نوافذ : ترميم.. حيث العودة
الجمعة / 22 / ذو الحجة / 1443 هـ - 20:07 - الجمعة 22 يوليو 2022 20:07
shialoom@gmail.com
لتراكم العمر؛ استحقاقات لا يمكن تجاوزها، أو القفز عليها، وإذا قدر لأحد منا أن يسعى إلى حرق مراحل العمر لكي يصل إلى ما يطمح إليه؛ متجاوزًا بذلك عمره، وفتوته في البدايات الأولى لعمر التكون والنشأة، فإن ذلك لا يجدي مع الطرف الـ «مرتد» الذي اصطدم بأجدر صلبة بدءًا من الفشل والظروف الصعبة، مجموعة عراقيل قد يضعها الآخرون تجاهك، وحسب قانون العمر لا يمكن العودة إلى الوراء والبدء من جديد، فما ذهب فقد ذهب ولن يعود، وما بقي فذلك هو النصيب، والحقيقة وإن خالطتها مرارة الألم والذكرى فهي الواقع بكل تجلياته، ولأجل ذلك علينا كبشر محكومين بعوامل كثيرة تحد مما نريد وما نطمح إليه، وأولها ومنتهاها إرادة الله عز وجل وقدره وحكمته فيما يقضي، أن نكون أكثر واقعية باستحقاقات الأعمار.
تقول الحكمة: «وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر» يقينا، لا، ومع ذلك هناك من يسعى لأن يذهب إلى العطار الأول، والعطار الثاني، والعطار الثالث؛ لإصلاح ما أفسد الدهر، ومع أن كل النتائج سلبية، ولكن للطبيعة البشرية، يظل الإنسان يبحث عن مخارج، ووسائل، وحلول لإصلاح ما أفسد الدهر، وفي كل هذه المحاولات تُنَحَّى القناعةُ، والرضى بالمكتوب جانبًا، ويظل الأمل يدغدغ المخيلة، ويحفزها، لعله يجد ضالته. وهناك من يرى أن تجلية الأسطح المهترئة من حمائل السنين، و«خربشات» النفوس في ممارسات تجربة الخطأ والصواب، وما ران في دهاليز القلوب، وما تراكم عبر كثير من السنين؛ التي تمر هي الأخرى كغمضة عين، كل ذلك يولد قناعات لدى الإنسان، ويقربه من الواقع الحقيقي الذي يجب الاستسلام له، والاستسلام هنا؛ ليس استسلامًا منهزمًا، وإنما استسلاما تتلبسه القناعة والرضى بما قدر الله وبما أعطاه، ولعل الوصول إلى هذه القناعة هي لحالها علاج لكثير مما يُقَيّمُ على أنه ذهب ولن يعود، فالصحة على سبيل المثال؛ واحدة من المحاور المهمة في حياة الإنسان، وحياة أي كائن حي؛ هذه الصحة يمكن للإنسان منا أن يحافظ عليها بممارسات متزنة وعقلانية يطبقها في مجمل سلوكياته في الحياة، بدءًا من تناوله للغذاء الذي يقوي به جسده، ووصولًا إلى النوم؛ حيث السفر إلى عوالم مجهولة، وفي المقابل يمكن أن يشتت مكونات هذه الصحة ومعززاتها بسلوكيات يمارسها «مع سبق الإصرار والترصد» مدركا خطورتها ومآلاتها، باعتبار أنه سوف يصلح ما يفسده من هذه الممارسات، وعندما يفيق لاستعادة شيئًا مما ذهب من الصحة فقط، يكون العمر قد أزف على الرحيل، والقوى الفاعلة التي اتكأ عليها في بدايات العمر تهالكت، ولم تعد تقوى على حمل هذه الجسم الهرم، الذي تداعى معنويًا وماديًا على حد سوى.
(ترميم.. حيث العودة): مشروع اجتماعي فاشل بكل المقاييس، وتجارة خاسرة بكل حساباتها، ومحاولات واهنة لا تعبر إلا عن يأس، وتشبث بخيوط بيت العنكبوت، بل الذين لا يعيرون هذه المسألة شيئا من الاهتمام هم الناجحون، هم الأصحاء، هم السعداء، هم - في تقييم آخر - متجاوزون محنة الكبر والعجز، وكأنهم يعيشون شبابهم المتقد نشاطًا، وهمة، وبهجة وسرورا، فلا تمتحنوا أنفسكم للتفكير بالعودة إلى الوراء بوسائل مادية، فالمعنوية عندما تستل سيفها من وسط الركام، تفعل العجب.
لتراكم العمر؛ استحقاقات لا يمكن تجاوزها، أو القفز عليها، وإذا قدر لأحد منا أن يسعى إلى حرق مراحل العمر لكي يصل إلى ما يطمح إليه؛ متجاوزًا بذلك عمره، وفتوته في البدايات الأولى لعمر التكون والنشأة، فإن ذلك لا يجدي مع الطرف الـ «مرتد» الذي اصطدم بأجدر صلبة بدءًا من الفشل والظروف الصعبة، مجموعة عراقيل قد يضعها الآخرون تجاهك، وحسب قانون العمر لا يمكن العودة إلى الوراء والبدء من جديد، فما ذهب فقد ذهب ولن يعود، وما بقي فذلك هو النصيب، والحقيقة وإن خالطتها مرارة الألم والذكرى فهي الواقع بكل تجلياته، ولأجل ذلك علينا كبشر محكومين بعوامل كثيرة تحد مما نريد وما نطمح إليه، وأولها ومنتهاها إرادة الله عز وجل وقدره وحكمته فيما يقضي، أن نكون أكثر واقعية باستحقاقات الأعمار.
تقول الحكمة: «وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر» يقينا، لا، ومع ذلك هناك من يسعى لأن يذهب إلى العطار الأول، والعطار الثاني، والعطار الثالث؛ لإصلاح ما أفسد الدهر، ومع أن كل النتائج سلبية، ولكن للطبيعة البشرية، يظل الإنسان يبحث عن مخارج، ووسائل، وحلول لإصلاح ما أفسد الدهر، وفي كل هذه المحاولات تُنَحَّى القناعةُ، والرضى بالمكتوب جانبًا، ويظل الأمل يدغدغ المخيلة، ويحفزها، لعله يجد ضالته. وهناك من يرى أن تجلية الأسطح المهترئة من حمائل السنين، و«خربشات» النفوس في ممارسات تجربة الخطأ والصواب، وما ران في دهاليز القلوب، وما تراكم عبر كثير من السنين؛ التي تمر هي الأخرى كغمضة عين، كل ذلك يولد قناعات لدى الإنسان، ويقربه من الواقع الحقيقي الذي يجب الاستسلام له، والاستسلام هنا؛ ليس استسلامًا منهزمًا، وإنما استسلاما تتلبسه القناعة والرضى بما قدر الله وبما أعطاه، ولعل الوصول إلى هذه القناعة هي لحالها علاج لكثير مما يُقَيّمُ على أنه ذهب ولن يعود، فالصحة على سبيل المثال؛ واحدة من المحاور المهمة في حياة الإنسان، وحياة أي كائن حي؛ هذه الصحة يمكن للإنسان منا أن يحافظ عليها بممارسات متزنة وعقلانية يطبقها في مجمل سلوكياته في الحياة، بدءًا من تناوله للغذاء الذي يقوي به جسده، ووصولًا إلى النوم؛ حيث السفر إلى عوالم مجهولة، وفي المقابل يمكن أن يشتت مكونات هذه الصحة ومعززاتها بسلوكيات يمارسها «مع سبق الإصرار والترصد» مدركا خطورتها ومآلاتها، باعتبار أنه سوف يصلح ما يفسده من هذه الممارسات، وعندما يفيق لاستعادة شيئًا مما ذهب من الصحة فقط، يكون العمر قد أزف على الرحيل، والقوى الفاعلة التي اتكأ عليها في بدايات العمر تهالكت، ولم تعد تقوى على حمل هذه الجسم الهرم، الذي تداعى معنويًا وماديًا على حد سوى.
(ترميم.. حيث العودة): مشروع اجتماعي فاشل بكل المقاييس، وتجارة خاسرة بكل حساباتها، ومحاولات واهنة لا تعبر إلا عن يأس، وتشبث بخيوط بيت العنكبوت، بل الذين لا يعيرون هذه المسألة شيئا من الاهتمام هم الناجحون، هم الأصحاء، هم السعداء، هم - في تقييم آخر - متجاوزون محنة الكبر والعجز، وكأنهم يعيشون شبابهم المتقد نشاطًا، وهمة، وبهجة وسرورا، فلا تمتحنوا أنفسكم للتفكير بالعودة إلى الوراء بوسائل مادية، فالمعنوية عندما تستل سيفها من وسط الركام، تفعل العجب.