يوميات سورية 12
السبت / 22 / ذو القعدة / 1442 هـ - 20:19 - السبت 3 يوليو 2021 20:19
- 1 -
جاء الشتاء، وفي الأزمات الوقودية... تقنين كهرباء، نقص بنزين مازوت. وهذا يعني: برد... برد.
جاء الصيف، وفي الأزمات الوقودية... تقنين كهرباء. وهذا يعني حر... حر.
معظم محطات الكهرباء خارج الخدمة (خسائر حرب) أو لا يتوفر الوقود.
أنا كتبت رواية في شرطي البرد والعتم، مستخدماً البطانية للتدفئة، وكلوب عمال المناجم الذي يربط بمطاط على الرأس.
وفي أحد البوستات (الفيس بوك) كتبت:
عندما انتصرت الثورة البلشفية في روسيا عام 1917 جمع لينين قادة الثورة وقال لهم: ذهب القيصر... أريد الكهرباء.
- 2 -
سألني الضابط، بعد أن استضافني لبعض الأسئلة، بتهذيب شديد. وأراد أن يخفف من توتري ويثير شهيتي للكلام: أظن أنك خرجت بانطباع سيئ عن أدائنا الوظيفي. فقلت له: ما قمتم به مفهوم.
وليس مما يجعلني شديد الاستياء. ولكن هذا البيت من الشعر للمتنبي، لم يفارقني طوال وجودي عندكم:
ولم أر في عيوب الناس عيباً *** كنقص القادرين على التمام
أشرق وجه الضابط وأمسك بكتاب سميك مدّه إليّ بتباه واضح... كان الكتاب ديوان المتنبي.
- 3 -
مضى 22 سنة على وفاة الفنان السوري التشكيلي فاتح المدرس، وهو من جيل «الماسترز» السوريين المعلمين في هذا الفن.
كان فاتح، في مزاجه، وأسلوبه العفوي والمعقد، وثقته بالحرفية المشهودة له... يشبه، إلى حد ما، بيكاسو. الغني عن التعريف. الذي كتب، ذات يوم: «قالت لي أمي، وأنا صغير: إذا صرت جندياً... سوف تكون جنرالاً. وإذا صرت راهباً... فسوف تصبح بابا الفاتيكان....
وبدلاً من كل هذا صرت... بيكاسو».
- 4 -
عشية سقوط الاتحاد السوفييتي، كانت الشاحنات «الزيل» الضخمة تحمل أطناناً من الشموع إلى الكنائس التي تذكّر بقيامة المسيح، وكان عدد الداخلين بشموعهم أو مشمعاتهم تحت المطر، أكثر من عدد الداخلين إلى أروقة الحزب الشيوعي طوال 70 سنة.
لقد تبين أن الجوع والظمأ مشكلة، أما الحرية... فقضية.
لدينا للأسف كل هذه المفردات بصفتها قضية.
- 5 -
من دفتر قديم:
«الثمن هو: كلفة السلعة، يضاف إليها سعر ما تلف من ضمير البائع».
جاء الشتاء، وفي الأزمات الوقودية... تقنين كهرباء، نقص بنزين مازوت. وهذا يعني: برد... برد.
جاء الصيف، وفي الأزمات الوقودية... تقنين كهرباء. وهذا يعني حر... حر.
معظم محطات الكهرباء خارج الخدمة (خسائر حرب) أو لا يتوفر الوقود.
أنا كتبت رواية في شرطي البرد والعتم، مستخدماً البطانية للتدفئة، وكلوب عمال المناجم الذي يربط بمطاط على الرأس.
وفي أحد البوستات (الفيس بوك) كتبت:
عندما انتصرت الثورة البلشفية في روسيا عام 1917 جمع لينين قادة الثورة وقال لهم: ذهب القيصر... أريد الكهرباء.
- 2 -
سألني الضابط، بعد أن استضافني لبعض الأسئلة، بتهذيب شديد. وأراد أن يخفف من توتري ويثير شهيتي للكلام: أظن أنك خرجت بانطباع سيئ عن أدائنا الوظيفي. فقلت له: ما قمتم به مفهوم.
وليس مما يجعلني شديد الاستياء. ولكن هذا البيت من الشعر للمتنبي، لم يفارقني طوال وجودي عندكم:
ولم أر في عيوب الناس عيباً *** كنقص القادرين على التمام
أشرق وجه الضابط وأمسك بكتاب سميك مدّه إليّ بتباه واضح... كان الكتاب ديوان المتنبي.
- 3 -
مضى 22 سنة على وفاة الفنان السوري التشكيلي فاتح المدرس، وهو من جيل «الماسترز» السوريين المعلمين في هذا الفن.
كان فاتح، في مزاجه، وأسلوبه العفوي والمعقد، وثقته بالحرفية المشهودة له... يشبه، إلى حد ما، بيكاسو. الغني عن التعريف. الذي كتب، ذات يوم: «قالت لي أمي، وأنا صغير: إذا صرت جندياً... سوف تكون جنرالاً. وإذا صرت راهباً... فسوف تصبح بابا الفاتيكان....
وبدلاً من كل هذا صرت... بيكاسو».
- 4 -
عشية سقوط الاتحاد السوفييتي، كانت الشاحنات «الزيل» الضخمة تحمل أطناناً من الشموع إلى الكنائس التي تذكّر بقيامة المسيح، وكان عدد الداخلين بشموعهم أو مشمعاتهم تحت المطر، أكثر من عدد الداخلين إلى أروقة الحزب الشيوعي طوال 70 سنة.
لقد تبين أن الجوع والظمأ مشكلة، أما الحرية... فقضية.
لدينا للأسف كل هذه المفردات بصفتها قضية.
- 5 -
من دفتر قديم:
«الثمن هو: كلفة السلعة، يضاف إليها سعر ما تلف من ضمير البائع».