أعمدة

نوافذ : اقتراب النهاية

 
سالم بن حمد الجهوري -

نستطيع القول إن هناك بارقة مهمة في مسيرة الصراع مع جائحة كورونا تلوح أمامنا في السلطنة، بعد قرابة عام ونصف العام من الترقب والتوقف والحظر لأسابيع من أجل المواءمة بين الحياة ومتطلباتها، والاحتياطات والاحترازات المطلوبة لمحاصرة الوباء.

خلال الأشهر الستة الماضية لامست أرقام الوفيات والإصابات مستوى قياسيا جدا، إذ بلغت ذات مرة 53 حالة وفاة في اليوم، وكان الرقم كافيا ليمثل صدمة لبلد عدد سكانه لا يتجاوز 5 ملايين نسمة، الإصابات التي تخطت الألفي إصابة في اليوم مما أثار الفزع والهلع، أضف إلى الإغلاق التام في بعض الأيام وآخره خلال عيد الأضحى المبارك..

كان التحدي يكمن في كيفية رفع نسبة أعداد متلقي اللقاح في عموم السلطنة من مواطنين ومقيمين، ونفذت تلك الخطة التدريجية التي أخذت بأولوية الأعمار نزولا حتى طلبة المدارس ليغطي هذا المشروع شريحة جيدة من السكان حتى الآن وليرفع نسبة المناعة التي شهدت معها انخفاضا في الأرقام للوفيات والإصابات والعناية المركزة بدءا من الأسبوع الثاني بعد العيد بالقرب من مطلع أغسطس الحالي الذي شهد تراجعا ملحوظا.

فأحدثها إصابات يوم أمس الأول التي أعلنت ظهرا بــ 6 وفيات و 214 إصابة وارتفاع نسبة التعافي لأول مرة 96.1%، ليبلغ إجمالي الوفيات 3999، وعدد من تعرض للإصابة بلغ 300408، ودخول 28 حالة للمستشفى ليبلغ الإجمالي 244 حالة منها 107 حالات في العناية المركزة.

وبذلك نكون قد خسرنا 4 آلاف مواطن ومقيم كانوا ضحية هذه الجائحة منذ أن ضربت العالم في مارس 2020.

هذا التراجع الملفت ساهم في رفع معنويات أفراد المجتمع، وأدرك البعض أن الإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا ساهمت في الوصول إلى هذه الغاية التي لم تنتهِ بعد، وما زال المشوار أمامها يحتاج إلى أمرين هما: المزيد من الحرص والتحوط واتخاذ الإجراءات الاحترازية لكل فرد منا، وضرورة الإقبال على أخذ التطعيم حتى نبلغ نهاية أكتوبر القادم وقد قطعنا شوطا كبيرا في تغطية غالبية السكان، الأمر الذي سيساهم في تقليل الإصابات بعون الله.

بعض الدول عادت إليها انتكاسات الإصابات والوفيات خلال هذه الفترة، وذلك في عدد من قارات الدنيا، وعادت معها الإجراءات الاحترازية والحظر والإغلاق نتيجة تأخر أخذ اللقاح، وهي تعاني الآن من توقف الحالة الاقتصادية وارتفاع تكلفة العلاج وتأخر الخروج والتعافي من الجائحة، لذلك علينا أن نبقى متماسكين خلال الشهرين القادمين، حتى لا نهدر جهود الشهور الـ 18 الماضية لنتجاوز طاعون العصر.