات يوم على ريح صغيرة أو هواء نظيف من هبوب ما. فلا شيء سرمدي.
لا يلام الكاتب إلا على الخديعة. فإذا كان لا يستطيع تغميس القلم دائمًا بمحبرة الواقع، فإنه لا ينبغي أن يستخدم المحبرة نفسها... الواقع نفسه، كأداة زخرفة جمالية.
ـ 2 ـ
إن الحياة مهينة إذا كانت مسعى شاقَّا نحو لقمة غير قابلة للتغميس حتى بالدم. وقد يكون الظلم، بوصفه اعتداء على الحقيقة أو انتهابًا لما ليس لك. أو حرمانًا مما هو لك، أفدح أنواع الإهانة. ذلك لأنه يقود إلى تكسير لمبة الشارع وقطع سلك الهاتف، وتحطيم زجاج سيارة، ورمي الزبالة في نبع لأن هذه المفردات، قد تكون مما يساعد ظالمًا في الضوء ومجرمًا في السرعة وخبرًا في الإعلام. ولأن النبع يسقي ذئبًا.
ـ 3 ـ
'في يوم قالت لي أمي: إذا صرت جنديًا، سوف تصبح جنرالًا.
وإذا صرت راهبًا... فسوف تصبح بابا الفاتيكان.
وبدلًا من كل هذا صرت رسامًا، وأصبحت... بيكاسو'
ويعتقد السيد مارتن لوثر:
'إن كل ما يتم إنجازه في هذا العالم يتم بواسطة الأمل'.
ـ 4 ـ
سألني صحفي عن الجحيم. قلت: وطن المشردين.
سألني عن جهنم. قلت: فرع مخابرات متخصص بالتعذيب حتى الموت، اعترافًا بالأخطاء.
سألني عن النار. قلت: إبداع حجرين احتكا صدفة، أمام بدائي منتبه، يراقب زمهرير حياته فتدفأ بها قلب الإنسان، قبل أن يحرق بها بيت الإنسان.
سألني عن الجنة الجميلة الهائلة. قلت: بلاد أعرفها. في بلادنا هي اليوم فكرة قديمة زائلة.
سألني عن الفردوس. قلت: لا تعوّل عليه. فربما يقع في جحيم ديانة أخرى.
سألني أين تسكن؟ قلت بين خندقين.
سألني كيف تعيش أزمتك الحديثة؟ قلت بين قذيفتين.
وماذا تعمل هذه الأيام؟ قلت: أبيع دوري في طوابير السراب.
آخر سؤال: متى ابتسمت، آخر مرة؟ قلت صار عمري سبعين أسفًا. وما زال المستقبل أمامي.
ـ 6 ـ
من دفتر قديم:
ثمة 'مورد' طبيعي في هذا المكان، هو: الصمت.
لقد اجتث الجنس البشري، من بين ما اجتُث...هذا المورد.