العمل الجزئي .. فرصة لزيادة الدخل واكتساب خبرات في أوقات الفراغ
من أكثر أنواع العمل شيوعا في العالم
الثلاثاء / 13 / ذو الحجة / 1443 هـ - 21:42 - الثلاثاء 12 يوليو 2022 21:42


عبد الرحمن العبري: يمتلك الشباب اليوم ثقافة العمل الجزئي وأغلبهم يعمل في المساء -
محمد الصوافي: أمتلك شركة برمجيات ولا زلت على مقاعد الدراسة -
منى العبري: أستطيع تنظيم وقتي بين عملي في المستشفى ومشروعي الخاص -
يصحو عبدالرحمن العبري كل يوم من نومه باكرا لإنجاز مهامه الوظيفية والعلمية على حد سواء، وهو متفائل بمستقبله المهني الذي يحاول أن يؤسسه خطوة بخطوة ابتداء من التعليم الجيد وانتهاء باكتساب المهارات والخبرات المختلفة.
يذهب إلى كليته بكل عزيمة ونشاط، وبعد أن ينتهي من محاضراته اليومية، يترك كتبه جانبا، ويرتدي الملابس المخصصة للعمل في أحد المقاهي في محافظة مسقط، ليعمل فيه لمدة أربع ساعات يوميا طوال فترة الأسبوع، فهي كافية على حد قوله لاكتساب خبرات ومهارات تعينه بعد الانتهاء من دراسته للحصول على وظيفة مناسبة تحقق طموحاته المستقبلية وتوفر دخلًا جيدًا يستطيع من خلاله الوفاء بالتزاماته الدراسية.
يقول عبدالرحمن: إن ثقافة العمل الجزئي منتشرة بين الشباب اليوم، والكثير منهم يتوجه إلى العمل في فترة المساء وخاصة الطلبة لاستغلال وقت الفراغ واكتساب مهارات مختلفة مثل التسويق وكيفية التعامل مع الزبائن، وتنظيم الوقت وغيره.
والعمل الجزئي أو «البارت تايم» هو الذي تقل عدد ساعات العمل أو أيامه عن ساعات وأيام العمل الدائم أو العمل المحدد بمدة زمنية معينة.
وهو من أكثر أنواع الأعمال شيوعا في العالم بجانب الدوام الكامل، ويعد أحد الخيارات المفضلة للأشخاص غير المتفرغين للعمل ولكن في الوقت نفسه يحتاجون إلى عائد مادي مناسب للوفاء بالتزاماتهم المادية.
ويوفر العمل الجزئي فرص عمل للطلبة في المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا، وأيضا الأمهات غير المتفرغات للعمل بدوام كامل. ويتميز بأنه أقل جهدا وساعات عمل أقل، ولكنه قد يصل في بعض الدول إلى ثمان ساعات.
كما يسهم العمل الجزئي في بناء اقتصاد مستدام ومتنوع، إذ يتكافأ فيه العرض والطلب، كما يعد من أهم الروافد الاقتصادية التي تسهم في بناء الخبرات وصقل المهارات.
والبعض من الشباب يحاول افتتاح مشروع خاص بهم، وهم لا يزالون على مقاعد الدارسة، كحال محمد بن راشد الصوافي الذي لم ينتظر التخرج من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية ليؤسس مشروعه المستقبلي، ولكنه بدأ في التفكير بمشروع يوفر له متطلبات الحياة، وهو على مقاعد الدراسة، مستغلا بذلك وقت فراغه بعد الانتهاء من المحاضرات.
ويمتلك الصوافي مهارات التصوير، ولذلك أول ما قفز إلى ذهنه تأسيس شركة للتصوير هو وزملاؤه، ولكن لم يكتب لهذه الشركة النجاح والاستمرار لظروف عديدة. فلم يتقاعس الصوافي ولم يصيبه الإحباط وحاول التفكير في مشروع آخر، وهو تكوين استوديو متنقل، ولم يستمر هذا المشروع أيضا نظرا لانتشار فيروس كورونا في ذلك العام، الذي أصاب الحياة بالشلل، وعم الهدوء والصمت المدن والأحياء، وأغلقت بعض المشاريع التجارية.
تعلم الصوافي الكثير من تجاربه السابقة، وحاول مرة أخرى في مشروع جديد، وأيقن أن دراسة الجدوى الاقتصادية، واختيار الرفقاء الذين يمتلكون الخبرات المناسبة من أهم الأشياء الضرورية قبل فتح أي مشروع تجاري.
بعد مرور الصوافي بتجارب مختلفة والتعلم من الدروس السابقة، أصبح يمتلك اليوم شركة رقمية في مجال البرمجة، واستطاع إنشاء تطبيقات محاسبية مختلفة لبعض المشاريع مثل المطاعم والمقاهي ومحلات غسيل الملابس لتنظيم الحسابات والفواتير. كما يعمل الآن على تأسيس تطبيق تعليمي لمؤسسة سعودية، وتطبيق ترفيهي لإحدى الشركات العاملة في سلطنة عمان.
أما منى بنت يحيى العبرية، تعمل في أحد مختبرات مستشفى الجامعة، لم يثنها العمل عن تكوين مشروع خاص بها، ليكون مصدر دخل آخر لها، يعينها على توفير متطلبات الحياة. كما تستثمر فيه طاقاتها ومهاراتها في وقت الفراغ. لذلك قررت افتتاح مشروع «دون» لتصميم قطع فنية ومنتجات مستوحاة من عالم القراءة والتدوين.
ولا تجد العبرية صعوبة في العمل في مشروعها الخاص، فهي تستطيع الموازنة بينه وبين عمله في الأساسي في مختبر الجامعة. ودعت العبرية الشباب إلى استثمار مواهبهم وطاقاتهم في أوقات الفراغ مما يوفر لهم دخلًا جيدًا يعينهم على التزامات الحياة ومشاغلها. وترى أن الموهبة واستثمارها هي الورقة الناجحة في مجال ريادة الأعمال التي تحمي الشخص أمام تحدي البطالة والبحث عن عمل أو التسريح من العمل.
وسعت وزارة العمل بالتعاون مع جهات الحكومية والخاصة للترويج عن ثقافة العمل الجزئي لتوفير فرص عمل للباحثين عن عمل. إذ أعلنت في مارس الماضي عن توفر أكثر من 3 آلاف ساعة عمل بنظام العمل الجزئي توزعت على مختلف المؤهلات الدراسية.
وتستهدف الوزارة في هذه الساعات الباحثين عن عمل، والعاملين في القطاعين العام والخاص، وربات المنازل، والمتقاعدين وطلبة الكليات والمدارس الذين لا تقل أعمارهم عن 15 سنة.
ويهدف العمل الجزئي إلى إيجاد فرص عمل لكافة الشرائح، وتحسين مصادر الدخل فضلًا عن سد فجوة الطلب على الوظائف، والتقليل من الاعتماد على القوى العاملة الوافدة.
وتعمل وزارة العمل حاليا على مراجعة القرارات الوزارية المنظمة لها بما يتواءم مع متطلبات الاقتصاد اليوم، إضافة إلى توفير مظلة تأمينية للمستفيدين من نظام الدوام الجزئي، وتوفير منصات متخصصة للعرض والطلب على الوظائف، وقاعدة بيانات إحصائية بما يخدم القطاعين العام والخاص.
وتوجد عدة أنواع لعقود العمل الجزئي وهي عقد العمل المؤقت، والموسمي، والعرضي، والتطوعي، وعقد عمل حر، وعقد عمل عن بعد، فضلًا عن عقد عمل معني بمهمة محددة، ومحدد الفترة وغير محدد الفترة. إضافة إلى وجود عقود عمل من أجل التدريب، وعقد عمل لاكتساب الخبرات، وعقد عمل آخر من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
ويواجه تطبيق العمل الجزئي في سلطنة عمان تحديات عدة تحاول وزارة العمل تذليلها، أهمها الثقافة المجتمعية السائدة المتمثلة في أن التوظيف هي مسؤولية الدولة والأمان الوظيفي يتمثل في العمل في وظيفة لفترة دائمة. إضافة إلى ضعف التسويق للعمل الحر، وعدم توفر المرونة في سياسات العمل في القطاع الخاص فيما يتعلق بالأجور وساعات العمل للمرأة والطلبة، وعدم وجود منصات للتوظيف تتضمن بيانات وفرص التوظيف المتاحة للباحثين عن عمل وللجهات المشغلة، كما أن التشريعات والقوانين المتعلقة غير متوائمة مع متطلبات سوق العمل.
وتتمثل أهم إيجابيات العمل الجزئي في بعدين، أولها اقتصادي والآخر اجتماعي، فأما الاقتصادي فيتضمن تخفيض تكلفة الرواتب والأجور الذي يمثل النسبة الأكبر من موازنة الدولة، وخفض تكلفة المشروعات، وزيادة فرص الاستثمار، وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على استقطاب الباحثين عن عمل، والكفاءات وذوي الخبرة إضافة إلى المرونة والتحكم من الناحية الإدارية والمالية.
أما البعد الاجتماعي فيتضمن مواكبة التطورات المتسارعة في علوم الإدارة ومجالات التنمية حول العالم، والتفاعل مع طبيعة المتغيرات التي بدأت في الظهور في مجال الوظائف، واستقطاب الخبرات والاستفادة من الكفاءات لتقديم أعمال الاستشارة والخبرة المطلوبة، إضافة إلى تكريس مبدأ التخصصية في مجال الوظيفة أو المهنة، وتطبيق مفهوم جودة الحياة الوظيفية.
كما أن العمل الجزئي له إيجابيات بالنسبة لصاحب العمل ومن أهمها التحكم بالتكلفة، والقدرة على زيادة القوى العاملة وخفضها حسب الحاجة، وتعد أداة لإدارة الإنتاجية والتحفيز، وتلبية احتياجات سوق العمل، وتنويع مصادر الدخل، وتمكين ذوي الخبرات من العمل بعقود مختلفة مع أكثر من جهة، وفرصة لإدارة الوقت والتحكم بعدد ساعات العمل، وتنمية مهارات جديدة واكتساب الخبرة بجانب الدراسة للطلبة أو حتى البدء في مشروع شخصي.
وقد أطلقت وزارة العمل بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان مؤخرا منصة رخاء لتقديم فرص عمل بالتعاقد الجزئي في مختلف القطاعات مثل توصيل الطلبات أو تقديم خدمات التصليح الكهربائية، أو تقديم الخدمات الإعلامية المتخصصة.
وتهدف المنصة إلى دعم العمانيين العاملين لحسابهم الخاص في صناعة المحتوى الإعلامي والتعليمي والترفيهي والتطوير التكنولوجي. وستسهم بشكل فعال في تمكين الشباب العماني من يحترفون صناعة المحتوى الإعلامي والتعليمي على تطوير مهاراتهم وتنمية خبراتهم من خلال فتح المجال لهم للتعاقد والتعاون مع مختلف المؤسسات في القطاعين العام والخاص، كما ستشكل دعمًا ماديًا لهم.
محمد الصوافي: أمتلك شركة برمجيات ولا زلت على مقاعد الدراسة -
منى العبري: أستطيع تنظيم وقتي بين عملي في المستشفى ومشروعي الخاص -
يصحو عبدالرحمن العبري كل يوم من نومه باكرا لإنجاز مهامه الوظيفية والعلمية على حد سواء، وهو متفائل بمستقبله المهني الذي يحاول أن يؤسسه خطوة بخطوة ابتداء من التعليم الجيد وانتهاء باكتساب المهارات والخبرات المختلفة.
يذهب إلى كليته بكل عزيمة ونشاط، وبعد أن ينتهي من محاضراته اليومية، يترك كتبه جانبا، ويرتدي الملابس المخصصة للعمل في أحد المقاهي في محافظة مسقط، ليعمل فيه لمدة أربع ساعات يوميا طوال فترة الأسبوع، فهي كافية على حد قوله لاكتساب خبرات ومهارات تعينه بعد الانتهاء من دراسته للحصول على وظيفة مناسبة تحقق طموحاته المستقبلية وتوفر دخلًا جيدًا يستطيع من خلاله الوفاء بالتزاماته الدراسية.
يقول عبدالرحمن: إن ثقافة العمل الجزئي منتشرة بين الشباب اليوم، والكثير منهم يتوجه إلى العمل في فترة المساء وخاصة الطلبة لاستغلال وقت الفراغ واكتساب مهارات مختلفة مثل التسويق وكيفية التعامل مع الزبائن، وتنظيم الوقت وغيره.
والعمل الجزئي أو «البارت تايم» هو الذي تقل عدد ساعات العمل أو أيامه عن ساعات وأيام العمل الدائم أو العمل المحدد بمدة زمنية معينة.
وهو من أكثر أنواع الأعمال شيوعا في العالم بجانب الدوام الكامل، ويعد أحد الخيارات المفضلة للأشخاص غير المتفرغين للعمل ولكن في الوقت نفسه يحتاجون إلى عائد مادي مناسب للوفاء بالتزاماتهم المادية.
ويوفر العمل الجزئي فرص عمل للطلبة في المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا، وأيضا الأمهات غير المتفرغات للعمل بدوام كامل. ويتميز بأنه أقل جهدا وساعات عمل أقل، ولكنه قد يصل في بعض الدول إلى ثمان ساعات.
كما يسهم العمل الجزئي في بناء اقتصاد مستدام ومتنوع، إذ يتكافأ فيه العرض والطلب، كما يعد من أهم الروافد الاقتصادية التي تسهم في بناء الخبرات وصقل المهارات.
والبعض من الشباب يحاول افتتاح مشروع خاص بهم، وهم لا يزالون على مقاعد الدارسة، كحال محمد بن راشد الصوافي الذي لم ينتظر التخرج من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية ليؤسس مشروعه المستقبلي، ولكنه بدأ في التفكير بمشروع يوفر له متطلبات الحياة، وهو على مقاعد الدراسة، مستغلا بذلك وقت فراغه بعد الانتهاء من المحاضرات.
ويمتلك الصوافي مهارات التصوير، ولذلك أول ما قفز إلى ذهنه تأسيس شركة للتصوير هو وزملاؤه، ولكن لم يكتب لهذه الشركة النجاح والاستمرار لظروف عديدة. فلم يتقاعس الصوافي ولم يصيبه الإحباط وحاول التفكير في مشروع آخر، وهو تكوين استوديو متنقل، ولم يستمر هذا المشروع أيضا نظرا لانتشار فيروس كورونا في ذلك العام، الذي أصاب الحياة بالشلل، وعم الهدوء والصمت المدن والأحياء، وأغلقت بعض المشاريع التجارية.
تعلم الصوافي الكثير من تجاربه السابقة، وحاول مرة أخرى في مشروع جديد، وأيقن أن دراسة الجدوى الاقتصادية، واختيار الرفقاء الذين يمتلكون الخبرات المناسبة من أهم الأشياء الضرورية قبل فتح أي مشروع تجاري.
بعد مرور الصوافي بتجارب مختلفة والتعلم من الدروس السابقة، أصبح يمتلك اليوم شركة رقمية في مجال البرمجة، واستطاع إنشاء تطبيقات محاسبية مختلفة لبعض المشاريع مثل المطاعم والمقاهي ومحلات غسيل الملابس لتنظيم الحسابات والفواتير. كما يعمل الآن على تأسيس تطبيق تعليمي لمؤسسة سعودية، وتطبيق ترفيهي لإحدى الشركات العاملة في سلطنة عمان.
أما منى بنت يحيى العبرية، تعمل في أحد مختبرات مستشفى الجامعة، لم يثنها العمل عن تكوين مشروع خاص بها، ليكون مصدر دخل آخر لها، يعينها على توفير متطلبات الحياة. كما تستثمر فيه طاقاتها ومهاراتها في وقت الفراغ. لذلك قررت افتتاح مشروع «دون» لتصميم قطع فنية ومنتجات مستوحاة من عالم القراءة والتدوين.
ولا تجد العبرية صعوبة في العمل في مشروعها الخاص، فهي تستطيع الموازنة بينه وبين عمله في الأساسي في مختبر الجامعة. ودعت العبرية الشباب إلى استثمار مواهبهم وطاقاتهم في أوقات الفراغ مما يوفر لهم دخلًا جيدًا يعينهم على التزامات الحياة ومشاغلها. وترى أن الموهبة واستثمارها هي الورقة الناجحة في مجال ريادة الأعمال التي تحمي الشخص أمام تحدي البطالة والبحث عن عمل أو التسريح من العمل.
وسعت وزارة العمل بالتعاون مع جهات الحكومية والخاصة للترويج عن ثقافة العمل الجزئي لتوفير فرص عمل للباحثين عن عمل. إذ أعلنت في مارس الماضي عن توفر أكثر من 3 آلاف ساعة عمل بنظام العمل الجزئي توزعت على مختلف المؤهلات الدراسية.
وتستهدف الوزارة في هذه الساعات الباحثين عن عمل، والعاملين في القطاعين العام والخاص، وربات المنازل، والمتقاعدين وطلبة الكليات والمدارس الذين لا تقل أعمارهم عن 15 سنة.
ويهدف العمل الجزئي إلى إيجاد فرص عمل لكافة الشرائح، وتحسين مصادر الدخل فضلًا عن سد فجوة الطلب على الوظائف، والتقليل من الاعتماد على القوى العاملة الوافدة.
وتعمل وزارة العمل حاليا على مراجعة القرارات الوزارية المنظمة لها بما يتواءم مع متطلبات الاقتصاد اليوم، إضافة إلى توفير مظلة تأمينية للمستفيدين من نظام الدوام الجزئي، وتوفير منصات متخصصة للعرض والطلب على الوظائف، وقاعدة بيانات إحصائية بما يخدم القطاعين العام والخاص.
وتوجد عدة أنواع لعقود العمل الجزئي وهي عقد العمل المؤقت، والموسمي، والعرضي، والتطوعي، وعقد عمل حر، وعقد عمل عن بعد، فضلًا عن عقد عمل معني بمهمة محددة، ومحدد الفترة وغير محدد الفترة. إضافة إلى وجود عقود عمل من أجل التدريب، وعقد عمل لاكتساب الخبرات، وعقد عمل آخر من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
ويواجه تطبيق العمل الجزئي في سلطنة عمان تحديات عدة تحاول وزارة العمل تذليلها، أهمها الثقافة المجتمعية السائدة المتمثلة في أن التوظيف هي مسؤولية الدولة والأمان الوظيفي يتمثل في العمل في وظيفة لفترة دائمة. إضافة إلى ضعف التسويق للعمل الحر، وعدم توفر المرونة في سياسات العمل في القطاع الخاص فيما يتعلق بالأجور وساعات العمل للمرأة والطلبة، وعدم وجود منصات للتوظيف تتضمن بيانات وفرص التوظيف المتاحة للباحثين عن عمل وللجهات المشغلة، كما أن التشريعات والقوانين المتعلقة غير متوائمة مع متطلبات سوق العمل.
وتتمثل أهم إيجابيات العمل الجزئي في بعدين، أولها اقتصادي والآخر اجتماعي، فأما الاقتصادي فيتضمن تخفيض تكلفة الرواتب والأجور الذي يمثل النسبة الأكبر من موازنة الدولة، وخفض تكلفة المشروعات، وزيادة فرص الاستثمار، وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على استقطاب الباحثين عن عمل، والكفاءات وذوي الخبرة إضافة إلى المرونة والتحكم من الناحية الإدارية والمالية.
أما البعد الاجتماعي فيتضمن مواكبة التطورات المتسارعة في علوم الإدارة ومجالات التنمية حول العالم، والتفاعل مع طبيعة المتغيرات التي بدأت في الظهور في مجال الوظائف، واستقطاب الخبرات والاستفادة من الكفاءات لتقديم أعمال الاستشارة والخبرة المطلوبة، إضافة إلى تكريس مبدأ التخصصية في مجال الوظيفة أو المهنة، وتطبيق مفهوم جودة الحياة الوظيفية.
كما أن العمل الجزئي له إيجابيات بالنسبة لصاحب العمل ومن أهمها التحكم بالتكلفة، والقدرة على زيادة القوى العاملة وخفضها حسب الحاجة، وتعد أداة لإدارة الإنتاجية والتحفيز، وتلبية احتياجات سوق العمل، وتنويع مصادر الدخل، وتمكين ذوي الخبرات من العمل بعقود مختلفة مع أكثر من جهة، وفرصة لإدارة الوقت والتحكم بعدد ساعات العمل، وتنمية مهارات جديدة واكتساب الخبرة بجانب الدراسة للطلبة أو حتى البدء في مشروع شخصي.
وقد أطلقت وزارة العمل بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان مؤخرا منصة رخاء لتقديم فرص عمل بالتعاقد الجزئي في مختلف القطاعات مثل توصيل الطلبات أو تقديم خدمات التصليح الكهربائية، أو تقديم الخدمات الإعلامية المتخصصة.
وتهدف المنصة إلى دعم العمانيين العاملين لحسابهم الخاص في صناعة المحتوى الإعلامي والتعليمي والترفيهي والتطوير التكنولوجي. وستسهم بشكل فعال في تمكين الشباب العماني من يحترفون صناعة المحتوى الإعلامي والتعليمي على تطوير مهاراتهم وتنمية خبراتهم من خلال فتح المجال لهم للتعاقد والتعاون مع مختلف المؤسسات في القطاعين العام والخاص، كما ستشكل دعمًا ماديًا لهم.