omandaily

الاقتصادية

السلطنة تشارك المجتمع الدولي الاحتفاء باليوم العالمي للنحل

نشاط النحل يبدأ في فبراير نشاط النحل يبدأ في فبراير
نشاط النحل يبدأ في فبراير


  • 6231 عدد النحالين العمانيين .. والخلايا 137 ألفا تنتج 712 ألف كيلوجرام بقيمة تسويقية 14 مليون ريال


  • السمر 'البرم' والسدر 'الجباب' من أشهر أنواع الأعسال بالسلطنة .. ونشاط النحل يبدأ في فبراير من كل عام


  • ' الثروة الزراعية' تواصل جهودها في سبيل تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية والمحلية لتطوير قطاع نحل العسل




شاركت السلطنة ممثلة في وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه اليوم المجتمع الدولي الاحتفاء باليوم العالمي للنحل الذي يصادف الـ 20 من مايو من كل عام. وحددت الأمم المتحدة يوم 20 مايو يوما عالميا للنحل لإذكاء الوعي بأهمية الملقحات ولإبراز إسهاماتها في التنمية المستدامة والتهديدات التي تواجهها وتعزيز التدابير الرامية إلى حماية النحل والملقحات الأخرى مما سيسهم بشكل كبير في حل المشاكل المتعلقة بإمدادات الغذاء العالمية. وتتعدّد فوائد النحل بين تلقيح النباتات وتوفير موائل جذابة للكثير من الطيور والحشرات، كما تضمن تعزيز مقاومة النباتات للآفات وتعزيز الأمن الغذائي إذ يسهم النحل وحده في توفير ثلث الغذاء المنتج عالميا.

لماذا يوم عالمي للنحل؟

أجابت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة 'الفاو' عن هذا التساؤول بقولها: يمكن من خلال الاحتفال سنويًا بيوم عالمي للنحل التوعية بالدور الأساسي الذي يؤديه النحل وسواه من الملقحات للمحافظة على سلامة الأشخاص والكوكب، فضلاً عن التحديات العديدة التي يواجهها اليوم.

وتم اختيار هذا التاريخ كونه يصادف اليوم الذي ولد فيه آنتون جانسي، وهو رائد في مجال تربية النحل الحديثة. وينتمي جانسي إلى أسرة تعمل في مجال تربية النحل في سلوفينيا حيث تشكل تربية النحل نشاطًا زراعيًا مهمًا وعريقًا.

وتتراجع في يومنا هذا وفرة النحل والملقحات والعديد من الحشرات الأخرى. ويتيح هذا اليوم الفرصة للجميع سواء العاملين لصالح الحكومات أو المنظمات أو المجتمع المدني أو إذا كنا مواطنين مهتمين بالموضوع - للتشجيع على اتخاذ إجراءات من شأنها أن تحمي الملقحات وموائلها وأن تعززها وتحسن وفرتها وتحافظ على تنوعها وتساند مربي النحل والتنمية المستدامة لقطاع تربية النحل. ويؤدي النحل ومربو النحل دورًا مهمًا في البيئة والإنتاج الزراعي من أجل مساندة سبل العيش في الريف وخلق فرص عمل لائقة في الأرياف وتحسين الأمن الغذائي والتغذية.

التلقيح وسبل العيش

وأكدت الفاو على أهمية التلقيح كعملية أساسية في النظم الإيكولوجية الأرضية الطبيعية وتلك التي يديرها الإنسان. وهو يتسم بأهمية حيوية بالنسبة إلى إنتاج الأغذية وتأمين سبل العيش للإنسان ويربط بصورة مباشرة النظم الإيكولوجية البرّية بنظم الإنتاج الزراعي. ويُنتج القسم الأكبر من النباتات المزهرة البذور فقط في حال أدّت عملية التلقيح بواسطة الحيوانات إلى نقل غبار اللقاح من منابر زهرتها إلى مياسمها. ولولا هذه الخدمة لانهارت العديد من الأنواع والعمليات المترابطة التي تعمل ضمن نظام إيكولوجي معّين.

إذ يعتمد ثلاثة من أصل أربعة محاصيل في جميع أنحاء العالم من إنتاج الفواكه أو البذور للاستخدام البشري، كغذاء، على الأقل جزئياً، على الملقحات. كما أن تحسين كثافة الملقحات وتنوعها يعزز غلات المحاصيل - وتؤثر الملقحات على 35 في المائة من الأراضي الزراعية العالمية، مما يدعم إنتاج 87 من المحاصيل الغذائية الرائدة في جميع أنحاء العالم.

وتسهم المنتجات الغذائية المعتمدة على الملقحات في النظم الغذائية الصحية والتغذية.

وتتعرض الملقحات للتهديد - يمكن للزراعة المستدامة أن تقلل من خطر الإصابة بالملقحات من خلال المساعدة في تنويع المشهد الزراعي والاستفادة من العمليات الإيكولوجية كجزء من إنتاج الغذاء.

تطوير قطاع النحل بالسلطنة

وقد عملت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على تطوير قطاع نحل العسل بالسلطنة، حيث عملت على تنفيذ البرامج الداعمة للنحّالين وتنظيم البرامج الإرشادية ووضع القوانين المنظمة للقطاع وتنظيم سوقين للعسل سنويا بهدف توسيع دائرة التسويق للمنتجات وزيادة الوعي للمجتمع بأهمية العسل كغذاء وأهميته كأحد روافد الاقتصاد في السلطنة. كما عملت الوزارة على تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية والمحلية لتطوير قطاع نحل العسل، حيث أبرمت اتفاقية مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وشركة اوميفكو تتعلق بتعزيز سلسلة القيمة المستفادة لتربية نحل العسل في السلطنة من خلال تطوير قدرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما وقعت الوزارة اتفاقية تعاون مع جمعية دار العطاء لتنفيذ مشروع تربية وإكثار نحل العسل لدى أسر الضمان الاجتماعي ذات الدخل المحدود.

بلغ عدد النحّالين العمانيين وفقًا لإحصاءات الوزارة لعام 2020 م 6231 نحّالا، وعدد خلايا النحّل في السلطنة ما يقارب من 137600 خلية، وكمية الإنتاج حوالي712551 كيلوجراما من العسل محققة قيمة تسويقية بلغت حوالي 14251020 ريالا عمانيا.

وأكدت دراسة تشخيصية أعدتها الوزارة مؤخرًا على أن قطاع النحل يعد قطاعًا واعدًا ويحمل فرصا واسعة للاستثمار كإنتاج العسل المحلي، والغذاء الملكي وحبوب اللقاح والشمع، أو مجال مستلزمات المناحل. وأشارت الدراسة إلى أن الأغلبية العظمى من العاملين في قطاع النحل في السلطنة هم من الكوادر الوطنية بنسبة 92%، فيما لم يتجاوز عدد الوافدين العاملين في القطاع 8%، وشملت الدراسة نحو 256 مشروعا من مختلف محافظات السلطنة.

وتتشعب أهداف إقامة مشروع تربية نحل العسل، فبعض النحالين يهدفون من إقامة المشروع إلى إنتاج العسل المحلي، أو إنتاج الطرود، ومنهم من يجمع الهدفين معنا، كما أن البعض قد توسع في آفاق الأهداف من إقامة المشروع كبيع ملكات النحل سواء كانت العذاري أم الملقحة، أو إنتاج حبوب اللقاح، وجمع الغذاء الملكي، وإنتاج الشمع، كما أن هناك مشروعات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقطاع النحل، كبيع مستلزمات النحل، وإقامة منجرة خاصة لصنع صناديق النحل والبراويز، وغيرها.

وتشتهر السلطنة بأنواع مختلفة من الأعسال أهمها عسل السمر ويسمى محليا «البرم» وعسل السدر ويطلق عليه «الجباب»، ويبدأ نشاط النحل في كافة ربوع السلطنة مع بداية شهر فبراير من كل عام، ويستمر حتى نهاية شهر مايو، حيث تشهد هذه الفترة والتي تستمر 3 أشهر، أنواعا مختلفة من أزهار الأشجار كطلع النخيل «النبات» وأزهار شجرة السرح والشوع وغيرها، وفي بداية شهر أبريل يبدأ موسم السمر ويمتد إلى قرابة أربعة أسابيع حيث ينشط النحل بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، نظرًا لتوفر حبوب اللقاح والرحيق معًا في أزهار أشجار السمر، ويميل لون عسل السمر بين الأسود والأحمر.