ظاهرة المؤثرين
الاحد / 12 / رمضان / 1442 هـ - 14:53 - الاحد 25 أبريل 2021 14:53
مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، تحققت نظرية أن العالم بيت واحد؛ فتغيرت كثير من الأمور التقليدية لاسيما في التواصل والإعلام والعلاقات العامة، وبرزت ظاهرة جديدة وهي المؤثرين، الذين استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم في الساحة الاجتماعية ووسائل تواصلها بقوة كبديل للوسائل الإعلام والإعلانات التقليدية، أو كمنافس لها.
فبما أن الإنسان فُطِرَ على حب الاقتداء والتقليد؛ فإن ظاهرة المؤثرين قد تكون للخير أو للشر، وسنقسم في هذا المقال المؤثر والمتأثر كلا إلى قسمين، وسنطلق عليهم المسميات التي جاءت بها الشريعة الإسلامية؛ أما المؤثرون فهم الدعاة، والمتأثر فهو المتأسي.
فالدعاة صنفان كما حددهم القرآن الكريم ، فالأول هم الدعاة إلى الخير، يقول عنهم الله سبحانه وتعالى: 'وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا' (24) السجدة. فهذا المؤثر أو الداعية يريد لنفسه ولغيره الخير، فيدلهم ويحثهم عليه، وينصح ويوجه بالحذر من الشر؛ فهذا الصنف ينال رضا الله جلّ في علاه، وبرضاه سبحانه يرضى عنه الناس وينشدون له بالخير؛ فالناس شهود الله في أرضه.
أما الصنف الثاني فهم الدعاة إلى الشر؛ والذي قال الله تعالى عنهم في كتابه: 'وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ' (41) القصص. فهؤلاء الذين يأتون بالعادات السلبية على المجتمع، والأفكار الدخيلة بكافة أنواعها؛ فيضل ويُضل فيكون الذي يهوي بنفسه إلى النار والعياذ بالله.
أما المتأثر (المتأسي) كذلك يُمكن أن نصنفهم إلى صنفين، صنف متأسي بدعاة الخير، أصحاب المبادرات الإيجابية، والأخلاق العالية، مَن ينفعون مجتمعاتهم وأوطانهم ويحرصون عليها، لديهم ميزان يقيسون به كل داعية؛ وهو ميزان حياة وهدى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول المولى سبحانه وتعالى: 'لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا' (21) الأحزاب.
وأما الصنف المتأسي بدعاة الشر أو دعاة النار مثلما أسماهم القرآن الكريم؛ فهم السائرون في المسالك المذمومة، والمتبعون لأهل السوء، والمقتدون بدعاة الشر بغير حجة أو برهان؛ فيندمون يوم لا ينفع الندم، ويتحسرون يوم لا تنفع الحسرة.
فعليه فإن الإنسان مُخير في متابعته للمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي والذين أسميناهم في هذا المقال -الدعاة- فليس له عذر ما لم يكن فاقد لعقله؛ لان الله سبحانه وتعالى يصور لنا حال من اتبع الداعين -المؤثرين- بالشر، بقوله جلّ في علاه: 'وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا * وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ' 25-29 الفرقان.
لذلك كان لزامًا علينا جميعًا أن نتحرى المؤثر الحسن، وكما أنه يجب علينا كلًا قدر استطاعته بأن نأخذ بأيدي من غُرِّرَ به، واستحوذ عليه الشيطان من مؤثرين أو متابعين -متأسين- لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: 'الدين النصيحة' فالنصحية تكون بالتي هي أحسن، وكما علينا كمجتمع أن نكون عون للجهات والمؤسسات المعنية بالمؤثرين؛ وكما أنه لا نُعيّر ولا نفضح ولا ننشر السوء لأي أحد لاسيّما وإن كان من المؤثرين الذي بلا شك له جمهور أو متابعين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن كشف عورات المسلمين أو نعيّرهم وأمرنا بالستر في كل الأحوال؛ قال صلى الله عليه وسلم: (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته).
فبما أن الإنسان فُطِرَ على حب الاقتداء والتقليد؛ فإن ظاهرة المؤثرين قد تكون للخير أو للشر، وسنقسم في هذا المقال المؤثر والمتأثر كلا إلى قسمين، وسنطلق عليهم المسميات التي جاءت بها الشريعة الإسلامية؛ أما المؤثرون فهم الدعاة، والمتأثر فهو المتأسي.
فالدعاة صنفان كما حددهم القرآن الكريم ، فالأول هم الدعاة إلى الخير، يقول عنهم الله سبحانه وتعالى: 'وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا' (24) السجدة. فهذا المؤثر أو الداعية يريد لنفسه ولغيره الخير، فيدلهم ويحثهم عليه، وينصح ويوجه بالحذر من الشر؛ فهذا الصنف ينال رضا الله جلّ في علاه، وبرضاه سبحانه يرضى عنه الناس وينشدون له بالخير؛ فالناس شهود الله في أرضه.
أما الصنف الثاني فهم الدعاة إلى الشر؛ والذي قال الله تعالى عنهم في كتابه: 'وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ' (41) القصص. فهؤلاء الذين يأتون بالعادات السلبية على المجتمع، والأفكار الدخيلة بكافة أنواعها؛ فيضل ويُضل فيكون الذي يهوي بنفسه إلى النار والعياذ بالله.
أما المتأثر (المتأسي) كذلك يُمكن أن نصنفهم إلى صنفين، صنف متأسي بدعاة الخير، أصحاب المبادرات الإيجابية، والأخلاق العالية، مَن ينفعون مجتمعاتهم وأوطانهم ويحرصون عليها، لديهم ميزان يقيسون به كل داعية؛ وهو ميزان حياة وهدى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول المولى سبحانه وتعالى: 'لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا' (21) الأحزاب.
وأما الصنف المتأسي بدعاة الشر أو دعاة النار مثلما أسماهم القرآن الكريم؛ فهم السائرون في المسالك المذمومة، والمتبعون لأهل السوء، والمقتدون بدعاة الشر بغير حجة أو برهان؛ فيندمون يوم لا ينفع الندم، ويتحسرون يوم لا تنفع الحسرة.
فعليه فإن الإنسان مُخير في متابعته للمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي والذين أسميناهم في هذا المقال -الدعاة- فليس له عذر ما لم يكن فاقد لعقله؛ لان الله سبحانه وتعالى يصور لنا حال من اتبع الداعين -المؤثرين- بالشر، بقوله جلّ في علاه: 'وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا * وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ' 25-29 الفرقان.
لذلك كان لزامًا علينا جميعًا أن نتحرى المؤثر الحسن، وكما أنه يجب علينا كلًا قدر استطاعته بأن نأخذ بأيدي من غُرِّرَ به، واستحوذ عليه الشيطان من مؤثرين أو متابعين -متأسين- لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: 'الدين النصيحة' فالنصحية تكون بالتي هي أحسن، وكما علينا كمجتمع أن نكون عون للجهات والمؤسسات المعنية بالمؤثرين؛ وكما أنه لا نُعيّر ولا نفضح ولا ننشر السوء لأي أحد لاسيّما وإن كان من المؤثرين الذي بلا شك له جمهور أو متابعين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن كشف عورات المسلمين أو نعيّرهم وأمرنا بالستر في كل الأحوال؛ قال صلى الله عليه وسلم: (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته).